التقوى هي سفينة النجاة 2024.

التقوى
التقوى هي ط³ظپظٹظ†ط© ط§ظ„ظ†ط¬ط§ط© يوم القيامة

الحمدّ لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام وعلى آله وصحابته الكرام.

أما بعد، إخوتي أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم والسير على هدي حبيبه ورسوله محمد الصادق الأمين، يقول تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.

اخواتي، إنّ هذه الحياة الدنيا متاع الغرور، فهي بنعيمها وزخارفها وزينتها مآلها إلى الزوال.

إنها غرارة كذابة تضحك على أهلها من مال عنها وتركها سلم منها، إنها كالحية ليّن لمسها قاتل سمّها، أيامها سريعة الزوال وساعاتها تمضي كالخيال، آجالنا فيها محدودة وأنفاسنا فيها معدودة. يقول عليه الصلاة والسلام: "ما لي وللدنيا.

ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" وقال لابن عمر "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".

اخواتي إنّ العاقل الفطن الذكي هو الذي ينظر للدنيا بعين الفكر والاعتبار فيتزود من دنياه لآخرته ومن حياته لمعاده.

اخواتي ، إنّ الله تعالى خلقنا وأمرنا بعبادته وفرض علينا طاعته وحذّرنا من معصيته، ولم يخلقنا عبثا وسدى بل لنأتمر بأوامره ونسلك درب ط§ظ„طھظ‚ظˆظ‰ التي فيها فلاحنا ونجاتنا يوم القيامة يقول تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}.

أحباب رسول الله إنّ خير ما أوصيكم به لآخرتكم هو التزود بالتقوى، فهي سفينة النجاة يقول الله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} ويقول أيضا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} فما هي التقوى، اخواتي، إنها الخوف من الجليل واتباع التنزيل والاستعداد ليوم الرحيل، إن التقوى هي أداء الواجبات والفروض واجتناب المحرمات، فمن التزم بها كان من أحباب الله وأحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} ويقول عليه الصلاة والسلام: "إنّ أولى الناس بي يوم القيامة المتقون من كانوا وحيث كانوا".

أيها المسلمون إن تقوى الله تعالى هي سفينة النجاة يوم القيامة إنها التزام طاعة الله وطاعة رسوله، إنها سلوك طريق نبينا المصطفى ووضع الدنيا على القفا، إنها علم وعمل، والتزام بأداء ما فرض الله واجتناب ما حرّم الله سبحانه وتعالى فهذا هو طريق الفلاح والنجاح، لذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحث هذه:
إنّ تقوى ربنّا خير نفل (أي خير ما يؤتاه الإنسان في هذه الدنيا) وبإذن الله ريثي وعجل

أحمد الله فلا ندّ له بيديه الخير ما شاء فعل

اخواتي، لا تنغروا بالأموال والأزواج والأولاد ولا تنشغلوا بها عن أداء الفروض والواجبات فكم من أناس يعصون خالقهم ورازقهم بسبب أولادهم، وكم من نساء وآباء وأمهات يتركون الصلوات في أوقاتها من أجل أولادهم وأموالهم وشهواتهم. يقول الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}.

أيها المسلمون التزموا واسلكوا درب التقوى وأدّوا الواجبات واجتنبوا المحرمات وتعلموا ما فرض الله عليكم من أمور دينكم ممّا لا بدّ فيه من علم الدين وضرورياته لأنّ نبينا المصطفى يقول: "طلب العلم فريضة على كلّ مسلم" وإنّ أهم ما يجب عليكم أيها المسلمون أن تتعلموه معرفة الله ورسوله لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أفضل الأعمال إيمان بالله ورسوله" ولأنّ الله تعالى يقول: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}.

اخواتي إن العبادة لا تصحّ إلا بعد معرفة المعبود، واعتقاد العقيدة الصحيحة بالإيمان بالله ورسوله، لذلك يقول الإمام الطحاوي "ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر".

