الوضوء 2024.

الوضوء : هي عبادة في الإسلام ، يقوم الشخص فيها بغسل أجزاء من جسمه ، بغية استباحة الصلاة أو غيرها من الأعمال التي يشترط لها الوضوء. و هو أول مقصد للطهارة وقدمه لأنه مطلوب لكل صلاة وهو من أعم شروط الصلاة وفي الصحيحين لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ.

معنى الوضوء
الوضوء بضم الواو اسم للفعل وهو استعمال الماء في أعضاء مخصوصة وبفتحها اسم للماء الذي يتوضأ به وهو مأخوذ من الوضاءة الحسن والنظافة والضياء من ظلمة الذنوب وسمي بذلك لما يضفي على الاعضاء من وضاءة بغسلها وشرعا استعمال الماء الطهور في الاعضاء الاربعة وهي الوجه واليدين والرأس والرجلين.

شروطه
يشترط لصحة ط§ظ„ظˆط¶ظˆط، ما يلي :
إزالة ما يمنع وصوله الماء إلى أعضاء الوضوء
أن يكون الماء طهور
الإسلام
العقل
التمييز ( وهو الشخص فوق 7 سنين ، و الذي يميز بين الأمور الجيدة و السيئة)
انقطاع ما يوجب الوضوء قبل البدء فيه.
أركانه
النية
غسل الوجه مرة واحدة.
غسل اليدين مرة واحدة (ابتداءً من أطراف الأصابع إلى المرفق)
مسح الرأس مرة واحدة.
غسل الرجلين مرة واحدة (أي غسل القدم كاملةً إلى الكعبين ).
سننه
(السنة في العبادات : هي الأفعال التي لا تشترط لصحة العبادة ، و لكن فيها زيادة أجر) يسن للوضوء ما يلي:
التسمية (قول بسم الله عند البداية).
غسل كفيه قبل الابتداء بالوضوء ثلاث مرات .
المضمضة و الاستنشاق (الاستنشاق : إدخال الماء إلى الأنف مع نفس غير عميق بحيث لا يدخل إلى الجوف )
و الابتداء بهما (بعد غسل الكفين).
تخليل الأصابع (أي تنظيف الفجوات بين الأصابع بواسطة أصابع اليد ، ويفضل أن تكون اليسرى)
تخليل اللحية (إن وجدت) بالماء (أي أخذ الماء بالكف ثم إدخاله إلى اللحية ، و إيصاله إلى داخل اللحية بالأصابع)
تثنيته و تثليثه ( أي غسل كل عضو مرتين أو ثلاثة)
تقديم العضو الأيمن عند غسل اليدين و الرجلين.
قوله بعد الفراغ منه : أشهد ان لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله – اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين.
نواقضه
إذا قام الشخص بالقيام بشروط و أركان الوضوء فقد أصبح (متطهراً) ، وهو جاهز للصلاة وغيرها من العبادات التي يشترط لها الوضوء ، ويظل الوضوء (ساري المفعول) ما لم يحدث للمتوضئ أحد الأمور التالية و التي تسمى نواقض الوضوء أو موجبات الوضوء و هي:
خروج شيء من أحد السبيلين (الشرج أو فتحة الإحليل) ، أياً كان هذا الخارج ، سواء ريحاً أو برازاً أو بولاً.
الردة عن دين الإسلام ( والعياذ بالله).
زوال العقل بنوم أو جنون أو إغماء أو سُكر أو غيرها. إلا إذا كان النوم يسيراً يشعر به بمن حوله.
مس الرجل لقضيبه بشهوة و إن لم ينزل المني.
مس الرجل للمرأة بشهوة و إن لم يجامع.
أكل لحم الإبل (على بعض المذاهب).
خروج نجاسة بشكل كبير من أي مكان في الجسم.
خروج المذي ، و لكن قبل أن يتوضأ منه يجب عليه غسل قضيبه مع كيس الصفن.
الوضوء في القرآن والسنة
في القرآن
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ…}المائدة6

في السنة
روي عن أبو هريرة في الجامع الصحيح :
لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ. (1)
روي عن بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم في الطهارة :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي في ظهر قدمه لمعه كقدر الدرهم لم يصبها الماء ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد الوضوء والصلاة. (2)
روي عن علي بن أبي طالب في الجامع الصحيح :
عن علي قال : كنت رجلا مذاء ، فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ، فقال : فيه الوضوء. (3)

مصادر

الوضوء 2024.

