مطوية و بحث عن الرؤى والأحلام 2024.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن النفس البشرية تشتاق وتتطلع إلى معرفة ما يحدث لها في مستقبلها من تغيرات وأحوال. ولما كان أمر الغيب وما يكون في أيامه ولياليه مما استأثر الله تعالى بعلمه وحجبه عن خلقه، قال تعالى: البرونزية وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ البرونزية [الأنعام:59]. وقال تعالى: البرونزية وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ البرونزية [هود:123]. وقد انساق بعض الناس إلى التطلع إلى معرفة الغيب عن طريق: السحرة والكهان، والعرافين، والرمالين، والمنجمين، وقراءة الفنجان، ومتابعة الأبراج وغيرها، فضلُّوا وأَضلّوا بما أقدموا عليه من أمر محرم، قال البرونزية: { من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد – البرونزية } [رواه أبو داود]. وقال البرونزية: { من أتى عرافاً أو كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد – البرونزية } [رواه أحمد والبيهقي]. وروى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي البرونزية عن النبي صلى الله عله وسلم قال: { من أتى عرّافاً فسأله عن شيء فصدّقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً }.
هذا مع أن هؤلاء السحرة والكهان لا يعلمون الغيب بنص كتاب الله عز وجل ولكنهم يزينون للناس الباطل.
أما أهل الإيمان فقد جعل الله لهم رؤى صادقة تبشرهم بالخير وتنذرهم عن الشر.
ومما يُبشر به العبد بعد عمله الصالح الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له. كما أخبر بذلك النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم قال البرونزية: { لم يبق من النبوة إلا المبشرات }، قالوا: وما المبشرات؟ قال: { الرؤيا الصالحة } [رواه البخاري].
وما يراه النائم على ثلاثة أنواع: رؤى ومفردها ( رؤيا ) وهي من الله تعالى وهي أصدق ما يرى النائم في نومه، وتتميز هذه الرؤيا بوضوح رموزها وسهولة تعبيرها.
والقسم الثاني: فيما يراه النائم وهو الأحلام ومفردها "حلم" وهي من تلاعب الشيطان بالإنسان خاصة إن كان نائماً على غير طهارة أو نام دون أن يذكر الله.
أما القسم الثالث: مما يرى النائم فهي بعض الصور والمواقف التي غلب عليها فكر الإنسان حال يقظته كأمنية يتمناها وكذلك ما ينتج عن الإكثار من الطعام وامتلاء المعدة وما يحدث من ضيق التنفس وغيرها. عن عوف بن مالك البرونزية أن النبي البرونزية قال: { إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها مايهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة } [رواه ابن ماجه].
والغالب أن ط§ظ„ط±ط¤ظ‰ في الخير والحلم في غيره وهذا التفريق مقتبس من قول النبي البرونزية: { الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان } [رواه البخاري].
أما حقيقة الرؤيا فقد قال ابن القيم رحمه الله: ( إنها أمثال مضروبة يضربها الملك الذي قد وكله الله بالرؤيا ليستدل الرائي بما ضرب له من المثل على نظيره ويعبر منه إلى شبهه ).
والرؤيا منزلتها في الإسلام رفيعة قال البرونزية: { الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة } [رواه البخاري].
وعن أنس البرونزية قال: قال رسول الله البرونزية: { إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي } قال: فشق ذلك على الناس – أي انقطاع النبوة والرسالة – فقال: { لكن المبشرات } قالوا: يا رسول الله، ما المبشرات؟ قال: { رؤيا المسلم هي جزء من أجزاء النبوة } [رواه الترمذي]. وقد ضل بعض الناس في هذا الأمر فجعلوا الرؤى مصدر تشريع، وقد أنكر عليهم العلماء ذلك، قال الشاطبي: ( فلربما قال بعضهم: رأيت النبي البرونزية في النوم، فقال لي كذا وكذا، فيعمل بها معرضاً عن الحدود الموضوعة في الشريعة وهو خطأ، لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعاً على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحلام الشرعية، فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها، وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة، وأما استفادة الأحكام فلا.. }.
وأصدق الناس رؤيا أهل الايمان والصلاح والخير قال البرونزية: { إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً } [رواه البخاري]. قال في فتح الباري: ( وقد ينذر في المنام أحياناً فيرى الصادق ما لا يصح، ويرى الكاذب ما يصح، لكن الأغلب خلاف ذلك والعلم عند الله ).
ومن أراد أن تصدق رؤيته فقد قال ابن القيم: ( ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحر الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأوامر والنواهي، ولينم على طهارة كاملة، مستقبل القبلة، ويذكر الله حتى تغلبه عينه، فإن رؤياه لا تكذب البتة، وأصدق الرؤيا ما كان بالأسحار فإنه وقت النزول الإلهي، واقتراب الرحمة والمغفرة، وسكون الشياطين، وعكسه رؤيا العتمة (وقت صلاة العشاء) عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية ). ومن آداب الرؤيا الصالحة ما وجه إليه النبي البرونزية حيث قال: { إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها، وليحدث بها. وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره } [رواه البخاري].
أما إذا رأى مكروهاً فليفعل ما أمره النبي البرونزية: { وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثاً ولا يحدث بها أحداً، فإنها لا تضره } [رواه البخاري]. وفي الحديث الذي رواه مسلم: { وإذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه }. وقال البرونزية: { لا يحدثنّ أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه } [رواه مسلم].
فإذا رأى المسلم الرؤيا الطيبة فليسأل من يثق بعلمه ودينه وصلاحه، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي البرونزية كان إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه، فقال: { هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا؟ } [رواه البخاري]. وقال البرونزية: { إن الرؤيا تقع على ما تعبر به، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً } [رواه الحاكم]. وقال القرطبي عند قوله تعالى: البرونزية قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ البرونزية [يوسف:5]. هذه الآية أصل في ألا تقص الرؤيا على غير شقيق، ولا ناصح، ولا على من لا يحسن التأويل فيها.
وينبغي للمسلم أن يحذر المغالاة في هذا الباب فلا يلقي باله للأضغاث ولا يكثر السؤال عنها. ولا يطلب سؤال رؤيا إلا ما رأى أنها تستحق التعبير، وإن ترك السؤال مطلقاً فلا حرج.
فالرؤيا تقع على ما تعبر به كما قال البرونزية: { الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت } [رواه أحمد].
وقد حذر النبي البرونزية من الكذب في حال اليقظة وفي إدعاء الرؤى، وتوعد بالعذاب الذي يكذب في حلمه لأن الرؤيا جزء من النبوة، قال البرونزية: { من تحلم بحلم لم يره، كلف أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل.. } [رواه البخاري].
وقال البرونزية: { من أفرى الفرى أن يري عينه ما لم ترى } [رواه البخاري].
اللهم وفقنا لعمل الخيرات واجعلنا من أهل البشرى في الدنيا والآخرة الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

البرونزية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.