خطبة و بحث عن المساجد وآداب 2024.

المساجد أحكام وآداب

الخطبة الأولى
أما بعد أيها الإخوة المؤمنون :
المساجد بيوت الله – جلا وعلا – فيها يذكر اسمه ، ومنها ينادى إلى طاعته وعبادته ، وفيها تحيا القلوب وترتفع الأرواح ، وتسجد الجباه ، وتترطب بالذكر الألسن ، وتتراص الصفوف ، وتتوحد وتتألف النفوس .

المساجد بيوت الله – عز وجل – لها احكام ظˆط¢ط¯ط§ط¨ ، وقد كثر من عدد غير قليل من إخواننا المصلين شكواهم من عدم معرفة تلك الأحكام ، ولا مراعاة تلك الآداب ، بل تجاوز ذلك إلى ماهو أخطر وأعظم ضرر وشراً ، ومن ثم والمسجد وخطبته تعالج الأوضاع التي يعيشها أهل المسجد ومن يجاوره ،كما تعالج أوضاع الأمة كاملة ؛ فإننا لنا في هذا المقام وقفات كثيرة .. وهي لا تتحدث عن شرق أو غرب ، ولا عن بلاد في هذه الجهة أو تلك ، إنما تتحدث عنا وعن ما يجري وما يكون في مسجدنا وواقعنا ومثله وغيره كثير من ط§ظ„ظ…ط³ط§ط¬ط¯ .
كيف الأمر ونحن نتحدث عن بيوت الله – عز وجل – التي أخبر الله وذكر نسبتها إليه :{ وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } .. {إنما يعمر مساجد لله } .. لمثل هذا المقام هل نجعلها مثل بيوتنا على أقل تقدير ؟ هل نحن عندما نأتي إليها أو نكون فيها أو نتعامل في داخلها نراعي حرمتها ونراعي مقامها ؟ ونبينا – كما صح عند البخاري من حديث عثمان – يقول : (من بنا لله مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله بيتاً في الجنة ) .
فهي بيوت الله – جلا وعلا – والشهادة الأخرى التي ينبغي أن نستشعرها ، ونحن نقدم لهذا الحديث هي أن عمار المساجد أهل الله – عز وجل – عباده هم في خلاصة الأمر صفوة من العباد والخلق الذين يجيبون نداءه ، ويخفون إلى طاعته ، ويقبلون إلى مرضاته ، فكيف إذا كانت تخل بالأحكام ولا تراعي الآداب ولا تلتفت إلى الحرمة بل يقع من البعض ما هو أكثر من ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى : { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاه ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المفلحين } ، يقول ابن كثير : " شهد الله بالإيمان لعمار المساجد " .
وذكر ابن كثير من رواية عبد بن حميد في مسنده عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما عمار المساجد هم أهل الله ) ، ورواه الزار كذلك عن أنس وروى عبدالرزاق عن عمر بن ميمون أنه قال : " كان أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – أدركتهم وهم يقولون أن المساجد بيوت الله في الأرض ، وأنه حق على الله أن يكرم من زراه فيها ، وأنه حق على الله أن يكرم من زاره فيها " .
لكن الضيف يجب أن يراعي أدب المكان ، وأدب المضيف – وهو الرحمن سبحانه وتعالى – فنحن في بيوته ونحن أنما جئنا لعبادته ، ونحن إنما تفرغنا لذكره .. فكيف بنا نخدش ذلك ؟ أو لا نلتفت إلى الأمور الواجبة و المفردات الآداب اللازمة ، والتعظيم المطلوب لها ؛ فإن هذه البيوت بيوت الله – سبحانه وتعالى – لأجل ذلك أمرنا الله ونبهنا وذكرنا أن نراعي مايجب لها { يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } ، ذكر ابن كثير في تفسيره قال : " وفي هذه الآية – مع ماورد في السنة النبوية – يستحب التجمل عند الصلاة ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد .. الطيب لأنه من الزينة والسواك لأنه من تمام ذلك " ، وقال السعدي : " كذلك يحتمل أن المراد بالزينة هنا ما فوق ذلك من اللباس النظيف الحسن ففي هذه الآية الأمر بستر العورة في الصلاة وباستعمال التجمّل فيها ونظافة السترة من الأوساخ والأرجاس " .
نحن إذا ذهبنا إلى زيارة أحد من الأصدقاء – فضلاً عن الفضلاء – تزيّنا لذلك ، ولبسنا من الثياب أحسنها ، ووضعنا من أنواع الطيب أعطرها وجعلنا لأنفسنا من الهيئات أفضلها ، فإذا جاء بعضنا إلى المساجد رأيته وهو يأتي بثياب النوم التي لا يرضى أن يتقبل بها أحد في بيته ، وربما وجدت بعضهم وهو يأتي في ثياب مهنته – أي ثياب عمله – قد أسوّد بعضها ، وفي بعضها من القذر وكراهة الرائحة بما فيها ..
وبعضهم يأتي بالملابس قد كتب عليها من الكلمات ومن الصور ما لا يليق أن يكون في بيت من بيوت الله – عز وجل – وربما وجد بعضاً وفي لباسهم ما يعد مخالفاًَ لستر العورة ، إما من قصر أو ضيق أو تشبه أو نحو ذلك ، وهذا خلاف الأمر الرباني لأخذ الزينة اللازمة .
وكان من هيئة الإمام مالك – إمام دار الهجرة رحمه الله – إنه إذا خرج إلى المسجد اغتسل ولبس أحسن ثيابه ، وتطيّب ، فإذا خرج لم يكن يكلّم أحداً ولا يكلمه أحد حتى يدخل إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيصلي ثم يشرع فيحدّث بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام .

