للصابرين على البلاء . 2024.

للصابرين على ط§ظ„ط¨ظ„ط§ط، .

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي رسوله الكريم المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين ، أرسله ربه بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ، بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا .

* الحياة لا تخلو من المحن والمصائب والدنيا معترك للامتحان والبلايا ، ليختبر الله عباده ويري ما في صدورهم من الصبر والتسليم ، فمخطيء من يظن أننا في نزهة نبحث فيها عن الاسترخاء ، ولا كل ما نريده يتحقق ولا كل ما نتمناه يكون ، ولابد من التضحية بالهوى لتستقيم النفس علي المطلوب ، الراحة فقط في طاعة الله ، فكن مع الله ولا تبالي .

من وصية لقمان لابنه : " واصبر علي ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور " .

نعم نحن بشر فينا الألم من البلاء والجزع إذا أصابنا الضر ، وإذا نظرنا برؤية المؤمن إلي البلاء نرى أن الله يبتلي من يحب ليرفع درجته ويمحو خطيئته حتي يخرج من الدنيا نقيا من الذنوب إلي رضوان الله ورحمته .

روي الترمذي عن أبي هريرة عن النبي قال : " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة " . وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : " ما يصيب المؤمن من نصب ، ولا وصب ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا أذى، ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه " .

الأمر ليس في البلاء فكل الناس مبتلي ، وإنما الشأن في فهم البلاء والتعامل مع البلاء ببصيرة القلب ونور الإيمان ، فهناك من يسقط مع البلاء ولا يزداد إلا هما مع هم وغما مع غم ، وهناك من يخرج أقوي إيمانا وأرسخ يقينا وأحب إلي الله مما كان عليه ، ويبتلي المرء علي قدر دينه ، روي البخاري وأحمد والترمذي وابن ماجة عن سعد عن النبي قال :" أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الأرض وما عليه خطيئة " .

* أطرح عليكم سؤالا : أيهما أعظم مصيبة وأكبر بلاءا : من فقد ولده الصغير الذي لم يبلغ الحلم ؟ أم من فاتته صلاة الفجر في جماعة ؟ أيهما نقيم له المأتم ونتقبل العزاء ؟ الإجابة حاضرة يصدقها الواقع ، وهي أن فقد الأولاد يفتت الأكباد ، ولكن دعونا نتعلم من سنة حبيبنا ما يوسع قلوبنا وصدورنا لنستقبل أقدار الله في الحياة بفهم ووعي وبصيرة :

أخرج أحمد والترمذي وحسنه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي موسى قال: قال رسول الله :" إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته : قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون : نعم . فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم . فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع ، فيقول الله : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة ، وسموه بيت الحمد " ، بيت الحمد في الجنة ليس لكل أحد بل لمن صبر علي فقد الأكباد . علي فقد الولد قبل الحلم ، ناهيك عما يفرح به يوم الحشر الأكبر عندما يستقبله ولده علي باب الجنة يقول : من هنا يا أبي من هنا يا أبي .

أما من ضيع صلاة الفجر فهل يستطيع أن يعيد دورة الفلك مرة أخري ليستدرك ويعوض ما فات وضاع منه ؟؟!!!

" إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب " ، " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور " .

* الصبر عبادة يحبها الله ، فالله مع الصابرين والله يحب الصابرين ، ولكن هل الصبر يأس من الحياة وهروب من البلايا وخضوع واستسلام لواقع مر ومصائب لا حل لها ؟ لا والله بل هناك صبر الواثق من الفرج بعد الشدة ، فهناك دورة زمنية للبلاء لابد أن ينتهي عندها كما تنتهي دورة الليل والنهار ، لكل محنة أمد وتنتهي وهذا ما وعدنا به نبينا عندما علم ابن عباس فقال له : " تعرف إلي الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا " .

والإمامة في الدين لا تنال إلا بالصبر واليقين ، يوسف لو زلت قدمه في الخطيئة لما نادوا عليه في السجن : يوسف أيها الصديق ، ثم أصبح علي خزائن مصر بين ليلة وضحاها ، وجاء تعقيب القرآن علي هذا فقال : "إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين " ، وهذا درس يتعلمه الشباب ألا يبيعوا نزوة ساعة شهوة ساعة بالدون الرخيص الفاني ، وأن يستعلوا بإيمانهم علي كل شهوة حرام .

* هذه فوائد ومنافع عجيبة يخبر بها الفاروق عمر عن المنح التي جعلها الله في طي المحن ، قال : " ما ابتليت ببلية إلا كان للّه عليّ فيها أربع نعم : إذ لم تكن في ديني ، وإذ لم أحرم الرضا ، وإذ لم تكن أعظم منها ، وإذ رجوت الثواب عليها " .