فيجب على المسلم أن يعتقد أنّ الخالق لا يشبه مخلوقاته وأنّه ليس من قبيل العالم الكثيف كالسموات والأرض والإنسان وليس من قبيل العالم اللطيف كالهواء والروح والضوء، يقول أحد العلماء العارفين بالله "إنّ الذي علينا وعلى كلّ مسلم أن يعلمه أنّ ربنا ليس بذي صورة وهيئة لأنّ الصورة تقتضي الكيفية وهي عن الله وصفاته منفية"

أيها المسلمون، إنّ التقوى علم وعمل، فمن تعلّم وعمل بما تعلّم كان من الناجين الفائزين يوم القيامة. يقول الله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}.

أحباب رسول الله، إن الله سبحانه وتعالى يكرم عباده المتقين عند الحشر وفي مواقف القيامة، فهم لا يخافون عندما يخاف الناس ولا يحزنون عندما يحزن الناس فهم يحشرون وهم لابسون راكبون طاعمون يأتيهم رزقهم من خالقهم ومالكهم، يقول الله عزّ وجل: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} ويقول تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}.


أحباب رسول الله، إنّ الذين سلكوا طريق التقوى فأدوا الواجبات واجتنبوا المحرمات يدخلهم الله يوم القيامة جنّات النعيم وهم مكرمون مطمئنون يقول تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}.

جعلنا الله وإياكم من الذين يسلكون طريق التقوى والطاعة حتى نكون من الفائزين يوم القيامة، اللهم إنّا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

منقول

جعلنا الله وإياكم من الذين يسلكون طريق التقوى والطاعة
حتى نكون من الفائزين يوم القيامة،
اللهم إنّا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
الـلهـم امــــــيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــن
جزاك الله خير

جعلنا الله وإياكم من الذين يسلكون طريق التقوى والطاعة حتى نكون من الفائزين يوم القيامة، اللهم إنّا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك

شكرا لمروركم العطر

مشكورة

نورتي

جزاااااااك الله خير

[IMG]http://********.com/upfiles/41k73036.gif[/IMG]

جزاك الله خير
اللهم اسكن جناتك
اللهم آمين

جزاك الله خير

مطوية و بحث عن عذاب القبر أسبابه وكيفية النجاة منه 2024.

البرونزية
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على من أكمل الله به الدين وأتم به النعمة، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. أما بعد:

أسباب ط¹ط°ط§ط¨ القبر

أورد ابن القيم رحمه الله سؤالاً حول عذاب ط§ظ„ظ‚ط¨ط± وأجاب عليه، في كتابه "الروح".
قال ـ رحمه الله تعالى ـ يقول السائل: ما الأسباب التي يعذب بها أصحاب القبور؟ وجواب ذلك من وجهين: مجمل، ومفصل:
أما المجمل: فإنهم يعذبون على جهلهم بالله، وإضاعتهم لأمره، وارتكابهم معاصيه، فلا يعذب الله روحاً عرفته وأحبته وامتثلت أمره واجتنبت نهيه، ولا بدناً كانت فيه أبداً، فإن عذاب القبر وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده، فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار ثم لم يتب ومات على ذلك، كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه، فمستقل ومستكثر، ومصدق ومكذب.
وأما الجواب المفصل: فقد أخبر النبي البرونزية عن الرجلين اللذين رآهما يعذبان في قبورهما، يمشي أحدهما بالنميمة بين الناس، ويترك الآخر الاستبراء من البول، فهذا ترك الطهارة الواجبة وذلك ارتكب السبب الموقع للعداوة بين الناس بلسانه وإن كان صادقاً، وفي هذا تنبيه على أن الموقع بينهم العداوة بالكذب والزور والبهتان أعظم عذاباً، كما أن في ترك الصلاة التي الاستبراء من البول بعض واجباتها وشروطها فهو أشد عذاباً. وأخبر عليه الصلاة والسلام – كما في رواية – أن أحد هذين اللذين يعذبان كان يأكل لحوم الناس، فهو مغتاب، وذلك نمام.
وجاء عنه البرونزية { أن رجلاً ضرب في قبره سوطاً فامتلأ القبر عليه ناراً؛ لكونه صلى صلاة واحدة بغير طهور، ومر على مظلوم فلم ينصره } [الحديث رواه الطحاوي في بسند حسن].
وأخبر البرونزية كما في حديث سمرة بن جندب الذي رواه البخاري عن تعذيب من يكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وعن تعذيب من يقرأ القرآن ثم ينام عنه بالليل ولا يعمل به في النهار، وعن تعذيب الزناة والزواني، وعن تعذيب آكل الربا، أخبر عنهم كما شاهدهم في البرزخ.
وفي حديث آخر أخبر البرونزية عن رضخ رؤوس أقوام بالصخر لتثاقل رؤوسهم عن الصلاة، وعن الذين يسرحون بين الضريع والزقوم لتركهم زكاة أموالهم، وعن الذين يأكلون اللحم المنتن الخبيث لزناهم، والذين تقرض شفاههم بمقارض من حديد لقيامهم في الفتن بالكلام والخطب.
وجاء في حديث رواه أبو سعيد عنه البرونزية ذكر أرباب بعض الجرائم وعقوباتهم: فمنهم من بطونهم أمثال البيوت وهم على سابلة آل فرعون، وهم أكلة الربا، ومنهم من تفتح أفواههم فيلقمون الجمر حتى يخرج من أسافلهم، وهم أكلة أموال اليتامى، ومنهم من تقطع جنوبهم ويطعمون لحومهم، وهم المغتابون، ومنهم من لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم، وهم الذين يمزقون أعراض الناس.
وأخبر النبي البرونزية عن صاحب الشملة التي غلها من المغنم؛ أنها تشتعل عليه ناراً في قبره، هذا وله فيها حق، فكيف بمن ظلم غيره ما لا حق فيه؟!
فعذاب القبر من معاصي القلب والعين والأذن والفم واللسان والبطن والفرج واليد والرجل والبدن كله: فالنمام، والكذاب، والمغتاب، وشاهد الزور، وقاذف المحصن، والموضع في الفتنة، والداعي إلى البدعة، والقائل على الله ورسوله ما لا علم له به، والمجازف في كلامه، وآكل الربا، وآكل أموال اليتامى، وآكل السحت من الرشوة وغيرها، وآكل مال أخيه المسلم بغير حق، أو مال المعاهد، وشارب المسكر، والزاني، واللوطي، والسارق، والخائن، والغادر، والمخادع، والماكر، وآخذ الربا ومعطيه وكاتبه وشاهداه، والمحلل والمحلل