هكذا كانوا يعرفون حق قدومهم على بيوت الله – عز وجل – من غير مخيلة ولا رياء ولا مبالغة ، لكن من غير استهانة وتفريط وعدم مراعاة حرمة وتقدير قدر وغير ذلك مما تعلمونه من صور كثيرة تناقض ذلك وتعارضه .
وكذلك نستحضر هنا حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – المشهور المعروف الذي يتبادله الناس ويتذاكرونه ، وكثيراً ما يخالفونه وهو حديث جابر عند البخاري وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا أو فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته) ، وقال بعض العلماء استنباطاً من هذا الحديث : " أن الآكل لهذه الثمرة قبل الصلاة تسقط عنه الجماعة ، ويجب عليه ألا يصلي مع الناس ، حتى لا يؤذيهم " ، والمقصود هنا كراهة الرائحة وكلما هو من هذا الباب داخل به وملحق به .. المدخنون الذين يؤذون الناس برائحتهم – شاءوا أو أبوا – قد آذوا المصلين وآذوا ملائكة الله المقربين ، وكانوا على هيئة ليست لتي يحبها الله لمن يأتي إلى بيته ليتعبد ويذكر ويسجد ، ومثل ذلك كذلك من يأتون إلى المساجد وهم قد فرغوا من أعمالهم من غير أن يتهيئوا ولو بإزالة العرق عن جباههم فضلاً من أن يغير ملابسهم ؛ ليزيلوا هذه الروائح الكريهة ! وبعضهم يأتي والأقذار على بدنه أو على ثيابه يُنفّرك منظره من أن تكون إلى جواره في الصف ، وتضايقك رائحته فلا تكاد تشعر بما تريد أن تقبل عليه من طاعة الله وعبادته !
بالله عليكم هل مثل هذا إذا أراد أن يذهب لزيارة صديق من أصدقائه سيذهب على تلك الهيئة ؟ أهانت بيوت الله – عز وجل – في النفوس حتى بلغت مثل هذا المبلغ ! هل ذهب الاستشعار والتعظيم لبيوت الله – عز وجل – حتى نخلها ؟ كأنما ندخل مكاناً لا قيمة له ولا حرمة ولا اعتبار !
إنها صور تكررت حتى صارت مألوفة ، وحتى أصبح مثل قول هذا ربما يكون مستنكراً مستهجناً أو فيه من المبالغة ما فيه ، وأنه تشديد في غير موضعه ! فبالله عليكم أن لم نتواصى بذلك في بيوت الله التي نجعلها لطاعة وعبادة الله – عز وجل – فبما نتواصى من بعد ؟
ونحن نعرف من هذا صوراً كثيرة ، ونحسب أننا إذا تذكرنا أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم – وإذا عرفنا آدابه وهديه الذي تلقاه عنه أصحابه لأدركنا أن المخالفة للسنة والهدي ليست في الصور المحدودة التي تدور في أذهاننا ، بل هي في جمله هذا الهدي ومنه تعظيم المساجد ومراعاة حرمتها ، وأخذ الأدب اللازم واللائق بها .. روى البخاري من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : (أيما رجل خرج من بيته يوم الجمعة واغتسل ثم أدهن وتطيب من طيب امرأته فخرج يريد الصلاة ثم دخل وصلى ركعتين ولم يحدث أحد فأنصت حتى يفرع الإمام ثم صلى مع الناس غفر الله له ما بين تلك الجمعة إلى الجمعة الأخرى) ..
انظروا إلى مجموع الوصف كله فهو الذي يستوجب أو يوجب لصاحبه ذلك الأجر وبقدر النقص قد يكون النقص فإنما من لا يراعي ذلك ولا يتهيئ له لا ينال مثل هذا الأجر في هذا الحديث ونحن نعلم أيضاً أن النفوس تتأثر بالاعمال فغذا جئنا لنخرج إلى المسجد استحضرنا هذه المعاني ثم عملنا من العمل تطيباً وتطهراً وإحساناً في اللباس واستحضار للنية ووقاراً في الهيئة وكذا اللسان وغير ذلك فإننا إن جئنا إلى المسجد حضرت قلوبنا وخشعت قلوبنا وتذكرت عقولنا وكنا في حالاً على غير الحال الذي نكون فيها ونحن لا نأتي المساجد على مثل هذه الصورة التي تهيئنا لحسن العبادة والطاعة وقال ابن كثير وغيره في قول الله : { في بيوتاً أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه} قال : أن تطهّر من الأدناس والأرجاس اللغوية والأقوال والأفعال ؛ فإن رفع ذكر الله ليس بمجرد تلاوة القرآن وإقامة الصلاة ، بل يدخل فيه مثل هذه الأمور .
ونظافة المساجد أمرها مهم عظيم وأجرها كبير ، كما روى أبو داود وغيره عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد) ، أي داخل في الأجور أن تأخذ قشرة أو قشه صغير فتقمُّها من المسجد وتطهّره وتنظّفه معروضة مرّت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من ضمن الأعمال التي لها أجر خاص لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .

ونرى كذلك ذلك الحديث العظيم الذي يدلنا على الفضل ، وعلى التقدير النبوي والمقياس الإسلامي الذي ينبغي أن نراعيه ..
روى البخاري وغيره كذلك من حديث أبي هريرة أن امرأةً – أو رجلاً – وغالب الروايات أنها امرأة كانت تقمّ المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم – أي تأخذ ما يكون في المسجد من الأذى والقذى – فتقمه وتخرجه فماتت ، فتفقدها النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يعلم بها ، فقال : أفلا كنتم آذنتموني به؟ دلُّوني على قبرها . ثم ذهب وصلّى عليها بعد دفنها .. امرأة مجهولة ليست معروفة ، حتى أن الصحابه عندما ماتت لم يذكروا خبرها للنبي – عليه الصلاة والسلام – التفت إليها النبي وافتقدها ، وسأل عنها ، وعاتب على أنهم لم يذكروا له موتها ، ثم ذهب – عليه الصلاة والسلام – فصلى عليها .
ونحن ربما نعمل العكس ! نحن الذين نوجد القذى في المسجد – ودورات المساجد شاهدة بذلك – فيها من التخريب ومن التلويث وكأنهم قصدوه عمداً أو أرادوه حتى يجعلوا بيوت الله – عز وجل – بهيئة وصورة لا تليق بها ، ولو أن ذلك كان في بيوتهم لدعوا بالويل والثبور وعظائم الأمور ! ولكانوا أحرص ما يكونون على مثل هذه النظافة – التي لا يأبهون بها ولا يحرصون عليها – في بيوت الله عز وجل .
وأمرٌ آخرٌ أيضاً هو الآداب المرعية في داخل المسجد
فكم تسمع من حديث ليس فيه ذكرٌ ولا طاعة ، بل ربما كان حديث في أودية الدنيا ، أو غيبة ونميمة !
وكم ترتفع الأصوات ! وكم تعلوا الضحكات ! حتى أن بعض الناس ربما يختلف عليه الأمر ويلتبس هل هو في مسجد أو في مكان آخر ؟

استمعوا إلى هذا الحديث – الذي يرويه السايب بن يزيد – عند البخاري في صحيحه قال : كنت في المسجد فحصبني رجل – يعني رماني بحصى صغيرة من ورائي – فالتفت فإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لي : اذهب فأتني بهذين الرجلين – رجلان كانا يتحدثان بصوت عالي – قال : فأتيته بهما ، فقال: من أين أنتما ؟ فقالا : من الطائف ! فقال : لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما – أي ضرباً – ترفعا أصواتكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم – وفي رواية – في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم !
وقال الإمام مالك – رحمه الله – بكراهة رفع الصوت في المسجد مطلقاً .
وقال ابن عابدين في حاشيته – على مذهب أبي حنيفة – : " يصوغ رفع الصوت إلا أن يشوش على المصلين ولو بذكر أو قراءة " ، وبعض الناس يقرأ القرآن كأنما يري أن يسمع به خلق الله كلهم ، ويشوش على الآخرين ، وبعضهم يتحدث بأحاديث كأنما هو في بيته أو غير ذلك ..
ونرى من هذا صوراً كثيرة مزعجة تشوش حقيقة على العبادة والطاعة ، وقد تنفّر بعض الناس من حضور المساجد وشهودها ، وهذا مهمٌّ ينبغي لفت النظر إليه والانتباه له ، وهو أمر ظاهر وبيّن .
وأما الصورة – المحزنة المؤلمة المتكررة الدائمة – التي ألفها الناس حتى صاروا ينكرون على من ينكرها " السؤال في المساجد والتسول فيها " مع أننا نسمع قول الله جلا وعلا : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } ، قال السعدي في تفسيره : " المقصود الأمران معاً : دعاء العبادة ، ودعاء المسألة " ، كيف تسأل في بيت الله غير الله ؟ وقد كان هشام عبد الملك يطوف – مرة – بالبيت الحرام ، فلقي سالم بن عبد الله – من أئمة التابعين – فسلّم عليه ، وقال : سلني حاجتك ! قال : أني استحي من ربي أن أسأل غيره وأنا في بيته ! فلما خرج قال : نحن الآن قد خرجنا من المسجد فسلني حاجتك ! قال : من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة ؟ قال : من أمر الدنيا فأمر الآخرة لا أملكه ! قال : أما الدنيا فما سألتها من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها !
وهذا من الأمر المهم ، ولكننا نلتفت هنا إلى حديث – لو تأملنا في نصه لأدركنا أننا لانتبه ولا نتعلم ولا نعرف هدي النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه الصحيح – هذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري في صحيحه يقول فيه المصطفى عليه الصلاة والسلام : (من سمع رجل ينشد ضالته في المسجد فليقل : لا ردّها الله عليك ؛ فإن المساجد لم تبنى لهذا ) ، هذا لا يسأل الناس مالاً ! وإنما له حاجه -ضلت عليه ناقته أو بعيره – يقوم فيقول للناس : بعيري كذا وكذا هل رآه منكم من أحد ؟ وفي رواية أخرى عند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من نشد عن الجمل الأحمر ؟! لا رده الله عليه ) .