كل مصائب الدنيا تهون إلا أن تكون المصيبة في الدين ، من ضاع ماله ضاعت تجارته ضاعت أسرته كل ذلك مأجور عليه إلا من ضاع دينه ، وكان من دعاء النبي : " اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا " رواه الترمذي عن ابن عمر .

* من قال هذا الدعاء عوضه الله مما فاته وأبدله من مصيبته خيرا ورزقا وفرجا وسرورا ، أخرج مسلم عن أم سلمة قالت : " سمعت رسول الله يقول : " ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها . قالت : فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله ، فأخلف الله لي خيرا منه ، رسول الله " .

* قد يحدث في الحياة ما يغيظك وثير حفيظتك ونحن بشر نتأثر بالأفعال ولنا ردود أفعال ، ولكن المؤمن صبور لا تتحكم عواطفه وأهواؤه في انفعالاته وأفعاله ، فكيف هي ردود الأفعال ؟؟

المؤمن أمام واحدة من ثلاث :

· كظم الغيظ ، قال رسول الله " من كظم غيظا وهو قادر علي أن ينفذه دعاه الله علي رؤوس الخلائق يوم القيامة حتي يخيره من الحور العين ما شاء " رواه أبو داود والترمذي عن معاذ بن جبل .

· العفو عن المسيء .

· الإحسان إلي من أساء إلينا ، لماذا " والله يحب المحسنين " .

أبو ذر كان له غلام فكسر رجل شاة ، فلما سأله من كسر رجل هذه الشاة ؟ قال : أنا ، قال : ولم ؟ قال : لأغيظك فتضربني فتأثم !!! فقال أبو ذر : والله لأغيظن من أمرك بهذا ، اذهب فأنت حر لوجه الله .

أبو ذر بنور إيمانه علم كيف يقرأ الحدث ويتعامل معه بحكمة وبصيرة ، وكيف يجعل الشيطان هو المحسور ، ذلك لأنهم يراقبون الله في أعمالهم ، فليس للشيطان عليهم سبيل ، لأنه كلما وسوس بالشر وأغرى بالأذى يقومون بعمل الضد من هذا وهو العفو والإحسان .


وفقك لله اللهم إرزقنا حلم أبي ذر

ااامين يارب
منوووووووووووووووره

يسسسلموو
دووم متميزة

هل سيرفع عني البلاء ؟ 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

دعوت ولم يستجاب لي ..أخذت بكل الأسباب وتحريت أوقات الإجابة
..فعلت كل شيء ..والأمر يزداد سوء ..
..هل ط³ظٹط±ظپط¹ عني ط§ظ„ط¨ظ„ط§ط، ؟

قبل أي شيء يجب أن نعرف

أن تعرف أن هذا البلاء من الله وتقديره لك
أن تعرف أن الله أرحم بك من أمك
أن تعرف أن الله لم يبتليك ليهلكك أو أنه جل وعلا يريد عذابك
البلاء له وقت وسيزول مهما طال

عندما تأخذ بكل الأسباب وتتأخر الإجابة ولا يُرفع البلاء يآتى الوسواس ويعمل الشيطان

يحكى الشيخ محمد حسين يعقوب قائلا:كنت في بلاء شديد وجلست أردد أذكار المساء وجاء دعاء( اللهم أنى أمسيت في عفواً منك وعافية ..) فجاءه الشيطان يقول أين هذه العافية؟ فستعاذ بالله سريعا وطرده
وقال كفى أن هذا البلاء من اختيار الله لي

ويقول أيضا ..مرض والده "رحمه الله" في آخر حياته بمرض السكر وأصيب بجرح في إصبعه وطلب الطبيب بتر الإصبع فرفضو وذهبو لطبيب آخر وآخر ..وكلهم اجمعوا على ذلك ,الشاهد أنهم عندما قالو للطبيب لا قال لهم لست أنتم من تقررون هذا عملي وأنا من أقول

هكذا نحن ولله المثل الأعلى

أنت حر أم عبد ..مالك أم مملوك؟ إذن فليفعل بك ما يشاء هو الأعلم ما الأصلح يمرضك أو يشفيك ..يزوجك أو لا ..لسنا نحن من نقرر

عندما يمرض أبنك بداء يحتاج لعملية في البطن ماذا تفعل؟ أتأخذه وتقول لا لن تفتح بطنه ..أم تثبته أنت على السرير وتعينه على فتح بطن أبنك؟ لما. هل لتؤذيه ؟ أم لأنك تعلم أن المصلحة في هذا

