خطبة و بحث عن السلف و العبادة 2024.

بسـم الله الرحمن الرحيم

السلف والعبادة

من هدي ط§ظ„ط³ظ„ظپ في العبادة

قال الوليد بن مسلم : رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه ، يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ويخبرنا عن السلف : أن ذلك كان هديهم ، فإذا طلعت الشمس ، قام بعضهم إلى بعض ، فأفاضوا في ذكر الله ، والتفقه في دينه .

معنى الخشوع :
سئل الأوزاعي عن الخشوع في الصلاة ، قال : غض البصر ، وخفض الجناح ، ولين القلب ، وهو الحزن ، الخوف .
من كان بالله أعرف كان منه أخوف
روى حماد بن زيد عن أيوب قال : قيل لعمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة ، فإن قضى الله موتا ، دفنت في موضع القبر الرابع مع رسول الله صلىالله عليه وسلم ، قال : والله لأن يعذبني الله بغير النار أحب إلي من أن يعلم من قلبي أني أراني لذلك أهلا .

التوازن عند السلف
قال بلال بن سعد : أدركتهم يشتدون بين الأغراض يضحك بعضهم إلى بعض ، فإذا كان الليل كانوا رهبانا .

تأثر السلف بالجنائز
قال ثابت البناني : كنا نتبع الجنازة فما نرى إلا متقنعا باكيا أو متقنعا متفكرا .

العابد الرباني وهيب بن الورد . قال ابن إدريس : مارأيت أعبد منه .

وقال ابن المبارك : قيل لوهيب : يجد طعم ط§ظ„ط¹ط¨ط§ط¯ط© من يعصي ؟ قال : ولا من يهم بالمعصية .

وصفة في مكابدة الشيطان ومغالبته
قال الحارث بن قيس العابد الفقيه التابعي : إذا كنت في الصلاة ، فقال لك الشيطان : إنك ترائي ، فزدها طولا .

لم يكن أهل البيت من الغافلين
ابن أم عبد الصحابي الجليل رجله في الميزان أثقل من جبل أحد أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ غَدَوْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَوْمًا بَعْدَ مَا صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ فَسَلَّمْنَا بِالْبَابِ فَأَذِنَ لَنَا قَالَ فَمَكَثْنَا بِالْبَابِ هُنَيَّةً قَالَ فَخَرَجَتِ الْجَارِيَةُ فَقَالَتْ أَلا تَدْخُلُونَ فَدَخَلْنَا فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ يُسَبِّحُ فَقَالَ مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا وَقَدْ أُذِنَ لَكُمْ فَقُلْنَا لا إِلا أَنَّا ظَنَنَّا أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْبَيْتِ نَائِمٌ قَالَ ظَنَنْتُمْ بِآلِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ غَفْلَةً قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ يُسَبِّحُ حَتَّى ظَنَّ أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ طَلَعَتْ فَقَالَ يَا جَارِيَةُ انْظُرِي هَلْ طَلَعَتْ قَالَ فَنَظَرَتْ فَإِذَا هِيَ لَمْ تَطْلُعْ فَأَقْبَلَ يُسَبِّحُ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ طَلَعَتْ قَالَ يَا جَارِيَةُ انْظُرِي هَلْ طَلَعَتْ فَنَظَرَتْ فَإِذَا هِيَ قَدْ طَلَعَتْ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَقَالَنَا يَوْمَنَا هَذَا فَقَالَ مَهْدِيٌّ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَلَمْ يُهْلِكْنَا بِذُنُوبِنَا قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ الْبَارِحَةَ كُلَّهُ قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ إِنَّا لَقَدْ سَمِعْنَا الْقَرَائِنَ وَإِنِّي لأَحْفَظُ الْقَرَائِنَ الَّتِي كَانَ يَقْرَؤُهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنَ الْمُفَصَّلِ وَسُورَتَيْنِ مِنْ آلِ حم *

كثرة بكائه من خشية الله) ابن عمر(
بإسناد رجاله ثقات عن نافع: كان ابن عمر إذا قرأ: { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } بكى حتى يغلبه البكاء

بإسناد رجاله ثقات عن محمد بن زيد: أن ابن عمر كان له مهراس فيه ماء , فيصلي فيه ماقدر له , ثم يصير إلى الفراش يغفي إغفاءة الطائر , ثم يقوم , فيتوضأ ويصلي , يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسة

وعن نافع: كان ابن عمر لايصوم في السفر , ولايكاد يفطر في الحضر.

قال ابن المبارك :

بغض الحياة وخوف الله أخرجني وبيع نفسي بما ليس له ثمنا

إني وزنت الذي يبقى ليعدله ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا

سيد التابعين وزاهد العصر أبو مسلم الخولاني .

يؤدب ويروض نفسه بضربها
قال عثمان بن أبي العاتكة : علق أبو مسلم سوطا في المسجد ، فكان يقول : أنا أولى بالسوط من البهائم ، فإذا فتر ، مشق ساقيه سوطا أو سوطين ( أي ضرب بسرعة) . وكان يقول : لو رأيت الجنة عيانا أو النار عيانا ما كان عندي مستزاد .

كثرة صومه حتى في الجهاد
عن عطية بن قيس ، قال : دخل ناس من أهل دمشق على أبي مسلم وهو غاز في أرض الروم ، وقد احتفر جُورة في فسطاطه ، وجعل فيها نطعا وأفرغ فيه الماء وهو يتصلق فيه ( وهو التقلب على جنبيه) فقالوا : ما حملك على الصيام وأنت مسافر ؟ قال : لو حضر قتال لأفطرت ، ولتهيأت له وتقويت ؛ إن الخيل لا تجري الغايات وهن بُدًن ، إ،ما تجري وهن ضُمر ، ألا وإن أيامنا باقية جائية لها نعمل .

عامر بن عبد قيس القدوة الولي الزاهد أبو عبد الله التميمي البصري كان ثقة من عباد التابعين يشغل نفسه باقراء الناس .

قلبه معلق بالصلاة
عن الحسن أن عامرا كان يقول : من أُقرئ ؟ فيأتيه ناس ، فيقرئهم القرآن ثم يقوم فيصلي إلى الظهر ، ثم يصلي إلى العصر ، ثم يقرئ الناس إلى المغرب ، ثم يصلي مابين العشائين ، ثم ينصرف إلى منزله ، فيأكل رغيفا ، وينام نومة خفيفة ، ثم يقوم لصلاته ، ثم يتسحر رغيفا ويخرج .

تورمت قدماه من طول الصلاة
كان عامر لا يزال يصلي من طلوع الشمس إلى العصر ، فينصرف وقد انتفخت ساقاه فيقول : يا أمارة بالسوء ، إنما خلقت للعبادة .

خشيته وخشوعه بين يدي الجبار
عن أبي الحسن المجاشعي قال : قيل لعامر بن عبد قيس : أتحدث نفسك في الصلاة ؟ قال : أحدثها بالوقوف بين يدي الله ، ومنصرفي .

أنس بطاعة الله فبكى عند فقدها
قال قتادة : لما احتضر عامر بن عبد قيس بكى ، فقيل مايبكيك ؟ قال : ما أبيك جزعا من الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام الليل .

العابد التابعي هرم بن حيان العبدي ، قاد بعض الحروب في أيام عمر وعثمان ، قال ابن سعد : كان عاملا لعمر ، وكان ثقة ، له فضل وعبادة .

مناداته للصلاة في الليل
قال المعلى بن زياد : كان هرم يخرج في بعض الليل وينادي بأعلى صوته : عجبت من الجنة كيف نام طالبها ؟ وعجبت من النار كيف نام هاربها ؟ ثم يقول : { أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا}

أقبل على الله بقلبك يقبل الناس عليك
قال قتادة : كان هرم بن حيان يقول : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله ، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه ، حتى يرزقه ودهم .

الإمام القدوة أبو عمرو الأسود بن يزيد النخعي كان من رؤوس العلم والعمل .

يضرب بعبادته المثل
قال الذهبي : وهو نظير مسروق في الجلالة والعلم والثقة والسن يضرب بعبادهما المثل .

ملازته للعبادة ومداومته عليها
سئل الشعبي عن الأسود بن يزيد فقال : كان صواماً قواماً حجاجاً .

وقال أبو إسحاق : حج الأسود ثمانين ، من بين حجة وعمرة .

وكان يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين ، وكان ينام بين المغرب والعشاء ، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال .

حياؤه من الله جل وعلا
عن علقمة بن مرثد قال : كان الأسود يجتهد في العبادة ، ويصوم حتى يخضر ويصفر ، فلما احتضر بكى ، فقيل له : ما هذا الجزع ؟ فقال : مالي لا أجزع ، والله لو أتيت بالمغفرة من الله لأهمني الحياء منه مما قد صنعت ، إن الرجل ليكون بينه وبين آخر الذنب الصغير فيعفو عنه ، فلا يزال مستحيا منه .

التابعي الجليل ، فقيه الكوفة وعالمها ومقرئها ، الإمام ، الحافظ ، المجود ، المجتهد الكبير ، أبو شبل علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي عم الأسود .

يختم القرآن في خمس
روى الأعمش عن إبراهيم قال : كان علقمة يقرأ القرآن في خمس ، والأسود في ست ، وعبد الرحمن بن يزيد في سبع .

التابعي الإمام ، القدوة ، العلم ، أبو عائشة مسروق بن الأجدع الوادعي الهمداني .

تورمت قدماه من طول القيام
روى أنس بن سيرين عن امرأة مسروق قالت : كان مسروق يصلي حتى تورم قدماه ، فربما جلست أبكي مما أراه يصنع بنفسه .

قال العجلي : تابعي ثقة ، كان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون القرآن ويفتون . وكان يصلي حتى ترم قدماه .

حج فلم ينم إلا ساجدا
روى شعبة عن أبي إسحاق ، قال : حج مسروق فلم ينم إلا ساجداً على وجهه حتى رجع .

آنس نفسه في الصلاة فما يأسى إلا عليها
قال سيعد بن جبير ، قال لي مسروق : مابقي شيئ يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب ، وما آسى على شيئ إلا السجود لله تعالى .

العلم الخشية
الأعمش عن مسلم عن مسروق قال : كفى بالمرء علما أن يخشى الله تعالى ، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله .

مرة الطيب ، ويقال له أيضا : مرة الخير لعبادته وخيره وعلمه ، وهو مرة بن شراحيل الهمداني الكوفي، مخضرم كبير الشأن روى عن أبي بكر وعمر وابن مسعود .

أكل التراب جبهته
وثقه يحي بن معين . وبلغنا عنه أنه سجد لله حتى أكل التراب جبهته .

وقال عطاء بن السائب : رأيت مصلى مرة الهمداني مثل مبرك البعير .

قال الذهبي : ما كان هذا الولي يكاد يتفرغ لنشر العلم ، ولهذا لم تكثر روايته ، وهل يراد من العلم إلا ثمرته .

أشبه الناس هديا وصلاة وخشوعا برسول الله صلىالله عليه وسلم
عمرو بن الأسود العنسي الحمصي ، أدرك الجاهلية والأسلام ، كان من سادة التابعين دينا وورعا .

حج عمرو بن الأسود ، فلما انتهى إلى المدينة ، نظر إليه ابن عمر وهو يصلي فسأل عنه ، فقيل : شامي يقال له : عمرو بن الأسود ، فقال : ما رأيت أحدا أشبه صلاة ولا هديا ولا خشوعا ولا لبسة برسول الله صلىالله عليه وسلم من هذا الرجل .
ثم بعث إليه ابن عمر بقرى وعلف ونفقة ، فقبل ذلك ورد النفقة .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلىالله عليه وسلم ، فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود .

الأمير الكبير ، العالم النبيل ، أبو بحر الأحنف بن قيس التميمي ، أحد من يضرب بحلمه وسؤدده المثل، وفد على عمر .

صيام مع الكبر إعداد للسفر الطويل
قيل للأحنف : إنك كبير ، ولاصوم يضعفك . قال إني أعده لسفر طويل . وقيل : كانت عامة صلاة الأحنف بالليل .

محاسبته لنفسه بالمصباح
كان الأحنف يضع أصبعه على المصباح ، ثم يقول : حس . ويقول : ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا .

ذهبت عينه منذ سنين فلم يشكو لأحد
قال مغيرة : ذهبت عين الأحنف فقال : ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد .

الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو محمد البناني ، مولاهم البصري .

معنى العبادة عنده
ولد في خلافة معاوية . وحدث عن ابن عمر ، وعبد الله بن مغفل المزني ، وأبي برزة الأسلمي ، وأنس بن مالك وغيرهم .

عن سليمان بن المغيرة قال : سمعت ثابتا البناني يقول : لا يسمى عابدا أبدا عابدا وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان : الصوم والصلاة ؛ لأنهما من لحمه ودمه .

قال بكر المزني : من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر إلى ثابت البناني ، فما أدركنا الذي هو أعبد منه .

قال شعبة : كان ثابت البناني يقرأ القرآن في كل يوم وليلة ، ويصوم الدهر .

تنعم بالصلاة بعد المكابدة
قال ثابت : كابدت الصلاة عشرين سنة ، وتنعمت بها عشرين سنة .

بكاؤه وخشوعه
قال حماد بن زيد : رأيت ثابتا يبكي حتى تختلف أضلاعه .