هذه مسألة مهمة ينبغي أن نعرف أن السؤال وخاصة على الهيئة التي نراها من التشكي وعرض ما قد يكون صحيح أو غير صحيح من أنواع البلاء والابتلاء الرباني كأنما هو اعتراض على قدر الله ، وكأنما هو شكوى لغير الله ، ثم هو في غير موضعه الصحيح وعلى غير صفته المشروعة بحال من الأحوال ؛ فإن أنكر مُنكِرٌ قالوا : لا تفعل هذا ، تحركت القلوب برحمة غير مدركة للحكمة ، وربما أنكرت على المنكر ذلك ، وهذا من الأمور التي ينبغي التنبه إليها .
وقد ذكر المفسرون في قوله عز وجل : { وإن المساجد لله } ، وكذلك في قوله : { وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين } " إن الدعاء دعاء العبادة ودعاء المسألة فلا يسأل في بيوت الله غير الله جلا وعلا " ، والأمر في هذا يطول والخطب فيه كثير ، ومن ذلك الصغار من الأبناء الذين لا يعلمّهم آبائهم آداب المساجد ، يعيثون فيها فساداً يلعبون فيها ، بل إنهم قد يجعلون فيها من النجاسات والقاذورات ما إذا كان عشر معشار في بيته لقام على ابنه ضرباً أو وعداً ووعيداً حتى يزجره عن ذلك ويمنعه منه وهم يسرحون أبنائهم في المساجد كأنما يسرحونهم في الملاعب أو الملاهي غير عابئين ولا آبهين بذلك ، وكم كانت الشكوى من الطابق الثاني في يوم الجمعة حيث لا يكاد الناس أن يسمعوا الخطبة من كثرة إزعاج أولئك الصغار ؟ وآبائهم من رواد المسجد المداومون على الصلاة ، المعروفون بأشخاصهم وأعيانهم لا يلتفتون إلى ذلك ولا يرون أن فيه تفريطاً وتقصيراً منهم ، ربما يلحقهم الإثم بما يشوشون على المصلين ويفقدونهم من الخشوع أو الانتفاع بالاستماع ، وهذا أمرٌ كثير بيّن .
ولنا من بعد ما هو أشد وأخطر .. فالله الله في بيوت الله وفي مساجد الله أن تعظم وأن يرفع فيها اسمه ، وأن يتهيأ المسلم لها بما ينبغي لها .
نسأل الله – عز وجل – أن يبصرنا بديننا ، وأن يلزمنا كتاب ربنا ، وأن يجعلنا مهتدين بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم .

الخطبة الثانية
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون :
أوصيكم وأوصي نفسي الخاطئة بتقوى الله ؛ فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه ، وإن من تقوى الله تعظيم حرمات بيوت الله ومراعاة حقوقها والتزام الأدب إلزام لها ، وأن الأمر كما قلت – أيها الأحبة – ليس فيه إمكان لحصر لكل المخالفات وإلا فإن هناك كثير وكثيرٌ منها ، ومن ذلك تخطي الرقاب الذي يحصل في الجمعة وغيرها ، وهو منهي عنه ، ومما قد وردت النصوص بأنه قد يبطل على صاحبه ويذهب أجره في صلاة الجمعة .
ومن ذلك كذلك ما يحصل من حجز الأماكن .. لا يأتي الإنسان إلى الصفوف الأولى إلا متأخراً ، والأصل فيها أن يكون إليها مبادراً ، ثم يكون قد جعل له موضعاً لا يأخذه غيره بغير حق ، ولا يكون له بذلك فيما يرى والله أعلم أجراً ؛ لأنه لم يبكر والمقصود بفضل الصف الأول التبكير ، وأن يسابق إليه وأن يستحقه بهذا التبكير الذي يبادر إليه وغير ذلك من صور أخرى كثيرة ، ومنها أمور أصبحنا نشكوا منها وذلك أن بعضاً من الشباب على وجه الخصوص يمكثون في المسجد وفي ملحقه ولا يؤدون الصلاة مع الجماعة وهم يرونها ويمكثون في أوقات أخرى بعلب والهزل وغير ذلك من أمور لا تليق مطلقاً ولا أحد من الناس يلتفت أو ينكر أو ينتبه ، بل إننا قد شكونا من أمور أعظم من ذلك وإننا نرى في دورات المياه إبر المخدرات .. يدخلون إلى بيوت الله ليتعاطونها في دورات المياه أو ملحقات المساجد وأقول هذا عن حقيقة .
من جهة نلفت النظر وهو أننا جميعاً مقصرون ، وأننا مفرطون ؛ لأننا لا نتعاون ولا نتكاتف لنجعل بيوت الله – عز وجل – مئرز إيمان ، وموطن تصحيح وتقويم وتهذيب ، ومحطة يخرج منها الناس باستقامة في سلوكهم وتهذيب في أخلاقهم وحسن في أقوالهم ، لا أن تكون مجرد محطة عابرة ، وربما – في بعض الأحوال – يأتي الناس إلى المساجد ليقوموا بأعمال محرمة ، أو لتكون ملتقى لاتفاقات وأعمال آثمة وذلك كله واقع حاصل غير مبالغ فيه ، بل هو حقائق لجأت إلى مثل حديثنا هذا وغيره أيضاً مما ينبغي التحرز منه .

نسأل الله – عز وجل – أن يعيننا على أن يجعل بيوت الله – عز وجل – مكاناً معظماً محترماً وينبغي لنا أن نتعاون في ذلك وأن نتكاتف فيه أهل المسجد وأهل الحي ومصلو الجمعة جميعاً في هذه المعاني وغيرها .
ينبغي أن يكون التواصي بالحق وأن يكون التواصي بالصبر والنصح للخلق والتذكير والمنع لما يستحق المنع ، وهذا كله من التواصي الذي أمرنا به والذي يستحق به أهل الإيمان الاستثناء من الخسران نسأل الله – عز وجل – أن يردنا إليه ردا جميلاً .

هذا المقال من: إسلاميات
http://islameiat.com/doc

عنوان المقال
http://islameiat.com/doc/article.php?sid=482

صور اروع واجمل المساجد فى العالم 2024.

صور ط§ط±ظˆط¹ ظˆط§ط¬ظ…ظ„ ط§ظ„ظ…ط³ط§ط¬ط¯ فى العالم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مسجد فى ايطاليا
البرونزية
مسجد نيروبي -كينيا
.البرونزية
مسجد فوق الماء -جدة
.البرونزية
مسجد برني
البرونزية

مسجد بالبكستان
البرونزية

مسجد الرباط -المغرب
البرونزية

مسجد باسبانيا
البرونزية

مسجد اسطنبول

البرونزية

الحرم الشريف بالليل

البرونزية

منقووووووووووول

مساجد جميلة
شكرا لك يعطيك العافية

مشكوره الوفا أنسان
ويعطيك العافيه حبيبتي

مشكور ياقلبي ع الصور الرائعه
وربي لايحرمنا من جديدك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما البرونزية
مساجد جميلة

شكرا لك يعطيك العافية

البرونزية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم غـــلا البرونزية
مشكوره الوفا أنسان

ويعطيك العافيه حبيبتي

البرونزية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أغاريد البرونزية
مشكور ياقلبي ع الصور الرائعه

وربي لايحرمنا من جديدك

البرونزية

الله روعة الله يعطيك العافية الوفاء انسان مساجد روعة

البرونزية

ماشاء الله مساجد روعة

تسلمين يالغالية
البرونزية
دمتي بود

صور اجمل خلفيات مساجد اجمل المساجد خلفيات لسطح المكتب ولا اجمل 2024.

يعطيك العافيه

ماشاء الله رائع رائع
مشكوووووورة

تسلمي يا قلبي على الصور

ما هي اضرار و مخاطر البخور في المساجد 2024.