له، والمحتال على إسقاط فرائض الله وارتكاب محارمه، ومؤذي المسلمين ومتتبع عوراتهم، والحاكم بغير ما أنزل الله، والمفتي بغير ما شرع الله، والمعين على الإثم والعدوان، وقاتل النفس التي حرم الله، والملحد في حرم الله، والمعطل لحقائق أسماء الله وصفاته الملحد فيها، والمقدم رأيه وذوقه وسياسته على سنة رسول الله البرونزية، والنائحة والمستمع إليها، ونواحو جهنم، وهم المغنون الغناء الذي حرمه الله ورسوله، والمستمع إليهم والذين يبنون المساجد على القبور، ويوقدون عليها القناديل والسُرج، والمطففون في استيفاء ما لهم إذا أخذوه، وهضم ما عليهم إذا بذلوه، والجبارون، والمتكبرون، والمراءون، والهمازون واللمازون، والطاعنون على السلف، والذين يأتون الكهنة والمنجمين والعرافين فيسألونهم ويصدقونهم، وأعوان الظلمة الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، والذي خوفته بالله وذكرته به فلم يرعوِ ولم ينزجر، فإذا خوفته بمخلوق مثله خاف وارعوى وكف عما هو فيه، والذي يهدي بكلام الله ورسوله فلا يهتدي، ولا يرفع به رأساً، فإذا بلغه عمن يحسن به الظن ممن يصيب ويخطئ عض عليه بالنواجذ ولم يخالفه، والذي يقرأ القرآن فلا يؤثر فيه، وربما اشتغل به، فإذا سمع قرآن الشيطان ورقية الزنا ومادة النفاق طاب سره وتواجد وهاج من قلبه دواعي الطرب، وود أن المغني لا يسكت، والذي يحلف بالله ويكذب، فإذا حلف بالولي أو برأس شيخه أو أبيه أو حياة من يحبه ويعظمه من المخلوقين لم يكذب ولو هدد وعوقب، والذي يفتخر بالمعصية ويتكثر بها بين أقرانه، وهو المجاهر، والذي لا تأمنه على مالك وحرمتك، والفاحش اللسان الذي تركه الخلق اتقاء شره وفحشه، والذي يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها وينقرها ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً، ولا يؤدي زكاة ماله طيبة بها نفسه، ولا يحج مع قدرته على الحج، ولا يؤدي ما عليه من الحقوق مع قدرته عليها، ولا يتورع من لحظِة ونظره ولا من لفظه ولا أكله ولا خطوِه، ولا يبالي بما حصل من المال من حلال أو حرام، ولا يصل رحمه، ولا يرحم المسكين ولا الأرملة ولا اليتيم، ولا يرحم الحيوان البهيم، بل يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين، ويرائي للعالمين، ويمنع الماعون، ويشتغل بعيوب الناس عن عيبه، وبذنوبهم عن ذنبه.
فكل هؤلاء وأمثالهم يعذبون في قبورهم بهذه الجرائم، بحسب كثرتها وقلتها، وصغرها وكبرها. ما لم يغفر الله لهم ويتجاوز عنهم بتوبة أو رحمة منه تعالى.
ولما كان أكثر الناس كذلك، كان أكثر أصحاب القبور معذبين، والفائز منهم قليل، فظواهر القبور تراب، وبواطنها حسرات وعذاب، ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات، وفي باطنها الدواهي والبليات، تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها، ويحق لها وقد حِيل بينها وبين شهواتها وأمانيها.
تالله لقد وعظت فما تركت لواعظ مقالاً، ونادت: يا عُمار الدنيا، لقد عمرتم داراً موشكة بكم زوالاً، وخربتم داراً أنتم مسرعون إليها انتقالاً، عمرتم بيوتاً لغيركم منافعها وسكناها، وخربتم بيوتاً ليس لكم مساكن سواها، هذه دار الاستباق، ومستودع الأعمال وبذر الزرع، وهذه محل للعبر، رياض من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.
أصلح الله لنا ولكم العاقبة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

