تحقيق صحفي عن ابتزاز المحارم و العنف الاسري 2024.

تحقيق طµط­ظپظٹ عن ط§ط¨طھط²ط§ط² زنا ط§ظ„ظ…ط­ط§ط±ظ… و ط§ظ„ط¹ظ†ظپ الاسري

باحث إسلامي: "عار على الرجال" من يبتز زوجته للمعاشرة الزوجية

بنات وزوجات لـ"سبق": أنقذونا من ابتزاز المحارم

البرونزية
"سند، ظهر، سي السيد " تختلف المسميات باختلاف الزمان والمكان، بيد أنه تظل الحقيقة الراسخة في مجتمعنا العربي أن الرجل هو واحة الأمان للمرأة إذا ما تجاذبتها أمواج الحياة.

ومع تعقد المجتمعات وطغيان المادة ظهرت على السطح بعض السلوكيات الشاذة ارتكبها بعض الرجال بحق المرأة، وبات هناك نظام من نوع آخر، فأضحى الأخ ينبش مخالبه تجاه أخته، والزوج ينتهز الفرص لابتزاز زوجته أم أولاده، بل للأسف أصبح الأب "منبع الحب والحنان" عائقاً في طريق مستقبل ابنته.

"سبق" ترصد على استحياء شكوى بعض النساء من محارمهن وولاة أمورهن قبل أن تصبح صرخات تستنفر ضمير المجتمع، ولسان حالهن يردد "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند".

جسد بلا روح
في البداية تحدثت "م ا" تحتفظ "سبق" باسمها، عن معاناتها مع أبيها قائلة: "أبي سبب أحزاني وآلامي، فمنذ تخرجي وعملي بالتدريس وهو يستولي على راتبي، وفي مرحلة شبابي رفض كل من يتقدم لخطبتي بحجة واهية وهى أنه لم يتقدم لي من يستحقني ويقدرني"، وبكل ألم تابعت حديثها: "مع امتداد عمري شعرت أني جسد بلا روح أصبحت بنكاً متحركاً يلبي رغبات أبي واحتياجاته فقط".

وبكل حسرة استكملت حديثها قائلة: "أنا الآن على مشارف الأربعين أتأمل عمري الذي ضاع هباء وأشعر أني أفتقد الأمان، غريقة بلا شراع يحميني"، وأوضحت "منذ فترة بسيطة تقدم لخطبتي رجل مناسب لي ثقافياً واجتماعياً، بيد أن أبي "ظل وجهه مسوداً" وقال لي بكل عصبية ولهجة آمرة: إذا تزوجت سوف تتنازلين عن راتبك لي وحقك الشرعي في ميراث والدتك.

وتساءلت في حيرة ماذا أفعل وقد أصبحت مكبلةً بقيود والدي التي أطفأت شموع الفرحة في عمري؟!

حقارة ومذلة
"حياتي بلا معنى ولولا خوفي من رب العالمين لانتحرت "بهذه العبارات الدامية تحدثت "ن، أ" لـ"سبق" عن مأساتها قائلة: "ابتلاني الله بأخ تمنيت لو أصبح في طي النسيان، فهو سبب معاناتي، بعد وفاة أبي أصبح هو من يتولى رعايتي، وقد تعرف على أصدقاء السوء الذين أوقعوه في براثن الإدمان"، وتابعت حديثها بكل أسى: "تخلى أخي عن معاني الأخوة والرجولة، فأصبح يبتزني ويمتهن كرامتي".

وبصوت ممزوج بالبكاء واصلت حديثها قائلة: "اشترط أخي علي للسماح لي بالعمل أن أقيم علاقات مشبوهة مع شباب كي أحصل على النقود وأعطيه إياها لشراء حبوب الإدمان"، موضحة أنها رفضت بكل إباء هذا العرض الرخيص، وقد تعرضت للإهانة والضرب والعنف الذي كان من الممكن أن يودي بحياتها.

وصمتت عن الحديث ثم قالت: "أشعر بالحقارة والإهانة، وأكاد أجن عندما أتخيل فداحة الجريمة التي ارتكبتها بحق نفسي، وقد طحنتني الأيام بتروسها القاسية فأصبحت مجرمة وضحية في آن واحد".

ابتزاز مشروع
أما من رمزت لاسمها "فوز" فقالت لـ"سبق": "تزوجت وأنا مازلت طالبة في الثانوي واكتشفت أن زوجي لا يحترم كياني ولا يؤمن بدوري شريكة حياته، وقد عنفني أكثر من مرة كي أترك التعليم وأصبح كالقشة في مهب الريح".