ما هي ط§ط¶ط±ط§ط± و ظ…ط®ط§ط·ط± ط§ظ„ط¨ط®ظˆط± في المساجد

صيام رمضان لا يشكل أي معضلة لغالبية مرضى الربو

البخور في المساجد.. كثرته قد تسبب ضيقًا في الشعب الهوائية

البرونزية
يجب أخذ الحيطة الكاملة من استخدام البخور (العود) خاصة المرضى

يسأل المرضى المراجعون في العيادة عن كيفية تناول علاجهم خلال شهر الصوم. فبحلول الشهر الكريم يتغير نظام حياة الصائم بسبب الصوم بالنهار وتغير مواعيد النوم والاستيقاظ،. لذلك سنحاول في هذا المقال توجيه المريض المصاب بأمراض صدرية إلى أفضل طريقة لتناول العلاج خلال شهر الصيام.
وأكثر الأمراض الصدرية شيوعًا هو الربو أو حساسية الصدر وحساسية الأنف والجيوب الأنفية. وعلاج هذه الأمراض في أساسه يتكون من البخاخات وفي بعض الأحيان بعض الأقراص. وبخاخات الربو تتكون في الأساس من نوعين، النوع الأول موسّعات الشعب أو ما يعرف أيضًا بالأدوية المسعفة ومنها بخاخ الفينتولين وتُؤخذ عند اللزوم أو عند إحساس المريض بضيق في التنفس، والنوع الثاني الأدوية الواقية وتُؤخذ عادة بانتظام مرتين أو مرة في اليوم حسب وصف الطبيب؛ لذلك نجد أن صيام رمضان لا يشكل أي معضلة لغالبية مرضى الربو حيث يمكنهم تناول البخاخ الواقي عند السحور وعند الإفطار. أما البخاخ المسعف فعلى المريض تناوله في أي وقت احتاج إليه حتى لو كان في نهار رمضان لأن تناوله ضروري في حال وجود الأعراض. وبالنسبة إلى المرضى الذين يتناولون حبوبًا كحبة السنجيولير أو الكلاريتين فإني أنصحهم بتناولها قبل وقت نومهم بالليل. وما سبق ينطبق على المرضى المصابين بحساسية الجيوب الأنفية.
عند بعض المرضى، يكون مرض الربو شديدا ويحتاج هؤلاء المرضى إلى البخاخ الواقي أكثر من مرتين في اليوم. لهذه الفئة من المرضى أنصحهم بعدم تغيير نظام تناول الدواء حتى يراجعوا أطباءهم. وأود التنبيه هنا إلى أن البخار الذي يتناوله بعض المرضى في البيت هو مادة الفيتولين الموسّعة للشعب وينطبق عليه ما ينطبق على بخاخ الفينتولين الموسّع للشعب. وعلى مريض الربو تجنب الإجهاد بقدر الإمكان خلال الصوم وخاصة أن شهر رمضان يصادف هذه الأيام أشد أشهر الصيف لأن الجهد قد يزيد من أعراض المرض، كما أن الجفاف قد يزيد من أعراض المرض؛ لذلك يجب الابتعاد عن الأماكن الحارة التي قد تؤدي إلى الجفاف.
ويتساءل بعض المرضى الذين يستخدمون الأكسجين في البيت عن إمكانية استخدامه خلال الصوم. فلهؤلاء المرضى نقول إن عليهم أن يستمروا في استخدام الأكسجين كما وصف لهم لأن الاكسجين مهم جدا للحفاظ على وظائف الرئتين والقلب ويجب استخدامه لساعات طويلة ومتواصلة، وأن يحرصوا على وضع مرطّب المياه مع الأكسجين لتجنب الجفاف، أما قدرتهم على الصيام من عدمها فهذا الأمر عليهم نقاشه مع أطبائهم. ويجدر التنبيه هنا إلى أن بعض المرضى يتنقلون خارج المنزل وهم يستخدمون الأكسجين المسال المعبأ في قوارير أو الأسطوانات. في حال أراد هؤلاء المرضى الصلاة في المسجد خلال الشهر الكريم وبالذات صلاة التراويح فإني أود تنبيههم لأخذ الحيطة الكاملة من استخدام البخور (العود) وهو يستخدمون الأكسجين لأن الأكسجين مادة سريعة الاشتعال وقد يتسبب ذلك في حريق، لا قدر الله. وفي ضمن السياق نفسه أود أن أذكر مرضى الربو باستخدام البخاخ الموسّع للشعب قبل الذهاب إلى المسجد إذا كان المسجد يُبخَر؛ لأن البخور يسبب ضيقًا في الشعب الهوائية لدى بعض مرضى الربو. كما أنصح القائمين على ط§ظ„ظ…ط³ط§ط¬ط¯ في الشهر الفضيل بعدم تبخير المسجد لأن ذلك يضايق بعض المصلين المصابين بأمراض صدرية وقد يحرمهم من أجر صلاة الجماعة والتهجد في شهر الخير، وأن يحرصوا على أن تكون تهوية المسجد جيدة للحد من انتقال الأمراض الفيروسية.
أما بالنسبة للمرضى المصابين بتوقف التنفس اثناء النوم والذي يستخدمون جهاز التنفس المساعد، فعليهم الاستمرار في استخدام أجهزة التنفس خلال النوم والحرص على استخدام مرطب الماء مع الجهاز خلال النوم بالنهار لأن استخدام الجهاز بدون المرطب ينتج عنه جفاف مجرى التنفس العلوي وزيادة مقاومة مجرى التنفس لدخول الهواء.
والشهر الكريم فرصة ذهبية لكل المدخنين للإقلاع عن عادة التدخين، فمن فوّت فرصة شهر رمضان فإن فرص ترك التدخين في الأشهر التالية ستكون دون شك أقل.

البرونزية
مرض الربو الشديد يحتاجون إلى البخاخ الواقي

المصدر جريدة الرياض

عُمّار المساجد 2024.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء، وسيد المرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:

في الحديث:

عن أبي هريرة عن النبي قال: { سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله – فذكر منهم – رجل قلبه معلق بالمساجد }.

لما آثر طاعة الله تعالى، وغلب عليه حبه، صار قلبه معلقاً بالمساجد، ملتفتاً إليها يحبها ويألفها، لأنه يجد فيها حلاوة القربة، ولذة العبادة، وأنس الطاعة، ينشرح فيها صدره، وتطيب نفسه، وتقرّ عينه. فهو لا يحب الخروج منها، وإذا خرج تعلق قلبه بها حتى يعود إليها.

وهذا إنما يحصل لمن ملك نفسه وقادها إلى طاعة الله جل وعلا فانقادت له.

فلا يقصر نفسه على محبة بقاع العبادة إلا من خالف هواه، وقدم عليه محبة مولاه، جل في علاه.

أما من غلبته نفسه الأمّارة بالسوء فقلبه معلق بالجلوس في الطرقات، والمشي في الأسواق، محب لمواضع اللهو واللعب، وأماكن التجارة واكتساب الأموال.

فضل المساجد:
إن ط§ظ„ظ…ط³ط§ط¬ط¯ بيوت الله جل وعلا، وهي خير بقاع الأرض، وأحب البلاد إلى الله تعالى، أضافها إلى نفسه تشريفاً لها، تعلقت بها قلوب المحبين لله عز وجل، لنسبتها إلى محبوبهم، وانقطعت إلى ملازمتها لاظهار ذكره فيها، فأين يذهب المحبون عن بيوت مولاهم؟! قلوب المحبين ببيوت محبوبهم متعلقة، وأقدام العابدين إلى بيون معبودهم مترددة، تلك: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [النور:36-38].

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي قال: { وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحملتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده }.

فضل التبكير إلى الصلاة:
كم في المبادرة والتبكير إلى صلاة الجماعة في المسجد من الأجر العظيم فمن ذلك:

1 – أن الجالس قبل الصلاة في المسجد انتظاراً لتلك الصلاة هو في صلاة – أي له ثوابها – مادامت الصلاة تحبسه. ففي الصحيحين عن أنس عن النبي : أنه لما أخر صلاة العشاء الآخرة ثم خرج فصلّى بهم، قال لهم: { إنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة }. وفي الصحيحين أيضاً من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { ولا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة }.