كيفية النجاة

يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في هذا السياق: إن الأسباب المنجية من عذاب القبر من وجهين: مجمل، ومفصل. ونحن ننقل كلامه هنا مع شيء من التصرف.
أما المجمل فهو: تجنب الأسباب التي تقتضي عذاب القبر، ومن أنفع أسباب تجنب عذاب القبر: أن يجلس الإنسان عندما يريد النوم لله ساعةً يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه، ثم يجدد له توبة نصوحاً بينه وبين الله، فينام على تلك التوبة، ويعزم على ألا يعاود الذنب إذا استيقظ، ويفعل هذا كل ليلة، فإن مات من ليلته مات على توبة، وإن استيقظ استيقظ مستقبلاً للعمل مسروراً بتأخير أجله، حتى يستقبل ربه، ويستدرك ما فاته، وليس للعبد أنفع من هذه النومة، ولا سيما إذا عقب ذلك بذكر الله واستعمال السنن التي وردت عن رسول الله البرونزية عند النوم، حتى يغلبه النوم، فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأما الجواب المفصل: فنذكر أحاديث عن رسول الله البرونزية فيما ينجي من عذاب القبر:
فمن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي البرونزية قال: سمعت رسول الله البرونزية يقول: { رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان }.
ومعنى الرباط: الإقامة بالثغر مقوياً للمسلمين على الكفار، والثغر: كل مكان يخيف أهله العدو ويخيفهم. والرباط فضله عظيم وأجره كبير، وأفضله ما كان في أشد الثغور خوفاً.
ومما ينجي من عذاب القبر ما دل عليه ما رواه النسائي عن رجل من أصحاب النبي البرونزية أن رجلاً قال: ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: { كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة }.
وروى الترمذي وابن ماجه وغيرهما بسند صحيح عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه، عن رسول الله البرونزية قال: { للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه }، وهذا لفظ ابن ماجه وعند الترمذي: { ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجه من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه }. وهذا بعض فضل الجهاد في سبيل الله والاستشهاد فيه.
ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر: ما ثبت عند أبي داود والترمذي وابن ماجه والنسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي البرونزية قال: { سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى غفر له }. فدل هذا الحديث وما جاء في معناه من الآثار على أن من حافظ على قراءة سورة الملك وداوم على ذلك وعمل بما دلت عليه؛ فإنها تنجيه من عذاب القبر.
ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر: ما صح عن النبي البرونزية أنه قال: { من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره } [رواه الترمذي] وهذا يحمل من أصيب بداء البطن أن يصبر ولا يجزع، ويحتسب الأجر عند الله، وأن يحتسبه أهله كذلك.
ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر: ما رواه الإمام أحمد وغيره أن رسول الله البرونزية قال: { ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر }. وهذا محض فضل الله وتوفيقه لحسن الخاتمة.
ومما يستأنس به في هذا الباب: ما رواه ابن حبان في صحيحه وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي البرونزية قال: { إن الميت إذا وضع في قبره، إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه، فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره، فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه، فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قبلي مدخل. فيقال له: اجلس، فيجلس، وقد مثلت له الشمس وقد أدنيت للغروب، فيقال له: أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: دعوني حتى أصلي، فيقولون: إنك ستفعل. أخبرنا عما نسألك عنه، أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم، ما تقول فيه؟ وماذا تشهد عليه؟ قال: فيقول: محمد، أشهد أنه رسول الله، وأنه جاء بالحق من عند الله، فيقال له: على ذلك حييت، وعلى ذلك مت، وعلى ذلك تُبعث إن شاء الله، ثم يُفتح له باب من أبواب الجنة، فيقال له: هذا مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها، فيزداد غبطة وسروراً، ثم يُفتح له باب من أبواب النار، فيقال له: هذا مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها لو عصيته، فيزداد غبطة وسروراً، ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعاً، وينور له فيه، ويعاد الجسد لما بدأ منه، فتجعل نسمته في النسم الطيب، وهي طير يعلق في شجر الجنة }، قال: فذلك قوله تعالى: البرونزية يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ البرونزية إلى آخر الآية [إبراهيم:27]، ثم ذكر تمام الحديث.
وقد دل على ذلك أن تلك الأعمال من الصلاة والزكاة والصيام وفعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس من أسباب ط§ظ„ظ†ط¬ط§ط© من عذاب القبر وكربه وفتنه.
والجامع في ذلك تحقيق التقوى لله تعالى، كما قاله سبحانه: البرونزية إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ البرونزية [الأحقاف:13].
اللهم اجعل قبورنا وإخواننا المسلمين رياضاً من رياض الجنة، وقنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، يا كريم، وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[IMG]http://abeermahmoud07.******.com/873-Thanks-AbeerMahmoud.gif[/IMG]

خطبة و بحث عن باحث عن النجاة 2024.

باحث عن النجاة

روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا: «جَيٌّ»، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ، وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ – أَيْ مُلاَزِمَ النَّارِ – كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ، وَأَجْهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا لاَ يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَة

قَالَ: وَكَانَتْ لأَبِي ضَيْعَةٌ عَظِيمَةٌ. قَالَ: فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي، فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا، وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ. فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَكُنْتُ لاَ أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ. فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ.

قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلاَتُهُمْ وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ، وَقُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي وَلَمْ آتِهَا، فَقُلْتُ لَهُمْ: أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: بِالشَّامِ؟

قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ. قَالَ: فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَيْنَ كُنْتَ؟ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ؟! قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَتِ، مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ، فَوَاللَّهِ مَازِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ. قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ، دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ. قَالَ: قُلْتُ: كَلاَّ وَاللَّهِ إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا.

قَالَ: فَخَافَنِي، فَجَعَلَ فِي رِجْلَيَّ قَيْدًا ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ. قَالَ: وَبَعَثَتْ إِلَيَّ النَّصَارَى، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنْ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنْ النَّصَارَى فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ. قَالَ: فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنْ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنْ النَّصَارَى، قَالَ: فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلاَدِهِمْ فَآذِنُونِي بِهِمْ.

قَالَ: فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلاَدِهِمْ أَخْبَرُونِي بِهِمْ، فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلَيَّ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَلَمَّا قَدِمْتُهَا قُلْتُ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: الأَسْقُفُّ فِي الْكَنِيسَةِ.

قَالَ: فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّينِ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ أَخْدُمُكَ فِي كَنِيسَتِكَ وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ. قَالَ: فَادْخُلْ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ.