وقال جعفر بن سليمان : بكى ثابت حتى كادت عينه تذهب ، فجاؤوا برجل يعالجها ، فقال : أعالجها على أن تطيعني . قال : وأي شيئ ؟ قال : على أن لاتبكي . ، فقال : فما خيرهما إذا لم يبكيا ، وأبى أن يتعالج .

وقرأ ثابت : { تطلع على الأفئدة } قال تأكله إلى فؤاده وهو حي لقد تبلغ فيهم العذاب ثم بكى وأبكى من حوله .

وقال حماد بن سلمة : قرأ ثابت : { أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا } وهو يصلي صلاة الليل ينتحب ويرددها .

الربيع بن خثيم هو ابن عائذ أبويزيد الثوري الكوفي ، الإمام القدوة العابد ، أحد الآعلام ، وكان يعد من عقلاء الرجال , أدرك زمان الرسول صلىالله عليه وسلم وأرسل عنه .

اتهامه لنفسه :
عن بشير قال بت عند الربيع ذات ليلة فقام يصلي فمر بهذه الآية (( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون )) قال فمكث ليلته حتى أصبح ما يجوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد ) .

الخشوع ، وسلامة القلوب وحب الخير للأمة لأن الدعوة همتهم
عن بكر بن ماعز قال أعطي الربيع فرساً أو اشترى فرساً بثلاثين ألفاً فغزا عليها قال ثم ارسل غلامه يحتش وقام يصلي وربط فرسه فجاء الغلام فقال يا ربيع أين فرسك قال سرقت يا يسار قال وأنت تنظر إليها قال : ( نعم يا يسار أني كنت أناجي ربي عز وجل فلم يشغلني عن مناجات ربي شيء اللهم انه سرقني ولم أكن لأسرقه اللهم إن كان غنياً فاهده وإن كان فقيراً فاغنه ) ، ثلاث مرات ) .

الإسرار بالعمل الصالح :
عن سفيان قال أخبرتني سرية الربيع بن خيثم قالت البرونزية كان عمل الربيع كله سراً إن كان ليجيء الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه ) .

الحرص على العمل الصالح :
حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا ابن حبان حدثني أبي قال كان الربيع بعد ما سقط شقه يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه وكان أصحاب عبدالله يقولون يا أبا يزيد قد رُخص لك لو صليت في بيتك فيقول: إنه كما تقولون ولكني سمعته ينادي حي على الفلاح فمن سمعه منكم ينادي حي على الفلاح فيلجبه ولوزحفاً ولو حبواً ) .

زيارة المقابر من سبل تزكية النفس وترقيق القلب :
عن بن فروخ قال : ( كان الربيع بن خيثم إذا كان الليل ووجد غفلة الناس خرج إلى المقابر فيجول في المقابر يقول : ( يا أهل القبور كنتم وكنا ، فإذا أصبح كأنه نشر من أهل القبور ) .

بكاؤه :
عن نسير بن ذعلوق قال : ( كان الربيع بن خيثم يبكي حتى يبل لحيته من دموعه فيقول أدركنا قوماً كنا في جنوبهم لصوصاً )

الخشية و الخوف أقلقا مضجعه :
عن سفيان قال بلغنا عن أم الربيع بن خيثم كانت تنادي ابنها ربيع تقول يا ربيع ألا تنام فيقول يا أمه من جن عليه الليل وهو يخاف السيئات حق له ألا ينام قال فلما بلغ ورأت ما يلقى من البكاء والسهر نادته فقالت يا بني لعلك قتلت . قتيلا قال نعم يا والدة قد قتلت قتيلا ، فقالت ومن هذا القتيل يا بني حتى نتحمل إلى أهله فيغتفرك والله لو يعلمون ما تلقى من السهر والبكاء بعد لقد رحموك فقال يا والدة هو نفسي )

مسلم بن يسار الإمام ، القدوة الفقيه ، الزاهد ، كان خامس خمسة من فهاء البصرة .
روى عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم .

هكذا المناجاة لله تعالى والخشية والخشوع :
عن عبدالله بن مسلم بن يسار : إن أباه كان إذا صلى كأنه ودٌ لايميل لا هكذا ولاهكذا .

وقال غيلان بن جرير : " كان مسلم بن يسار إذا صلى كأنه ثوب ملقى"

عن ميمون بن حيان قال : ( ما رأيت مسلم بن يسار متلفتاً في صلاته قط خفيفة ولا طويلة ولقد انهدمت ناحية من المسجد ، فزع أهل السوق لهدته وأنه لفي المسجد في صلاته فما التفت ) .

حدثنا عبدالله حدثني أبي معتمر قال بلغني أن مسلماً كان يقول لاهله : ( إذا كانت لكم حاجة فتكلموا وأنا أصلي ) .

حدثنا عبدالله حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا علي بن المبارك عن سليمان بن المغيرة عن صاحب عن ابن مسلم بي يسار أن أهل الشام لما دخلوا هزموا أهل البصرة زمن ابن الأشعث فصوت أهل دار مسلم بن يسار فقالت له أم ولده أما سمعت الصوت قال ما سمعته ) .

عن عبد الحميد بن عبدالله بن مسلم بن يسار عن أبيه قالالبرونزيةكان مسلم إذا دخل المنزل سكت أهل البيت فلا يسمع لهم كلام وإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا) .

عن زيد عن بعض البصرين أن مسلماً كان يصلي في المسجد قال فوقع بعض المسجد ففزع بعض أهل المسجد قال ومسلم في بعض المسجد ما تحرك )

وروي أنه : " وقع حريق في داره وأطفىء ، فلما ذكر ذلك له قال : ماشعرت "


الإمام الحافظ القدوى و شيخ الأسلام، محمد بن المكدرابن عبد الله التيمي القرشي
ولد سنة بضع وثلاثين .
قال الفسوي : هو غاية في الإتقان والحفظ والزهد ، حجة .

قال أبو حاتم البستي : كان من سادات القراء لايتمالك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله صلىالله عليه وسلم .
مجاهدة النفس وترويضها على الطاعة

قال ابن المنكدر : كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت .

بكاؤه من خشية الله
بينا ابن المنكدر ليلة قائم يصلي إذ استبكى و فكثر بكا,ه حتى فزع له أهله ، وسألوه ، فاستعجم عليهم ، وتمادى في البكاء ، فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه ، فقال : ما الذي أبكاك ؟ قال : مرت بي أية ، قال : وماهي ؟ قال : [ وبدالهم من الله مالم يكونوا يحتسبون ] فبكى أبوحازم معه فاشتد بكاؤهما .

وقد جزع ابن المنكدر عند الموت ، فقيل له : لم تجزع ؟ قال : أخشى آية من كتاب الله : [ وبدالهم من الله مالم يكونوا يحتسبون ] فأنا أخشى أن يبو لي من الله مالم أكن أحتسب .

تمتعه في قيام الليل
قال ابن المنكدر : إني لأدخل في الليل فيهولني ، فأصبح حين أصبح وما قضيت منه أربي .

عطاء بن أبي رباح هو الإمام شيخ الإسلام ، مفتي الحرم ، أبو محمد القرشي مولاهم

ولد في أثناء خلافة عثمان ، وحدث عن عائشة وأم سلمة ، وأم هاننئ ، وأبي هريرة ، وابن عباس ، وابن عمر وغيرهم من الصحابة .

وكان ثقة ، فقيها ، عالما ، كثير الحديث .

وكان بنو أمية يأمرون في الحج مناديا يصيح : لايفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح .

طول الصلاة مع كبر السن :
وعن ابن جريج صحبت عطاء ثماني عشرة سنة ، وكان بعد ماكبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مئتي آية من البقرة وهو قائم لايزول منه شيء ولايتحرك .

الإمام القدوة ربيعة بن يزيد لم يؤذن للصلاة إلا وهو في المسجد

: " ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضا أو مسافرا .

الإمام الثقة صفوان بن سليم الزاهد العابد

يطرد النوم عن نفسه بالبرد وشدة الحر :
كان يصلي على السطح في الليلة الباردة لئلا يجيئه النوم .

وعن مالك بن أنس : كان صفوان بن سليم يصلي في الشتاء في السطح ، وفي الصيف في بطن البيت ، يتيقظ بالحر والبرد ، حتى يصبح ، ثم يقول : هذا الجهد من صفوان وأنت أعلم ، وإنه لترم رجلاه حتى يعود كالسقط من قيام الليل ، ويظهر فيه عروق خضر .

سليمان بن طرخان التيمي الإمام شيخ الإسلام ، أبو المعتمر التيمي البصري .
نزل في بني تيم فقيل التيمي .
قال الإمام أحمد : ثقة , وقال ابن معين والنسائي : ثقة ، وقال العجلي : ثقة من خيار أهل البصرة . وقال ابن سعد من العباد المجتهدين ، كثير الحديث ثقة .

قال سفيان حفاظ البصرة ثلاثة : سليمان التيمي ، وعاصم الأحول ، وداود بن أبي هند ، وعاصم أحفظهم . وعن ابن علية قال : سليما التيمي من حفاظ البصرة .

تقاسم قيام الليل مع أسرته

قال عبد الملك بن قريب الآصمعي : بلغني أن سليمان التيمي قال لأهله : هلموا حتى تجزئ الليل فإن شئتم كفيتكم أوله وإن شئتم كفيتكم آخره .

نشاط في العبادة لم يعرف الفتور
روى مثنى بن معاذ عن أبيه قال : ماكنت أشبه عبادة سليمان التيمي إلا بعبادة الشاب أول مايدخل في تلك الشدة والحِدة .

وقال : كنت إذا رأيت التيمي كأنه غلام حدث ، قد أخذ في العبادة . كانةا يرون أنه أخذ عبادته عن أبي عثمان النهدي .

لايحسن المعصية ، دائم العمل
قال حماد بن سلمة : ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعا ، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليا ، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئا ، أو عائدا مريضا ، أو مشيعا لجنازة ، أو قاعدا في المسجد . وكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله .

ذكر جرير بن عبد الحميد أن سليمان التيمي : لم تمر ساعة قط عليه إلا تصدق بشيء ، فإن لم يكن شيء ، صلى ركعتين .

شدة خوفه من الله
قال يحي بن سعيد : ماجلست إلى أحد أخوف لله من سليمان التيمي .

نعم من كان بالله أعرف كان منه أخوف أولئك العلماء الربانين . فأين نحن منهم ؟ وما نصيبنا من هذا الخوف والخشية ؟

الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو بن يُحمد ، شيخ الإسلام ، وعالم أهل الشام ، أبوعمرو الأوزاعي .

جلده في العباده
قال الوليد بن مزيد : كان الأوزاعي من العبادة على شيء ما سمعنا بأحد قوي عليه ، ما أتى عليه زوال قط إلا وهو قائم يصلي .

وقال الوليد بن مسلم : ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة من الأوزاعي .

وقال ضمرة بن ربيعة : حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومئة ، فما رأيته مضطجعا في المحمل في ليل ولا نهار قط ، كان يصلي ، فإذا غلبه النوم ، استند إلى القتب .

كأنه أعمى من الخشوع
قال إبراهيم بن سعيد الجوهري : حدثنا بشر بن المنذر قال : رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.

مصلاه رطب من دموعه

وكان يحي الليل صلاة وقرآنا وبكاء . وكانت أمه تدخل منزله ، وتتفقد موضع مصلاه ، فتجده رطبا من دموعه في الليل .

العالم الفقيه شيخ الإسلام ابن أبي ذئب .

بلغ به من العبادة بما لامزيد عليها
كان يصلي الليل أجمع ، ويجتهد في العبادة ، ولو قيل له : إن القيامة تقوم غدا ، ماكان فيه مزيد من الاجتهاد .

الإمام الحجة الحافظ هشام الدستوائي .

شدة الخوف والخشية من الجبار
عن عبيد الله العيشي قال : كان هشام الدستوائي إذا فقد السراج من بيته ، يتململ على فراشه ، فكانت امرأته تأتيه بالسراج . فقالت له في ذلك ، فقال : إني إذا فقدت السراج ، ذكرت ظلمة القبر .

فسدت عينه من كثرة البكاء
وقال شاذ بن فياض : بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه ، فكانت مفتوحة ، وهو لا يكاد يبصر بها .

وعن هشام قال : عجبت للعالم كيف يضحك . وكان يقول : ليتنا ننجو لا علينا ولا لنا .

الإمام الحافظ الثبت شيخ العراق مسعر بن كدام بن ظهير بن عبيدة .

طول السجود وقراءة نصف القرآن قبل النوم
عن خالد بن عمرو قال : رأيت مسعرا كأن جبهته ركبة عنز من السجود .

وقال محمد بن مسعر : كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن .

وقال محمد بن مسعر : كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن ، فإذا فرغ من ورده لف رداءه ثم هجع عليه هجعة خفيفة ، ثم يثب كالرجل الذي ضل منه شيء فهو يطلبه ، وإنما هو السواك والطهور ، ثم يستقبل المحراب ، فكذلك إلى الفجر ، ، وكان يجهد على إخفاء ذلك جدا .

وكان يقول :

نهارك يامغرور سهو وغفلة وليلك نوم ، والردى لك لازم

وتَتعب فيما سوف تكره غبه كذلك في الدنيا تعيش البهائم

عبد العزيز بن أبي رواد شيخ الحرم أحد الأئمة العباد .

أعبد الناس
قال ابن المبارك : كان من أعبد الناس .

وقال شقيق البلخي : ذهب بصر عبد العزيز عشرين سنة ولم يعلم به أهل ولا ولده .