متعة الوضوء

سألني صاحبي وهو يحاورني: كيــف تتوضأ ؟

قلت ببرود: كما يتوضأ الناس

فأخذته موجة من الضحك حتى اغرورقت عيناه بالدموع ثم قال مبتسماً: وكيف يتوضأ الناس

ابتسمت ابتسامة باهتة وقلت: كما تتوضأ أنت

قال في نبرة جادة: أما هذه فلا، لأني أحسب أن وضوئي على شاكلة أخرى غير شاكلة أكثر الناس

قلت على الفور: فصلاتك باطلة يا حبيبي

فعاد إلى ضحكه، ولم أشاركه هذه المرة حتى الابتسام ..
ثم سكت وقال: يبد أنك ذهبت بعيداً بعيدا.. أنا أعني، أنني أتوضأ وأنا في حالة روحية شفافة – علمني إياها شيخي- فأجد للوضوء متعة، ومع المتعة حلاوة، وفي الحلاوة جمال، وخلال الجمال سمو ورفعة ومعانٍ كثيرة لا أستطيع التعبير عنها

وارتسمت علامات استفهام كثيرة على وجهي

فلم يمهلني حتى أسأل وواصل:

أسوق بين يديك حديثاً شريفاً فتأمل كلمات النبوة الراقية السامية جيداً :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأ المسلم فغسل وجهه: خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع آخر قطر الماء.. فإذا غسل يديه: خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه.. فإذا غسل رجليه: خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه.. حتى يخرج نقياً من الذنوب"

وفي حديث آخر: "فإن هو قام وصلى وحمد الله وأثنى عليه، وفرّغ قلبه لله تعالى: انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه"

سكت صاحبي لحظات وأخذ يسحب نفسا من الهواء العليل منتشيا بما كان يذكره من كلمات النبوة.. ثم حدق في وجهي وقال: لو أنك تأملت هذا الحديث جيداً، فإنك ستجد للوضوء حلاوة ومتعة وأنت تستشعر أن هذا الماء الذي تغسل به أعضاءك، ليس سوى نور تغسل به قلبك في الحقيقة

قلت: ياااااه كيف فاتني هذا المعنى، والله أنني أتوضأ منذ سنوات طويلة غير أني لم أستشعر هذا المعنى ..إنما هي أعضاء أغسلها بالماء ثم أنصرف، ولم أخرج من لحظات ط§ظ„ظˆط¶ظˆط، بشيء من هذه المعاني الراقية

قال صاحبي وقد تهلل وجهه بالنور: وعلى هذا حين تجمع قلبك وأنت في لحظات الوضوء، تجد أنك تشحن هذا القلب بمعانٍ سماوية كثيرة، تصقل بها قلبك صقلا عجيباً، وكل ذلك ليس سوى تهيئة للصلاة
المهم أن عليك أن تجمع قلبك أثناء عملية الوضوء وأنت تغسل أعضاءك

قلت: هذا إذن مدعاة لي للوضوء مع كل صلاة.. أجدد الوضوء حتى لو كنت على وضوء.. نور على نور.. ومعانٍ تتولد من معان..

قال وهو يبتسم: بل هذا مدعاة لك أن تتوضأ كلما خرجت من بيتك لتواجه الحياة وأحداثها بقلب مملوء بهذه المعاني السماوية..

قلت وأنا أشعر أن قلبي أصبح يرف ويشف ويسمو: أتعرف يا صاحبي.. إنك بهذه الكلمات قد رسمت لي طريقا جديداً في الحياة، ما كان يخطر لي على بال، وفتحت أمام عيني آفاقاً رائعة كانت محجوبة أمام بصري.. فجزاك الله عني خير الجزاء.

منذ ذلك اليوم.. كلما هممت أن أتوضأ، سرعان ما أستحضر كلمات صاحبي، فأجدني في حالة روحية رائعة وأنا أغسل أعضائي بالنور لا بالماء
يا الله كم من سنوات ضاعت من حياتي، وأنا بعيد عن هذه المعاني السماوية الخالصة

يا حسرة على العباد… لو وجد الناس دفقة من هذه المعاني السماوية تنصب في قلوبهم، لوجدوا أُنسًا ومتعةً وجمالاً وصقلاً واضحا لقلوبهم أثناء عملية غسل أعضائهم بهذا النور الخالص…

***********************
من أروع ما قرأت
لذلك نقلته لكم ……..
نفعكم الله بهذه الكلمات

الله يعطيك العافيه ع الموضوع

هلا اخواتي منورين

منقول طيب

جزيتي الجنااان

امين يارب
نورتي اختي تحياتي

فضل الوضوء قبل النوم 2024.