2 – أن الملائكة تدعوا له ما دام في انتظار الصلاة، ففي الحديث: { ومن ينتظر الصلاة صلّت عليه الملائكة وصلاتهم عليه اللهم اغفر له وارحمة }. وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله قال: { الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه مالم يحدث اللهم اغفر له، اللهم ارحمه }.

قوله { مصلاه }: المراد به موضع الصلاة التي صلاها في المسجد دون البيت كما يدل عليه آخر الحديث.

أما المرأة فقال أهل العلم: ( لو صلت في مسجد بيتها، وجلست فيه تنتظر الصلاة فهي داخلة في هذا المعنى إذا كان يحبسها عن قيامها لأشغالها انتظار الصلاة ).

3 – أن المبكر يتمكن من أداء السنة الراتبة – في صلاتي الفجر والظهر – ويصلي نافلة في غيرهما ففي الصحيحين عن عبدالله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله : { بين كل أذانين صلاة قالها ثلاثاً قال في الثالثة لمن شاء }.

4 – أن المبكر للصلاة يمكنه استغلال ذلك الوقت لقراءة القرآن فقد لا يتيسر له ذلك في أوقات آخر.

5 – أن هذا الوقت من مواطن إجابة ففي الحديث عن أنس قال: قال رسول الله : { إن الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة فادعوا }.

6 – أنه يدرك الصف الأول، ويصلي قريباً من الإمام، عن يمينه، في الحديث: { إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول }.

7 – أنه يدرك التكبيرة الأولى مع الإمام، والتأمين معه، ويحصل له فضل صلاة الجماعة.

فضل البقاء في المسجد انتظاراً للصلاة الأخرى:
في جلوس المرء في المسجد بعد الصلاة انتظاراً لصلاة أخرى فضل عظيم وأجر كبير، فمن ذلك:

1 – أنه في صلاة لما سبق في الحديث: { لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة }.

2 – وهو من نوع الرباط في سبيل الله للحديث: { وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط } [أخرجه مسلم]، قال ابن رجب: ( وهذا أفضل من الجلوس قبل الصلاة لانتظارها، فإن الجالس لانتظار الصلاة لؤديها ثم يذهب تقصر مدة انتظاره، بخلاف من صلى صلاة ثم جلس ينتظر أخرى فإن مدته تطول، فإن كان كلما صلّى صلاة جلس ينتظر ما بعدها استغرق عمره بالطاعة، وكان ذلك بمنزلة الرباط في سبيل الله عز وجل ).

3 – أنه تصلي عليه الملائكة، عن أبي هريرة قال: { مُنتظر الصلاة من بعد الصلاة كفارس اشتد به فرسه في سبيل الله على كشحة تصلي عليه ملائكة الله مالم يحدث أو يقوم وهو في الرباط الأكبر }.

4 – أنه سبب لتكفير السيئات ورفع الدرجات ففي الحديث: { ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ } فذكر منها: { وانتظار الصلاة بعد الصلاة } [أخرجه مسلم]. وفي الحديث: { الكفارات: مشي الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء في المكروهات }.

قال ابن رجب: يدخل في قوله: { والجلوس في المساجد بعد الصلوات } الجلوس للذكر والقراءة وسماع العلم وتعليمه ونحو ذلك، لا سيما بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، فإن النصوص قد وردت بفضل ذلك، وهو شبيه بمن جلس ينتظر صلاة أخرى لأنه قد قضى ما جاء المسجد لأجله من الصلاة وجلس ينتظر طاعة أخرى. أ. هـ.

عن علي قال: سمعت رسول الله يقول: { من صلّى الفجر ثم جلس في مصلاه صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه }.

قال ابن رجب: ( وإنما كان ملازمة المسجد مكفراً للذنوب لأنه فيه مجاهدة النفس، وكفاً لها عن أهوائها فإنها تميل إلى الانتشار في الأرض لابتغاء الكسب، أو لمجالسة الناس ومحادثتهم، أو للتنزه في الدور الأنيقة والمساكن الحسنة ومواطن النزه ونحو ذلك، فمن حبس نفسه في المساجد على الطاعة فهو مرابط لها في سبيل الله، مخالف لهواها وذلك من أفضل أنواع الصبر والجهاد ).

وهذا الجنس – أعني ما يؤلم النفس ويخالف هواها – فيه كفارة للذنوب وإن كان لا صنع فيه للعبد كالمرض ونحوه فكيف بما كان حاصلاً عن فعل العبد واختياره إذا قصد به التقرب إلى الله عز وجل؟! فإن هذا من نوع الجهاد في سبيل الله الذي يقتضي تكفير الذنوب كلها. أ. هـ.

السلف وعمارة المساجد:
1 – قال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاة.

2 – كان زياد مولى ابن عباس – أحد العباد الصالحين – يلازم مسجد المدينة فسمعوه يوماً يعاتب نفسه ويقول لها: أين تريدين أن تذهبي! إلى أحسن من هذا المسجد!! تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان.

3 – قال سعيد بن المسيب: ( ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد ).

4 – قال ربيعة بن يزيد: ( ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً ).

5 – قال يحيى بن معين: ( لم يفت الزوال في المسجد يحيى بن سعيد أربعين سنة ).

الجوار المبارك:
في الحديث: { إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ فتقول الملائكة: ربنا! ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمّار المساجد }.

اللهم اجعلنا من عمار المساجد المحافظين على الصلاة فيها، وارزقنا اللهم الإخلاص في القول والعمل، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل المرسلين وآله وصحبه أجمعين.

جزٍآكيٍ الله كل آلخيرٍ يآلغآلية

مطوية و بحث عن طيب المساجد وزينة الصلاة 2024.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن ط§ظ„ظ…ط³ط§ط¬ط¯ أماكن يشع فيها نور النبوة، ويلتئم فيها صف الأمة، منزهة عن كل لغو ودنس، ومحفوظة من كل ضرر، ملكها بين المسلمين مشاع، وحقها عليهم المحبة والإكرام، وعمارتها بصالح الأعمال: البرونزية إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ البرونزية [التوبة:18]، والمساجد من أحب البلاد إلى الله، وأشرفها منزلة، من أحبَّها لأجل الله كان حبه لها دين وعبادة، وربح وزيادة، ومن تعلق قلبه بها أظله الله تحت عرشه يوم القيامة. صيانتها عند الأدناس قربة، وتنظيفها طاعة، وتطييبها عبادة. أرأيت حال الرسول البرونزية عندما رأى نخامة في جدار المسجد تغير وجهه، منكراً ذلك الفعل وآمراً بإزالته. و من عظيم فضل العناية بالمسجد أن جارية دخلت الجنة بسبب كنسها له.

أخي المسلم:

الآن عرفت منزلة المسجد ومكانته في الإسلام، بشيء من الإيجاز والاختصار، غير أن واقع كثير من المساجد الآن تشكو حالها، وتبكي مآلها، لقلة وعي أكثر أهلها بأحكامها وآدابها. فهذا يرتادها بلباس نومه، وذاك بثوب حرفته، وآخر ببنطال كرته، ورابع بكريه رائحته، وخامس بسوء فعله، كل هذا يدل على عدم الإحترام والتقدير للمسجد وللمصلين ففي الحديث { من أكل الثوم والبصل فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم } [رواه البخاري ومسلم]، فأربأ بنفسك عن أذية إخوانك المصلين وملائكة الله المقربين.
أخي المصلي: اعلم أن حسن المظهر وجميل الملبس، وطيب الرائحة مطالب إسلامية رغب الشارع فيها عند أداء ط§ظ„طµظ„ط§ط© وعند حضور الجمع والجماعات البرونزية يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ البرونزية [الأعراف:31]. أيضاً أفرأيت لِما شُرع السواك عند الصلاة لأنه مطهرة للفم ومرضاة للرب. إذاً يجدر بالمؤمن أن يصرف شيئاً من زينته لله سبحانه وتعالى وذلك عند الوقوف بين يديه فيأتي إلى عبادة ربه على أحسن حال.
وقدوتنا في ذلك نبينا محمد بن عبد الله البرونزية حيث كان يلبس أحسن لباس ويتعطر بأزكى رائحة بل كان عبق طيبة يفوح في طريقه، وقد أخذ بهذا المبدء خير القرون من بعده فنهجوا نهجه، وسلكوا هديه، فعظموا الدين فأعلى الله شأنهم وأبقى ذكرهم فلنا مع أولئك الرجال الأفذاذ وقفات لمعرفة واقع المساجد في نفوسهم ومكانة الصلاة في قلوبهم لنقيس حالنا بحالهم، فنلتزم نهجهم ونحذر مخالفتهم. فقد قيل:

نعيب زماننا والعيبُ فينا *** وما لزماننا عيبٌ سوانا
فأهدي هذه الوقفات لأهل القلوب الحية، والنفوس الزكية، والأذان الصاغية للإحتذاء والإقتداء والإهتداء. والله المستعان وعليه التكلان.

