فتح رب البريـة بتلخيص الحمويـة للعلامة محمد بن صالح العثيمين 2024.

فتح رب البريـة
بتلخيص الحمويـة

للعلامة ظ…ط­ظ…ط¯ بن طµط§ظ„ط­ ط§ظ„ط¹ط«ظٹظ…ظٹظ†

رحمه الله تعالى

===================

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد،

فإن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق رحمةً للعالمين وقدوةً للعاملين وحجةً على العباد أجمعين،

فأدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة، وبيَّن للناس جميع ما يحتاجون إليه في أصول دينهم وفروعه،

فلم يدع خيراً إلا بيَّنه وحث عليه ولم يترك شراً إلا حذر الأمة عنه، حتى ترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها.

فسار عليها أصحابه نيِّرة مضيئة،

وتلقاها عنهم كذلك القرون المفضلة،

حتى تجهم الجو بظلمات البدع المتنوعة التي كاد بها مبتدعوها الإسلام وأهله، وصاروا يتخبطون فيها خبط عشواء، ويبنون معتقداتهم على نسج العنكبوت.

والرب تعالى يحمي دينه بأوليائه الذين وهبهم من الإيمان والعلم والحكمة ما به يصدون هؤلاء الأعداء ويرُدّون كيدهم في نحورهم،

فما قام أحد ببدعة إلا قيّض الله – وله الحمد –

من أهل السنة من يدحض بدعته ويبطلها.

وكان في مقدِّمة القائمين على هؤلاء المبتدعةِ

شيخُ الإسلام تقي الدين أحمدُ بنُ عبد الحليم

بنِ عبد السلام ابنِ تيمية الحرّاني ثم الدمشقي،

المولودُ في حرّان يوم الإثنين الموافقِ 10 ربيع الأول

سنة 661 هجرية،

والمتوفى محبوساً ظلماً في قلعة دمشق في ذي القَعدة

سنة 728 هجرية.

وله المؤلفات الكثيرة في بيان السنة وتوطيد أركانها

وهدم البدع.

ومما ألفه في هذا الباب رسالة ( الفتوى الحموية )

التي كتبها جواباً لسؤال ورد عليه في سنة 698 هجرية

من حماةَ بلدٍ في الشام،

يُسأَل فيه عما يقوله الفقهاء وأئمة الدين

في آيات الصفات وأحاديثها،

فأجاب بجواب يقع في حوالَيْ 83 صفحة.

وحصل له بذلك محنة وبلاء،

فجزاه الله تعالى عن الإسلام والمسلمين أفضل الجزاء.

ولما كان فهم هذا الجواب والإحاطةُ به

مما يشق على كثير من قرائه،

أحببت أن ألخص المهم منه

مع زيادات تدعو الحاجة إليها،

وسميته ( فتحُ ربّ البرية ط¨طھظ„ط®ظٹطµ الحموية ).

وقد طبعته لأول مرة في سنة 1380 هجرية.

وها أنا أعيد طبعه للمرة الثانية،

وربما غيرت ما رأيت من المصلحة تغييره

من زيادة أو حذف.

والله أسأل أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه

ونافعاً لعباده إنه جواد كريم.

الباب الأول:

فيما يجب على العـبد في دينه

الواجب على العبد في دينه هو اتباع ما قاله الله

وقاله رسوله محمدٌ صلى الله عليه وسلم

والخلفاءُ الراشدون المهديون من بعده

من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

وذلك أن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم

بالبينات والهدى،

وأوجب على جميع الناس أن يؤمنوا به،

ويتبعوه ظاهراً وباطناً،

فقال تعالى:

( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً

الذي له ملك السماوات والأرض

لا إله إلا هو يحيي ويميت

فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي

الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي،

تمسكوا بها وعَضوا عليها بالنواجذ،

وإياكم ومحدثاتِ الأمور،

فإن كل محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة ).

والخلفاء الراشدون هم الذين خلفوا النبي

صلى الله عليه وسلم

في العلم النافع والعمل الصالح.

وأحق الناس بهذا الوصف
هم الصحابة رضي الله عنهم،

فإن الله اختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم

وإقامة دينه،

ولم يكن الله تعالى ليختار
وهو العليم الحكيم –

لصحبة نبيه إلا من هم أكمل الناس إيماناً

وأرجحُهم عقولاً وأقومُهم عملاً

وأمضاهم عزماً وأهداهم طريقاً.