البرونزية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضل ط§ظ„ظˆط¶ظˆط، قبل النوم
هل تعلم أين تذهب روحك وانت نائم ؟؟؟
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:’ الأرواح تعرج في منامها إلى
السماء فتؤمر بالسجود عند العرش فمن كان
طاهرا سجد عند العرش
ومن ليس بطاهر سجد بعيدا عن العرش ‘ رواه البخاري.
و قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم
من بات طاهراً بات في شعاره ملك .
فلم يستيقظ إلا قال الملك .
‘اللهم اغفرلعبدك فلان فإنه بات طاهراً’
رواه الطبراني

لذلك احرصوا على الوضوء قبل النوم حتى تظل ارواحكم عند عرش الرحمن

وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته

باركـ الله فيكـِ غاليتي

وجعلنا الله وإياكمـ

ممن يستخدمه الله في طاعته ،، اللهمـ آمين

الله يجزاك الف خير

خطبة و بحث عن لن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن 2024.

لن ظٹط­ط§ظپط¸ على ط§ظ„ظˆط¶ظˆط، إلا مؤمن

سعود الشريم
ملخص الخطبة
1- زعم بعض الناعقين أن الوضوء شريعة شرعت لظروف معينة وقد انقضت. 2- الوضوء شرط لصحة الصلاة. 3- الوضوء علامة لأمة الإسلام يوم القيامة. 4- الوضوء عبادة ترفع الدرجات وتغفر الذنوب. 5- الوضوء مطردة للشيطان والغضب. 6- مشروعية الوضوء في عدد من المواضع.
الخطبة الأولى