وبنبرة غضب تابعت حديثها: "عندما رفضت طلبه ضربني وحبسني في المنزل، وذات مرة طلب مني رغماً عني "معاشرته زوجياً" كي يرضخ لطلبي في الذهاب إلى الجامعة، وافقت مضطرة وشعرت بالغثيان والرغبة في الهرب من بين يديه، وتساءلت ماذا افعل وأنا أحب الجامعة وأتمنى أن أحقق أحلامي من خلالها، وعلى الرغم أنه زوجي، بيد أني أشعر أني حقيرة لأني أخضع لابتزازه المشروع".

استغلال الرجل
بدورها أفادت المستشار الأسرية الدكتورة أريج داغستاني أن من أسباب ابتزاز المحارم للمرأة: "ضعف علاقتهم بالله، والجهل بالأمور الدينية الخاصة بحقوقها"، لافتة إلى اختلاط مفاهيم حقوق المرأة لديهم، مرجعة ذلك للتنشئة الاجتماعية للرجل والمرأة في المجتمعات التي تعتمد على العادات أكثر من الدين؛ ما نتج عنه من إهدار حق المرأة وجعلها فريسة سهلة للوقوع في براثن استغلال الرجل.

ودعت داغستاني الأسرة إلى توعية أبنائها بمعرفة حقوق المرأة "أخت أو أم أو بنت"، وكذلك تربيتهم على أسس علمية، دينية، نفسية حتى يستطيعوا بناء أسرة صحيحة نفسياً، قادرة على مواجهة الأعباء بتوازن واستمرار، لتعديل المفاهيم المغلوطة عن قوامة الرجل في الإسلام، وشددت على ضرورة الابتعاد عن العادات التي شوّهت مفاهيم الدين الصحيحة، وخاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والرجل وواجباتهم تجاه بعضهم .

السلطة الذكورية
فيما أرجع استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد أسباب استغلال الرجل لمحارمه للسلطة الذكورية التي تهيمن على المجتمعات المحافظة، لافتاً إلى أن هذه المجتمعات تفرز امرأة مسلوبة الشخصية عاجزة عن الدفاع عن حقوقها، ومن ثم تصبح لقمة سائغة في براثن استغلال الرجل.

وأوضح الحامد أنه في بعض الأحيان يعامل الرجل المرأة كـ"عبد"، و جزء من ممتلكاته يتصرف فيها كيفما يشاء وقتما يريد، معتبراً استغلال الرجل للمرأة والتعدي على ممتلكاتها تشكيكاً في رجولته خاصة في المجتمع الشرقي.

وتابع قائلاً: "من يستغل محارمه، يعاني من اضطراب في الشخصية وانحراف عقلي أو نفسي، موضحاً أنه قد يكون شخصية "سيكوباتية" يتمرد على القوانين والأعراف، ويتعدى على حقوق وممتلكات الآخرين؛ ما يجعله يتبع سلوكيات غير سوية ويقدّر المال أكثر من اعترافه بالقيم الأخلاقية والاجتماعية في تعامله مع المرأة.

دوامة الألم
ووصف الحامد المرأة المستغلة أنها شخصية سلبية معدومة الثقة بالنفس، لافتاً إلى عدم إحساسها بالأمان؛ ما يجعلها قد تمارس "التقمص مع المعتدي"، وبالتالي تخضع له، مما يمكنه من استغلالها والضغط عليها بشتى الوسائل.

ورجح أنه في غالب الأحيان تكون المرأة ضحية؛ ما يضطرها للصمت على الإيذاء النفسي خوفاً على سمعتها وسمعة العائلة، واصفاً المرأة بكبش الفداء الذي يستغل باستمرار ويعجز عن الدفاع عن حقوقه. مطالباً بوجود جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني لحماية المرأة من الاستغلال.

نماذج شاذة
حرصت عضو الغرفة التجارية الدكتورة عائشة نتو على التأكيد أن مشاركة المرأة العاملة ومساعدتها لزوجها ليستا عيباً، بل بات ذلك ضرورة حياتية، إلا أنه يجب أن يكون بإرادة المرأة وليس غصباً عنها أو بابتزازها.
فيما استنكرت وجود محارم يدفعون بنسائهم للرزيلة من أجل المال قائلة: "هذه نماذج شاذة لا يجب أن تعمم ومن يفعل ذلك فهو إما غير سوي أو مدمن أو لدية عقدة ما"، مطالبة بضرورة البحث جيداً في تلك الحالات حتى نتعرف على الأسباب الحقيقية ونحاول وضع حلول لها حتى لا تتفاقم.