ولله المثل الأعلى فلما لانُسلم لقضاء الله ما دمنا أخذنا بالأسباب

أحيانا الله يداوي بالقطع وأحيانا بالبلسم وهو الحكيم وله في كل شيء حكمــة

أنت موقن أن الله حكيم ..يفعل ما يريد ..أي شيء يفعــله فيكِ راضي

الشاهد أن تعترف أن الله منعك لحكمة وعندما يعطيك يعطيك لحكمة

من أصول الوصول إلى الله "لا تلبس ثياب الفراغ أثناء العمل "
مثلا عامل ورشة تصليح السيارات( الميكانيكي) كل يوم تجده يرتدي الزي المعروف(العفريته) لديهم وكله زيوت وشحم آثار العمل ..ولكن يوم الأجازة تجده نظيف ويرتدي زى يساير الموضة ..لكن لو ذهب بثياب الفراغ للعمل سُيطرد

كذلك الدنيا سجن المؤمن والسجن له أحكامه
الذي يريد أن يعيش في الدنيا ولا يمرض ولا يتألم ولا يحرم مستحيل ؟! كيف
الدنيا دار ابتلاء ..حتى اللذات فيها ناقصة ومكدرة !

(إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)

(إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا)

(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)

هل جاءت الخادمة يوما بعد أن طلبتي منها طلبا وقالت لكِ يييييييه مللت أنتى دائما تقولين اغسلي لي ملابسي نظفي حجرتي ..تعالى أنتي نظفي حجرتي ؟! إن فعلت هذا قلتي لها هذا عملك وأنا لا أحملك فوق طاقتك

ولله المثل الأعلى نحن مملوكين له فكيف يتضجر المملوك من حكم سيده عليه ؟

هكذا يجب أن نحاور نفوسنا ..
يقول الشيخ يعقوب بعض الناس إذا وسوست نفسه له يأخذ ويدي معها ومع الشيطان ويشرب شاي ! ويضيع نفسه
لكن الصحيح أن نحاورها بالأدلة كمثال المملوك والطبيب

هناك نفوس لينة تقول لها هذه حكمة الله فتسلم وتصمت وهناك نفوس خبيثة نعوذ بالله منها

الله المالك وله التصرف
هل تعرفن يا حبيبات في حياتي أنا شخصيا كثيرا ما أمر بابتلاء وأفقد أمر أريده أو شيء أحبه وأحزن كعادة النفس البشرية وتقريبا ولا مرة إلا ويثبت لي أن اختيار الله لي الأفضل من أبسط الأشياء لأكبرها

ونسأل الله أن يطهرنا على ما يحب في عفو منه وعافية فإننا ضعاف وعافيته جل وعلا أوسع لنا

(( هل الابتلاء إلا منع الأغراض وعكس المصالح ))
يا نفس تطلبين أغراضك وتنسي الفرائض ؟!

كيف تطلبي حقك وأنى لم تؤدى وأجبك وهذا في الأساس ليس حقك..بل أنتي مملوكة!

سنين طويـــلة في معاصي وغفلة ونآتى فجأة نطلب الإجابة ..ونحن قد سددنا طرقها سنوات ولأننا التزمنا سنتين خلاص !

ينبغي على الإنسان أن يعلم أن طرق الإجابة تحتاج إلى تنظيف

بالتقوى تصل وبعدم التقوى تحرم

إننا لا نرى ولا نعم العواقب (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
تطلب الشفاء وربما لو شفيت لارتكبت الكبائر وعصيت الله فالله أمرضك كي ترفع يدك وتقول يــا رب

(وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)

(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)

ينبغي أن تعلم أنك لا تنظر إلا للصورة التي أمامك فقط ..لكن الله جل وعلا يعلم العواقب

ما نأخذه في الدنيا خصم من حساب الآخرة
هل يستوي من عانى من المرض والصحيح في الأجر
هل يستوي الذي تزوج والذي لم يتزوج
أكيد المبتلى أجره أعلى
الذي لم تأخذه سيتم لك أجره

لا تخــــــــــــاف طلبت ولم تعطى أجرك محفوظ

يوم القيامة عندما ترى الدعاء الذي لم يستجاب وأجره ستتمنى لو أن كل دعواتك لم تجاب

وفى الحديث ما معناه عندما يرى الناس أجر الصابرون يتمنون لو أن أجسادهم قرضت بالمقاريض في الدنيا

(إنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)

وفى حفظ الله ورعايته ..

البرونزية

منوٍرٍة يآلغلآ

أيها المؤمن لا توهن لما نزل بك من البلاء 2024.