فكانوا أحق الناس أن يتبعوا بعد نبيهم

صلى الله عليه وسلم ،

ومن بعدهم أئمةُ الدين

الذين عُرفوا بالهدى والصلاح.

الباب الثاني:

فيما تضمنته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم

من بيان الحق في أصول الدين وفروعه

رسالة النبي صلى الله عليه وسلم تتضمن شيئين،

هما العلم النافع والعمل الصالح،

كما قال تعالى:

( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق

ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ).

فالهدى هو العلم النافع،

ودين الحق هو العمل الصالح

الذي اشتمل على الإخلاص لله،

والمتابعةِ لرسوله صلى الله عليه وسلم.

والعلم النافع يتضمن كل علم يكون للأمة فيه

خير وصلاح في معاشها ومعادها.

وأولُ ما يدخل في ذلك العلمُ بأسماء الله وصفاته وأفعاله.

فإن العلم بذلك أنفع العلوم،

وهو زُبدة الرسالة الإلهية وخلاصة الدعوة النبوية،

وبه قوام الدين قولاً وعملاً واعتقاداً.

ومن أجل هذا كان من المستحيل أن يهمله النبي

صلى الله عليه وسلم

ولا يبينَه بياناً ظاهراً ينفي الشك ويدفع الشبهة.

وبيان استحالته من وجوه:

الأول: أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم

كانت مشتملة على النور والهدى،

فإن الله بعثه بشيراً ونذيراً،

وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً،

حتى ترك أمته على المحجة البيضاء

ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك،

وأعظم النور وأبلغه ما يحصل للقلب

بمعرفة الله وأسمائه وصفاته وأفعاله،

فلا بد أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم

قد بينه غايةَ البيان.

الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم أمته

جميع ما تحتاج إليه من أمور الدين والدنيا،

حتى آدابَ الأكل والشرب والجلوس والمنام وغير ذلك.

قال أبو ذر رضي الله عنه :

( لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم

وما طائرٌ يقلب جناحيه إلا ذكر لنا منه علماً ).

ولا ريب أن العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله

داخلٌ تحت هذه الجملة العامة،

بل هو أول مايدخل فيها لشدة الحاجة إليه.

الثالث: أن الإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله

هو أساس الدين وخلاصة دعوة المرسلين،

وهو أوجب وأفضل ما اكتسبته القلوب وأدركته العقول.

فكيف يهمله النبي صلى الله عليه وسلم

من غير تعليم ولا بيان،

مع أنه كان يعلّم ما هو دونه في الأهمية والفضيلة ؟!

الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم

كان أعلمَ الناس بربه،

وهو أنصحهم للخلق، وأبلغهم في البيان والفصاحة،

فلا يمكن مع هذا المقتضي التامّ للبيان

أن يتركَ باب الإيمان بالله وأسمائه وصفاته

ملتبِساً مشتبِهاً.

الباب الثالث:

في طريقة أهل السنة والجماعة

في أسماء الله وصفاته

أهل السنة والجماعة هم الذين اجتمعوا

على الأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم

والعملِ بها ظاهراً وباطناً في القول والعمل والاعتقاد.

وطريقتهم في أسماء الله وصفاته كما يأتي:

أولاً في الإثبات،

فهي إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه

أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ،

من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

ثانياً في النفي،

فطريقتهم نفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه

أوعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ،

مع اعتقادهم ثبوتَ كمال ضده لله تعالى.

ثالثاً

فيما لم يَردْ نفيه ولا إثباته مما تنازع الناس فيه

كالجسم والـحَيْز والجهة ونحو ذلك،

فطريقتهم فيه التوقفُ في لفظه

فلا يثبتونه ولا ينفونه لعدم ورود ذلك،

وأما معناه فيستفصلون عنه،

فإن أريد به باطل – يُنَزَّه الله عنه – رَدُّوه،

وإن أريد به حق – لا يمتنع – على الله قبلوه.

وهذه الطريقة هي الطريقة الواجبة،

وهي القول الوسط بين أهل التعطيل وأهل التمثيل.

وقد دل على وجوبها العقل والسمع.

فأما العقل،

فوجه دلالته أن تفصيل القول فيما يجب ويجوز ويمتنع

على الله تعالى لا يُدرك إلا بالسمع،

فوجب اتباع السمع في ذلك

بإثبات ما أثبته ونفي ما نفاه والسكوت عما سكت عنه.

وأما السمع

فمن أدلته قولُه تعالى:

( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها

وذروا الذين يلحدون في أسمائه

سيجزون ما كانوا يعملون )

وقولُه:

( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )

وقولُه:

( ولا تقف ما ليس لك به علم ).