وأوضحت أن هناك العديد من النساء لا يوجد لديهن وعي بحقوقهن في كل مجالات الحياة وليس في الأمور المادية فقط، مشيرة إلى أنه من الضروري جداً أن تفرق المرأة بين العرف الاجتماعي والعرف القانوني، وقالت: "هناك إرث ثقيل تربت عليه المرأة ومفاهيم اجتماعية خاطئة جعلتها تخاف أن تعارض زوجها حتى إن كان خاطئاً".

الطاعة العمياء
وحثت نتو على وضع خطة بين الزوجين لمعرفة كل منهما ما له وما عليه، حتى يتم تحديد الدور الصحيح لكلا الطرفين، مؤكدة ضرورة أن تتضافر الجهود لتوعية وتثقيف الرجل والمرأة معاً، فهما نتاج موروث ثقافي من أم وجدة جعلت المرأة تطيع الرجل وهي عمياء دون أدنى تعليم للرجل بحقوق المرأة عليه، كما أن الثقافة السائدة تحث دائماً على طاعة المحرم حتى إن كان على خطأ.

وأعربت نتو عن تفاؤلها بالجيل الجديد من البنات، وقالت: "فهن على وعي كبير بحقوقهن، فمخرجات التعليم الآن جعلت المرأة أكثر قدرة على انتزاع حقها، ورفضها للابتزاز من قبل أقرب الأقربين".

العوز المادي
أوضحت مستشارة تمكين المرأة لبنى الغلاييني إلى أن الفئات الأكثر فقراً التي تنتشر فيها مشاكل جسيمة، تطغى فيها حالات العوز المادي على القيم والفطرة السليمة، كما أن دخول المرأة لسوق العمل لزيادة دخل الأسرة جعلها تشكل مصدراً مادياً يؤدي لتواكل رب الأسرة وبقية المحارم على هذا الدخل البسيط الذي تنتزعه انتزاعاً من سوق العمل بجهد وكدح كبيرين.

ورأت الغلاييني أن ضعف بعض النساء واستسلامهن وميلهن للعنف، لعب دوراً كبيراً في الابتزاز والتسلط الذي يتعرضن له من قبل محارمها؛ ما يجعلها تتنازل عن مكتسباتها المادية لمن يضغط أكثر ويسبب لها مصدر إزعاج بتعنيفه وإصراره، مضيفة أن البعض الآخر يكون قوياً متماسكاً، ومع ذلك يتعرض للابتزاز المادي والضغط والعنف الجسدي لأسباب تتعلق بعدم قدرته على المقاومة، كتحكم الأب في مصير ابنته وعضلها، أو عدم السماح لها بالعمل.

مقايضة المرأة
وأعربت عن أسفها مما يقوم بعض من أولي الأمر سواء كان "أب أو أخ أو زوج"، باستغلال حقه الشرعي في الوصاية بشكل غاية في التردي الأخلاقي وتصل إلى مقايضة المرأة المسؤول عنها بين إعطائه ما تكسبه وبين إيقافها عن عملها وعضلها عن الزواج أو حرمانها من أولادها ومن حقوقها الشرعية، مطالبة بوجود لجنة تكون لها صلاحيات وسلطة تمنع الرجل المتجني من ممارسة حقه الشرعي بغير الإطار الذي وضع من أجله أساساً.

كرامة المرأة
أما الباحث في الشؤون الإسلامية خالد الرميح فرأى أن الشرع أعطى للمرأة مكانة كبيرة من الناحية الاجتماعية والمادية، قائلاً: "المرأة لها ذمة مالية ولا تتبع لأحد ولها أن تتصرف كيفما شاءت، ولا يجوز لأحد أن يجور على أي حق من حقوقها".

وأكد أن الإسلام منح المرأة حق العمل طالما ملتزمة ومحافظة عل الكرامة والشرف والعرض والدين، ولا يحق للولي أن يمنعها من حق كفله لها الإسلام لمجرد رأي أو لجهله بالدين، مؤكداً أن ابتزاز الولي يهدر كرامة المرأة التي نادى بها الإسلام.

ووصف الرميح من يبتز زوجته على المعاشرة الزوجية بأن يشترط أن تعطيه مقابلاً أو يمنعها من الذهاب للعمل إلا إذا عاشرته، بأنه عار على الرجال، وقال: "من يقوم بهذه الأعمال قد تجرد من كل معاني الأخلاق والمروءة"، داعياً المرأة في تلك الأحوال أن تطالب بحقها وتذهب للقضاء.

موضوع رائع ومفيد ..

الله يكون بعونهم يارب

اربحي جهاز جالكسي تاب 7 انش بمجرد تسجيلك بالموقع

يمنع وضع روابط لمنتديات أخرى

الجهاااز
البرونزية

لا تفوتوا الفررررصة

يســـــــــــــــــلمؤ غاليتي

ما هي اضرار و مخاطر العنف الاسري ضد المعاق و ذوي الاحتياجات الخاصة 2024.