أيها المؤمن لا توهن لما نزل بك من البلاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها المؤمن لا توهن لما نزل بك من البلاء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فهذه وصية أخوية من قلب مشفق لكل أخ وأخت وقع له شيء من البلاء أسأل الله أن ينفع بها.
فإن المؤمن يبتلى في هذه الدنيا أنواعا من البلاء وصورا شتى. كما قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
وتجري عليه أحوال عجيبة قد لا تخطر على باله ولا تجري في حسابه.
ويفقد أمورا ثمينة قد أنفق فيها الغالي والنفيس.
ومع كثرة البلاء يصيب المؤمن ضعف وخور ووهن شديد وقد يترك في نفسه آثارا سيئة وأعراضا نفسية ورؤية متشائمة فينقطع عن الخير ويغلبه الحزن والاكتئاب ويسوء ظنه بربه.
لماذا تحزن
وأنت تعلم أن البلاء علامة على محبة الله كما قال رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنّ عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحبّ قوماً ابتلاهم، فمن رَضِيَ فله الرضا، ومن سَخِطَ فله السخط).
لماذا تحزن
وأنت تعلم أن البلاء كفارة لذنوبك كما قال قدوتك صلى الله عليه وسلم: (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة).
لماذا تحزن
وأنت تعلم أن البلاء طريق للجنة كما قال حبيبك صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبَضتُ صفيّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة).
هل تعلم بأن مجرد صبرك على البلاء فقط من غير عمل صالح كثير يرفع درجاتك في الجنة وينزلك المنازل العالية كما أخبر بذلك رسولك صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليكون له المنزلة عند الله فما يبلغها بعملٍ ، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتّى يبلّغه إيّاها).
أيها المؤمن
لماذا توهن وأنت تعلم أن ما أصابك لم يكن باختيارك وقدرتك فلا تلومن نفسك على أمر ليس في طاقتك دفعه وإنما هو بتقدير الله وقضائه لحكمة أرادها الله منك. فلوم النفس على الأقدار المؤلمة نقص في العقل وضعف في البصيرة وخلل في الإيمان بالقدر.
أيها المؤمن
أبشر بالخير العظيم لما فاتك من فقد العزيز وعرض الدنيا وأنت صابر محتسب فإن الله إذا أراد بعبد خيرا أصاب منه كما ورد في الأثر.
تذكر أيها المؤمن
أن رسولك صلى الله عليه وسلم نزل به عظيم البلاء فكان قويا صابرا ثابتا لم يوهن ولم يجزع ومضى في سبيل الطاعة والخير ولم يبدل تبديلا.
تذكر أنك
ما زلت قويا بالله واثقا بعطائه ولطفه ورحمته لا تتزعزع ولا توهن ولا تضعف أمام حزن الأيام وصروف الليالي فاستعن بالله وتوكل عليه أحسن التوكل.
أيها المؤمن
تنبه أن الشيطان عدوك اللدود يريد أن يطيح بك ويلقي في روعك الحزن والأسى والوهن لما أصابك من البلاء فتحصن منه بالذكر وتغلب عليه.
أيها المؤمن
كلما نزل بك البلاء تجلد واصبر وأظهر الرضا وإياك أن تضعف وتخور أمام أهلك وولدك وخاصتك لأن ذلك يضعفهم وينزل الخوف في روعهم ويفقدهم الثقة والتوازن بل أعطهم الأمان وامنحهم الهدوء ، وإذا خلوت بربك فبث همك وأرسل دمعتك وأخرج أحزانك.
أيها المؤمن
إذا اشتد عليك الحال وضاقت بك السبل فاركن إلى ربك الرحيم كاشف الهم وتعلق برحمته ولطفه واسترجع في مصيبتك وافزع إلى الصلاة والزم الذكر حتى يكشف كربك وتزول كربتك كما كان نبيك صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وكان يقول: (أرحنا بالصلاة يا بلال). وقال ثابت البناني: (وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة).
أيها المؤمن
تأمل كما أن الله قد أخذ منك وابتلاك فقد منحك الكثير من النعم وحفظ لك أنواعا من الخير والأمور التي تجلب لك السرور والحبور وأعظم ذلك الإيمان والهدى ومعرفة الحق واتباعه فاحمد الله على ذلك وحافظ عليه.
أخي المؤمن
أنت تملك بإذن الله القوة والقدرة والثبات والشجاعة على تجاوز هذه المصيبة والمضي قدما في بذل الخير وفعل الطاعات وتكثير الحسنات فلا تقعد عن ذلك ولا يغلبك اليأس والقنوط ولا تسوف فإن العمر قصير.
أخي المؤمن
إن أعظم ما يكشف الهم عنك ويزيل الغم من روحك ويجعلك منشرح الصدر بذل الخير لأهل الحاجات ورفع البلاء عن المتضررين وإدخال السرور عليهم ومد يد الرحمة والإحسان للبؤساء كما كان رسولك صلى الله عليه وسلم حريصا كل الحرص على فعل ذلك.
أيها المؤمن إلى الأمام ننتظر عطائك وبذلك ومسابقتك في الخيرات وسيرك إلى العلياء وثباتك حتى تلقى ربك وتفوز برضاه والملتقى الجنة عند محمد وصحبه.