فالآية الأولى دلت على وجوب الإثبات

من غير تحريف ولا تعطيل، لأنهما من الإلحاد.

والآية الثانية دلت على وجوب نفي التمثيل.

والآية الثالثة دلت على وجوب نفي التكييف،

وعلى وجوب التوقف فيما لم يرد إثباته أو نفيه.

وكل ما ثبت لله من الصفات فإنها صفات كمالٍ

يُحمَد عليها ويُثنى بها عليه،

وليس فيها نقص بوجه من الوجوه،

فجميع صفات الكمال ثابتة لله تعالى على أكمل وجه.

وكل ما نفاه الله عن نفسه فهو صفات نقصٍ

تنافي كمالَه الواجبَ.

فجميع صفات النقص ممتنعة على الله تعالى

لوجوب كماله.

وما نفاه الله عن نفسه

فالمراد به انتفاءُ تلك الصفةِ المنفيةِ وإثباتُ كمال ضدها،

وذلك أن النفي لا يدل على الكمال

حتى يكون متضمِناً لصفة ثبوتية يحمد عليها.

فإن مجردَ النفي قد يكون سببَه العجزُ فيكون نقصاً،

كما في قول الشاعر:

( قُبِيِّلَهٌ لا يغدرون بذمة ***

ولا يظلمون الناس حبة خردل ).

وقد يكون سببَه عدمُ القابلية، فلا يقتضي مدحاً،

كما لو قلتَ: الجدار لا يظلم.

إذا تبين هذا،

فنقول:

مما نفى الله عن نفسه الظلم،

فالمراد به انتفاءُ الظلم عن الله

مع ثبوت كمال ضده وهو العدل.

ونفى عن نفسه اللُّغوب وهو التعب والإعياء،

فالمراد نفي اللغوب مع ثبوت كمال ضده وهو القوة.

وهكذا بقية ما نفاه الله عن نفسه،

والله أعلم.

التحريف

التحريف لغةً التغيير.

وفي الاصطلاح تغيير النص لفظاً أو معنى.

والتغيير اللفظي قد يتغير معه المعنى وقد لا يتغير،

فهذه ثلاثة أقسام:

1.تحريف لفظي يتغير معه المعنى،

كتحريف بعضِهم قولَه تعالى:

( وكلم اللـهُ موسى تكليماً )

إلى نصب الجلالة ليكون التكليم من موسى.

2.وتحريف لفظي لا يتغير معه المعنى،

كفتح الدال من قوله تعالى: ( الحمدُ لله رب العالمين ).

وهذا في الغالب لا يقع إلا من جاهل،

إذ ليس فيه غرض مقصود لفاعله غالباً.

3. وتحريف معنوي،

وهوصرف اللفظ عن ظاهره بلا دليل.

كتحريف معنى اليدين المضافتين إلى الله

إلى القوة والنعمة ونحو ذلك.

التعطيل

التعطيل لغة التفريغ والإخلاء.

وفي الاصطلاح – هنا – إنكار ما يجب لله تعالى

من الأسماء والصفات، أو إنكار بعضه،

فهو نوعان:

1.تعطيل كلي.

كتعطيل الجهمية الذين ينكرون الصفات،

وغلاتُهم ينكرون الأسماء أيضاً.

2. وتعطيل جزئي.

كتعطيل الأشعرية

الذين ينكرون بعض الصفات دون بعض.

وأول من عرف بالتعطيل من هذه الأمة

هو الجعد بن درهم.

التكييف

التكييف حكاية كيفية الصفة،

كقول القائل:

كيفية يد الله أو نزوله إلى السماء الدنيا كذا وكذا.

جعله الله في ميزان حسناتك

جزاك الله خييير ،،
لا حرمتي الأجر ..

جزآكِ اللهُ الجنــةُ غآليتي ..

جزآكِ اللهُ الجنــةُ غآليتي ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة naho0oy البرونزية
جعله الله في ميزان حسناتك

وفي ميزان حساتكي أيضا
شكرا على المرور الطيب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أطـلـق هـلالـيـه البرونزية
جزاك الله خييير ،،
لا حرمتي الأجر ..

وجزاكي مثله
شكرا على المرور الطيب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ஐஐدمـوع الـوردღஐ البرونزية
جزآكِ اللهُ الجنــةُ غآليتي ..

وجزاكي أيضا الجنة
شكرا على المرور الجميل