أمير المؤمنين في الحديث الثبت الحجة شعبة بن الحجاج .

طول الصلاة
قال أبوقطن : ما رأيت شعبة ركع قط إلا ظننت أنه نسي ، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه نسي.

جد وجلد لا يعرف الفتور أو الراحة
وقال أبو بحر البكراوي : ما رأيت أحدا أعبد لله من شعبة ، لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمه واسود .

وقال عمر بن هارون : كان شعبة يصوم الدهر كله .

وقال عفان : كان شعبة من العباد .

المحدث الثقة بشر بن الحسن الصفّي :

يقال له : ( الصفي ) لأنه كان يلزم الصف الأول في مسجد البصرة خمسين سنة

ابراهيم بن ميمون المروزي

أحد الدعاة المحدثين الثقات من أصحاب عطاء بن أبي رباح ، وكانت مهنته الصياغة وطرق الذهب والفضة . قالوا : ( كان فقيها فاضلا . من الامّارين بالمعروف) .

لا يشغله عن الصلاة شيئ
وقال ابن معين : كان إذا رفع المطرقة فسمع النداء لم يردها ) .

كثير بن عبيد الحمصي

جمع الهم على الله في الصلاة
سئل عن سبب عدم سهوه في الصلاة قط وقد أم أهل حمص ستين سنة كاملة ، فقال : ( ما دخلت من باب المسجد قط وفي نفس غير الله ).

قاضي قضاة الشام سليمان بن حمزة المقدسي، وهو من ذرية ابن قدامة صاحب كتاب المغني :

لم يصل الفريضة منفردا
قال ( لم أصل الفريضة قط منفرداً إلا مرتين ، وكأني لم أصلهما قط ) مع أنه قارب التسعين .

يارجال الليل جدوا رب صوت لا يرد
ما يقوم الليل إلا من له عزم وجدٌّ
ويبصرني كيف الدنيا بالأمل الكاذب تغمسني
مثل الحرباء تلونها بالأثم تحاول تطمسني
فأبعدها وأعاندها وأرقبها تتهجسني
فأشد القلب بخالقه والذكر الدائم يحرسني

قيام الليل :
يحيون ليلهم بطاعة ربهم بتلاوة ، وتضرع ، وسؤال

وعيونهم تجري بفيض دموعهم مثل انهمال الوابل الهطال

في الليل رهبان ، وعند جهادهم لعدوهم من أشجع الأبطال

بوجوههم أثر السجود لربهم وبها أشعة نوره المتلالي

المسارعة إلى الصلاة
يمشون نحو بيوت الله إذا سمعوا الله أكبر في شوق وفي جذل

أرواحهم خشعت لله في أدب قلوبهم من جلال الله في وجل

نجواهم : ربنا جئناك طائعة نفوسنا ، وعصينا خادع الأمل

إذا سجى الليل قاموه وأعينهم من خشية الله مثل الجائد الهطل

هم الرجال فلا يلهيهم لعب عن الصلاة، ولا أكذوبة الكسل

قال ابن المبارك :

اغتنم ركعتين زلفى إلى الله إذا كنت فارغاً مستريحا

وإذا هممت بالنطق بالباطل فاجعل مكانه تسبيحا

قال الوليد بن مسلم : رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه ، يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ويخبرنا عن السلف : أن ذلك كان هديهم ، فإذا طلعت الشمس ، قام بعضهم إلى بعض ، فأفاضوا في ذكر الله ، والتفقه في دينه .

تتكدر العبادة ويذهب صفاؤها بالهوى
قال أحد السلف : " الهوى لايترك العبودية تصفو ، وما لم يشتغل السالك بأضعاف هذا العدو الذي بين جنبيه لا يصح له قدم ، ولو أتى بأعمال تسد الخافقين . والرجل كل الرجل من داوى الأمراض من خارج ، وشرع في قلع أصولها من الباطن ، حتى يصفو وقته ، ويطيب ذكره ، ويدوم أنسه "

ولذلك كان السلف الصالح يجدون من لذة التعبد مالا يكافؤه لذة الدنيا بأسرها .

ضعف العبادة من العقوبات
وقال مالك : ( إن لله تبارك وتعالى عقوبات في القلوب والأبدان وضنكاً في المعيشية وسخطاً في الرزق ووهناً في العبادة ).

أعبد أهل مصر
أبوتميم الجَيشاني من أئمة التابعين بمصر ولد في حياة النبي صلىالله عليه وسلم وقدم المدينة في خلافة عمر.

قال يزيد بن أبي حبيب : كان من أعبد أهل مصر .

التوازن في شخصية المسلم وإعطاء كل ذي حق حقه

التوزن صمام أمان في جميع الأحوال ومنها :

1ـ وقت المحن والمصائب ، والشدائد العامة والخاصة .

2ـ وعندما تلوح الشهوات .

3ـ وحين ترد الشبهات .

4ـ وحين تأخر الثمار .

لتكن هممكم عالية :
عن مالك بن دينار قال : ( إن صدور المؤمنين تغلي بأعمال البر وإن صدور الفجار تغلي بأعمال الفجور والله تعالى يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله )

هكذا كان جدهم وتيقظهم :
عن إبراهيم التيمي قال حدثني من صحب الربيع بن خيثم عشرين سنة قال فما سمعت منه كلمة تعاب).

روى منصور بن إبراهيم قال : قال فلان : ما أرى الربيع بن خثيم تكلم بكلام منذ عشرين سنة إلا بكلمة تصعد . وعن بعضهم قال : صحبت الربيع عشرين عاما ماسمعت منه كلمة تعاب "

تلك الهمم العالية والدأب الذي لا يهدأ
قال إبراهيم الحربي عن الإمام أحمد :

قال إبراهيم الحربي : ( ولقد صحبته عشرين سنة صيفاً وشتاءً وحراً وبرداً وليلاً ونهاراً فما لقيته في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس )

الإمام أحمد يهتم بأهل الخير ويتفقدهم ويعقد الصلات معهم :
قالوا كان الإمام أحمد ( إذا بلغه عن شخص صلاح ، أو زهد ، أو قيام بحق أو اتباع للأمر : سأل عنه، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة ، وأحب أن يعرف أحواله )

سئل رجل ابن الجوزي : ( أيجوز أن أفسح لنفس في مباح الملاهي ) ؟

فقال : ( عند نفسك من الغفلة ما يكفيها )

قال ابن القيم رحمه الله : ( لا بد من سنة الغفلة ، ورقاد الغفلة ولكن كن خفيف النوم )

وانته من رقدة الغفلة فالعمر قليل واطرح سوف وحتى فهما داء دخيل

قال الإمام الشافعي : ( طلب الراحة في الدنيا لا يصلح لأهل المروءات فإن أحدهم لم يزل تعبان في كل زمان )

سئل أحد الزهاد عن سبيل المسلم ليكون من صفوة الله ، قال : ( إذا خلع الراحة ، وأعطى المجهود في الطاعة )

قيل للإمام أحمد : ( متى يجد العبد طعم الراحة ) ؟ قال ( عند أول قدم يضعها في الجنة )

أوقف نفسك على مصالح المسلمين
قالت فاطمة بنت عبد الملك تصف زوجها عمر بن عبد العزيز : ( كان قد فرغ للمسلمين نفسه ، ولأمورهم ذهنه ، فكان إذا أمسى مساءً لم يفرغ فيه من حوائج يومه : وصل يومه بليلته )

قال بعض أصحاب عمر القدامى لعمر : ( لو تفرغت لنا ) فقال : ( وأين الفراغ ؟ ذهب الفراغ فلا فراغ إلا عند الله )

استغرق أوقاته في الخير:
قالوا عن محمد بن أحمد الدباهي : ( لازم العبادة ، والعمل الدائم والجد ، واستغرق أوقاته في الخير . . صلب في الدين ، وينصح الإخوان ، وإذا رآه إنسان : عرف الجد في وجهه )

ولما تعجب غافل من باذل وقال لهالبرونزية إلى كم تتعب نفسك ؟ ) .كان جواب الباذل سريعاً حاسماً :
( راحتها أريد )

ليس للفراغ عليهم سبيل
قال ابن عقيل : إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ، وبصري عن مطالعة ، أعملت فكري في حال راحتي ، وأنا مستطرح ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره . وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة "

وقال : " أنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي ، حتى أختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز ، لأجل ما بينهم من تفاوت المضغ ، توفرا على مطالعة ، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه"

المبادرة لا التسويف :
قال يحيى بن معاذ : ( لا يزال العبد مقروناً بالتواني ، مادام مقيماً على وعد الأماني )

حفت الجنة بالمكاره :
( وأتعب الناس من جلّت مطالبه )

لا تنال الدعوة بالكسل والهمم الدنيئة
قال أحد السلف لرويم الزاهد أوصني فقال : " هو بذل الروح وإلا فلا تشتغل بالترهات "

وقال ابن الجوزي : " أول قدم في الطريق بذل الروح . . . هذه الجادة فأين السالك ؟ ?

وقال لسان الدين ابن الخطيب : " طريق القوم مبنية على الموت "

إن نفسا ترتضي الإسلام دينا ثم ترضى بعده أن تستكينا

أو ترى الإسلام في أرض مهينا ثم تهوى العيش نفس لن تكونا

في عداد المسلمين العظماء

نصر الدين ليس بالمجان
أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم والناس تزعم نصر الدين مجانا

عاشوا على الحب أفواها وأفئدة باتوا على البؤس والنعماء إخوانا

الله يعرفهم أنصار دعوته والناس تعرفهم للخير أعوانا

أنت وقف في سبيل الله
" والنبي صلىالله عليه وسلم كانت ساعاته موقوفة على الجهاد بقلبه ولسانه ويده ، ولهذا كان أرفع العالمين ذكرا ، وأعظمهم عند الله قدرا "

( وطالب النفوذ إلى الله والدار الآخرة ، بل وإلى كل علم وصناعة ورئاسة ، بحيث يكون رأساً في ذلك مقتداً به فيه ، يحتاج أن كون شجاعاً مقداماً ، حاكماً على وهمه ، غير مقهور تحت سلطان تخيله ، زاهداً في كل ما سوى مطلوبه عاشقاً لما توجه إليه ، عارفاً بطريق الوصول إليه ، والطرق القواطع عنه ، مقدام الهمة ، ثابت الجأش ، لا يثنيه عن مطلوبه لوم لائم ولا عذل عاذل ، كثير السكون ، دائم الفكر ، غير مائل مع لذة المدح ولا ألم الذم ، قائماً بما يحتاج إليه من أسباب معونته ، لا تستفزه المعارضات ، شعاره الصبر وراحته التعب )

همان يتطاردان :

حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سيار حثنا جعفر قال سمعت مالكاً يقول : ( بقدر ما تحزن للدنيا كذلك يخرج هم الآخرة من قلبك وبقدر ما تحزن للآخرة كذلك يخرج هم الدنيا من قلبك) .

جهل غيرك لايغلب علمك

قال خالد بن صفوان : ( إن أقواماً غرهم ستر الله ، وفتنهم حسن الثناء ، فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك ).

قال قتادة بن دعامة السدوسي :

( قد رأينا والله أقواماً يسرعون إلى الفتن وينزعون فيها ، وأمسك أقواماً عن ذلك هيبة لله ومخافة منه ، فلما انكشفت ، إذا الذين امسكوا أطيب نفساً ، وأثلج صدوراً ، وأخف ظهوراً من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها ، وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها . وأيم الله ! لو أن الناس كانوا يعرفون منها إذ أقبلت ما عرفوا منها إذ أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير ).

صاحب القلب المريض ينكشف عند الغبرة
في وقت الرخاء والأمن تختلط الصفوف ، ويصعب التمييز ، فإذا وقعت الشدائد ونزلت الفتن اتضح الناس على حقيقتهم ، كمثل المصدور عند صغاء الجو يختلط مع الأصحاء ولا ينكشف أمره إلا عند الغبرة . قال تعالى [ ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله ما يشاء ] .

( تعرض الفتن على القلوب كالحصير ، عوداً عوداً ، فأي قلبٍ أشربها نكت فيه نكتت سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكت بيضاء ، حتى تصير على قلبين ، على أبيض مثل الصفا، لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ، ولآخر أسود مرباداً ، كالكوز مجخياً ، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ، إلا ما أشرب من هواه ) .


http://www.taiba.org

شــــــــــــــــــكرا لـــكــــــى

العفؤ ياقمر

خطبة و بحث عن 55 قصة من قصص قيام السلف لليل 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

55 قصة من قصص ظ‚ظٹط§ظ… ط§ظ„ط³ظ„ظپ لليل

اعلم – يا راعاك الله – أن كثيراً من الكسالى والبطالين إذا سمعوا بأخبار اجتهاد السلف الأبرار في قيام الليل ، ظنوا ذلك نوعاً من التنطع والتشدد وتكليف النفس مالا يطاق ، وهذا جهل وضلال ، لأننا لمّا ضعف إيماننا وفترت عزائمنا ، وخمدت أشواقنا إلى الجنان ، وقل خوفنا من النيران ، ركنا إلى الراحة والكسل والنوم والغفلة ، وصرنا إذا سمعنا بأخبار الزهّاد والعّباد وما كانوا عليه من تشمير واجتهاد في الطاعات نستغرب تلك الأخبار ونستنكرها ، ولا عجب فكل إناء بالذي فيه ينضح ، فلما كانت قلوب السلف معلقة باللطيف القهار ، وهممهم موجهة إلى دار القرار ، سطروا لنا تلك المفاخر العظام ، وخلفوا لنا تلك النماذج الكرام ، ونحن لمّا ركنا إلى الدنيا ، وتنافسنا على حطامها ، صرنا إلى شر حال ، فأفق أخي الحبيب من هذه الغفلة فقد ذهب أولئك العبّاد المجتهدون رهبان الليل ، وبقي لنا قرناء الكسل والوسادة !!