جزِآكِ الله كل آلخيرِ

جزِآكِ الله كل آلخيرِ

بين الدعاء والبلاء 2024.

قال الأمام الغزالي رحمه الله :
أعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء , فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمه ..

وقال ابن القيم رحمه الله :
والدعاء من أنفع الأدويه وهو عدو البلاء يدفعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه
أذا نزل وهو سلاح المؤمن وله مع البلاء ثلاثة مقامات :
المقام الأول : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
المقام الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد ولكن قد يخففه
وان كان ضعيفا.
المقام الثالث : أن يتقاوما ويمنع أحدهما صاحبه ومصداق ذلك ما جاء عن عائشه رضي الله عنها قالت :قال : الرسول صلى الله عليه وسلم:"لايغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل
ومما لم ينزل وأن البلاء لينزل فيتلقاه ط§ظ„ط¯ط¹ط§ط، فيعتلجان الى يوم القيامه"
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الاسناد…
فالدعاء باب عظيم أذا طرقه العبد تتابعت عليه الخيرات وانهالت عليه البركات..
من كتاب التداوي بالدعاء..

..جزاك الله خير..

واياك..

جـزآك اللهـ خـير يالغ ـلآآ

=)

واياكم يارب

جزاكي الله خير

فإن الذكرى تنفع المؤمنين
جزاك الله خيييييييييييييييييييير

جزاك الله الف خيررر ياقلبي ""

واياكم يارب…

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الضالمين

تحميل كتاب طوفان البلاء التمثيل والغناء 2024.

  • التحميل

خطبة و بحث عن قيام الليل و عدة البلاء 2024.

عنوان الخطبة

قيام ط§ظ„ظ„ظٹظ„ وعدة البلاء

اسم الخطيب
هيثم جواد الحداد
ملخص الخطبة
1- ذلة المسلمين وهوانهم وتكالب الأمم عليهم. 2- رسول الله يستعين على أعباء الدعة بقيام الليل. 3- فضل ظ‚ظٹط§ظ… الليل. 4- حرص السلف على قيام الليل أيام الغزو والجهاد. 5- دعوة لاستغلال العشر الأخير من رمضان بالطاعة. 6- صورة من هدي رسول الله في القيام.
الخطبة الأولى

أما بعد:
البرونزيةأُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ البرونزية ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِم بِغَيْرِ حَقّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدّمَتْ صَوٰمِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوٰتٌ وَمَسَـٰجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ البرونزية ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَاتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلاْمُورِالبرونزية [الحج:39-41].
البرونزيةوَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوٰتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ البرونزية فَرِحِينَ بِمَا ءاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ البرونزية يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَالبرونزية [آل عمران:169-171].
عباد الله، أترون عاقلاً رشيداً يستمتع بهذه الحياة في هذه الأوقات، بالله عليكم أيطيب للإنسان مأكل وهو يرى هذه الدولة الطاغية تعيث في الأرض فساداً، تسحق الضعفاء، وتقتل النساء، وتتبختر على العزل، وتتلذذ بسفك دماء المسلمين، وتمارس شتى أنواع القهر والتنكيل لكل من يخالفها.
أيمكن لنا أن نسعد بنومة هانئة بعد أن رأينا المذبحة الرهيبة المصطنعة في قلعة جانجي حيث يجمع الأخيار الأطهار، ويحصرون في ذلك المكان، لتأتي طائرات الغدر والحقد والتجبر فترميهم بحممها، وتمطرهم بقنابل لو سقطت واحدة منها على رجل لقتلته فكيف لو انفجرت، فإذا بأشلائهم متطايرة، لحوم متناثرة، وجماجم مبعثرة، عينان جاحظتان، ويدان مقطعتان، وأمعاء وأجزاء من قلوب وأكبد محترقة، لو كانت لبهائم لرحمناها فكيف بها وهي لبشر، وأي بشر؟.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله.
ألا يتقطع قلب الإنسان غيظا وهو يرى هذا المجرم وزير الدفاع الأمريكي يحث جنوده على القتل والتنكيل والإبادة الجماعية، سواء في أفغانستان، أو في فلسطين.
عباد الله، في زمن الشدائد والمحن، ووقت القلة والضيق، وإعواز المعين والرفيق، نحن بحاجة إلى ما يمسح هذه الأحزان، فنرقب تأييد رب رحيم رحمن، نسأله أن يكون راض غير غضبان.
عاش نبينا البرونزية وأصحابه الغربة في نشأة الدعوة وبدايتها، جيوش الكفر تحيط به، وجحافل الباطل تترقب به، وإذا بهذا القرآن يسوق له طريق النصر، ويوضح له معالم الطريق، ليبدأ منه، وينتهي إليه، ويستنير به.
البرونزيةيٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمّلُ البرونزية قُمِ ٱلَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً البرونزية نّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً البرونزية أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتّلِ ٱلْقُرْءانَ تَرْتِيلاً البرونزية إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً البرونزية إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاًالبرونزية [المزمل:1-6].
يقول سيد قطب رحمه الله: البرونزيةيٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمّلُالبرونزية.. إنها دعوة السماء، وأمر الكبير المتعال البرونزيةقمالبرونزية.. قم للأمر العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ لك. قم للجهد والنصب والكد والتعب. قم فقد مضى وقت النوم والراحة.. قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد..
وإنها لكلمة عظيمة رهيبة تنتزعه البرونزية من دفء الفراش، في البيت الهادئ والحضن الدافئ. لتدفع به في الخضم، بين الزعازع والأنواء، وبين الشد والجذب في ضمائر الناس وفي واقع الحياة سواء.