الوقفة الأولى: منزلة الطيب عند رسول الله البرونزية:

الطيب من كل شيء هو مختار الله سبحانه وتعالى لهذا فطر الناس عليه، وجمع أطيب الأشياء لنبيه البرونزية، فله من الأخلاق والأعمال أطيبها وأزكاها، ومن المطاعم أطيبها وأزكاها، ومن الروائح أطيبها وأزكاها. لذا كان من أخلاقه التطيب، يحبه ويكثر منه بل هو إحدى محبوباته الدنيوية ففي الحديث { حُبب إلي من الدنيا، النساء والطيب، وجُعلت قُرة عيني في الصلاة } [رواه أحمد وصححه الألباني].
ومن خصائصه البرونزية طيب الرائحة فجسمه يفوح طيباً فعن أنس بن مالك البرونزية قال: { ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح الرسول البرونزية } [رواه مسلم]. بل إذا وضع يده البرونزية على رأس الصبي عرف أهله أنه البرونزية قد مس ابنهم لطيب رائحة الصبي، ومع هذه الرائحة العطرة، فقد كان الرسول البرونزية يكثر ويبالغ في استعمال الطيب حتى أنك لتجد لمعان المسك في مفرق رأسه، ولربما استمر الطيب في رأسه أياماً لكثرته.
وكان يُعرف بطيب رائحته إذا أقبل أو أدبر، فمن كانت هذه صفته فهو أبعد الناس عن الرائحة الكريهة، بل إنه ترك كثيراً من المباحات كالثوم والبصل والكراث ونحوها لرائحتها الكريهة فهو طيب لا يقبل إلا الطيب.
فهذه صورة مشرقة، وأدب رفيع، وحقيقة ثابتة نسوقها إلى كل مسلم ليرتفع في سلوكه وأدبه إلى مصاف النفوس السليمة، مجانباً كل خلق قد يؤدي إلى أذية المسلمين عامة والمصلين خاصة.

الوقفة الثانية: طيب المساجد:

أخي المصلي: اعلم أنه كلما شرف المكان وطاب كلما كان أولى أن يُشرف ويحترم، ولما كان الطيب والبخور من علامات الإكرام والتشريف كان حريّا أن نجدها في أماكن العبادة فهي أولى بالشذا، وأحرى بالندى، وكيف لا، والمسلم مأمور بأن يأخذ زينته عند كل مسجد البرونزية يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ البرونزية [الأعراف:31].
فالمساجد أماكن عامة، تؤدى فيها أعظم عبادة، فهي بحاجة إلى كل عناية ورعاية، لتؤدي النفس عبادتها وهي مقبلة بخشوع وطمأنينة.
أرأيت آكل الثوم والبصل لما آذى المصلين برائحته أمره الشارع بالخروج من المسجد تعزيراً له. إذاً; طلب الرائحة الطيبة للمسجد مطلب رفيع. وغاية مقصودة في دين الإسلام. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: { أمر رسول البرونزية ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب } [رواه الخمسة إلا النسائي ورجاله ثقات]. والدور: هي الأحياء. وعند ابن ماجة { واتخذوا على أبوابها المطاهر وجمّروها في الجُمع } المطاهر: محال الوضوء. والتجمير: هو التبخر لها.
و تطييب المساجد عام لكل أحد من إمام ومؤذن وغيرهما، وإن أُوكل الأمر لأحد كان أفضل وأكمل. والتطيب يكون بعود البخور أو الندى وغيرهما مما هو مستحسن عُرفاً، وسواء كان مما يتبخر به أو يرش رشاً أو غيرهما فالمقصود هو جلب الرائحة الزكية. وهذه الخصلة غابت عن الكثير من المصلين، وبعض الأئمة والمؤذنين. مع أنها قربة وعبادة وطاعة وامتثال. ويتأكد تطييب المساجد يوم الجمعة لما سبق، ولأن عمر البرونزية كان يطيب مسجد الرسول البرونزية كل جمعة قبل الصلاة. كما أن عبد الله بن الزبير البرونزية كان يبخر الكعبة في كل يوم ويضاعف الطيب يوم الجمعة. وسار على هذه السنة السلف والخلف حتى أن معاوية البرونزية أجرى وظيفة الطيب للكعبة عند كل صلاة، وقالت عائشة رضي الله عنها: ( لأن أُطيّب الكعبة أحب إليّ من أن أُهدي لها ذهباً وفضة ). هكذا كانت المساجد الإسلامية محل عناية ورعاية وتطهير وتطييب. حتى اختلت الموازين وتقلبت المفاهيم فنتج عنه قلة الوعي بأحكام المساجد عند كثير من المصلين.

الوقفة الثالثة: الواجب على إمام المسجد ومؤذّنه:

إلى كل إمام ومؤذنه وقيّمه، لقد عرفتم عظم شأن المسجد ومكانته في الإسلام فأنتم رعاة بيوت الله. حقها عليكم العناية والرعاية بصيانتها وحمايتها من كل ما يشينها ويدنسها ويفرق جماعتها. فمن كان على هذه الحال فهو خير وأفضل. ولا تحقروا من المعروف شيئاً وإياكم والتخذيل عن القيام بمثل هذا العمل. فشتان بين إمام لم يأبه بمسجده، وبين أمام همه مسجده تطييباً وتأليفاً ورعاية.
وليعلم الجميع أن جلب الرائحة الزكية للمسجد تزيل كثيراً مما قد يعتريه من روائح، وتجلب السرور للمصلين، لأن من فوائد الطيب أنه يفرح القلب، ويغذي الروح. وكم هو جميل ما صنعه أهل ذلكم المسجد باتفاقهم على مقدار معين من المال في كل شهر ينفق منه على المسجد صيانة ونظافة وتطييباً. فأخلف الله عليهم وبارك لهم.

الوقفة الرابعة: حكم وضع مباخر العود في قبلة الصلاة:

قد يعتري بعض المصلين الحرج عند وضع مباخر العود في قبلة المصلين بحجة وضع الجمر فيها وذلك أثناء تطييب المسجد. وقد أجاب على هذا الإشكال شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله فقال: ( لا حرج في ذلك ولا يدخل هذا فيما ذكره بعض الفقهاء، في كراهة استقبال النار فإن الذين قالوا بكراهية استقبال النار علّلوا هذا بأنه يشبه المجوس في عبادتهم للنيران، فالمجوس لا يعبدون النار على هذا الوجه، وعلى هذا فلا حرج من وضع حامل البخور أمام المصلين، ولا من وضع الدفايات الكهربائية أمام المصلين أيضاً، لا سيما إذا كانت أمام المأمومين وحدهم دون الإمام ).