1- قال سعيد بن المسيب رحمه الله : إن الرجل ليصلي بالليل ، فيجعل الله في وجه نورا يحبه عليه كل مسلم ، فيراه من لم يره قط فيقول : إن لأحبُ هذا الرجل !! .

2- قيل للحسن البصري رحمه الله : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره .

3- صلى سيد التابعين سعيد بن المسيب – رحمه الله – الفجر خمسين سنة بوضوء العشاء وكان يسرد الصوم.

4- كان شريح بن هانئ رحمه الله يقول :ما فقد رجل شيئاً أهون عليه من نعسة تركها!!! ( أي ظ„ط£ط¬ظ„ قيام الليل ) .

5- قال ثابت البناني رحمه الله : لا يسمى عابد أبداً عابدا ، وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان : الصوم والصلاة ، لأنهما من لحمه ودمه !!

6- قال طاووس بن كيسان رحمه الله : ألا رجل يقوم بعشر آيات من الليل ، فيصبح وقد كتبت له مائة حسنة أو أكثر من ذلك .

7- قال سليمان بن طرخان رحمه الله : إن العين إذا عودتها النوم اعتادت ، وإذا عودتها السهر اعتادت .

8- قال يزيد بن أبان الرقاشي رحمه الله : إذا نمت فاستيقظت ثم عدت في النوم فلا أنام الله عيني .

9- أخذ الفضيل بن عياض رحمه الله بيد الحسين بن زياد رحم الله ، فقال له : يا حسين : ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول الرب : كذب من أدعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني ؟!! أليس كل حبيب يخلو بحبيبه ؟!! ها أنا ذا مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل ،…..، غداً أقر عيون أحبائي في جناتي .

10- قال ابن الجوزي رحمه : لما امتلأت أسماع المتهجدين بمعاتبة [ كذب من أدعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني ] حلفت أجفانهم على جفاء النوم .

11- قال محمد بن المنكدر رحمه الله : كابدت نفسي أربعين عاماً ( أي جاهدتها وأكرهتها على الطاعات ) حتى استقامت لي !!

12- كان ثابت البناني يقول كابدت نفسي على القيام عشرين سنة !! وتلذذت به عشرين سنة .

13- كان أحد الصالحين يصلي حتى تتورم قدماه فيضربها ويقول يا أمّارة بالسوء ما خلقتِ إلا للعبادة .

14- كان العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل ، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول : ما ألينك !! ولكن فراش الجنة ألين منك!! ثم يقوم إلى صلاته .

15- قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل ، كبلتك خطيئتك .

16- قال معمر : صلى إلى جنبي سليمان التميمي رحمه الله بعد العشاء الآخرة فسمعته يقرأ في صلاته : {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} حتى أتى على هذه الآية {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا } فجعل يرددها حتى خف أهل المسجد وانصرفوا ، ثم خرجت إلى بيتي ، فما رجعت إلى المسجد لأؤذن الفجر فإذا سليمان التميمي في مكانه كما تركته البارحة !! وهو واقف يردد هذه الآية لم يجاوزها {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا }.

17- قالت امرأة مسروق بن الأجدع : والله ما كان مسروق يصبح من ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام !! ….، وكان رحمه الله إذا طال عليه الليل وتعب صلى جالساً ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف ( أي إلى فراشه ) كما يزحف البعير !!

18- قال مخلد بن الحسين : ما انتبه من الليل إلا أصبت إبراهيم بن أدهم رحمه الله يذكر الله ويصلي إلا أغتم لذلك ، ثم أتعزى بهذه الآية { ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء} .

19- قال أبو حازم رحمه الله : لقد أدركنا أقواماً كانوا في العبادة على حد لا يقبل الزيادة !!

20- قال أبو سليمان الدارني رحمه الله : ربما أقوم خمس ليال متوالية بآية واحدة ، أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها !! ولولا أن الله تعالى يمن علي بالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري ، لأن لي في كل تدبر علماً جديدا ، والقرآن لا تنقضي عجائبه !!

21- كان السري السقطي رحمه الله إذا جن عليه الليل وقام يصلي دافع البكاء أول الليل ، ثم دافع ثم دافع ، فإذا غلبه الأمر أخذ في البكاء والنحيب .

22- قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله : إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء؟!! فقال : لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل ، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف .

23- قال سفيان الثوري رحمه الله : حرمت قيام الليل خمسة أشهر بسبب ذنب أذنبته .

24- قال رجل للحسن البصري رحمه الله : يا أبا سعيد : إني أبيت معافى وأحب قيام الليل ، وأعد طهوري فما بالي لا أقوم ؟!! فقال الحسن : ذنوبــك قيــدتك !!

25- وقال رجل للحسن البصري : أعياني قيام الليل ؟!! فقال : قيدتك خطاياك .

26- قال ابن عمر رضي الله عنهما : أول ما ينقص من العبادة : التهجد بالليل ، ورفع الصوت فيها بالقراءة .

27- قال عطاء الخرساني رحمه الله : إن الرجل إذا قام من الليل متهجداً أًبح فرحاً يجد لذلك فرحاً في قلبه ، وإذا غلبته عينه فنام عن حزبه ( أي عن قيام الليل ) أصبح حزيناً منكسر القلب ، كأنه قد فقد شيئاً ، وقد فقد أعظم الأمور له نفعا ( أي قيام الليل ).

28- رأى معقل بن حبيب رحمه الله :قوماً يأكلون كثيراً فقال : ما نرى أصحابنا يريدون أن يصلوا الليلة .

29- قال مسعر بن كدام رحمه الله حاثاً على عدم الإكثار من الأكل :

وجدت الجوع يطرده رغيف *** وملء الكف من ماء الفرات
وقل الطعم عـون للمصلــــي *** وكثر الطعم عــــون للسبات

30- كان العبد الصالح علي بن بكار رحمه الله تفرش له جاريته فراشه فيلمسه بيده ويقول : والله إنك لطيب !! والله إنك لبارد !! والله لا علوتك ليلتي ( أي لا تمت عليك هذه الليلة ) ثم يقوم يصلي إلى الفجر !!

31- قال الفضيل بن عياض رحمه الله : أدركت أقواماً يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة !! إنما هو على الجنب ، فإذا تحرك ( أي أفاق من نومه ) قال : ليس هذا لك !! قومي خذي حظك من الآخرة !!.

32- قال هشام الدستوائي رحمه الله : إن لله عبادا يدفعون النوم مخافة أن يموتوا في منامهم.

33- عن جعفر بن زيد رحمه الله قال : خرجنا غزاة إلى [ كأبول ] وفي الجيش [ صلة بين أيشم العدوي ] رحمه ، قال : فترك الناس بعد العتمة ( أي بعد العشاء ) ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس ، حتى إذا نام الجيش كله وثب صلة فدخل غيضة وهي الشجر الكثيف الملتف على بعضه ، فدخلت في أثره ، فتوضأ ثم قام يصلي فافتتح الصلاة ، وبينما هو يصلي إذا جاء أسد عظيم فدنا منه وهو يصلي !! ففزعت من زئير الأسد فصعدت إلى شجرة قريبة ، أما صلة فوالله ما التفت إلى الأسد !! ولا خاف من زئيره ولا بالى به !! ثم سجد صلة فاقترب الأسد منه فقلت : الآن يفترسه !! فأخذ الأسد يدور حوله ولم يصبه بأي سوء ، ثم لما فرغ صلة من صلاته وسلم ، التفت إلى الأسد وقال : أيها السبع اطلب رزقك في مكان آخر !! فولى الأسد وله زئير تتصدع منه الجبال !! فما زال صلة يصلي حتى إذا قرب الفجر !! جلس فحمد محامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله ، ثم قال : الله إني أسألك أن تجيرني من النار ، أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة !!! ثم رجع رحمه الله إلى فراشه ( أي ليوهم الجيش أنه ظل طوال الليل نائماً ) فأصبح وكأنه بات على الحشايا ( وهي الفرش الوثيرة الناعمة والمراد هنا أنه كان في غاية النشاط والحيوية ) ورجعت إلى فراشي فأصبحت وبي من الكسل والخمول شيء الله به عليم .

34- كان العبد الصالح عمرو بن عتبة بن فرقد رحمه الله يخرج للغزو في سبيل الله ، فإذا جاء الليل صف قدميه يناجي ربه ويبكي بين يديه ، كان أهل الجيش الذين خرج معهم عمرو لا يكلفون أحداً من الجيش بالحراسة ؛ لأن عمرو قد كفاهم ذلك بصلاته طوال الليل ، وذات ليلة وبينما عمرو بن عتبة رحمه الله يصلي من الليل والجيش نائم ، إذ سمعوا زئير أسد مفزع ،فهربوا وبقي عمرو في مكانه يصلي وما قطع صلاته !! ولا التفت فيها !! فلما انصرف الأسد ذاهبا عنهم رجعوا لعمرو فقالوا له : أما خفت الأسد وأنت تصلي ؟!! فقال : إن لأستحي من الله أن أخاف شيئاً سواه !!

35- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : أفضل الأعمال ما أكرهت إليه النفوس .

36- قال أبو جعفر البقال : دخلت على أحمد بن يحيى رحمه الله ، فرأيته يبكي بكاء كثيرا ما يكاد يتمالك نفسه !! فقلت له : أخبرني ما حالك؟!! فأراد أن يكتمني فلم أدعه ، فقال لي : فاتني حزبي البارحة !! ولا أحسب ذلك إلا لأمر أحدثته ، فعوقبت بمنع حزبي !!ثم أخذ يبكي !! فأشفقت عليه وأحببت أن أسهل عليه ، فقلت له : ما أعجب أمرك !! لم ترض عن الله تعالى في نومة نومك إياها ، حتى قعدت تبكي !! فقال لي : دع عنك هذا يا أبا جعفر !! فما احسب ذلك إلا من أمر أحدثته !! ثم غلب عليه البكاء !! فلما رأيته لا يقبل مني انصرفت وتركته .

37- عن أي غالب قال : كان ابن عمر رضي الله عنهما ينزل علينا بمكة ، وكان يتهجد من الليل ، فقال لي ذات ليلة قبل الصبح : يا أبا غالب : ألا تقوم تصلي ولو تقرأ بثلث القرآن ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن قد دنا الصبح فكيف اقرأ بثلث القرآن ؟!! فقال إن سورة الإخلاص { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن .

38- كان أبو إسحاق السبيعي رحمه الله يقول : يا معشر الشباب جدوا واجتهدوا ، وبادروا قوتكم ، واغتنموا شبيبتكم قبل أن تعجزوا ،ـ فإنه قلّ ما مرّت عليّ ليلة إلا قرأت فيها بألف آية !!

39 – كان العبد الصالح عبد الواحد بن يزيد رحمه الله يقول لأهله في كل ليلة : يا أهل الدار انتبهوا !! ( أي من نومكم ) فما هذه ( أي الدنيا ) دار نوم ، عن قريب يأكلكم الدود !!

40- قال محمد بن يوسف : كان سفيان الثوري رحمه الله يقيمنا في الليل ويقول : قوموا يا شباب !! صلوا ما دمتم شبابا !! إذا لم تصلوا اليوم فمتى ؟!!

41- دخلت إحدى النساء على زوجة الإمام الأوزاعي رحمه الله فرأت تلك المرأه بللاً في موضع سجود الأوزاعي ، فقالت لزوجة الأوزاعي : ثكلتك أمك !! أراك غفلت عن بعض الصبيان حتى بال في مسجد الشيخ ( أي مكان صلاته بالليل ) فقالت لها زوجة الأوزاعي : ويحك هذا يُصبح كل ليلة !! من أثر دموع الشيخ في سجوده .

42- قال : إبراهيم بن شماس كنت أرى أحمد بن حنبل رحمه الله يحي الليل وهو غلام .

43- قال أبو يزيد المعَّنى : كان سفيان الثوري رحمه الله إذا أصبح مدَّ رجليه إلى الحائط ورأسه إلى الأرض كي يرجع الدم إلى مكانه من قيام الليل !!

44- كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أو كسل قال لنفسه : أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه ، والله لأزاحمنهم عليه ، حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالا !! ثم يصلي إلى الفجر .

45- رأى أحد الصالحين في منامه خياماً مضروبة فسأل : لمن هذه الخيام ؟!! فقيل هذه خيام المتهجدين بالقرآن !! فكان لا ينام الليل!!

46- كان شداد بن أوس رضي الله عنه إذا دخل على فراشه يتقلب عليه بمنزلة القمح في المقلاة على النار!! ويقول اللهم إن النار قد أذهبت عني النوم !! ثم يقوم يصلي إلى الفجر .

47- كان عامر بن عبد الله بن قيس رحمه الله إذا قام من الليل يصلي يقول : أبت عيناي أن تذوق طعم النوم مع ذكر النوم .