من لم يبت والحب حشو فؤاده لم يدر كيف تفتت الأكباد

إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً، ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً. أما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير.. فماله والنوم؟ وماله والراحة؟ وماله والفراش الدافئ، والعيش الهادئ؟ والمتاع المريح؟! ولقد عرف رسول الله البرونزية حقيقة الأمر وقدره، فقال لخديجة رضي الله عنها وهي تدعوه أن يطمئن وينام: مضى عهد النوم يا خديجة! أجل مضى عهد النوم، وما عاد منذ اليوم إلا السهر والتعب والجهاد الطويل الشاق!
يا أيها المزمل. قم الليل إلا قليلا. نصفه أو انقص منه قليلا. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا.
إنه الإعداد للمهمة الكبرى بوسائل الإعداد الإلهية المضمونة.. قيام الليل.. أكثره أكثر من نصف الليل ودون ثلثيه، وأقله ثلث الليل…
عباد الله، ركعات السحر تسكب في القلب أنساً وراحة وشفافية، قد لايجدها العبد في صلاة النهار وذكره، والله الذي خلق هذ القلب يعلم مداخله وأوتاره، ويعلم ما يتسرب إليه، وما يوقع عليه، وأي الأوقات يكون أكثر تفتحاً واستعداداً وتهيئاً، وأي الأسباب أكثر تعلقاً، وأشد تأثيراً فيه.
ما حجتنا يا عباد الله في هذه الأيام بعد هذه التوجيهات الإلهية الرحيمة الرفيقة، التي تملأ القلب طمأنينة، بعد أن ملئ خوفاً ورعباً.

يا رجال الليل جِدوا رب صوت لا يرد
ما يقــوم الليل إلا من له عزم وجـد

ما أحوج الإنسان لخلوة بربه، ومولاه يناجيه، ويدعوه، ويتلذذ بالتعبد بين يديه، والتقرب إلى أكنافه، والانطراح إلى جنابه، يستمد منه العون، يستلهم منه التوفيق، ويسترشد به ملامح الطريق.
إنه قيام الليل يا عباد الله، فعَنْ بِلَالٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ البرونزية قَالَ: ((عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ وَمَنْهَاةٌ عَنْ الْإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنْ الْجَسَدِ))[1].
ها هو نبي الله صلوات ربي عليه يقول: ((أتاني جبريل فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس)) رواه الحاكم عن سهل بن سعد[2].
أمة القرآن، أبواب الجهاد يطرقها عباد الليل، والشجاعة تسقى بدموع الليل، وماعرف الإسلام رجاله إلا كذلك.

يحيــون ليلهم بطاعة ربهـم بتلاوة وتضرع وسـؤال
وعيونهم تجرى بفيض دموعهم مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم لعدوهم من أشجع الأبطال
وإذا بــدا علم الرهان رأيتهم يتسابقون بصالح الأعمال
بوجوههم أثر السجــود لربهم وبها أشعة نـوره المتلالي

البرونزيةتَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ البرونزية فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَالبرونزية [السجدة:16، 17].
ولهذا فإن مجاهدي الأمة ورجالاتها الأفذاذ من الصحابة والتابعين إلى يومنا هذا لم يتركوا قيام الليل حتى في حال الغزو، هذا عباد بن بشر الصحابي الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة انتدبه الرسول صلى الله عليه وسلم مع رجل من المهاجرين لحراستهم في ليل إحدى الغزوات، فاضطجع المهاجري وقام هو يصلي، فأتى رجل من المشركين، فلما رآه قائماً يصلي عرف أنه حارس القوم، فرماه بسهم، فوضعه فيه، فنزعه عباد، فرماه المشرك بسهم ثان، فنزعه، وهكذا حتى رماه بثلاثة أسهم، ثم ركع وسجد، ثم انتبه صاحبه، فلما عرف المشرك أنهم قد انتبهوا له، هرب، فلما رأى المهاجري ما بعباد من الجراحة قال: سبحان الله، ألا نبهتني أول ما رمى؟ قال: كنت في قراءة سورة الكهف فلم أحب أن أقطعها.
هــذه هي الأمــة التي ينصرها الله وهذه هي الأمة التي تدين لها الأمم.