قَالَ: فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ، يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا، فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا أَشْيَاءَ اكْتَنَزَهُ لِنَفْسِهِ، وَلَمْ يُعْطِهِ الْمَسَاكِينَ، حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلاَلٍ مِنْ ذَهَبٍ وَوَرِقٍ.

قَالَ: وَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ، ثُمَّ مَاتَ، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا، فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ، وَلَمْ يُعْطِ الْمَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا. قَالُوا: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزِهِ. قَالُوا: فَدُلَّنَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَأَرَيْتُهُمْ مَوْضِعَهُ. قَالَ: فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ سَبْعَ قِلاَلٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا. قَالَ: فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا: وَاللَّهِ لاَ نَدْفِنُهُ أَبَدًا، فَصَلَبُوهُ ثُمَّ رَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ. ثُمَّ جَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ فَجَعَلُوهُ بِمَكَانِهِ.

قَالَ: يَقُولُ سَلْمَانُ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلاً لاَ يُصَلِّي الْخَمْسَ أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَلاَ أَرْغَبُ فِي الآخِرَةِ وَلاَ أَدْأَبُ لَيْلاً وَنَهَارًا مِنْهُ. قَالَ: فَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَهُ، وَأَقَمْتُ مَعَهُ زَمَانًا، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلاَنُ إِنِّي كُنْتُ مَعَكَ وَأَحْبَبْتُكَ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللَّهِ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا الْيَوْمَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، لَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ وَبَدَّلُوا وَتَرَكُوا أَكْثَرَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ إِلاَّ رَجُلاً بِالْمَوْصِلِ، وَهُوَ فُلاَنٌ، فَهُوَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، فَالْحَقْ بِهِ.

قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ الْمَوْصِلِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلاَنُ، إِنَّ فُلاَنًا أَوْصَانِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ عَلَى أَمْرِهِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي. فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ فَوَجَدْتُهُ خَيْرَ رَجُلٍ عَلَى أَمْرِ صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ. فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قُلْتُ لَهُ: يَا فُلاَنُ، إِنَّ فُلاَنًا أَوْصَى بِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي بِاللُّحُوقِ بِكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا تَرَى، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلاً عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ إِلاَّ بِنَصِيبِينَ، وَهُوَ فُلاَنٌ، فَالْحَقْ بِهِ.

قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ نَصِيبِينَ فَجِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي وَمَا أَمَرَنِي بِهِ صَاحِبِي، قَالَ: فَأَقِمْ عِنْدِي. فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى أَمْرِ صَاحِبَيْهِ، فَأَقَمْتُ مَعَ خَيْرِ رَجُلٍ، فَوَاللَّهِ مَا لَبِثَ أَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، فَلَمَّا حَضَرَ قُلْتُ لَهُ: يَا فُلاَنُ، إِنَّ فُلاَنًا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلاَنٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلاَنٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ عَلَى أَمْرِنَا آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ إِلاَّ رَجُلاً بِعَمُّورِيَّةَ، فَإِنَّهُ بِمِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ فَأْتِهِ. قَالَ: فَإِنَّهُ عَلَى أَمْرِنَا.

قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي. فَأَقَمْتُ مَعَ رَجُلٍ عَلَى هَدْيِ أَصْحَابِهِ وَأَمْرِهِمْ. قَالَ: وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَ لِي بَقَرَاتٌ وَغُنَيْمَةٌ.

قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ بِهِ أَمْرُ اللَّهِ، فَلَمَّا حَضَرَ قُلْتُ لَهُ: يَا فُلاَنُ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ فُلاَنٍ، فَأَوْصَى بِي فُلاَنٌ إِلَى فُلاَنٍ، وَأَوْصَى بِي فُلاَنٌ إِلَى فُلاَنٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلاَنٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي وَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ أَصْبَحَ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ هُوَ مَبْعُوثٌ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ، يَخْرُجُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ بَيْنَهُمَا نَخْلٌ، بِهِ عَلاَمَاتٌ لاَ تَخْفَى: يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، وَلاَ يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ. فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِتِلْكَ الْبِلاَدِ فَافْعَلْ.

