الى الأمهات كيف تتعاملين مع ابنتك؟ 2024.

مما لا شك فيه أننا جميعاً نتحمل مسؤوليات كبيرة تجاه أولادنا وبناتنا في شتى مراحل حياتهم، وذلك ابتداءً من اليوم الأول لولادتهم، وانتهاءً بدخولهم مرحلة النضج.
كما أننا جميعاً ندرك خطورة المسؤولية التي تقع على عاتقنا، والتي تتطلب منا جهداً كبيراً، ووعياً دينياً كاملاً لكي نتمكن من تربيتهم تربية إسلامية صحيحة وسليمة.
ومما تجدر الإشارة إليه أن هناك أخطار كثيرة في عملية تربية الأبناء، ولكن الخطورة الحقيقية تكمن في أشد المراحل العمرية حساسية ألا وهي مرحلة المراهقة، ومما يزيد في حرج هذه المرحلة، إهمال بعض الأسر لأبنائها في هذه المراحل، وعدم مجالسة أولادهم وبناتهم والتفرغ لهم ولو لمدة محدودة، ذلك لغرض الاستماع إلى آرائهم ومشاكلهم وشكواهم.
كما أن هذه الخطورة لا تقتصر على جانب الفتاة دون الفتى، لكننا هنا سنسلط الضوء على جانب الفتاة؛ وذلك لأن الفتاة بطبيعتها أكثر عرضة للأخطار والمشاكل في حال عدم وجود التوجيه الصحيح لها.
وهنا يبرز دور الأم الأساس والكبير في رسم الطريق لسير ابنتها السير الصحيح، باعتبار أن الأم أقرب شخص إلى ابنتها دون غيرها فهناك عدة نواح مشتركة بينهما، منها الناحية النفسية والناحية التكوينية وغيرها من النواحي، لكننا ومع الأسف الشديد نرى أن هناك كثيراً من ط§ظ„ط£ظ…ظ‡ط§طھ يتناسين أدوارهن، والمسؤولية التي تقع على عاتقهن تجاه بناتهن من توجيه ووعظ وإرشاد، فهناك البعض ممن لا تكلف نفسها مشقة الاستماع إلى ابنتها ومشاكلها وطرق معالجتها، بل توكل هذه المهمة إلى غيرها أو لا توكلها أصلاً، بل تهملها أشد الإهمال بحجة انشغالها في أمور المنزل، وأعباء الحياة، وتربية باقي الأطفال.
وعندما لا تجد البنت الملاذ الآمن والصدر الواسع والذي تراه يتمثل في أمها، تبدأ برحلة البحث عن ملاذ آخر تستطيع معه أن تشعر بالراحة والأمان، بحيث يكون باستطاعتها البوح له بكل همومها ومشاكلها وقد يتمثل هذا الشخص بصديقة أو قريبة تستمع لها ولأسرارها، وليست المشكلة في أن يكون لهذه الفتاة قريبة أو صديقة تحتل هذه المكانة عندها، بل المشكلة الحقيقية هي عندما تكون هذه المقربة على غير دراية أو معرفة بهذه الأمور، كأن تكون في مثل سنها، وبالتالي فهي تفتقر إلى الخبرة والمعرفة، أو تكون غير ملمة بأمور التوجيه الصحيح فلا تستطيع معالجة مشكلاتها، وهنا تكمن الخطورة الحقيقية، إذ ربما توجه هذه البنت توجيهاً خاطئاً من قبل هذه القريبة أو الصديقة والتي لا علم لها بهذه الأمور، فتقع المشاكل والحوادث التي لا ينفع معها الندم.
وبطبيعة الحال أنه لا يفهم البنت الفهم الصحيح غير أمها، فكل أم هي أعرف بطبيعة ابنتها وأخلاقها وعلى أساس هذا الفهم تستطيع التفاهم معها وإعطاء الأذن الصاغية لكل ما تمر به من صعاب، ومعالجتها بالصورة الصحيحة؛
مما لا تستطيع معالجتها لوحدها أو مع صديقتها التي تقاربها في السن؛ فلماذا تترك بعض الأمهات هذه المسؤولية إلى الغير في حين أنهن أحق بالتقرب من بناتهن، وأعرف الناس بمشاكلهن من الغير؟.
ولماذا تفوت الأم متعة التقارب مع ابنتها التي لا تفوقها متعة عندما تكون صديقة لابنتها وقريبة منها؟.
قد تعترض بعض الأمهات فتقول: إن ابنتي هي التي ترفض التقرب مني والاستماع إلى نصائحي، ترى ما السبب في ذلك؟.
إن أغلب الأمهات يغفلن عن السبب الحقيقي لابتعاد بناتهن عنهن هذا السبب الذي يكمن في ترك الأمهات لبناتهن وإهمالهن منذ الصغر وعدم الاعتياد على إسداء النصائح لهن منذ الطفولة، الأمر الذي يؤدي إلى ابتعاد بناتهن عنهن.
إن التوجيه والنصح لا يبدأ من مرحلة المراهقة بل من مرحلة الطفولة وذلك حينما تتفتق مدارك الفتاة تدريجياً، منذ ذلك الوقت يتوجب على الأم تركيز بعض الأساسيات في ذهن ابنتها من قبيل عدم التحدث مع الغرباء، وعدم قبول شيء من شخص لا تعرفه، ورفض دعوة كل من يدعوها لركوب سيارة وما شابه ذلك.
