موضوع تعبير عن القناعة مميز و كامل 2024.

موضوع طھط¹ط¨ظٹط± عن ط§ظ„ظ‚ظ†ط§ط¹ط© ظ…ظ…ظٹط² و كامل

القناعة نعمة من نعم الله عز وجل على عباده، وهي كنز لا يفنى ومعين لا ينضب مهما توالت عليه الأيام، فالإنسان القنوع يرضى دائماً بحاله وبرزقه حيث تسيطر عليه حالة من التوازن النفسي والرضى والسلام الداخلي مع الذات، فتراه يشكر ربه على ما آتاه من فضله ويشعر بأنه كثير، ولا ينظر إلى ما عند هذا أو ذاك، ولا يشغل باله كثيراً بما يملك الآخرون، فهو على قناعة تامة بأن رزقه سيصيبه دون زيادة أو نقصان مادام لا يقصر في السعي ولا يألو جهدا في كسب لقمة العيش عبر الوسائل المشروعة.

القناعة إذن هي الإيمان الكامل بالله عز وجل الرزاق الذي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدره للآخرين لحكمة يعلمها وحده، العادل الذي يعطي الجميع ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، والرزق لا ينحصر فقط في المال ولكن هناك أنواعا أخرى من الرزق تفوق في أهميتها المال مثل الصحة والأبناء الصالحين والعلم وما إلى ذلك من نعم لا تحصى يهب سبحانه وتعالى كل إنسان مزيجاً منها حتى يتساوى في النهاية الجميع، فلا يوجد من يأخذ كل شيء أو يحرم من كل شيء كما يتصور أصحاب النظرة الضيقة.. يقول تعالى “أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله” (النساء: 54).

الرضا إحساس داخلي يشعر من خلاله المرء بالثقة في النفس وبالتالي لا ينظر بعين يملؤها الحسد الى هذا أو ذاك، والحسد شر يصيب صاحبه قبل أن ينال من المحسود، فالحاسد تقتله نار الغيرة وتتنازعه أفكار مرضية قد تفتك به وتأتي على هنائه واستقراره النفسي فلا يكاد يهدأ له بال وهو يعيش صراعاً داخلياً لا يشعر معه بالسكينة يجعله يتمنى بإلحاح غريب زوال نعمة الآخرين.

الحسد نار تقتل صاحبها وتجعله في عناء دائم وهو تعبير عن نفس مهزوزة لا تثق في قدراتها ولا في حكمة الله عز وجل في العطاء، لان من ينظر الى ما في أيدي الآخرين من نعم مثل المال أو الجاه أو النجاح وخلافه من نعم، يتصور أنهم يملكون كل شيء بينما هو لا يحصل على شيء، وتلك بلا شك نظرة قاصرة الى الأمور، فسبحانه وتعالى يرزق بحكمة لا يعلمها إلا هو وربما يتخيل الحاسد أن شخصاً ما يأخذ كل شيء ولكن حقيقة الأمر أن الله يرزق الناس بالتساوي وان كانت نعمة المال قليلة عند إنسان ما، فإن الله تعالى يعوضه بنعمة أخرى، وهكذا بالنسبة لبقية نعم الخالق عز وجل.

الحسد يفتح الباب أمام شرور النفس ويعطي فرصة للضغائن والحقد والكراهية، ولذلك فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسد لما له من آثار خطيرة على الحاسد والمحسود معا، حين قال “إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، أو قال العشب”.. والغريب أن شخص الحاسد قد لا يكون محروما وعنده من نعم الله الكثير ولكن الغشاوة التي تعمي بصره وبصيرته تجعله لا يرى كل هذه الأشياء التي تستحق الرضا والقناعة.

بالتأكيد كل منا يريد لنفسه الأفضل ويتمنى تحقيق المزيد، ويتوق إلى أن يمتلك ما لدى الآخرين دون أن يكون ذلك نابعا من حقد أو تمن لزوال نعمة، وهذا يختلف تماماً عن مشاعر الحسد التي ينظر صاحبها الى ما عند الناس بنظرة حقد وكراهية وكأن ما يملكه الآخر قد اقتطع من حق ذلك الحاسد.

عين الحاسد تصيب بأسهمها الكثيرين من المحيطين به وخاصة المقربين الذين يضعهم في مقارنة دائمة معه والنتيجة أن المقارنة من وجهة نظره تكون في غير صالحه على طول الخط نتيجة الشعور بالنقص، ومن هنا تشتعل نار الغيرة غير المحمودة وما يتبعها من نظرات حسد توزع هنا وهناك قد تبلغ ذروتها أحيانا لتظهر على صاحبها وتلحظه عيون الآخرين حتى أصبح الحسد صفة لصيقة بالبعض، وهو ما يدفع من عرفوهم إلى تجنب عيونهم والاستعاذة بالله من شرور الحاسد كلما رأوهم.

الله يعطيكِ العافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.