قَالَ: ثُمَّ مَاتَ وَغَيَّبَ، فَمَكَثْتُ بِعَمُّورِيَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بِي نَفَرٌ مِنْ كَلْبٍ تُجَّارًا، فَقُلْتُ لَهُمْ: تَحْمِلُونِي إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ وَأُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغُنَيْمَتِي هَذِهِ. قَالُوا: نَعَمْ. فَأَعْطَيْتُهُمُوهَا وَحَمَلُونِي، حَتَّى إِذَا قَدِمُوا بِي وَادِيَ الْقُرَى ظَلَمُونِي فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَبْدًا، فَكُنْتُ عِنْدَهُ وَرَأَيْتُ النَّخْلَ، وَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ الْبَلَدَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي، وَلَمْ يَحِق لِي فِي نَفْسِي.

فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَابْتَاعَنِي مِنْهُ، فَاحْتَمَلَنِي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي، فَأَقَمْتُ بِهَا. وَبَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ لاَ أَسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ عَذْقٍ لِسَيِّدِي أَعْمَلُ فِيهِ بَعْضَ الْعَمَلِ وَسَيِّدِي جَالِسٌ، إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ياَ فُلاَنُ، قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قَيْلَةَ، وَاللَّهِ إِنَّهُمْ الآنَ لَمُجْتَمِعُونَ بِقُبَاءَ عَلَى رَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ الْيَوْمَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ.

قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ، حَتَّى ظَنَنْتُ سَأَسْقُطُ عَلَى سَيِّدِي. قَالَ: وَنَزَلْتُ عَنْ النَّخْلَةِ فَجَعَلْتُ أَقُولُ لابْنِ عَمِّهِ ذَلِكَ: مَاذَا تَقُولُ؟ مَاذَا تَقُولُ؟ قَالَ: فَغَضِبَ سَيِّدِي فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا؟! أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ. قَالَ: قُلْتُ: لاَ شَيْءَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَ عَمَّا قَالَ. وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ قَدْ جَمَعْتُهُ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ أَخَذْتُهُ ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِقُبَاءَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَمَعَكَ أَصْحَابٌ لَكَ غُرَبَاءُ ذَوُو حَاجَةٍ، وَهَذَا شَيْءٌ كَانَ عِنْدِي لِلصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ بِهِ مِنْ غَيْرِكُمْ. قَالَ: فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ: كُلُوا، وَأَمْسَكَ يَدَهُ فَلَمْ يَأْكُلْ. قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ وَاحِدَةٌ.

ثُمَّ انْصَرَفْتُ عَنْهُ فَجَمَعْتُ شَيْئًا، وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُكَ لاَ تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أَكْرَمْتُكَ بِهَا. قَالَ: فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا مَعَهُ. قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَاتَانِ اثْنَتَانِ.

ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ. قَالَ: وَقَدْ تَبِعَ جَنَازَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، عَلَيْهِ شَمْلَتَانِ لَهُ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أَنْظُرُ إِلَى ظَهْرِهِ هَلْ أَرَى الْخَاتَمَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي.

فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلماسْتَدَرْتُهُ عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثْبِتُ فِي شَيْءٍ وُصِفَ لِي، قَالَ: فَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ فَعَرَفْتُهُ، فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَحَوَّلْ. فَتَحَوَّلْتُ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ حَدِيثِي، كَمَا حَدَّثْتُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ. قَالَ: فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ. ثُمَّ شَغَلَ سَلْمَانَ الرِّقُّ حَتَّى فَاتَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرٌ وَأُحُدٌ.

قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ. فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلاَثِمِائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا لَهُ بِالْفَقِيرِ وَبِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ: أَعِينُوا أَخَاكُمْ. فَأَعَانُونِي بِالنَّخْلِ الرَّجُلُ بِثَلاَثِينَ وَدِيَّةً، وَالرَّجُلُ بِعِشْرِينَ، وَالرَّجُلُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ، وَالرَّجُلُ بِعَشْرٍ، يَعْنِي الرَّجُلُ بِقَدْرِ مَا عِنْدَهُ حَتَّى اجْتَمَعَتْ لِي ثَلاَثُمِائَةِ وَدِيَّةٍ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ، فَفَقِّرْ لَهَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَأْتِنِي أَكُونُ أَنَا أَضَعُهَا بِيَدَيَّ.