الوقفة الخامسة: صور من تطيب السلف للصلاة وعند ارتياد المساجد:

إن سلفنا الصالح قد استنار بسيرة المصطفى البرونزية فسار على دربه، واهتدى بهديه. فمن ذلك خصلة ــ الطيب والتطيب ــ حتى أن بعضهم صار يعرف بالرائحة الزكية في ذهابه وإيابه لتزينه بأطيب الطيب. حينما يقصد الصلاة والمسجد.
نتناول شيئاً من حالهم في هذا الأدب الرفيع لمن أراد أن يرتقي إلى مصافهم، ولإيقاظ الهمم ودفع العزائم نحو ذلك فمن حالهم:
1- ما كان من سلمة البرونزية أنه إذا توضأ أخذ المسك فمسح به وجهه ويديه.
2- وكان عبد الله بن مسعود البرونزية يعرف بريح الطيب، وكان يعجبه إذا قام إلى الصلاة ( الريح الطيبة، والثياب النقية ).
3- أما عبد الله بن عباس البرونزية فقد كان إذا خرج إلى المسجد عرف أهل الطريق أنه مر من طيب ريحه.
4- كان عبد الله بن عمر رضي االله عنه ( يتطيب للجمعة والعيدين، وكان يأمر بثيابه أن تجمر كل جمعة ).
5- وعُرف عثمان بن عروة بن الزبير بكثرة وضع الغالية، كما وكان حين يقوم من مصلاه يأتي الناس إلى مكانه ويسْلُتون الغالية من على الحصباء مما أصابها من لحيته.
6- قال عثمان بن عبيد الله: ( رأيت ابن عمر وأبا هريرة وأبا قتادة وأبا أسيد الساعدي يمرون علينا ونحن في الكُتّاب فنجد منهم ريح العبير وهو الخلوق ) [مصنف بن أبي شيبة (2/305)والآداب الكبرى (3/529) وموطأ مالك]. هكذا كانت مكانة الصلاة والمساجد عند سلفنا الأفذاذ لمعرفتهم حق المعرفة عظم تلك العبادة ولمعرفتهم أيضاً بين يدي من سيقفون فرحمهم الله رحمة واسعة.

الوقفة السادسة: الصلاة ظˆط²ظٹظ†ط© اللباس:

لما كانت الصلاة عبادة ربانية، وصلة بين العبد وربه، يلتقي فيها العبد مع معبوده، والحبيب مع محبوبه، ولما كان من تعظيم الله سبحانه وتعالى تعظيم الصلاة، تأكد التزين لها بالملبس والتطيب وغيرهما قال تعالى: البرونزية يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ البرونزية [الأعراف:31].
وعلى هذا الطريق سار صالح الأمة صغارهم وكبارهم فلا ترى في سيرهم إلا كل حسن وجميل، وقد استمر هذا الأمر حتى خفت بعض العقول، وتأثرت بعض النفوس بقبيح المنقول مما قد يشاهد ويسمع، فغلب الجهل وقلّ الفهم، ونسي البعض حقيقة الأمر فتجد من الصغار من تأثر بالكبار فجاء إلى المسجد على أسوء حال في هيئته ورائحته. متأثراً بمن حوله كأبيه وأخيه في عدم الإهتمام بشأن الصلاة والمصلين.
فإلى هؤلاء الفئة نسوق جانباً من آداب صالح الأمة وفق هدي المصطفى البرونزية معتبرين بحالهم حتى يعلو شأن المسجد في النفوس، ويعظم أمر الصلاة في القلوب، وترتقي جماعة المصلين إلى معالي الأمور فمن ذلك:
1- أن التجمل من محبوبات الله سبحانه وتعالى فعن جابر بن عبد الله البرونزية قال: قال رسول البرونزية: { إن الله جميل يحب الجمال } [رواه مسلم] وآكد الجمال ما كان عند مناجاة الله سبحانه وتعالى.
2- التبذل ورثاثة الملبس ليست من الإسلام فقد رأى الرسول البرونزية رجلاً عليه ثياب وسخة فقال: { أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه؟ } [رواه أبو داوود وصححه الألباني]. لأن وسخ الثوب وكريه الرائحة ينفر الناس عنه. فمن كان على هذه الحال فقد آذى المصلين ونفرهم عنه. فهل يعي أصحاب المهن، وأهل الثياب الرثة هذا الأدب الرفيع؟
3- اختيار أحسن الثياب لصلاة الجمعة والعيدين ففي الحديث { من اغتسل يوم الجمعة، ومس من طيب إن كان له، ولبس من أحسن ثيابه ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد ثم يركع ما بدا له، ولم يؤذ أحداً، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كانت كفارة لما بينهما } [رواه أحمد وصححه الألباني] ولقصة عمر البرونزية عندما عرض على الرسول البرونزية حُلّة من حرير ليتجمل بها للجمعة ويستقبل بها الوفود. هكذا يحرص الإسلام على انتشال المرء من كل ما يشينه، فيضفي عليه ما يزينه ويحببه إلى الآخرين زارعاً المحبة والألفة بين أبناء المجتمع الإسلامي.
4- كان عبد الله بن عمر البرونزية من أطيب الناس ريحاً، وأنقاهم ثوباً أبيض. هذه حال ابن عمر وكثير من الصحابة في مساجدهم وعند صلاتهم.
5- وكان تميم الداري البرونزية قد اشترى حُلة بألف درهم ليصلي بها. ممتثلاً قوله تعالى: البرونزية خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ البرونزية [الأعراف:31].
6- قال أبو العالية رضي الله عنه: ( كان المسلمون إذا تزاوروا تجملوا ) إذا كانت هذه حالهم عند التزاور فيما بينهم، فهم عند الصلاة أجمل وأبلغ لعظم حق الله.
7- قال الشافعي رحمه الله: ( أُحب ــ الغسل والطيب والنظافة ــ للجمعة والعيدين وكل مجتمع تجتمع فيه الناس ) فهل هناك أعظم من الإجتماع للصلاة؟ حيث إجابة نداء الحق. ويروى أن الإمام أحمد رحمه الله من أنقى الناس ثوباً وأشدهم تعاهداً لنفسه وثوبه.
8- سئل إبراهيم النخعي رحمه الله ما ألبس من الثياب، فقال: ( مالا يشهرك عند الناس، ولا يحقرك عند السفهاء ) إن من دخل المسجد بلباس نومه، أو بلباس صنعته هل ترى سيلقى الإحترام والتوقير بل أنه عرض نفسه للنبز والإغتياب فرحم الله إمرءاً كف نفسه عن الإغتياب.
9- أخيراً سوف أسوق لك حال الإمام مالك عند جلوسه لدرس الحديث وهي حال كثير من العلماء، ( كان رحمه الله يتهيأ ويلبس ثيابه وتاجه، وعمامته ثم يُطرق برأسه فلا يتنخم ولا يبزق ولا يعبث بشيء من لحيته حتى يفرغ من القراءة إعظاماً لحديث رسول الله البرونزية ).
الله أكبر هذه حاله مع حديث الرسول البرونزية فكيف عند قرائته للقرآن؟ وكيف عند وقوفه بين يدي الرجمن في الصلاة والقيام؟
أخي المسلم: بعد هذا كله أظنك عرفت شأن المسجد وأهمية الصلاة عند أولئك الأفذاذ، فهل لنا أن نقتفي أثرهم ونترسم خطاهم لغرس شأن المساجد والصلاة في نفوس أبنائنا؟ أم نترك الحبل على الغارب لأبنائنا فتقلبهم المؤثرات وتعصف بهم التيارات المختلفة؟ مما يجعلهم في عزلة عن مبادئهم وأخلاقهم وآدابهم فيكونوا عبء على أمتهم ومجتمعهم!!!

الوقفة الأخيرة: مع أهل النفوس السليمة والعقول المستقيمة:

إن إحياء أهمية الصلاة، ومكانة المسجد لدى الناس مسئولية الجميع لا يمكن أن تغرس في النفوس إلا بتظافر جهود المخلصين من مربين ومعلمين، ودعاة ومحتسبين، ويأتي هذا عبر الكلمة الصادقة، والتوجيه السديد، والقصة المؤثرة.أما الحوافز المادية مع الصغار فذات أثر عجيب.