48- قال الفضيل بن عياض – رحمه الله – : إني لأستقبل الليل من أوله فيهولني طوله فأفتتح القرآن فأُصبح وما قضيت نهمتي ( أي ما شبعت من القرآن والصلاة ) .

49- لما احتضر العبد الصالح أبو الشعثاء رحمه الله بكى فقيل له : ما يبكيك !! فقال : إني لم أشتفِ من قيام الليل !!

50- قال الفضيل بن عياض رحمه الله : كان يقال : من أخلاق الأنبياء والأصفياء الأخيار الطاهرة قلوبهم ، خلائق ثلاثة : الحلم والإنابة وحظ من قيام الليل .

51- كان ثابت البناني رحمه الله يصلي قائما حتى يتعب ، فإذا تعب صلى وهو جالس .

52- قال السري السقطي رحمه الله : رأيت الفوائد ترد في ظلم الليل .

53- كان بعض الصالحين يقف على بعض الشباب العبّاد إذا وضع طعامهم، ويقول لهم : لا تأكلوا كثيرا ، فتشربوا كثيرا ، فتناموا كثيرا ، فتخسروا كثيرا !!

54- قال حسن بن صالح رحمه الله : إني أستحي من الله تعالى أن أنام تكلفا ( أي اضطجع على الفراش وليس بي نوم ) حتى يكون النوم هو الذي يصير عني ( أي هو الذي يغلبني ) ، فإذا أنا نمت ثم استيقظت ثم عدت نائما فلا أرقد الله عيني !!

55- كان العبد الصالح سليمان التميمي – رحمه الله – هو وابنه يدوران في الليل في المساجد ،فيصليان في هذا المسجد مرة ، وفي هذا المسجد مرة ، حتى يصبحا !!

وأخيراً أخي الحبيب قم ولو بركعة واختم بهذا الحديث قال صلى الله عليه وسلم { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين } [رواه أبو داوود وصححه الألباني ] والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر .

صيد الفوائد

شــــــــــــــــــكرا لـــكــــــى

آلعفوٍوٍ

البرونزية

آمينٍ وٍيآإكيٍ

بارك الله فيك

المرأة الذكية –رحم الله السلف الصالح 2024.

السلام عليكم ورحمة ط§ظ„ظ„ظ‡ وبركاته
صعد عمر- رضي الله عنه- يوما المنبر، وخطب في الناس، فطلب منهم ألا يغالوا في مهور النساء، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يزيدوا في مهور النساء عن أربعمائة درهم؟ لذلك أمرهم ألا يزيدوا في صداق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© على أربعمائة درهم.
فلما نزل أمير المؤمنين من على المنبر، قالت له امرأة من قريش: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم؟ قال: نعم.
فقالت: أما سمعت قول الله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا} ( القنطار: المال الكثير).
فقال: اللهم غفرانك، كل الناس أفقه من عمر

كراهة النوم بعد صلاة الفجرعند السلف 2024.

كراهة ط§ظ„ظ†ظˆظ… بعد الفجر عند السلف

الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد: مما يُلاحظ أن كثير ممن وفقه الله لصلاة الفجر مع جماعة المسلمين وسلمه الله من ترك أثقل الصلاة على المنافقين ما أن ينتهي من طµظ„ط§ط© الصبح إلا ويسرع إلى الفراش فيفوته خيراً عظيم كأذكار الصباح ،ودروس علمية، ومنافع دنيوية ويقع في مخالفةً لهدي سيد المرسلين فكان من هدي النبي وأصحابه أنهم إذا صلوا الفجر جلسوا في مصلاهم حتى تطلع الشمس .
كما ثبت في " صحيح مسلم من حديث سماك بن حرب قال :
( قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . كثيرا . كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس . فإذا طلعت قام . وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية . فيضحكون . ويتبسم صلى الله عليه وسلم )
الراوي: سماك بن حرب المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2322
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وأيضا فقد سأل النبي ربه أن يبارك لأمته في بكورها ، روى الإمام احمد عن صخر الغامدي قال : قال رسول الله
(اللهم بارك لأمتي في بكورها )
قال : وكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم في أول النهار ، وكان صخراً رجلاً تاجراً ، وكان يبعث تجارته أول النهار ، فأثرى وأصاب مالاً.
الراوي: صخر الغامدي المحدث: ابن حبان – المصدر: المقاصد الحسنة – الصفحة أو الرقم: 115
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

ومن هنا كره بعض ط§ظ„ط³ظ„ظپ النوم بعد الفجر ،
فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (5/222 رقم 25442 ) بإسناد صحيح
راجع(صحيح الترمذي للالباني – الصفحة أو الرقم: 1212)

1. عن عروة بن الزبير
أنه قال كان الزبير ينهى بنيه عن التصبح ( وهو النّوم في الصّباح )

2. قال عروة : إني لأسمع أن الرجل يتصبح فأزهد فيه .

3. َقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
مِنْ الْجَهْلِ النَّوْمُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ

4. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ :
النَّوْمُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ نَوْمُ خُرْقٍ ، وَنَوْمُ خَلْقٍ ، وَنَوْمُ حُمْقٍ . فَأَمَّا النَّوْمُ الْخُرْقُ فَنَومَةُ الضُّحَى يَقْضِي النَّاسُ حَوَائِجَهُمْ وهو نائم ، وَأَمَّا النَّوْمُ الْخَلْقُ فَنَوْمُ الْقَائِلَةِ نِصْفَ النَّهَارِ ، وَأَمَّا نَوْمُ الْحُمْقِ فَنَوْمٌ حِينَ تَحْضُرُ الصَّلَاة.

5.فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَأَى ابْنًا لَهُ نَائِمًا نَوْمَةَ الصُّبْحَةِ فَقَالَ لَهُ : قُمْ أَتَنَامُ فِي السَّاعَةِ الَّتِي تُقَسَّمُ فِيهَا الْأَرْزَاقُ .

6.قال عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
{ إيَّاكَ وَنَوْمَةَ الْغَدَاةِ فَإِنَّهَا مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ } قَالَ : وَمَعْنَى مَبْخَرَةٍ تَزِيدُ فِي الْبُخَارِ وَتُغَلِّظُهُ . وَمَجْفَرَةٌ قَاطِعَةٌ لِلنِّكَاحِ . وَمَجْعَرَةٌ مُيَبَّسَةٌ لِلطَّبِيعَةِ "

قال ابن القيم رحمه الله:
المفسد الخامس كثرة النوم فإنه يميت القلب ويثقل البدن ويضيع الوقت
ويورث كثرة الغفلة والكسل ومنه المكروه جدا ومنه الضار غير النافع للبدن وأنفع النوم : ما كان عند شدة الحاجة إليه ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره ولا سيما نوم العصر والنوم أول النهار إلا لسهران ومن المكروه عندهم : النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس فإنه وقت غنيمة وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس فإنه أول النهار ومفتاحه ووقت نزول الأرزاق وحصول القسم وحلول البركة ومنه ينشأ النهار وينسحب حكم جميعه على حكم تلك الحصة فينبغي أن يكون نومها كنوم المضطر وبالجملة فأعدل النوم وأنفعه : نوم نصف الليل الأول وسدسه الأخير وهو مقدار ثمان ساعات وهذا أعدل النوم عند الأطباء وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه ومن النوم الذي لا ينفع أيضا : النوم أول الليل عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء وكان رسول الله يكرهه فهو مكروه شرعا وطبعا وكما أن كثرة النوم مورثة لهذه الآفات فمدافعته وهجره مورث لآفات أخرى عظام : من سوء المزاج ويبسه وانحراف النفس وجفاف الطروبات المعينة على الفهم والعمل ويورث أمراضا متلفة لا ينتفع صاحبها بقلبه ولا بدنه معها وما قام الوجود إلا بالعدل فمن اعتصم به فقد أخذ بحظه من مجامع الخير وبالله المستعان
(فَائِدَةٌ)

قال العجلي رحمه الله :
النَّوْمُ عَلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ نَوْمُ الْغَفْلَةِ وَنَوْمُ الشَّقَاوَةِ وَنَوْمُ اللَّعْنَةِ وَنَوْمُ الْعُقُوبَةِ وَنَوْمُ الرَّاحَةِ وَنَوْمُ الرَّحْمَةِ وَنَوْمُ الْحَسَرَاتِ أَمَّا نَوْمُ الْغَفْلَةِ فَالنَّوْمُ فِي مَجْلِسِ الذِّكْرِ وَنَوْمُ الشَّقَاوَةِ النَّوْمُ فِي وَقْتِ الصَّلاةِ وَنَوْمُ اللَّعْنَةِ النَّوْمُ فِي وَقْتِ الصُّبْحِ وَنَوْمُ الْعُقُوبَةِ النَّوْمُ بَعْدَ الْفَجْرِ وَنَوْمُ الرَّاحَةِ النَّوْمُ قَبْلَ الظُّهْرِ وَنَوْمُ الرَّحْمَةِ النَّوْمُ بَعْدَ الْعِشَاءِ ا هـ
والخلاصة أن الأولى بالإنسان أن يقضي هذا الوقت فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة .

ابو الخطاب فؤاد بن علي السنحاني

منقول:w32:

جزااك الله خير

البرونزية

البرونزية

جزاك الله خيرا

بارك الله فيك ..
وجزاك الله الجنة ..

مطوية و بحث عن عودة إلى رمضان السلف 2024.

البرونزية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البرونزية.. وبعد:
فإن الله جل وعلا قد خص شهر ط±ظ…ط¶ط§ظ† بمزايا خيرة، وبفضائل نيرة، فجعله شهر الإيمان والتقوى، وشهر الفرقان والهدى، وضاعف فيه الأعمال، ورفع به درجات الصائمين في الأولى والمآل، قال تعالى: البرونزية شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ البرونزية [البقرة:185]. فطوبى لمن صامه إيماناً واحتساباً، واجتنب به النار اجتناباً، فكان في نهاره من الذاكرين، وفي ليله من العابدين الشاكرين، وعلى جوعه وعطشه من المحتسبين الصابرين، قال رسول الله البرونزية: { من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه }. فما هي أحوال ط§ظ„ط³ظ„ظپ في رمضان؟

رمضان شهر التعبد والتوبة

أخي الكريم.. لا ريب أن عبادة الله جل وعلا هي غاية المسلم في الحياة.. فعبادة الله سبحانه تشمل كل الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة التي يرضي عنها الله جل وعلا وبذلك فهي غاية مستمرة استمرار الحياة في الإنسان المسلم ولكن هذه الغاية تكون أشد ترغيباً في شهر جليلة فضائله، كثيرة فوائده، عظيمة مناقبه، فقد أنزل الله فيه القرآن وبسط فيه نفحات الغفران.. وضاعف فيه الإحسان قال تعالى: البرونزية شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ البرونزية [البقرة:185].
وقال: ( نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان ).
فشهر رمضان سلوان كل مذنب، وتذكرة لكل غافل، وتعليم لكل جاهل، وترغيب لكل عامل. فيا من أسرف على نفسه وأتبعها الهوى، وجانب الصواب في أيامه وغوى.. ها قد أتاك الكريم بشهر كريم تجدد فيه إيمانك وتمحو به عصيانك.. وترد عنك فيه مغبة الذنوب.. وتتوب فيه وتؤوب !
أخي.. وتذكر أن إدراكك لهذا الشهر المبارك نعمة عظيمة، ومنة كريمة.. فهي فرصة وغنيمة !
ففيه يضاعف الثواب والعبادات.. وفيه تفتح أبواب الجنات.. وفيه تستجاب للصائم الدعوات.. ومن صامه إيماناً واحتساباً كفَّر عنه ما تقدم من ذنوب وخطيئات !
فاجعل – أخي – من رمضان شهر عبادة.. ودليل سعادة.. وخير وزيادة !
قال الله تعالى: البرونزية وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ البرونزية [النور:31].
فإذا كان الله جل وعلا قد دعا إلى التوبة رجاء الفلاح في سائر الأوقات، فإن أفضل أوقات التوبة وأزكاها شهر رمضان الكريم بما حباه الله من فضائل وخصائص تدل على بركته وعظيم شأنه.
قال السري السقطي: ( السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، وأنفاس العباد ثمرتها، فشهر رجب أيام توريقها وشعبان أيام تفريعها ورمضان أيام قطفها، والمؤمنون قطَّافها ).
أخي.. لو فتح لأهل القبور باب للأماني لتمنوا حياة يوم في رمضان… يجوعون فيه لله ! يظمأون فيه لله ! ويحيون نهاره بتلاوة القرآن، وزيادة الإيمان، وطلب الغفران، ويحيون ليله بالتعبد والقيام، والدعاء والبكاء، والتضرع وطلب العتق من النار.
أخي.. فها أنت ذا تحيى صحيحاً سليماً… وها قد أتاك رمضان.. وأنت ضارب عنه صفحاً بالنسيان.. أتراك نسيت فواضله؟! أم أتراك جهلت مناقبه؟! أم تراك ضمنت الغفران فلم يستنفر إيمانك مجيء رمضان؟!
تأمل حفظك الله في هذا الشهر وأعظم به من شهر ! وتذكر يوم توضع في القبر..