ما هي ط§ط¶ط±ط§ط± و ظ…ط®ط§ط·ط± ط§ظ„ط¹ظ†ظپ ط§ظ„ط§ط³ط±ظٹ ضد ط§ظ„ظ…ط¹ط§ظ‚ و ذوي ط§ظ„ط§ط­طھظٹط§ط¬ط§طھ الخاصة

يتعرض الأطفال ذوو الإعاقة الذهنية إلى العديد من أساليب التربية والتنشئة الاجتماعية غير السوية في البيئة الأسرية والمدرسة، وتتفاوت هذه الأساليب من العنف والإساءة البدنية والنفسية، إلى إهمال المعاق عقلياً، ونبذه انفعالياً ونفسياً، وإهمال أو عزل الابن المعاق من الأسرة عن المجتمع. هذا، وتقوم الخصائص الأسرية بدور كبير في التأثير سلباً على استعداد الأسرة لرعاية الابن المعاق والقيام بوظائفها تجاهه، ومن هذه الخصائص الأسرية: انخفاض المستوى التعليمي للأسرة، قلة الدخل الاقتصادي، الاضطرابات النفسية والصحية التي يعاني منها الوالدان(1).
وتعد الإساءة للأطفال واحدة من أخطر الظواهر التي تجتاح أي مجتمع من المجتمعات، وتعد الإساءة الموجهة ضد الطفل المعاق من أخطر أنواع الإساءات الموجهة للأطفال؛ نظراً لما لها من آثار سيئة عليه، حيث يتحول الطفل إلى موضوع لعدوانية الكبار جسمياً وانفعالياً؛ مما ينعكس سلباً على صحته النفسية، حيث يتحول إلى الجنوح والعدوانية (2).
هذا، ويتعرض الطفل إلى أنماط من الإساءة داخل نطاق الأسرة، حيث يعرف العنف الأسري على أنه: استعمال القوة المفرطة ضد أحد أفراد الأسرة، بالقدر الذي يسبب الأذى الجسيم أو الموت. والعنف الأسرى على هذه الشاكلة لا تقره الشرائع السماوية ولا القوانين الوضعية، ولم تعرفه تقاليد المجتمعات العربية القائمة على أساس الأسر الممتدة التي تربط بين أفرادها المحبة والاحترام المتبادل. وفي ظل متغيرات العولمة أصبحنا جزءا من المنظومة الكلية للمجتمع الدولي؛ فالأسرة العربية أخذت طريقها إلى الانفتاح على العالم الخارجي من خلال الدراسات التي تنتشر عن العنف الأسرى في المجتمعات العربية. وتشير كثير من الدراسات إلى ارتفاع معدلات العنف الأسري في المجتمع العربي، ورغم ذلك نجد أن الإحصائيات المنشورة عن العنف الأسري لا تشكل كل النسب الحقيقية، وهذا يعود لعدة أسباب، منها: أن المجتمع العربي مجتمع محافظ ومترابط، يهتم بسمعة العائلة، ورد الفعل الاجتماعي على أي تصرف سلبي يحدث في الأسرة حتى لو وصل إلى حد العنف، وبالتالي تستطيع الأسرة ـ خاصة رب الأسرة ـ احتواء أي بوادر للعنف الأسري، ويتم حل المشكلة دوما بحيث لا تصل إلى علم السلطات، ولا تسجل في السجلات الرسمية(3).
وقد أكدت دراسات متعددة علاقة الارتباط بين الإعاقة والعنف؛ ففي دراسة حديثة حول العنف الذي يتعرض له المراهقون في عينة من المجتمع في محافظة بني سويف، أجرتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع كلية الطب ووزارة الصحة والسكان، تمت دراسة انتهاك المراهقين بدنيا وعاطفيا وجنسيا في عينة مختارة عشوائيا في بني سويف خلال عام 1998. و العينة تتألف من 555 من طلاب المدارس بعمر وسطي مقداره 15.6 سنة. وقد أجري لكل مراهق فحص طبي، حيث بلغ معدل انتشار انتهاك المراهقين 36.6 %، وكان معدل الانتهاك العاطفي 12.3%، والجسدي 7.6 % ، والجنسي 7.0 %، والانتهاك المتعدد 9.7 %. أما عن أسباب الانتهاك الجنسي، فكانت: الطفل المفرط النشاط، الطفل المعاق، الأم اللا مبالية، تأخر ترتيب الطفل في قائمة أشقائه في الأسرة، والطفل المهزول. أما عن أسباب الانتهاك الجسدي، فكانت عدم مبالاة الأم، ودرجة تعليم الأم، والإصابات. في حين كانت أسباب الانتهاك العاطفي هي: الازدحام، والمرض، وسوء المعاملة من قبل المعلم. وقد أبلغ عن سلوك يتسم بالعنف في أكثر من 20 % من المراهقين الذين تعرضوا لانتهاك عاطفي أو جنسي. وتوصي الدراسة أنه على أرباب المهن الطبية في البلدان النامية إعداد استراتيجية فعالة للتدخل في أمثال هذه الحالات (4).
وتوجد العديد من المداخل النظرية التي تفسر العنف. ويهمنا منها نظرية "الحرمان البيئي"؛ حيث ترى هذه النظرية أن البيئة التي لا تشبع احتياجات أفرادها ينتج عنها شعور بالحرمان يدفع الأفراد دفعا نحو العنف، فمثلا هناك كثير من المناطق تعاني من الحرمان البيئي، ويمكن ـ على سبيل المثال ـ ملاحظة أن صعيد مصر بيئة تعاني من الحرمان مقارنة بالوجه البحري في كثير من الخدمات والمرافق والاستثمارات؛ ولذلك انتشر العنف في الصعيد أكثر من الوجه البحري(5).