هل من صلاح الدين يعيد السيف في يدنا أو تبتروهـا فقـد شـلت أيادينـا

قال أهل السير: كان أصحاب رسول الله البرونزية لا يثبت لهم العدو فواق ناقة عند اللقاء، فقال هرقل عظيم الروم وهو في أنطاكية لما قدمت جيوشه تجر أذيال الهزيمة: ويلكم أخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم، أليسوا بشراً مثلكم؟ قالوا: بلى، قال: فأنتم أكثر أم هم؟ قالوا: بل نحن أكثر منهم أضعافاً في كل موطن، قال: فما بالكم تنهزمون؟ فقال شيخ من عظمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار ويوفون بالعهد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنا نشرب الخمر ونزنى ونركب الحرام وننقض العهد ونغصب ونظلم ونأمر بالسخط وننهى عما يرضى الله ونفسد في الأرض[3].
وقال الواصف في وصفهم: (وهل كان أصحاب رسول الله البرونزية إلا شباباً، شباب مكتهلون في شبابهم، ثقال عن الشر أعينهم، بطيئة عن الباطل أرجلهم، قد نظر إليهم في جوف الليل، منثنيةً أصلابهم بمثاني القرآن، إذا مر أحدهم بآية فيها ذكر الجنة، بكى شوقاً إليها، وإذا مر بآية فيها ذكر النار شهق شهقة كأن زفير جهنم في أذنيه، قد وصلوا كلالهم بكلالهم، كلال ليلهم بكلال نهارهم، قد أكلت الأرض جباههم وأيديهم وركبهم، مصفرة ألوانهم، ناحلة أجسامهم من طول القيام وكثرة الصيام، مستقلين لذلك في جنب الله، وهم موفون بعهد الله، منجزون لوعد الله، إذا رأوا سهام العدو فوقت ورماحه قد أشرعت، وسيوفه قد انتضيت، وأبرقت الكتيبة وأرعدت بصواعق الموت، استهانوا بوعيد الكتيبة، لوعيد الله، مضى الشاب منهم قدماً حتى تختلف رجلاه عن عنق فرسه، قد اختضبت محاسن وجهه بالدماء، وعفر جبينه في الثرى، وأسرعت إليه سباع الارض، فكم من عين في منقار طائر طالما بكى صاحبها من خشية الله، وكم من كف قد بانت بمعصمها، طالما اعتمد عليها صاحبها في سجوده في جوف الليل لله، وكم من خد رقيق وجبين عتيق قد فلق بعمد الحديد، رحمة الله على تلك الأبدان، وأدخل أرواحها الجنان[4].
قال ابن كثير في ترجمة السلطان الزاهد المجاهد، نور الدين زنكي: "إن جماعة من العباد ممن يعتمد على قولهم دخلوا بلاد القدس للزيارة أيام أخذ القدس الفرنج فسمعوهم يقولون أن القسيم ابن القسيم يعنون نور الدين له مع الله سر، فإنه لم يظفر وينصر علينا بكثرة جنده وجيشه، وإنما يظفر علينا وينصر بالدعاء وصلاة الليل، فإنه يصلي بالليل ويرفع يده إلى الله ويدعوه، فإنه يستجيب له ويعطيه سؤله فيظفر علينا، قال: فهذا كلام الكفار في حقه"[5].
جمع الشجاعة والخشوع لربه يا حبذا المحراب في المحراب
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب…

[1] رواه الترمذي وغيره، وهو في صحيح الجامع.

[2] (حسن) انظر حديث رقم (73) في صحيح الجامع.‌

[3] البداية والنهاية (7/15).

[4] تاريخ خليفة بن خياط (1/386).

[5] البداية والنهاية (7/15).