وقل ساعدي يانفس بالصبر ساعة *** فما هي إلا ساعة ثم تنقضي

فعند القا ذا الكد يصبح زائلا *** ويصبح ذا الأحزان فرحان جاذلا
تذكر.. ( أن للَّه في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان وأن لكل مسلم دعوة يدعو بها فيستجاب له ).
تذكر.. ( أن في رمضان ليلة القدر خير من ألف شهر قال تعالى: البرونزية لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ البرونزية [القدر:3] ).
تذكر.. أن { من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه }.
تذكر.. أنه ( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلّقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين ).
وتذكر.. ( أن الله جل وعلا يقول: { كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به }).
أخي.. تأمل فيما يفوتك في شهر الرحمة والغفران ! وتذكر من صام معك رمضان الماضي، هل أدرك معك رمضان اليوم أم أهلكته المنون القواضي !
فبادر رحمك الله بالتفرغ للعبادة.. والتوبة والاستغفار.. والمحافظة على الأذكار.. والتبتل والدعاء بالأسحار..
كان الإمام مالك رحمه الله إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وكان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، منهم قتادة، وبعضهم في كل عشر منهم أبو الرجاء العطارديّ.
وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان.
وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر في ثلاث. وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع دائما، وفي رمضان في كل ثلاث وفي العشر الأواخر كل ليل.
وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة وعن أبي حنيفة نحوه.
أخي.. تذكر أن فلاح الدارين متعلق بتحقق التقوى في نفسك، ثم تذكر أن رمضان سبيل التقوى، قال تعالى: البرونزية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ البرونزية [البقرة:183].
فكيف يعبد المسلم ربه في رمضان وكيف يقضي لحظاته حتى يكون من المتقين الفائزين بفضله وثوابه؟

كيف تقضي شهر رمضان

ولئن كان الناس يفرحون بقدوم موسم الصيام، ويجدون فيه خيراً وبركة إلا أن القليل من يقضيه على الوجه الذي يرضي الله، ويعمّره بالطاعات والقربات وأداء الواجبات، ولربما تستجد في رمضان أنواع كثيرة من المخالفات التي لم تكن في الشهور قبله، كالإسراف والتبذير وتضييع الصلوات والسهر أمام برامج القنوات، وإضاعة الأوقات في اللعب والتسكع في الطرقات كل ذلك بحجة الإجهاد والعياء والتسلية انتظاراً لساعة الفطور.
ولو تأملنا في حال السلف، وتتبعنا كيف كانوا يقضون أيامهم في رمضان، وكيف كانوا يعمرونها بصالح الأعمال لعلمنا بعد المفاز بين مانحن عله وما كانوا عليه.

وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف

فكيف نعيش رمضان كما عاشه السلف:

أولاً: مراعاة أحكام الصيام:
فصيام رمضان ركن من أركان الإسلام، ولا يصح هذا الركن إلا بشرطين اثنين:
1- الإخلاص لله جل وعلا لقوله البرونزية: { إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى } الحدديث.
2- الإتباع لقوله البرونزية: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } والواجب على المسلم المقبل على الصيام أن يراعي هذين الشرطين اللذين بهما يتحقق صيامه.
فأما مراعاة الإخلاص فتكون بتوجيه القلب إلى الله وحده وإرادة الثواب منه وحده. وأما مراعاة الإتباع في الصيام فتكون بالعلم بأحكام الصيام جميعها حتى يصح صيام السلم وينال به الفضل والثواب ويدفع به المغبة والعقاب.
وهل يعقل أن يحقق المسلم الإتباع لرسول الله البرونزية في الصيام وهو يجهل واجبات الصيام ومبطلاته وأركانه.
أخي الكريم.. وحتى يكون صومك على هدي النبي البرونزية أنصحك بتعلم أحكام الصيام والإطلاع عليها وسؤال أهل العلم والفتوى وحضور دروس التوعية والإرشاد، فإن الجهل بأحكام الصيام قد يوقع المسلم في محظور من محظورات الصيام أو مفطر من مفطراته.
ومما ينبغي الإلمام به في هذا الأمر بإيجاز:
الأول: أركان الصيام: وهي أربعة أركان:
النية – والإمساك عن المفطرات – والزمان وهو من طلوع الشمس إلى غروبها – والصائم – وهو المسلم البالغ العاقل القادر على الصوم الخالي من الموانع.
الثاني: مفسدات الصيام وهي:
1- الجماع في نهار رمضان.
2- إنزال المني باختياره.
3- الأكل والشرب متعمداً.
4- ما هو في حكم الأكل والشرب مثل حقنة الإبر المغذية والدم.
5- الحجامة.
6- التقيء العمد.
7- خروج دم الحيض والنفاس.
الثالث: مكروهات الصيام وهي كثيرة ومنها:
1- المبالغة في المضمضة والاستنشاق عند الوضوء.
2- الوصال في الصيام.
3- جمع الريق وابتلاعه.
الرابع: آداب الصيام الواجبة ومنها:
1- اجتناب الكذب.
2- اجتناب الغيبة.
3- اجتناب النميمة.
4- اجتناب شهادة الزور.
5- اجتناب الغش في المعاملات.
الخامس: آداب الصيام المحتسبة:
1- تأخير السحور وتعجيل الفطور.
2- كف اللسان عن اللغو وفضول الكلام.
3- إفطار الصائم.
4- التقرب إلى الله بالصدقة وصالح الأعمال.
أخي الكريم.. وتذكر أن التوفيق لصيام رمضان بإيمان واحتساب لا يتم إلا بمراعاة أحكامه وشروطه، واتباع هدي النبي البرونزية فيه، فليس الصيام مجرد جوع عن طعام وشراب، فقد قال البرونزية: { لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه }.
أخي.. فلا يفوتك الإلمام بأحكام الصيام فإنها أساس الصيام، ولا يفوتنك العمل بها فإن العاملين بها قليل.
ثانياً: المحافظة على الفرائض:
فالصلاة هي عمود الدين وقبول الصيام يستلزم قبولها، فكيف يستسيغ أناس التفريط في الصلوات الواجبة وتضييعها، بينما يصومون في اليوم نفسه، وهم يعلمون أن الحفاظ على الصلوات في أوقاتها أوجب وأوكد في الإسلام.قال البرونزية: { العهد الذي بينا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر }.
كان ثابت البناني رحمه الله تعالى يقول: لا يكون عابد ابداً عابداً، وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان، الصوم والصلاة، لأنهما من لحمه ودمه.
قال مبارك بن فضالة: ( دخلت على ثابت البناني في مرضه وهو في علوله، وكان لا يزال يذكر أصحابه فلما دخلنا عليه قال: يا إخوتاه لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت اصلي، ولم أقدر أصوم كما كنت أصوم، ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي فأذكر الله U كما كنت أذكره معهم. ثم قال: اللهم إذا حبستني عن ثلاث فلا تدعني في الدنيا ساعة: فمات من وقته ) وكثير من الناس تستهويه الأفلام والمسلسلات، أو النوم والغفلات فيعرض عن أداء الصلوات… ويحسب أن الأمر هيّن وهو عند الله عظيم.
ثالثاً: الحفاظ على التراويح:
قال البرونزية: { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه }.
وفي حديث السائب بن زيد قال: كان القارئ يقرأ بالمئين – يعني بمئات الآيات – حتى كنا نعمد على العصي من طول القيام قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر.
ومما ينبغي لك أخي الكريم مراعاته عدم الانصراف قبل الإمام فإن رسول الله البرونزية قال: { من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة } وإن من تمام الإيمان والاحتساب في الصيام الحرص على القيام، وعدم التضجر منه أو التشاغل عنه في رمضان، لا سيما في زماننا حيث كثرت أسباب الفتنة وأصبحت قنوات عدة تتفنن في غرض البرامج المغرية والأفلام والمسلسلات بعد الإفطار مباشرة مما يجعل كثيراً من الناس عن القيام غافلين وبما يرونه من مجون ولهو معجبين.
رابعاً: الإكثار من الذكر وقراءة القرآن:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي البرونزية أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فالرسول البرونزية حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
وقد سبق أن ذكرنا نماذج من حرص السلف على تلاوة القرآن ومدارسته في رمضان، وكيف وقد أنزل الله فيه قال تعالى: البرونزية شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ البرونزية [البقرة:185].
فشرَّف الله وقته بشرف القرآن، وجعل تلاوته فيه مضاعف أجرها، ووابل خيرها.
وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. وينبغي لك أخي الكريم تقرأه بتدبر وخشوع حتى تتذوق ثمرة التلاوة. وأن تحرص على الأذكار المأثورة فإنها مقامع الشيطان وسبيل نيل رضى الرحمن، لا سيما أذكار الصباح والمساء، والحمد والتسبيح والاستغفار ، فقد كان النبي البرونزية { إذا صلى الغداة – أي الفجر – جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس }.
وصح عنه البرونزية أنه قال :{ من صلى الفجر في حماعه ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حج وعمرة تامة تامة تامة }.
خامساً: ا لجود والصدقة: فعن أنس البرونزية قال: قال رسول الله البرونزية: { أفضل الصدقة صدقة في رمضان } وقد بين رسول الله البرونزية أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة حيث قال: { إن الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها ! قالوا لمن يارسول الله؟ قال: لمن طيّب الكلام، وأطعم الطعام وأداما لصيام، وصلى بالليل والناس نيام }.
وجاء سائل إلى الإمام أحمد فدفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطره ثم طوى وأصبح صائماً.
وصور الصدقة والجود متعددة منها: إطعام الطعام، فقد قال البرونزية: { أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناًً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم }.
وإفطار الصائم: فقد قال البرونزية: { من فطر صائماً كان له مثل أجره لا ينقص من أجر الصائم شيئاً }.
وكان كثير من السلف يؤثرون بفطورهم وهم صائمون منهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل – وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.
سادساً: الاعتكاف والإكثار من العبادة في العشر الأواخر: فسنة الاعتكاف قد تركها كثير من الناس القادرين عليها مع ورودها في الكتاب والسنة،وقد كان السلف أحرص على فعلها والقيام بها لما فيها من الأجر العظيم ولمناسبتها للعشر الأواخر التي تلتمس فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
والاعتكاف عبادة تتيسر معها سائر العبادات من قراءة للقرآن والصلاة والذكر والدعاء، فعن أبي هريرة البرونزية قال: { كان النبي يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً }.
وللاعتكاف أحكام ينبغي على الصائم المريد لهذه العبادة الجليلة أن يطلع عليها، فبها يكون اعتكافه صحيحاً على السنة.
سابعاً: تحري ليلة القدر والإكثار من الدعاء: فإن الصوم من أسباب إجابة الدعاء، فينبغي للصائم أن يحرص عليه طيلة شهر رمضان فهو أوسع أبواب الخير وأسهل الطرق إليه، قال البرونزية: { أعجز الناس من عجز عن الدعاء }.
ولا سيما وأن حرص المسلم على قيام رمضان يناسب وقته السحر وهو وقت مبارك تستجاب فيه الدعوات وتكفَّر فيه السيئات وتقضى فيه الحاجات.
واحذر أخي الكريم أن يفوتك الخير العظيم، والفضل الكريم: ليلة القدر، فقد قال رسول الله البرونزية: { من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه }.
فأعظم بها من ليلة.. تغفر فيها سائر السيئات.. وتنال بها الدرجات…وإنها لحرية بالتحري.. وجديرة بالحرص عليها رجاء التوفيق لخيرها العظيم.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ابدي اعجابي بقلمك وجزاك الله خير

آمينٍ وٍيآكيٍ قلبيٍ

البرونزية

تحميل كتاب من سير علماء السلف عند الفتن 2024.

  • التحميل

[IMG]http://gselazhry.******.com/photos/gif/1602994_lm.jpg[/IMG]

جزاكِ الله خيراً

تحميل كتاب مجمل اعتقاد أئمة السلف 2024.

  • مجمل ط§ط¹طھظ‚ط§ط¯ ط£ط¦ظ…ط© السلف
    • الكتاب : ظ…ط¬ظ…ظ„ اعتقاد أئمة السلف
      المؤلف : عبد الله بن عبد المحسن التركي
      الطبعة : الثانية
      الناشر : وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد – المملكة العربية السعودية
      تاريخ النشر : 1417هـ
      عدد الصفحات : 168
      عدد الأجزاء : 1
      مصدر الكتاب : موقع الإسلام
      موقع الإسلام
      [ ضمن مجموعة كتب من موقع الإسلام ، ترقيمها غير مطابق للمطبوع ، وغالبها مذيلة بالحواشي ]
  • التحميل

[IMG]http://gselazhry.******.com/photos/gif/1602994_lm.jpg[/IMG]

تحميل كتاب الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة 2024.

  • الوجيز في ط¹ظ‚ظٹط¯ط© ط§ظ„ط³ظ„ظپ ط§ظ„طµط§ظ„ط­ أهل ط§ظ„ط³ظ†ط© والجماعة
    • الكتاب : ط§ظ„ظˆط¬ظٹط² في عقيدة السلف الصالح ( أهل السنة ظˆط§ظ„ط¬ظ…ط§ط¹ط© )
      المؤلف : عبد الله بن عبد الحميد الأثري & مراجعة وتقديم صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
      الطبعة : الأولى
      الناشر : وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد – المملكة العربية السعودية
      تاريخ النشر : 1445هـ
      عدد الصفحات : 239
      عدد الأجزاء : 1
      مصدر الكتاب : موقع الإسلام
      موقع الإسلام
      [ ضمن مجموعة كتب من موقع الإسلام ، ترقيمها غير مطابق للمطبوع ، وغالبها مذيلة بالحواشي ]
  • التحميل

البرونزية

البرونزية

ما فضل يوم عرفة وحال السلف فيه 2024.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
فيوم عرفة من الأيام الفاضلة، تجاب فيه الدعوات، وتقال العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره. وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران.
ويوم كهذا –أخي الحاج- حري بك أن تتعرف على فضائله، وما ميزه الله به على غيره من الأيام، وتعرف كيف كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه؟
نسأل الله أن يعتق رقابنا من النار في هذا اليوم العظيم.
فضائل يوم عرفة
1-إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة
ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آيه؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) "المائدة: 3" قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.