العنف و الإساءة الجسدية للمعاق عقلياً:
إن إساءة معاملة الأطفال ظاهرة سلبية لها آثار مستقبلية على الصحة النفسية والعقلية للطفل بوجه عام، وللطفل المعاق بوجه خاص، كما أن العنف الموجه ضد الأطفال المعاقين ذهنياً قد يطور حالاتهم العقلية إلى الأسوأ، بحيث تصل إلى مراحل متقدمة ومستعصية على العلاج في حالة تعرضهم المتكرر للإساءة من قبل الأسرة أو المدربين في مراكز التأهيل، والمدرسين في المدارس الخاصة؛ نتيجة إخفاق الفئات السابقة في التعامل مع حاجات ومتطلبات أبنائهم من ذوي الإعاقات المختلفة عموماً والعقلية منها تحديداً. ويؤكد الباحث أن هناك بعض الأبحاث والدراسات أشارت إلى أن الأطفال المعوقين عقلياً هم أكثر الفئات تعرضاً للعنف والإساءة؛ نتيجة أن هذه الإعاقة قد تكون مصدرا للضغط والتوتر للأسرة والمدرسين(6).
أ – مفهوم الإساءة للأطفال:
يقصد بالإساءة بوجه عام أنها تصرف يحدث في محيط الطفل الصغير أو الكبير، والذي يعوق جهوده في أن يصبح إنساناً. ويتضمن هذا المفهوم صورا متعددة للإساءة للطفل، مثل: العدوان الجسدي، أو النفسي، أو الاعتداء الجنسي، أو التحرش والاستغلال والإهمال. وتنقسم الإساءة إلى عدة أنواع أساسية، وهي كالآتي: إساءة جسدية، إساءة نفسية وانفعالية، إهمال الطفل، عزل الطفل من الأسرة والمجتمع.
ب – مفهوم الإساءة الجســـدية:
أفعال يقوم بها الوالدان أو أحدهما، تتسم بالعنف الموجه نحو الطفل، مما يؤدي لإصابته بأذى جسدي. ومن المظاهر الشائعة لهذه الإساءة (الكدمات – التجمع الدموي – الحروق – الجروح – الخدوش) في أماكن مختلفة من الجسم. وتوجد عدة سمات لها: أن يتوافر تعمد فعل الإساءة، أن تكون متكررة، أن تكون ردة الفعل عنيفة لأي سلوك يصدر عن الطفل سلبياً أو إيجابياً. هذا وتنتشر إساءة المعاملة الجسدية بين أسر الأطفال المعاقين عقلياً بصورة أكبر من الأسر العادية؛ اعتقاداً منهم أن هذا هو أسلم طرق التربية وضبط سلوك الطفل (7).
وقد قامت منظمة "اليونيسيف" بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة بدراسة ظاهرة (العنف الموجه ضد الأطفال في مصر)، وأشارت نتائجها إلى أن حوالي 37% من الأطفال يتعرضون للضرب من خلال أبويهم، و26% من الحالات التي تبلغ عن السلوكيات العنيفة الموجهة ضدهم تحدث لهم إصابات بدنية، كما تحدث حالات إعاقة دائمة ناتجة عن استخدام العنف البدني في التعامل مع الأطفال.. وفي مستويات العنف الشديدة يمكن أن يؤدي العنف إلى الموت، والجروح، والكسور. كما أن العنف يتسبب فى إحداث العديد من الآثار الاجتماعية والنفسية السلبية لدى الأطفال، ويعطل نمو شخصياتهم، ويدمر ثقة الطفل بنفسه وتقديره لذاته واستعداده لكي يكون أباً صالحاً فى المستقبل، وقد يؤدي بهم للإحباط والانتحار. وتضيف الدراسة نقطة هامة، وهي أن العنف في مراحل حياة الطفل الأولى فى الأسرة قد يكون غير مرئي أو مخفياً؛ وذلك لخوف الأطفال من الإبلاغ عن صور الانتهاكات البدنية التي يتعرضون لها في هذه الأماكن، ومن ثم يعاني الطفل من الآثار السلبية للانتهاكات البدنية والنفسية مع عدم استطاعته الإفصاح عنها (8).
ويذهب الخبراء الدوليون العاملون في "اليونيسيف" إلى أن علاج ظاهرة العنف، أو ما أطلقوا عليه "تحطيم دائرة العنف"، يتم من خلال توعية الآباء والأسر حول الآثار المترتبة على العنف ضد الأبناء، وتنمية وسائل التنشئة أو العقاب التي لا تعتمد على العنف، وسن التشريعات القانونية التي تهدف لإيقاع عقوبات قانونية ضد كل من يمارس العنف ضد الأطفال، كذلك من خلال إدراك أن العنف الموجه ضد الأطفال هو عنف موجه ضد المجتمع ككل، وهو فعل إجرامي من الممكن السيطرة عليه من خلال إدراك فكرة أن السلام يعد من أهم الحقوق الإنسانية، وهذه المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً (9).
ج – العوامل المؤدية لإيقاع الإساءة البدنية على الطفل المعاق :
تشير العديد من الدراسات إلى تعرض فئة المعاقين بوجه عام، والمعاقين عقلياً بوجه خاص، إلى أنماط مختلفة من الإيذاء البدني والنفسي، وتشير كذلك إلى أن أسباب تعرض هذه الفئة للإيذاء إما تتعلق بخصائص الأسرة، أو الطفل، أو بكليهما معاً. وهي كالتالي:

الخصائص الأسرية المؤدية إلى إيقاع العنف البدني والنفسي على الابن المعاق عقلياً:-
توجد بعض العوامل الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالأسرة تؤدي إلى تعرض الابن المعاق للإيذاء البدني، لعل أهمها: انخفاض المستوى الاجتماعي للأسرة، العزلة الاجتماعية أو انسحاب الأسرة من التفاعل الاجتماعي، والذي يميل إلى الزيادة بتقدم عمر الطفل، النظرة غير الواقعية لمستقبل الابن، نظرة المجتمع السلبية للإعاقة وللمعاق، المعتقدات الثقافية المرتبطة بالإعاقة العقلية، والتي ـ غالباً ـ ما تؤدي إلى ارتباط الإعاقة العقلية بمفهوم الوصمة الاجتماعية، انخفاض مستوى الدعم الاجتماعي داخل وخارج الأسرة؛ مما يسبب ضغوطاً ومشكلات وتوترات زائدة تقع على عاتق الأسرة (10).
كذلك يتأثر احتمال تعرض الطفل للإساءة بتعرض الأبوين أو أحدهما لإساءة المعاملة في مرحلة الطفولة، أو مشاهدتهم للعنف الأسري؛ ونعني بها أن يكون الآباء قد تعرضوا هم أنفسهم للعنف والإساءة في طفولتهم؛ مما يجعلهم أكثر ميلاً واستعداداً إلى إسقاط تجاربهم السلبية على أطفالهم، وبوجه خاص آباء الأطفال المعاقين عقلياً(11).
كما يؤثر انخفاض المستوى الاقتصادي الاجتماعي للأسرة ـ مثل: البطالة، الفقر، العزلة الاجتماعية بصورة مباشرة أو غير مباشرة ـ على حدوث إساءة معاملة الأطفال، من خلال تأثيرها السلبي على الصحة النفسية للآباء، كذلك تزيد بعض خصائص الطفل ـ مثل: النوع، العمر ـ من احتمال التعرض لإساءة المعاملة، بل وتكرار التعرض لها؛ فصغار الأطفال والإناث ذوو الحالات المزاجية أو المشكلات السلوكية أكثر عرضة لإساءة المعاملة والإهمال(12).
كما أن الوضع الاجتماعي للأسرة؛ ونعني بها حدة المشاكل والخلافات الأسرية بين الزوجين، يؤدي لزيادة الضغط والتوتر داخل المنزل؛ مما قد يؤدي إلى إيجاد مواقف انفعالية وتوترات تدفع الآباء إلى تفريغ شحنات الغضب في أبنائهم، وبالتالي وقوعهم في دائرة الإيذاء والعنف البدني. وإذا كان هذا الأمر يتم مع الأطفال الأصحاء الأسوياء، فإنه من المتوقع أن تزيد احتمالية إيقاع الإساءة البدنية على الطفل المعاق عقلياً، لا سيما وأن كلا من الأبوين يحمل الآخر المسؤولية عن الإعاقة ط§ظ„ط®ط§طµط© بالطفل(13).

