يوم 25 يناير نزل المصريين إلي الشارع اخيرا للتظاهر, و إلي الآن لا نعرف ما هي تبعات تلك التظاهرات و لا إلي ماذا تؤدي. هل ستصبح مصر تونس أخرى أم سيتم وأد الإنتفاضة في مهدها كالعادة؟ لكن ما لفت نظري في تلك التظاهرات هي المطالب التي يريدها الناس و يتظاهرون من أجلها ..
يتظاهرون من أجل زيادة الأجور و غلاء الإسعار و الدعم و الإعانات و البطالة و .. و ..
هل يتظاهر الناس من أجل الديموقراطية ام من اجل الإشتراكية ؟
المطلوب هو إصلاح سياسي أساسا يبدأ من إلغاء حالة الطوارئ و إطلاق حرية تشكيل الأحزاب و إقامة إنتخابات حرة نزيهة بإشراف دولي و ديموقراطية حقيقية في البلد.
اما الإصلاح الإقتصادي المنشود لمصر فهو إصلاح في طريق الليبرالية و الرأسمالية و ليس الإشتراكية و الشمولية : يعني إلغاء الدعم, يعني الخصخصة, يعني التخلص من العمالة الزائدة, يعني جعل السوق المصرية سوق تنافسية مع بقية دول العالم ..
لكن عموما تلك توجهات سياسية تفضها الإنتخابات و الديموقراطية لو نجحت الإنتفاضة. المهم الآن أن نعرف ان إستجابة مبارك برفع الأجور و زيادة الدعم و ما إلي ذلك ليس في مصلحة مصر ..
الهتافات يجب أن تكون ضد الديكتاتورية و الفساد و خنق مصر سنين طويلة ..
لا لمبارك .. يسقط مبارك .. إرحل
هتافات ضد مبارك و النظام و الفساد و ليس ضد السياسات الليبرالية الصحيحة من جانب حكومة نظيف, السياسات التي يقرها البنك الدولي و صندوق النقد الدولي و كل الدول الناجحة إقتصاديا. الحكومة ليست مسئولة عن كل مواطن على حدة بل مسئولة عن سياسات ناجحة تجعل مصر متقدمة إقتصاديا و الباقي يكون على كل فرد لوحده.
يعني المطلوب الإصلاح السياسي أولا إقتداء بتونس ..
و ليس المطلوب ردة إلي الإشتراكية أو التأميم او ما إلي ذلك.
منقول