أما بعد:
فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله ـ عز وجل ـ، فهي وصيته للأولين والآخرين البرونزيةوَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّـٰكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَالبرونزية [سورة النساء:131]. فبتقوى الله، رفع الإسلام سلمان فارس، وبفقدها وضع الشرك الشقي أبا لهب، فاتقوا الله واعبدوه واسجدوا له وافعلوا الخير لعلكم تفلحون.
أيها الناس، إن أعظم نعمة أنعم الله بها علينا، هي نعمة الإسلام، نعمة الحنيفية السمحة، وهي الاستسلام لله ـ تعالى ـ، والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك وأهله. والأحكام والشرائع من مقتضاها الإيمان بها، والتسليم المطلق للشارع الحكيم ـ سبحانه ـ: البرونزيةءامَنَّا بِهِ كُلٌّ مّنْ عِندِ رَبّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلالْبَـٰبِالبرونزية [آل عمران:7]. البرونزيةقُولُواْ ءامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَاالبرونزية[البقرة:136]. البرونزيةصِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَـٰبِدونَالبرونزية [البقرة:138]. البرونزيةوَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَالبرونزية [القصص:68].
أيها المسلمون، صدق الكلمة، وأمانة الحديث والتسليم للشارع الحكيم، سمة غداف. لها وقعها البالغ في نفوس الناس، إذا تحققت طلبتها في أقلام الإعلاميين وممتهني الصحافة، وبفقدانها وإعواز طلابها، تجني الصحافة على الدين والأدب.
وفي عناقيد الأقلام المحبرة، نفوس مريضة، تجاوزت نطاقها، وخلعت جلبابها الساتر، وانتماءها الزائف، حكموا عقولهم فخالفوا كل منقول، وصادموا بها المشروع. أقحموا أنفسهم مدعين علم ما لم يعلموا، فنعق منهم ناعق، هو من جهال بعض المعطلين، العميان المنكوسين، والأغبياء المركوسين، فانتقد بشدة وتشنج جعل الوضوء من الدين، وادعى أنه إنما شرع الوضوء في غابر الزمن، إزالة لقذارة الأعراب، ورعونة العيش في إبانهم، ولأجل أن العرب كانوا قليلي العناية بالنظافة، لقلة الماء عندهم، ولقرب أهل الحضر منها من البدو، في قلة التأنق والترف.
ويقول الغر كاذبا: إن الطهارة والآداب، يجب أن تؤتى، لمنفعتها وفائدتها المترتبة عليها دنيويا ودينيا. ويضرب بالغرب مثالا يحتذى، في النظافة والتطهر، وهم مع ذلك غير مسلمين، في عصر الحضارة والنضارة، وأن هذا من منطلق حقائق الفلسفة.
والحق المسلم أيها الناس، أنه لا نصيب لمثله منها إلا السفه، والتقليد في الكفر من غير بينة ولا عذر؛ لأنه من عُمْيِ القلوب عموا عن كل فائدة، لأنهم كفروا بالله تقليدا.
عباد الله، الوضوء لفظة مشتقة من الوضاءة، وهي الحسن والنظافة، سمي الوضوء بذلك؛ لأن المصلي يتنظف به فيصير وضيئا، وهو فرض من فروض الأعيان في الإسلام، بدلالة الكتاب والسنة وإجماع المسلمين قاطبة، فلقد قال الله ـ تعالى ـ في آية المائدة: البرونزيةيٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلوٰةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ٱلْمَرَافِقِ وَٱمْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَٱطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مّنْكُم مّنَ ٱلْغَائِطِ أَوْ لَـٰمَسْتُمُ ٱلنّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مّنْهُ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَالبرونزية [المائدة:6].
وقال رسول الله البرونزية: ((لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول)) رواه مسلم[1]، وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: ((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ))أخرجه الشيخان[2].
فكيف إذاً بعد هذا ـ عباد الله ـ، أيستهان بالوضوء ويقلل من شأنه، وقد تواتر النقل فيه تواترا قطعيا، لا يدع مجالا للشك أو الريبة، بل لا يستهين به، ولا يشك في أمره، إلا أغرار مأفونون، ولهازم يهرفون بما لا يعلمون، والله أعلم بما يوعون؟ كيف لا ورسول الله البرونزية يقول: ((ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)) [رواه أحمد وابن ماجة][3]، فما بالكم عباد الله، بمن لا يحافظ عليه؟ بل ما ظنكم بمن يتطاول عليه، بكل ما يملك من عنجهية وسفه؟! سبحانك هذا بهتان عظيم!.
ألا فاعلموا عباد الله، أن آية المائدة هذه، من أعظم آيات القرآن مسائل، وأكثرها أحكاما في العبادات، وبحق ذلك، فإنها في الوضوء وهو شطر الإيمان كما صح بذلك الخبر عن المصطفى البرونزية عند مسلم في صحيحه[4].
قال أبو بكر بن العربي: لقد قال بعض العلماء: إن في آية المائدة هذه، ألف مسألة، واجتمع أصحابنا بمدينة السلام، فتتبعوها فبلغوها ثمانمائة مسألة ولم يقدروا أن يبلغوها ألفا، وهذا التتبع، إنما يليق، بمن يريد تعريف طرق استخراج العلوم من خبايا الزوايا اهـ.