الخصائص العقلية والسلوكية للمعاق المؤدية لإيقاع الإساءة البدنية عليه:
توجد بعض الخصائص العقلية للطفل المعاق عقليا تعتبر من العوامل المسؤولة عن إيقاع الإساءة البدنية والنفسية عليه؛ فقد أثبتت العديد من الأبحاث النفسية والتربوية أن المعاقين عقلياً يتعرضون للإساءة أكثر من غيرهم من الأطفال؛ لوجود عدة عوامل تساعد على تعرض هذه الفئة للإساءة، ومنها:- أن المعاقين عقلياً أقل قدرة على الدفاع عن أنفسهم مادياً، كما أنهم أقل قدرة على تفسير حقيقة الإساءة، وأن هذه الفئة غير قادرة على التفرقة بين الاتصال المادي المناسب وغير المناسب، سواء النفسي أو الجنسي، وأن هذه الفئة أكثر اعتماداً على الآخرين للمساعدة أو الرعاية؛ ولذلك يكونون أكثر ثقة في الآخرين، وتكون ترجمتهم للاعتماد والثقة هو الخضوع والاستجابة(14).
وتشير دراسة أخرى إلى أن هناك العديد من السلوكيات الخاصة بالأطفال المعاقين ذهنياً الذين تعرضوا لإيقاع الإساءة البدنية عليهم، ففي دراسة للباحثة " لينة أبو شريف 1991"، لعينة من الأطفال المعاقين ذهنياً الملتحقين بمدارس التربية الفكرية في عمان، توصلت إلى أنه من أكثر السلوكيات غير التكيفية ارتباطاً بالإساءة البدنية للأطفال المعاقين ذهنياً هي النشاط الزائد، الانسحاب، العـدوان، القلق والخوف، التردد والسلبية، الفوضى والتخريب، العادات الشاذة، والسلوك النمطي(15).
ومن خبرة الباحثة التي اكتسبتها من خلال عملها في الجمعيات الأهلية والخيرية، يتضح أن هناك دورا كبيرا للجمعيات الخيرية في مواجهة العنف الأسري والإساءة البدنية الموجهة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، حيث يجب على الجمعيات الخيرية القيام بعدد من الإجراءات، من أهمها ما يلي:-
– إنشاء مراكز الإرشاد الأسري داخل الجمعيات الخيرية؛ لتوعية وإرشاد الأسر حول الأساليب العلمية والإنسانية للتعامل مع هذه الفئة.
– التوعية المجتمعية والأسرية والدينية حول الحقوق الإنسانية لفئة المعاقين ذهنيا، وذلك من خلال الندوات والمحاضرات التي يتم فيها استضافة المتخصصين من رجال الدين و أساتذة علم الاجتماع والتربية الخاصة للتحدث حول خصائص هذه الفئة واحتياجاتها في المراحل العمرية المختلفة، وأساليب تعامل الأسرة مع أبنائها ذوي الإعاقة الذهنية.
– تنظيم دورات تدريبية في الجمعيات الخيرية للأسرة حول أساليب التنشئة الاجتماعية الملائمة للأبناء ذوي الإعاقة الذهنية.
– التوعية الدينية من خلال الجمعيات الخيرية حول النظرة والتعامل الإنساني للدين الإسلامي الحنيف لفئة المعاقين ذهنيا، وذلك من خلال الندوات والمحاضرات التي يتم فيها استضافة المتخصصين من رجال الدين للتحدث حول النصوص الدينية والأحاديث النبوية التي توضح نظرة الدين لهذه الفئة، وثواب صبر الأسرة على ابتلاء الإعاقة، حيث تؤكد العديد من الدراسات الميدانية مدى تأثير ذلك على تحسن معاملة الأسرة للابن المعاق ذهنيا.
– تنظيم دورات تدريبية للعاملين في مجال رعاية الأفراد ذوي الإعاقة الذهنية حول أساليب التعامل الملائم مع هذه الفئة.