هذه الأمور وغيرها مما تعلمه الأم لابنتها في الصغر سوف يمتد تأثيره إلى ما بعد مرحلة الطفولة، حيث تكون البنت قد اختزنت كل ما تعلمه في ذاكرتها، مما يساعد على تقبلها للنصائح التي تسديها لها الأم بعد ذلك في مرحلة المراهقة.
إن على الأم في الوقت الذي يتعين فيه الاقتراب من ابنتها أن تحافظ عليها كذلك، خاصة وأننا نعيش في عصر مليء بالموبقات والمفاسد، بعيد كل البعد عن الجو الإسلامي الصحيح. إن ما يثير العجب هو ما يبدر من بعض الأمهات من تصرفات غريبة تتمثل في إرسال بناتهن -المراهقات أو الصغيرات- إلى بعض الأماكن التي لا يأتمن على الفتاة فيها، كان يكون ذلك لشراء بعض الحاجيات أو غيرها، في الوقت الذي تستصعب فيه الأمهات الذهاب لهذه الأماكن، إن هؤلاء الأمهات يدفعن ببناتهن إلى هذه الأماكن دون أدنى تفكير بما سوف يعترض البنات من مشاكل جراء ذهابهن لمثل هذه الأماكن، فهل وصلت مجتمعاتنا إلى درجة من الأمن والأمان بحيث نأمن معها على فلذات أكبادنا من الأخطار المحيطة بهم خارج المنزل؟ أم أن الانفتاح والتطور جعلنا نعتبر التحفظات التي سبق ذكرها محض تخلف وتشدد وبالتالي فنحن نتساهل بالمحافظة على بناتنا؟. وبالطبع فإن الأمر الأول غير مقبول، باعتبار أن المجتمع حتى لو بلغ أقصى مراحل الطمأنينة والامان، لا يمكن مطلقاً خلو أي مجتمع من الأخطار.
إننا لو القينا نظرة إلى الوراء واطلعنا على سيرة من سبقونا من أمهاتنا وحداتنا لوجدنا أن مثل هذه التوجيهات تطبق بالشكل الصحيح والمطلوب، فأغلب النساء منا يتذكرن وصايا أمهاتهن التي يتحفنهن بها، فلقد كانت الأم تعرف كيفية المحافظة على ابنتها من خلال النصح الدائم والمستمر مما يجعل البنت تعرف حق المعرفة ما يضرها من الأمور وما ينفعها منها. فلماذا نرى هذا الاهتمام ممن سبقونا مع أنهم كانوا يعيشون في عصر كانت تندر معه وجود سبل التعليم والوسائل الإعلامية التي تعنى بتنشئة الأبناء وتربيتهم؟.
إن أمهاتنا كن يدرسن ويحفظن هذه التوجيهات أماً عن جدة إن صح التعبير ونحن الآن نعيش في زمن نستطيع معه إيجاد الحلول اللازمة لكل ما يستشكل علينا من أمور خاصة بالتربية وذلك عن طريق الكتب ووسائل الإعلام، ومع ذلك تجدنا لا ننهج النهج الصحيح الذي سبقنا إليه سلفنا في التربية، متحججين بأن أفكارهم هذه قد أصبحت من الماضي وبالتالي فلا داعي لتبنيها، في حين لم تكن أفكارهم هذه بعيدة عن النهج الإسلامي الصحيح، حيث يحثنا الإسلام على مجالسة أبنائنا، وتقديم الوعظ والإرشاد الطافي لهم، ويحذرنا من مغبة تركهم عرضة للضياع والدمار.
إن الأمهات اللواتي قصرن في مسؤولياتهن تجاه أبناءهن وبناتهن أخذن يعضضن أصابع الندم بعد أن كبرت المسافات فيما بينهم، وبعد أن حدث ما حدث لبناتهن، إذ بتن يبحثن عن الطريقة المثلى لإعادة حبل الوصال بينهم.
فلماذا نعرض أنفسنا لمثل هذه المواقف التي تفقدنا أبناءنا، فالواجب يحتم علينا اتخاذ الإجراءات الوقائية منذ البدء كي نجنب أنفسنا وأبناءنا الوقوع في مشاكل نحن في غنى عنها، وقد قيل: (الوقاية خير من العلاج) فيجب على الأمهات أن لا يقصرن في الاستفادة من طرق التربية الصحيحة من خلال السماع والمطالعة، كما يجب على كل أم أن تحافظ على ابنتها وتحرص عليها أشد الحرص، ولا تدعها عرضة للضياع.
إن ابنتك أغلى ما عندك، تقربي منها فأنت أحق بذلك من غيرك شاركيها الرأي في أمور المنزل، واجعليها تحس بأهميتها في الأسرة، لا أن تنبذيها وتبعديها عنك بحجة أنها صغيرة على هذه الامور، فتضطريها إلى أن تلجأ إلى رفيقات السوء اللاتي لا يردن لها سوى السوء، وبالتالي لا ينفع الندم.

البرونزية

سلمت يمينك يالغالية
ع الطرح القيم
ربي يوفقك ويجزاك خيرا
دمتي بود
البرونزية

سما000الله يعطيك العافيه
وسلمت يداك ع الجهد المبذول
والطرح القيم
ربي يسعدك
تحياتي/اغاريد

مشكوره سما
ويعطيك العافيه يالغلا

رعش قلبي ورود الحب واغاريد وام غلا شكرا لكم على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.