2- قال صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب) "رواه أهل السّنن". وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: (نزلت –أي آية (اليوم أكملت)- في يوم الجمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد).

3-إنه يوم أقسم الله به:
والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: (وشاهد ومشهود) "البروج: 3"، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة..) "رواه الترمذي وحسنه الألباني".
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: (والشفع والوتر) "الفجر: 3" قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك.

4-أن صيامه يكفر سنتين:
فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) "رواه مسلم".
وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.

5- أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم.
فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال: (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) "الأعراف: 172، 173" "رواه أحمد وصححه الألباني"
فما أعظمه من يوم! وما أعظمه من ميثاق !

6-أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف:
ففي صحيح مسلم عن عائشة _رضي الله عنها_ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟).
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً) رواه أحمد وصححه الألباني".

وينبغي على الحاج أن يحافظ على الأسباب التي يرجى بها العتق والمغفرة ومنها:
* حفظ جوارحه عن المحرمات في ذلك اليوم: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الفضل بن عباس رديف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة، فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه من خلفه، وجعل الفتى يلاحظ إليهن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ابن أخي، إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له) "رواه أحمد.

* الإكثار من التهليل والتسبيح والتكبير في هذا اليوم: فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة عرفة، فمنّا المكبر ومنا المهلل… ) "رواه مسلم"

* الإكثار من الدعاء بالمعفرة والعتق في هذا اليوم، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) "رواه الترمذي وحسنه الألباني".
فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم، وليدع لنفسه ولِوالديْه ولأهله وللمسلمين، ولا يتعدى في عدائه، ولا يستبطئ الإجابة، ويلح في الدعاء، فطوبى لعبد فقه الدعاء في يوم الدعاء.

* ولتحذر _أخي الحاج _من الذنوب التي تمنع المغفرة في هذا اليوم، كالإصرار على الكبائر والاختيال والكذب والنميمة والغيبة وغيرها، إذ كيف تطمع في العتق من النار وأنت مصر على الكبائر والذنوب؟! وكيف ترجو المغفرة وأنت تبارز الله بالمعاصي في هذا اليوم العظيم؟!

* ومن آداب الدعاء في هذا اليوم أن يقف الحاج مستقبلاً القبلة رافعاً يديه، متضرعاً إلى ربه معترفاً بتقصيره في حقه، عازماً على التوبة الصادقة.
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة
قال ابن القيم _رحمه الله _ :
لما طلعت شمس يوم التاسع سار رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفة، وكان معه أصحابه ، منهم الملبي ومنهم المكبر، وهو يسمع ذلك ولا ينكر على هؤلاء ولا على هؤلاء، فنزل بنمرة حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء فرحلت، ثم سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عرنة، فخطب الناس وهو على راحلته خطبة عظيمة قرر فيها قواعد الإسلام، وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية، وقرر فيها تحريم المحرمات التي اتفقت الملل على تحريمها.
وخطب صلى الله عليه وسلم خطبة واحدة، لم تكن خطبتين، فلمّا أتمها أمر بلالاً فأذن، ثم أقام الصلاة، فصلى الظهر ركعتين أسرّ فيهما بالقراءة، ثم أقام فصلى العصر ركعتين أيضاً ومعه أهل مكة وصلوا بصلاته قصراً وجمعاً بلا ريب، ولم يأمرهم بالإتمام، ولا بترك الجمع.
فلما فرغ من صلاته ركب حتى أتى الموقف، فوقف في ذيل الجبل عند الصخرات، واستقبل القبلة، وجعل جل المشاة بين يديه، وكان على بعيره، فأخذ في الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس، وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرنة، وأخبر أن عرفة لا تختص بموقفه ذلك، بل قال: (وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف).
وأرسل إلى الناس أن يكونوا على مشاعرهم ويقفوا بها، فإنها من إرث أبيهم إبراهيم، وهنالك أقبل ناس على أهل نجد، فسألوه عن الحج فقال: (الحج عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع تم حجه، أيام منى ثلاثة، فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه). وكان في دعائه رافعاً يديه إلى صدره، وأخبرهم أن خير الدعاء دعاء يوم عرفة.
فلما غربت الشمس، واستحكم غروبها بحيث ذهبت الصفرة أفاض إلى عرفة، وأردف أسامة بن زيد خلفه، وأفاض بالسكينة، وضم إليه زمام ناقته، حتى إنّ رأسها ليصيب طرف رحله وهو يقول: (يا أيها الناس، عليكم السكينة، فإن البر ليس بالإيضاع) أي: ليس بالإسراع.
وكان صلى الله عليه وسلم يلبي في مسيره ذلك، ولم يقطع التلبية، فلما كان في أثناء الطريق نزل صلوات الله وسلامه عليه فبال، وتوضأ وضوءاً خفيفاً، فقال له أسامة: الصلاة يا رسول الله، فقال: (الصلاة- أو المصلى- أمامك).
ثم سار حتى أتى المزدلفة، فتوضأ وضوء الصلاة، ثم أمر بالأذان فأذن المؤذن، ثم قام فصلى المغرب قبل حط الرحال وتبريك الجمال، فلما حطوا رحالهم أمر فاقيمت الصلاة، ثم صلى عشاء الآخرة بإقامة بلا أذان، ولم يصل بينهما شيئاً ثم نام حتى أصبح، ولم يحي تلك الليلة، ولا صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء.
من أحوال السلف بعرفة
أما عن أحوال السلف الصالح بعرفة فقد كانت تتنوع :
فمنهم من كان يغلب عليه الخوف أو الحياء: وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة، فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي. وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لإله لولا أني فيهم!.
ومنهم من كان يغلب عليه الرجاء: قال عبدالله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.
العبد بين حالين
إذا ظهر لك _أخي الحاج_ حال السلف الصالح في هذا اليوم، فاعلم أنه يجب أن يكون حالك بين خوف صادق ورجاء محمود كما كان حالهم.
والخوف الصادق: هو الذي يحول بين صاحبه وبين حرمات الله تعالى، فإذا زاد عن ذلك خيف منه اليأس والقنوط.
والرجاء المحمود: هو رجاء عبد عمل بطاعة الله على نور وبصيرة من الله، فهو راج لثواب الله، أو عبد أذنب ذنباً ثم تاب منه ورجع إلى الله، فهو راج لمغفرته وعفوه.
قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم) "البقرة: 218".
فينبغي عليك أخي الحاج أن تجمع في هذا الموقف العظيم وفي هذا اليوم المبارك بين الأمرين: الخوف والرجاء؛ فتخاف من عقاب الله وعذابه، وترجو مغفرته وثوابه.
هنيئاً لمن وقف بعرفة
فهنيئاً لك أخي الحاج، يا من رزقك الله الوقوف بعرفة بجوار قوم يجارون الله بقلوب محترقة ودموع مستبقة، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه، وراج أحسن الظن بوعد الله وصدقه، وتائب أخلص الله من التوبة وصدقه، وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه، فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه، ومن أعسر الأوزار فكه وأطلقه وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء، ويباهي بجمعهم أهل السماء، ويدنو ثم يقول: ما أراد هؤلاء؟ لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان، وأعطاهم نهاية سؤالهم الرحمن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المصدر شبكة الإسلام اليوم

جزيتي خييير الجزااء غااليتي

جزيتي خييير الجزااء غااليتي

جزاك الله خيرا

يسلموو يا قلبى

آمين وياكم والله يسلمكم دووم

مطوية و بحث عن حال السلف في الحج 2024.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. أما بعد:
فإن الحديث عن أحوال ط§ظ„ط³ظ„ظپ في ط§ظ„ط­ط¬ حديث عن علم قد درس مناره، ومُحِيت آثاره، فلم يبق منه إلا بقايا من الرسوم والألفاظ، وأطلال من الجمل والعبارات، والتي ما فتئ الناصحون يرددونها حثاً للناس على التمسك بما كان عليه السلف، وترغيباً لهم في سلوك سبيلهم واقتفاء آثارهم. وإلا فأين نحن من القوم؟ كم بين اليقظة والنوم؟!
لقد كان للحج تأثير عظيم في تزكية النفوس وإصلاح القلوب، لما فيه من معاني العبودية، ومظاهر الربانية التي تجلت في كل أعماله ومناسكه، فأثمرت في واقع السلف قلوباً تقية، وأفئدةً زكية، وأبداناً طاهرةً نقية. فكانوا مع إحسانهم العمل يخشون الردّ وعدم القبول، أما نحن – إلا من رحم الله – فلا إحسان ولا خشية، ومع ذلك ينام أحدنا ملء جفونه، وكأنه حاز النعيم، وضمن من الجنة فردوسها الأعلى!!
ولئن ورد عن بعض السلف أنه قال: ( الركب كثير والحاجّ قليل، فما عسانا أن نقول؟! نسأل الله ألا يمقتنا ).
فما أحرانا – نحن المسلمين – أن نعود إلى ما كان عليه السلف الصالح؛ عقيدةً ومنهاجاً، عبادة وسلوكاً، حتى نفوز بما فازوا به من سعادة الدارين؛ العز في الدنيا والنعيم في الآخرة.

من أخلاق السلف في السفر والحج

كان السلف – رحمهم الله – يعلمون حق رفيق السفر، فيحسنون صحبته، ويواسونه بما تيسّر لديهم من طعام وشراب، وكان كل واحد منهم يريد أن يخدم أخاه ويقوم بأعماله، لا يمنعه من ذلك نسبٌ ولا شرفٌ ولا مكانة عالية.
قال مجاهد رحمه الله: ( صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه، فكان يخدمُني!! ).
وكانوا رحمهم الله يبذلون أموالهم للرفقة، ويصبرون على الأذى، ويطيعون الله تعالى فيمن يعصيه فيهم.
يروى أن يُهَيْماً العجلي ترافق مع رجل تاجر موسر في الحج، فلما كان يوم خروجهم للسفر، بكى بُهَيْم حتى قطرت دموعه على صدره، وقال: ذكرت بهذه الرحلةِ الرحلةَ إلى الله، ثم علا صوته بالنحيب.
فكره رفيقه التاجر منه ذلك، وخشي أن يتنغّص عليه سفره معه بكثرة بكائه، فلما قدما من الحج، جاء الرجل الذي رافق بينهما إليهما ليسلِّم عليهما، فبدأ بالتاجر فسلّم عليه، وسأله عن حاله مع بُهَيْم.
فقال له: والله ما ظننت أن في هذا الخق مثله؛ كان والله يتفضّل عليّ في النفقة، وهو معسّر وأنا موسر!! ويتفضل عليّ في الخدمة، وهو شيخ ضعيف وأنا شاب!! ويطبخ لي وهو صائم وأنا مفطر!!
ثم خرج من عنده فدخل على بُهَيم، فسلّم عليه، وقال له: كيف رأيت صاحبك؟ قال: خير صاحب، كثير الذكر لله، طويل التلاوة للقرآن، سريع الدمعة، متحمّل لهفوات الرفيق، فجزاك الله عني خيراً.
وكان كثير من السلف يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم اغتناماً لأجر ذلك، منهم عامر بن عبد قيس، وعمر بن عتبة بن فرقد، مع اجتهادهما في العبادة.
وكان ابن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم، وكان إذا أراد الحج من بلده ( مرو ) جمع أصحابه وقال: من يريد منكم الحج؟ فيأخذ منهم نفقاتهم، فيضعها في صندوق ويغلقه، ثم يحملهم، وينفق عليهم أوسع النفقة، ويطعمهم أطيب الطعام، ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من هدايا، ثم يرجع بهم إلى بلده، فإذا وصلوا صنع لهم طعاماً، ثم جمعهم عليه، ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فردّ إلى كل واحد نفقته!!

إلهي !!