المراجع :-

1. عبد الله محمد عبد المحسن الفوزان: مشكلات المعوقين وأسرهم، الرياض: دار الزهراء للنشر والتوزيع، 2024، ص 50.
2- سهى أحمد أمين، المتخلفون عقلياً بين الإساءة والإهمال: (التشخيص والعلاج)، القاهرة: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، 2024، ص. ص 28، 31. ص ص 36-37.

تحميل كتاب بحث عن العنف الأسري 2024.

العنوان ط§ظ„ط¹ظ†ظپ الأسري المؤلف / الباحث عبد الرحمن العيسوي الناشر دار الراتب
سنة النشر 2017
القراءة 819

يسسسسسسسسسسسلموٍ ملوٍوٍكة بَس وٍينٍ آلتحميل

تحميل كتاب موقف الصحابة من أحداث العنف في عهد الخلفاء الراشدين 2024.

[IMG]http://gselazhry.******.com/photos/gif/1602994_lm.jpg[/IMG]

تحميل كتاب الإرهاب والعنف والتطرف في ضوء القرآن والسنة 2024.

  • التحميل

[IMG]http://abeermahmoud2017.******.com/535-Jzakom.gif[/IMG]

الله يجزك الف خير

تحميل كتاب موقف المؤسسات الشرعية في المملكة العربية السعودية من الإرهاب والعنف والتطر 2024.

  • التحميل

جزاك الله الف خير

عرض بوربوينت عن العنف ضد الأطفال تحميل عرض بوربوينت عن العنف ضد الأطفال 2024.

عرض ط¨ظˆط±ط¨ظˆظٹظ†طھ عن ط§ظ„ط¹ظ†ظپ ضد ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ طھط­ظ…ظٹظ„ عرض بوربوينت عن العنف ضد الأطفال في السعودية و الخليج و العالم

من هنا
العنف ضد الأطفال

تســـلمينِ يآلغلآ

مشكورة يا غلا ..

يسلموو يآلغلآ ..

تحميل كتاب الجذور التاريخية لحقيقة الغلو والتطرف والإرهاب والعنف 2024.

  • التحميل

جزاك الله الف خير

مقال اجتماعي عن العنف الاسري 2024.

مقال ط§ط¬طھظ…ط§ط¹ظٹ عن ط§ظ„ط¹ظ†ظپ ط§ظ„ط§ط³ط±ظٹ ، ظ…ظ‚ط§ظ„ اجتماعي عن العنف الاسري ، مقال اجتماعي عن العنف الاسري للصف الاول الثاني الثالث متوسط ثانوي اول ثاني ثالث بنات اولاد بنين متوسط الثانوي المتوسط

العنف الأسري

إن العنف الأسري هو أشهر أنواع العنف البشري انتشاراً في زمننا هذا، ورغم أننا لم نحصل بعد على دراسة دقيقة تبين لنا نسبة هذا العنف الأسري في مجتمعنا إلا أن آثاراً له بدأت تظهر بشكل ملموس على السطح مما ينبأ أن نسبته في ارتفاع وتحتاج من كافة أطراف المجتمع التحرك بصفة سريعة وجدية لوقف هذا النمو وإصلاح ما يمكن إصلاحه.

قبل الخوض أكثر في مجال العنف الأسري علينا أولاً أن نعرّف الأسرة ونبين بعض الأمور المهمة في الحياة الأسرية والعلاقات الأسرية والتي ما أن تتحقق أو بعضها حتى نكون قد وضعنا حجراً أساسياً في بناء سد قوي أمام ظاهرة العنف الأسري.

تعريف الأسرة:
* الأسرة: هي المؤسسة الاجتماعية التي تنشأ من اقتران رجل وامرأة بعقد يرمي إلى إنشاء اللبنة التي تساهم في بناء المجتمع، وأهم أركانها، الزوج، والزوجة، والأولاد.

أركان الأسرة:
فأركان الأسرة بناءً على ما تقدم هي:
(1) الزوج.
(2) الزوجة.
(3) الأولاد.

وتمثل الأسرة للإنسان «المأوى الدافئ، والملجأ الآمن، والمدرسة الأولى، ومركز الحب والسكينة وساحة الهدوء والطمأنينة

تحميل كتاب بحث عن برنامج إرشادي لمعالجة سلوك العنف عند الأطفال 2024.

العنوان ط¨ط±ظ†ط§ظ…ط¬ ط¥ط±ط´ط§ط¯ظٹ ظ„ظ…ط¹ط§ظ„ط¬ط© ط³ظ„ظˆظƒ ط§ظ„ط¹ظ†ظپ عند الأطفال المؤلف / الباحث سعد ناصر الدين القراءة 1237 رابط التحميل أضغط هنا للتحميل (حجم الملف:0.21 MB)