ولقد قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله عن سورة المائدة: هي أجمع سورة في القرآن لفروع الشرائع من التحليل والتحريم والأمر والنهي، ولهذا افتتحت بقوله ـ تعالى ـ: البرونزيةيٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِالبرونزية [المائدة:1]. والعقود هي العهود. فكيف إذاً يفقه الوضوء من لم ينقه بعد، ألم يعلموا أن هذا الوضوء من خصائص أمة محمد البرونزية، التي اختصت بها عن سائر الأمم بدليل قول المصطفى البرونزية: ((إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء)) رواه البخاري[5]، فرسول الله البرونزية يعرف أمته يوم القيامة بهذه السيماء، فقبحا وسحقا، ويا للضيعة لمن لم يلامس الوضوء بشرته!.
قال أبو حازم: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه، فقلت له: يا أبا هريرة ما هذا الوضوء ؟ فقال: يا بني فروخ، أنتم هاهنا، لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء، سمعت خليلي البرونزية يقول: ((تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء)) [رواه مسلم][6].
عباد الله، الوضوء للصلاة، فرضه الله ـ تعالى ـ على هيئة يسيرة، فالمرء المسلم يطهر في وضوئه أربعة مواضع من أعضائه فقط، وهي الوجه واليدان إلى المرفقين غسلا، والرأس مسحا بلا غسل، والرجلان إلى الكعبين غسلا.
ففي الوجه ـ عباد الله ـ النظر والشم والكلام، وفي الرأس السمع والفكر، وفي اليدين البطش، وفي الرجلين الخطى.
ولما كان عمل المرء في هذه الحياة، لا يكاد يخرج عن عضو من هذه الأعضاء، ولما كان المرء بطبعه خطاء، فقد يأكل الحرام أو يتكلم به، أو ينظر إليه أو يشمه، وقد يسمع الحرام أو يمشي إليه أو يمسك بالحرام أو نحو ذلك كان بحاجة ماسة، إلى ما يعينه، على تطهير أدرانه، وتكفير ذنوبه التي اقترفها بتلك الجوارح، فشرع الله برحمته وحكمته الوضوء، يزيل به الإصر والغل.
فإذا ما توضأ العبد المسلم فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه، مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه، خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قط الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب.
بذلكم أيها المسلمون صح الخبر عن المصطفى البرونزية عند مسلم في صحيحه[7]. ولقد روى في صحيحه أيضا عن النبي البرونزية أنه قال: ((ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره.. ))[8] الحديث.
والمكاره تكون بشدة البرد، أو ألم الجسم، أو حرارة الماء أو نحو ذلك.
إن هذا الوضوء المتجدد كل يوم مرات ومرات، هو الدرع الواقي بأمر الله، الذي يحفظ اليدين من القذر، والذراعين من الأوساخ، والفم من النتن، والأنف مما يعلق به، والعينين من الرمص[9]، والرجلين من رائحتهما الكريهة، وهو فوق ذلك كله، يلطف حرارة الجسم، ويزيل عنه الخمول والتثاقل، ويبعث فيه النشاط. فيكون جديرا بأن يقيم الصلاة على وجهها؛ إذ يعسر مثل ذلك في حال الفتور والاسترخاء والملل، الذي يعقب خروج الفضلات من البدن فالحاقن[10] من البول والحاقب[11] من الغائط، والحازق[12] من الريح كالمريض، كل منهم تكره صلاته على هذه الحال؛ أخذا من قول المصطفى البرونزية:((لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان))[13]، فإذا توضأ المرء المسلم، زال عنه ذلك كله فنشط وانتعش.
عباد الله، بالوضوء يخمد ثوران النفس، وتنطفئ نارها؛ لأن الغضب والتشنج من الشيطان، والشياطين، خلقت من نار، وأجدى ما يطفئ الناس هو الماء ولأجل ذا قال المصطفى البرونزية: ((فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ))[رواه أحمد][14].
كما أنه قد صح عن النبي البرونزية عند مسلم وغيره أنه (أمر بالوضوء من لحوم الإبل) [15] ولعل السر في ذلك والله أعلم، هو أن الإبل مخلوقة من الشياطين كما صح ذلك عند ابن ماجة وغيره فناسب إزالة الخيلاء والأنفة المنبعثين من الجان، بالوضوء بالماء، بل إن في الوضوء منجاة من جنس الشيطان، وقطعا لدابره، قال رسول الله البرونزية: ((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام، بكل عقدة يضرب عليك ليلا طويلا، فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت عقدتان..)) [الحديث رواه البخاري ومسلم][16].
وفي رواية للبخاري: ((إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه))[17].
وبعد عباد الله، فإن الوضوء المتجدد، يذكرنا بنعمة عظيمة، مَنَّ الله بها على عباده وهي نعمة الماء الطهور البرونزيةوَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَاء كُلَّ شَىْء حَىّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَالبرونزية [الأنبياء:30]. البرونزيةوَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء طَهُوراًالبرونزية[الفرقان:48]. وما ذلك إلا ليكون ريا للظمأ، وإنباتا للزرع، وإدرارا للضرع، وتطهيرا للأبدان وجمالا في المنظر. فهل بعد هذا الحديث عن الوضوء وفضائله وآثاره، يسوغ لنفس سوية، أن تحقر من شأنه، أو تقصر منفعته، أو أن تخوض في لجة مغرقة، من القول على الله بلا علم؟! سبحانك يا رب! سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
البرونزيةوَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً مُّبِيناًالبرونزية[الأحزاب:36].