ينشـــأ ناشـــئ الفتيــان منـــا *** على مــا كــان عــوده أبــوه

النفس كالطفل إن تتركه شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
أخيراً: أقول كن خير هاد وداعية واعلم أن من دل على خير كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، فصلاح الأمة يكون بجهود رجالها العاملين المخلصين.
والله أسأل أن يهدينا إلى أحسن الأخلاق والأعمال، وأن يجنبنا سيئها إنه أهل الجود والإكرام.
وصلى الله وسلم على نبينا وآله وصحبه أجمعين.

البرونزية

جزاكِ الله خيراً

جزك الله الف خير

جزاكِ الله خيــر يالغلا..

جعله الله في موازين حسناتك..

البرونزية

تحميل كتاب فصول ومسائل تتعلق بالمساجد 2024.

  • فصول ظˆظ…ط³ط§ط¦ظ„ طھطھط¹ظ„ظ‚ بالمساجد
    • الكتاب : ظپطµظˆظ„ ومسائل تتعلق بالمساجد
      المؤلف : عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
      الطبعة : الأولى
      الناشر : وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد – المملكة العربية السعودية
      تاريخ النشر : 1419هـ
      عدد الصفحات : 78
      عدد الأجزاء : 1
      مصدر الكتاب : موقع الإسلام
      موقع الإسلام
      [ ضمن مجموعة كتب من موقع الإسلام ، ترقيمها غير مطابق للمطبوع ، وغالبها مذيلة بالحواشي ]
  • التحميل

بارك الله فيك

مطوية و بحث عن حكم حضور النساء إلى المساجد 2024.

البرونزية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن ديننا كامل وشامل لمصالحنا في الدنيا والآخرة، جاء بالخير للمسلمين رجالاً ونساءً: البرونزية مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ البرونزية [النحل:97]؛ فهو قد اهتم بشأن المرأة، ووضعها موضع الإِكرام والاحترام، إن هي تمسكت بهديه، وتحلَّت بفضائله.
ومن ذلك أنه سمح لها بالحضور إلى ط§ظ„ظ…ط³ط§ط¬ط¯ للمشاركة في الخير من صلاة الجماعة، وحضور مجالس الذكر، مع الاحتشام، والتزام الاحتياطات التي تبعدها عن الفتنة، وتحفظ لها كرامتها.
فإذا استأَذنت إلى المسجد، كره منعها، قال النبي البرونزية: { لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن، وليخرجن تفلات } أي: غير متزينات ولا متطيبات [رواه أحمد وأبو داود]، وذلك لأن أداء الصلاة المكتوبة في جماعة فيها فضل كبير للرجال والنساء، وكذلك المشي إلى المسجد، وفي الصحيحين وغيرهما: { إذا استأذنت نساؤكم بالليل إلى المسجد، فأذنوا لهن }، ووجه كونها تستأذن الزوج في ذلك؛ لأن ملازمة البيت حق الزوج، وخروجها للمسجد في تلك الحال مباح؛ فلا تترك الواجب لأجل مباح، فإذا أذن الزوج؛ فقد أسقط حقه، وقوله البرونزية: { وبيوتهنَّ خير لهن }؛ أي: خير لهن من الصلاة في المسجد، وذلك لأمن الفتنة بملازمتهن البيوت.
وقوله البرونزية: { وليخرجن تفلات }؛ أي: غير متطيبات، وإنما أمرن بذلك؛ لئلا يفتن الرجال بطيبهن، ويصرفوا أنظارهم إليهن، فيحصل بذلك الافتتان بهن، ويلحق بالطيب ما كان بمعناه كحسن الملبس، وإظهار الحلي، فإن تطيبت أو لبست ثياب زينة؛ حرم عليها ذلك، ووجب منعها من الخروج، وفي صحيح مسلم وغيره: { أيما امرأة أصابت بخوراً؛ فلا تشهدن معنا العشاء الأخير }.
وكذلك إذا خرجت المرأة إلى المسجد؛ فلتبتعد عن مزاحمة الرجال.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ( يجب على ولي الأمر أن يمنع من اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق ومجامع الرجال، وهو مسؤول عن ذلك، والفتنة به عظيمة، كما قال النبي البرونزية: { ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء..} ) إلى أن قال: ( يجب عليه منعهن متزينات متجملات، ومنعهن من الثياب التي يكن بها كاسيات عاريات كالثياب الواسعة الرقاق، ومنعهن من حديث الرجال؛ أي: التحدث إليهم في الطرقات، ومنع الرجال من ذلك ) انتهى.
فإذا تمسكت المرأة بآداب الإسلام من لزوم الحياء، والتستر، وترك الزينة والطيب، والابتعاد عن مخالطة الرجال؛ أبيح لها الخروج إلى المسجد لحضور الصلاة والاستماع للتذكير، وبقاؤها في بيتها خير لها من الصلاة في المسجد؛ ابتعاداً عن الفتنة، وتغليباً لجانب السلامة، وحسماً لمادة الشر.
أما إذا لم تلتزم بآداب الإسلام، ولم تجتنب ما نهى عنه الرسول البرونزية من استعمالها الزينة، والطيب للخروج، فخروجها للمسجد حينئذ حرام، ويجب على وليها وذوي السلطة منعها منه.
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها: ( لو رأى [تعني: الرسول البرونزية] ما رأينا؛ لمنعهن من المسجد كما مُنعت بنو إسرائيل )؛ فخروج المرأة إلى المساجد مراعى فيه المصلحة واندفاع المفسدة، فإذا كان جانب المفسدة أعظم؛ مُنعت.
وإذا كان هذا الشأن في خروجها للمسجد؛ فخروجها لغير المسجد من باب أولى، أن تراعى في الحيطة والإبتعاد عن مواطن الفتنة.
وإذا كان هناك اليوم قوم ينادون بخروج المرأة لمزاولة الأعمال الوظيفية، كما هو شأنها في الغرب، ومن هم على شاكلة الغرب؛ فإن هؤلاء يدعون إلى الفتنة، ويقودون المرأة إلى شقائها وسلب كرامتها.. فالواجب إيقاف هؤلاء عند حدهم، وكف ألسنتهم وأقلامهم عن هذه الدعوة الجاهلية، وكفى ما وقعت فيه المرأة في بلاد الغرب، ومن حذا حذوها من ويلات، وتورطت فيه من واقع مؤلم، تئن له مجتمعاتهم، وليكن لنا فيهم عبرة؛ فالسعيد من وعظ بغيره.
وليس لهؤلاء من حجة يبررون بها دعوتهم؛ إلا قولهم: إن نصف المجتمع معطل عن العمل، وبهذا يريدون أن تشارك المرأة الرجل في عمله وتزاحمه فيه جنباً إلى جنب، ونسوا أو تناسوا أو تجاهلوا ما تقوم به المرأة من عمل جليل داخل بيتها، وما تؤديه للمجتمع من خدمة عظيمة، لا يقوم بها غيرها، تناسب خلقتها، وتتمشّى مع فطرتها؛ فهي الزوجة التي يسكن إليها زوجها، وهي الأَم والحامل والمرضع، وهي المربية لللأَولاد، وهي القائمة بعمل البيت، فلو أنها أُخرجت من البيت، وشاركت الرجال في أَعمالهم؛ من ذا سيقوم بهذه الأعمال؟! إنها ستتعطل، ويومها سيفقد المجتمع نصفه الثاني؛ فماذا يغنيه النصف الباقي؟! سيختل بنيانه، وتتداعى أركانه.
إننا نقول لهؤلاء الدعاة: ثوبوا إلى رشدكم، ولا تكونوا ممن بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار، كونوا دعاة بناء، ولا تكونوا دعاة هدم.
أيتها المرأة المسلمة: تمسكي بتعاليم دينك، ولا تغرنك دعايات المضللين الذين يريدون سلب كرامتك التي بوأك منزلتها دين الإسلام، وليس غير الإسلام البرونزية وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلاَمِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فيِ الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ البرونزية [آل عمران:85]، وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة.

[IMG]http://abeermahmoud07.******.com/873-Thanks-AbeerMahmoud.gif[/IMG]

جزاكِ الله خيراً

البرونزية

جزك الله الف خير