الخطبة الثانية

الحمد لله على آلائه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا هو تعظيماً لشانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليماً كثيراً.
وبعد، أيها المؤمنون هذه هي الفرصة قد أتتكم، فإن فرطتم فيها فقد أضعتم خيري الدنيا والآخرة، ها هي معسكرات التدريب قد فتحت أبوابها لكم يا من تريدون الجهاد، هذه أيام العشر لم يبق منها سوى ليال، من كان صادقاً في حبه للجهاد والشهادة فليري الله من نفسه خيراً، وليصقل النفس، ويربطها بالسماء ويخلصها من أغلال الأرض، فإن قاوم حنين الفراش، وسلطان النوم، فهو قادر بإذن الله على مقاومة حنين الدنيا، وسلطان ملذاتها، وهو قادر على بذل النفس رخيصة في سبيل الله.
أما من ضعف عن ساعات يقفها بين يدي الله في ظل بارد، وماء وارف، فهل بالله يقدر على وقوف ساعات في ساح الوغى، تحت قصف الطائرات، وزمجرة المدرعات، متقلب بين لهيب الشمس، وحرارة القيظ.

والليـل يعرفهـم عُباد هجعتـه والحرب تعرفهم في الروع فرسانا

هذا هو رسول الله البرونزية قائد المجاهدين، وسيد العباد، وإمام الغر المحجلين، يعلمنا قيمة هذه الليالي، تحدث عائشة رضي الله عنها عنه قائلة: (كَانَ النَّبِيُّ البرونزية إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) رواه البخاري.
وفي صحيح مسلم أنه كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها، أتدري يا عبد الله كيف كان يجتهد في غيرها، اسمع إلى حذيفة بن اليمان يقوم ليلة مع رسول الله البرونزية: (صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ البرونزية ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ) رواه مسلم.
وها هو يقوم الليل حتى تتشقق قدماه وتتفطر، فترحم عائشة هذا الجهد منه، وتقول له: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: ((أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا)) وَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ.
وهل يقرأ القرآن هذا كما نقرأه نحن، أو ينتظر الفراغ من القراءة حتى يجلس، لا، اسمع إلى عبدالله بن الشخير يقول رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ البرونزية: ((يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى مِنْ الْبُكَاءِ)).
عباد الله، الحديث عن قيام الليل طويل، لا تجمعه كلمات في خطبة، ولا مقالات في كتاب، ولو جمعته، فإنه أفعال وأحوال، وليس مجرد عبارات وأقوال.
أيها الإخوة، نحن نعلم أنه أمر جليل، وحمل ثقيل لا يقدر عليه إلا منْ منَّ عليه الرب الرحيم، ولكن يا أيها الأخ، أريد أن أيسر عليك المطلب، وأذلل لك المركب، بخطوات تساق على عجل، وما لايدرك كله، لا يترك جُله.
تذكر يا رعاك الله، نزول الرب جل وعلا في جوف الليل الآخر كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ حيث يقول: ((مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ))، وتذكر أن ربك في علاه، تنزل لك، فهل تعرض عنه، وقد أتاك.
البرونزيةأَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ سَـٰجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ ٱلاْخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ٱلاْلْبَـٰبِالبرونزية [الزمر:9].
ثم اعلم يا أخي أنك ستعرف زمان نصر هذه الأمة، إذا رأيت أبنائها ركعاً سجداً في محاريب الليل.
وبعد ذلك ليكن بدؤك في رحلة قيام الليل هينا، فعليك يا أخي أن تعالج نفسك بالاستيقاظ في جوف الليل لدقائق معدودة تذكر الله، وتستغفره، وتطلب منه دعوات معدودة، حتى إذا أحسست بالأنس بهذه الدقائق انتقل إلى مرحلة أخرى.
إذا وجدت في نفسك نشاطاً، فتوضأ وضوءاً خفيفاً، وصل وتراً، واحدة أو ثلاث، حتى إذا أصبح ذلك الأمر سجية لك، وأضحى فؤادك يتضجر لفقده، وتنتظر حلاوته، فاعلم أن الله وضعك على عتبات الطريق، فعندئذ اعمد إلى ورد من القرآن تقرؤه ولو في المصحف، في سكنات الليل، ونسمات السحر، ثم ناج ربك ومولاك بدعوات، وابتهالات، وانظر بعد كيف سيكون قلبك.
عباد الله، إن الأمة تعيش مخاضاً، والأرض تمور بأهلها، ونحن مقدمون على ملاحم لا يعلم نتائجها إلا رب الأرض والسماء، وإن لم نكن بقدرها، فسنغضب الرب، ونستحق لعنة الخلق، وسيطوينا التاريخ، فما أحوجنا لقيام الليل في هذه المحن.
إنه حق على كل مسلم في هذه الأيام الحرجة، أن يجعل له ورداً يومياً من الدعاء، يستنصر به رب الأرض والسماء على الصليبيين واليهود والمنافقين ومن والاهم، وأن يسأل الله النصر لإخوانه، في جوف الليل، لعل الله عز وجل يعذره بهذا الفعل القليل، ولعل الله أن يستجيب لهذه الآهات الصادقة، والحسرات المتألمة.

شــــــــــــــــــكرا لـــكــــــى