إليك قصدي ربّ البيت والأثر *** وفيك تطوافي بأركان كذا حجر

صفا دمعي إلى حين أعبره *** وزمزمي دمعة تجري من البصر

وفيك سَعْيي وتعميري ومزدلفي*** والهدي جسمي الذي يغني عن الجُزر

عرفانه عرفاتي إذ منى منتي *** وموقفي وقفة في الخوف والحذر

وجَمْرُ قلبي جمار نبذة شرر *** والحرم تحريمي الدنيا عن الفكر

ومسجد الخيف خوفي من تباعدكم *** ومشعري ومقامي دونكم خطري

زادي رجائي له والشوق راحلتي *** والماء من عبراتي والهوى سفري

حال السلف عند الاحرام والتلبية

أخي الحبيب كان السلف يستشعرون معنى الإحرام، فهو يعني عندهم الإنخلاع من جميع الشهوات الأرضية، والتوجه بالروح والبدن إلى خالق السماوات والأرض. لذلك فقد كانوا يضطربون عند الإحرام، فتتغير ألوانهم، وترتعد فرائصهم خوفاً من عدم القبول.
فكان أنس بن مالك البرونزية إذا أحرم لم يتكلم في شيء من أمر الدنيا حتى يتحلل من إحرامه.
وهذا عليُّ بن الحسين البرونزية لما أحرم واستوت به راحلته اصفرّ لونه وارتعد، ولم يستطع أن يلبي، فقيل له: ما لك؟ فقال: أخشى أن يقول لي: لا لبيك ولا سعديك!
ولما حجّ جعفر الصادق، فأراد أن يلبي، تغيّر وجهه، فقيل له: ما لك يا ابن رسول الله البرونزية؟ فقال: ( أريد أن ألبي وأخاف أن أسمع غير الجواب!! ).
وكان شريح رحمه الله إذا أحرم كأنه حيّة صماء من كثرة الصمت والتأمل والإطراق لله عز وجل.
ولئن كان كثير من حجاج هذا الزمان لا يلبون، وأغلب الذين يلبون لا يجهرون بالتلبية، ولا يرفعون بها أصواتهم، فقد كان السلف على خلاف ذلك.
قال أبو حازم: ( كان أصحاب النبي البرونزية إذا أحرموا لم يبلغوا الرّوْجاء حتى تُبَحُّ أصواتهم ). لأنهم يعلمون أن ذلك مما يحبه الله عز وجل، لقوله البرونزية: { أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية } [رواه أصحاب السنن وصححه الألباني]. وقوله البرونزية: { أفضل الحج والعجّ والثجّ } [رواه الترمذي وحسنه الألباني]. والعجّ: رفع الصوت بالتلبية. والثجّ: سيلان دماء الهدي والأضاحي.

عبادة السلف في الحج

ذكر الإمام ابن رجب رحمه الله أن من أعظم خصال البرّ في الحج: إقام الصلاة، فمن حج من غير إقام الصلاة – لا سيما إن كان حجه تطوعاً – كان بمنزلة من سعى في ربح درهم، وضيّع رأس ماله وهو ألوفٌ كثيرة. وقد كان السلف يواظبون في الحج على نوافل الصلاة، وكان النبي البرونزية يواظب على صلاة النافلة على راحلته في أسفاره كلّها ويوتر عليها.
فعن عامر بن ربيعة البرونزية أنه رأى رسول الله البرونزية يُصَلي السُّبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت [متفق عليه] والسبحة: النافلة.
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: ( كان رسول الله البرونزية يُسَبّحُ على الراحلة قِبَل أيّ وجه توجّه، ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة ) [متفق عليه].
وكان محمد بن واسع يصلي في طريق مكة ليله أجمع في محمله، يومئ إيماء، ويأمر حاديه أن يرفع صوته خلفه حتى يُشغل عنه الناس بسماع صوت الحادي، فلا يُتَفَطّن له.
وحجّ مسروق فما نام إلا ساجداً.
وكان المغيرة بن حكيم الصنعاني يحجّ من اليمن ماشياً، وكان له ورد بالليل يقرأ فيه كل ليلةٍ ثلث القرآن، فيقف فيصلي حتى يفرغ من ورده، ثم يلحق بالركب متى لَحِقَ، فربما لم يلحقهم إلا في آخر النهار!!
قال ابن رجب بعد أن ساق هذه الأخبار: ( فنحن ما نأمر إلا بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، ولو بالجمع بين الصلاتين المجموعتين في وقت إحداهما بالأرض، فإنه لا يرخّص لأحد أن يصلي صلاة الليل في النهار، ولا صلاة النهار في الليل، ولا أن يصلي على ظهر راحلته المكتوبة ).

حذر السلف من الرياء والمباهاة

ومما يجب على الحاج اجتنابه، وبه يتمُّ برُّ حجِّه أن لا يقصد بحجه رياءً ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء، ولا يقصد به إلا وجه الله سبحانه وتعالى ورضوانه، ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه.
وقد كان السلف رحمهم الله شديدي الحذر من أن يدخل في عملهم شيء من الرياء أو حظوظ النفس؛ لأنهم يعلمون أن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه صواباً على سنة نبيه البرونزية. كما قال سبحانه في الحديث القدسي: { من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه } [رواه مسلم]، ولذلك لما قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: ( ما أكثر الحاج! ) قال له ابن عمر: ( ما أقلّهم! ) وقال شريح القاضي: ( الحاجّ قليل، والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير، ولكن ما أقلّ الذين يريدون وجهه ).

خليلي قطاع الفيافي الى الحمى *** كثيرٌ وأما الواصلون قليلُ

وجوه عليها للقبول علامةٌ *** وليس على كل الوجوه قبولُ
قال عمر بن الخطاب البرونزية يوماً وهو بطريق مكة: ( تشعثون وتغيرون، وتتلون، وتضحون، لا تريدون بذلك شيئا من عرض الدنيا، ما نعلم سفراً خيراً من هذا )، يعني الحجّ!!
إخواني: سبحان من جعل بيته الحرام مثابة للناس وأمناً، يترددون إليه ولا يرون أنهم قَضَوْا منه وطراً.
لمّا أضاف الله عز وجل ذلك البيت الى نفسه، ونسبه إليه بقوله عز وجل لخليله البرونزية وطهّر بيتي للطائفين البرونزية [الحج:26]، تعلقت قلوب المحبين ببيت محبوبهم، فكلما ذُكر لهم ذلك البيت الحرام حنّوا، وكلما تذكروا بُعدهم عنه أنّوا.
رأى بعض الصالحين الحاجّ في وقت خروجهم، فوقف يبكي ويقول: واضعفاه! ثم تنفس وقال: هذه حسرة من انقطع من الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت؟!
يحق لمن رأى الواصلين وهو منقطع أن يقلق، ولمن شاهد السائرين إلى ديار الأحبة وهو قاعد أن يحزن.

ألا قل لزوّار دارِ الحبيب *** هنيئاً لكم في الجنان الخلود

أفيضوا علينا من الماء فيضاً *** فنحن عطاش وأنتم ورودُ

حال السلف في عرفات

أخي الحبيب: كانت أحوال السلف في عرفات تتنوع، فمنهم من كان يغلب عليه الخوف والحياء، ومنهم من كان يتعلق بأذيال الرجاء، ومنهم من كان يغلب عليه الشوق والقلق، ولكنهم كانوا يتساوون جميعاً في الذكر والدعاء والإقبال على الله ومناجاته والانطراح بين يديه.
وقف مطرّف وبكر ابنا عبدالله بن الشخير رضي الله عنهما في الموقف، فقال مطرّف: ( اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي!! ) وقال بكر: ( ما أشرفه من مقام وأرجاه لأهله، لولا أني فيهم!! ).
وقال الفضيل لشعيب بن حرب بالموسم: ( إن كنت تظن أنه شهد الموقف أحد شرّ مني ومنك فبئس ما ظننت! ).
وكان أبو عبيدة الخواص يقول في الموقف: ( واشوقاه إلى من يراني ولا أراه )، وكان بعدما كبر يأخذ بلحيته ويقول: يا رب، قد كَبرتُ فأعتقني، وكان ينشد وهو واقف بعرفة:

سبحان من لو سجدنا بالعيون له *** على شبا الشوك والمحمى من الإبر

لم نبلغ العشر من معشار نعمته *** ولا العشير ولا عشراً من العشر

هو الرفيع فلا الأبصار تدركه *** سبحانه من مليك نافذ القدر
وكان سفيان الثوري ممن يقدم الرجاء في هذا اليوم، فقد قال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة، وهو جاث على ركبتيه، وعيناه تهملان، فالتفت إليّ فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: ( الذي يظن أن الله لا يفغر لهم! ).
وروي عن الفضيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشية عرفة، فقال: ( أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقاً – يعني سدس درهم – أكان يردهم؟ قالوا: لا. قال: والله للمغفرة عند الله، أهون من إجابة رجل لهم بدانق!! ).

وإني لأدعو الله أسأل عفوه *** وأعلم أن الله يعفو ويغفر

حال السلف في الطواف

قال عبدالمجيد بن أبي روّاد: ( كانوا يطوفون بالبيت خاشعين ذاكرين، كأن على رؤوسهم الطير وقع، يستبين لمن رآهم أنهم في نسك وعبادة ).
وكان طاوس رحمه الله ممن يُرى فيه ذلك النعت.
ومن العبادات التي تُطلب في حال الطواف: غضّ البصر لوجود النساء مع الرجال أثناء الطواف. قال ابن الجوزي: ( اعلم أن غضّ البصر عن الحرام واجب، ولكم جلب إطلاقه من آفة، وخصوصاً في زمن الإحرام وكشف النساء وجوههن، فينبغي لمن يتقي الله عز وجل أن يزجر هواه في مثل ذلك المقام، تعظيماً للمقصود، وقد فسد خلق كثير بإطلاق أبصارهم هنالك ).
وينبغي على النساء ألا يكشفن وجوههن أثناء الطواف وإن كنّ محرمات، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: ( كان الركبان يمرّون بنا ونحن مع رسول الله البرونزية محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه ).
وينبغي على النساء كذلك ترك مزاحمة الرجال في الطواف، واختيار الأوقات التي يخفّ فيها الزحام، كما كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تفعل، فقد كانت تطوف في ناحية منفردة من البيت بعيدة عن الرجال، وكانت لا تقبل الحجر الأسود ولا تستلمه ولا تستلم الركن اليماني إن كان ثمة زحام.
ولما قالت لها مولاتها: يا أم المؤمنين! طفت بالبيت سبعاً، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً. قالت عائشة: ( لا آجركِ الله.. لا آجرك الله.. تدافعين الرجال؟! ألا كبّرت ومررتِ! ).
قال ابن المحب الطبري: ( ومن المنكر الفاحش ما تفعله الآن نسوان مكة وغيرهن في تلك البقعة ليالي الجُمع وغيرها من الاختلاط بالرجال، ومزاحمتهن لهنّ في تلك الحال، مع تزيّنهن لذلك بأنواع الزينة، واشتغالهن عند إتيانه بما يوجب الروائح العطرة، فيشوّشن بذلك على متورّعي الطائفين، ويجتلبن بسببه استدعاء نظر الناظرين، وربما طافت إحداهن بل أكثرهن بغير جوربين، ويشقّ على الناس الاحتراز من ملامستهنّ في بعض الأحايين، وهذه مفسدة عظيمة عمّت بها البلوى، وتواطأ الناس على عدم إنكارها ).
فينبغي للعبد أن ينزّه طوافه عن كل ما يوجب شيئاً من ذلك، ولا يأمن عقوبة سوء الأدب وفحش المخالفة هنالك.
قيل إن إسافاً ونائلة، الصنمين المعروفين كانا رجلاً وامراة من جُرهم، دخلا الكعبة، فقبّل أحدهما الآخر فمُسخا حجرين مكانهما.

مشهدُ الحجيج

قال ابن القيم رحمه الله:

أما والذي حج المحبون بيته *** ولبّوا له عند المهل وأحرموا

وقد كشفوا تلك الرؤس تواضعاً *** لعزة من تعنوا الوجوه وتُسلمُ

يُهلّون بالبيداء لبيك ربنا *** لك الملك والحمد الذي أنت تعلمُ

دعاهم فلبوه رضاً ومحبة *** فلما دعوه كان أقرب منهم

تراهم على الأنضاء شُعثاً رءوسهم *** وغُبراً وهم فيها أسر وأنعم

وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة *** ولم تُثْنهم لذاتهم والتنعّم

يسيرون كم أقطارها وفجاجها *** رجالاً وركباناً ولله أسلموا

ولما رأت أبصارهم بيته الذي *** قلوب الورى شوقاً إليه تضرّمُ

كأنهم لم يَنْصبوا قطّ قبله *** لأن شقاهم قد ترحّل عنهمُ

فلله كم من عَبرةٍ مهراقةٍ *** وأخرى على آثارها لا تَقدمُ

وقد شرقت عين المحب بدمعها *** فينظر من بين الدموع ويُسجمُ

وراحوا إلى التعريف يرجون رحمة *** ومغفعرة ممن يجود ويكرم

فلله ذاك الموقفُ الأعظم الذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ

ويدنو به الجبّار جلّ جلاله *** يُباهي بهم أملاكه فهو أكرم

يقول عبادي قد أتوني محبةً *** وإني بهم برّ أجودُ وأكرم

فأُشهدكم أني غفرت ذنوبهم *** وأعطيتُهم ما أمّلوه وأنعمُ

فبشراكمُ يا أهل ذا الموقف الذي *** به يغفرُ الله الذنوب ويرحم

فكم من عتيقٍ فيه كُمل عتقه *** وآخر يَسْتسعي وربُك أكرمُ

وما رُئي الشيطان أغيظ في الورى *** وأحقر منه عندها وهو ألأمُ

وذاك لأمر قد رآه فغاظة *** فأقبل يحثو التُرب غيظاً ويلطمُ

لما عاينت عيناه من رحمة أتت *** ومغفرة من عند ذي العرش تُقْسَمُ

بنى ما بنى حتى إذا ظن أنه *** تمكن من بنيانه فهو مُحْكمُ

أتى الله بُنياناً له من أساسه *** فخرّ عليه ساقطاً يتهدمُ

وكم قدر ما يعلو البناء وينتهي *** إذا كان يبنيه وذو العرش يهدمُ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

يعطيك العاااااااافية

آمينٍ وٍيآكيٍ قلبيٍ

جـــزاكـ الله خــيــر

البرونزية

آمين وياكم

جزاك الله خيرا عزيزتي

آمين وياكِ يالغلا