[1] صحيح مسلم ح (224).

[2] صحيح البخاري ح (135، 6954)، صحيح مسلم ح (225).

[3] صحيح، مسند أحمد (5/2760 ـ 277)، سنن ابن ماجه ح (278).

[4] صحيح مسلم ح (223) ولفظه: ((الطهور شطر الإيمان…)).

[5] صحيح البخاري ح (136)، وأخرجه أيضًا مسلم: كتاب الطهارة ح (35).

[6] صحيح مسلم ح (250).

[7] المصدر السابق ح (244).

[8] المصدر السابق ح (251).

[9] الرَّمص: وسخ يجتمع في الموق ، فإن سال فهو غمص وإن جمد فهو رمص (مختار الصحاح ، مادة رمص).

[10] الحاقن: الذي به بول شديد (مختار الصحاح ، مادة حقن).

[11] يقال: حَقِب أي : تعسّر عليه البول (القاموس ، مادة حقب).

[12] الحازق: من ضاق عليه خفه (القاموس ، مادة حزق) استعاره الخطيب للمعنى المذكور.

[13] المصدر السابق ح (560).

[14] ضعيف، مسند أحمد (4/226) وانظر السلسلة الضعيفة (582).

[15] صحيح مسلم ح (360).

[16] صحيح البخاري ح (1142)، صحيح مسلم ح (776).

[17]صحيح البخاري ح (3295)، وأخرجها أيضًا مسلم ح (238).

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاما لمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر، والشافع المشفع في المحشر، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه السادة الغرر وعلى من تبعهم واقتفى أثرهم ممن قضى نحبه أو غبر.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الوضوء شأنه عظيم وأمره جسيم. وهو لم يكن مقتصرا يوما ما على رفع الحدث أو عند إرادة الصلاة، بل إنه مشروع في مواضع كثيرة خارجة عن الصلاة؛ كشرعيته عند الغضب، وكذا عند النوم، كما قال رسول الله البرونزية للبراء بن عازب: ((إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاةإ)) الحديث رواه البخاري[1]، وكذا يشرع عند الأكل لمن كان جنبا، فلقد قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ: ((كان رسول الله البرونزية إذا كان جنبا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه للصلاة )) [رواه مسلم][2].
وكذا قال البرونزية فيما رواه مسلم: ((إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ))[3].
والوضوء مشروع للعائن، ليصبه على من عانه. فلقد اغتسل سهل ابن حنيف بالخرار، فنزع جبة كانت عليه، وعامر بن ربيعة ينظر: وكان سهل رجلا أبيض حسن الجلد فقال له عامر: ما رأيت كاليوم، ولا جلد عذراء، فوعك سهل مكانه فأخبر رسول الله البرونزية بذلك فقال: ((علام يقتل أحدكم أخاه ؟ ألا بركت عليه، إن العين حق توضأ له))، فتوضأ له عامر، فراح سهل مع رسول الله البرونزية. [رواه مالك في الموطأ][4].
عباد الله، وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فإن الوضوء مرتع خصب، يجول الشيطان من خلاله على قلوب بني آدم، فقد يوسوس إليهم بالنية فتراه يقول: ارفع الحدث، أو يقول: استعد للصلاة، ونحو ذلك من ألفاظ جعلها الشيطان معتركا لأهل الوسواس، يحبسهم عندها، ويعذبهم فيها، وربما لبس على بعضهم بكثرة استعمال المال، وربما أطال الوضوء ففات وقت الصلاة، أو فاتته الجماعة، أو توضأ بما يعادل بركة ماء. صبا صبا ودلكا دلكا، تعذيبا لأنفسهم، وما علموا أن النبي البرونزية كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع، وكان أبو الوفاء بن عقيل قد دخل رباطا فتوضأ فضحكوا لقلة استعماله بالصاع، وسأله رجل موسوس فقال: إني لأنغمس في النهر ثم أخرج منه، وأشك أن وضوئي قد صح، فقال له: سقطت عنك الصلاة؛ لأن رسول الله البرونزية يقول: ((رفع القلم عن ثلاثة)) وذكر منهم: ((المجنون حتى يفيق))[5].
كل ذلك من استيلاء إبليس على الموسوسين، حتى إنهم أجابوه إلى ما يشبه الجنون، ويقارب مذهب السُّفْسَطائية، الذين ينكرون حقائق الموجودات، فهؤلاء أحدهم يغسل عضوه غسلا يشاهده ببصره، ثم يشك هل فعل ذلك أم لا، حتى إنه يعذب نفسه بكثرة استعمال الماء، وإطالة العرك، وربما صار إلى حال يسخر منه الصبيان، بل قد يبلغ الأمر ببعضهم أن يرى أنه إذا توضأ رسول الله البرونزية فوضوءه باطل. أعاذنا الله وإياكم من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس.

[1]صحيح البخاري ح (247)، وأخرجه أيضًا مسلم ح (2710).

[2] صحيح مسلم، كتاب الحيض ح (22).

[3] المصدر السابق ح (308).

[4] موطأ مالك (2/938) وإسناده صحيح.

[5] صحيح، أخرجه أحمد (1/118)، وأبو داود (4399)، والترمذي ح (1423) وقال: حسن غريب، والنسائي ح (3432)، وابن ماجه ح (2041). وانظر إرواء الغليل (297).

شــــــــــــــــــكرا لـــكــــــى