فَفَقَّرْتُ لَهَا وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ مِنْهَا جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعِي إِلَيْهَا، فَجَعَلْنَا نُقَرِّبُ لَهُ الْوَدِيَّ وَيَضَعُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ. فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ.

فَأَدَّيْتُ النَّخْلَ وَبَقِيَ عَلَيَّ الْمَالُ. فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ بَيْضَةِ الدَّجَاجَةِ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ بَعْضِ الْمَغَازِي، فَقَالَ: مَا فَعَلَ الْفَارِسِيُّ الْمُكَاتَبُ؟ قَالَ: فَدُعِيتُ لَهُ، فَقَالَ: خُذْ هَذِهِ فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ يَا سَلْمَانُ. فَقُلْتُ: وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّا عَلَيَّ؟ قَالَ: خُذْهَا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ. قَالَ: فَأَخَذْتُهَا فَوَزَنْتُ لَهُمْ مِنْهَا، وَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً فَأَوْفَيْتُهُمْ حَقَّهُمْ وَعُتِقْتُ، فَشَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْخَنْدَقَ، ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ.ورواه الطبراني في الكبير 6/222 رقم:6065].

الدروس والفوائد من القصة:

1- اهتمام الصحابة بالقصص.

2- التربية بالقصة.

3- أهمية القصة في إيصال المعلومة.

4- تعظيمهم لعبادتهم والإنفاق العظيم عليها حتى لا تخبو النار ساعة واحدة.

5- بقاء النساء في البيوت فطرة فطرت البشرية عليها.

6- إذا أراد الله بعبد خيرا هيأ له أسبابه، فهذا سلمان المجوسي كالجارية في بيتها لا يخرج أبدًا، فقدر الله انشغال أبيه بالبنيان عن الضيعة ليأمر ابنه ولأول مرة بالخروج للضيعة، وترك البيت لينقذه الله من النار.

7- أهمية التحصين من العقائد المخالفة، فلا يكفي أن تربي ولدك على معرفة الحق، وتغلق أمامه جميع أبواب الدنيا حتى يصبح لا يعرف ما ذا خلف الجدار؛ فإن من طبيعة الإنسان حب الاستطلاع.

8- أهمية التوعية بالدين الحق، ودلالة الناس عليه، وعدم التقوقع على النفس، فإن غالب الناس لا يعرفون ما عندك إذا لم تشهره، فهذا سلمان لم يسمع أبدًا بالنصرانية فضلًا أن يدعى لها.

9- أهمية الوسائل في إيصال الحق إلى الناس، فرفع الصوت بالقراءة والصلاة لفت نظر سلمان، وحمله على الدخول والاطلاع.

10- أهمية إظهار الشعائر وإعلانها وأدائها على الوجه الصحيح الأكمل، فكم ممن أسلم لمجرد رؤية المصلين.

11- مهما كانت تربية أهل الباطل وتحصينهم لأبنائهم فإن العقائد الباطلة تحمل نقضها وبطلانها في نفسها، ولكنها تحتاج إلى إزالة الستار عنها حتى يعي صاحبها.

12- قوة تأثير الحق على الخلق، فلو ترك الخلق وسماع الخير، وأبعد عنهم التشويش؛ لانقادوا إليه طائعين دون كبير جهد.

13- سرعة تأثر الشباب، وشجاعتهم في اتخاذ القرار؛ نظرًا لبعدهم عن التراكم التراثي الذي يعيق الملأ عن قبول الحق. ولهذا رغب سلمان في دين النصارى وهو لأول مرة يسمع به، بينما والده مع معرفته القديمة بالحق إلا أنه لم يلتفت إليه تمسكًا بتراث الأجداد.

14- الحرص والتركيز على دعوة الخلي من الشبه والدعايات المضللة عن الإسلام، فمهما كان دينه وعقيدته فإنه أسرع الناس استجابة، فسلمان على الرغم من تطوره وتبوئه منزلة في المجوسية سرعان ما تركها لمجرد سماع صوت الحق؛ لكونه خلياًّ من أي معلومة مشوهة عنه.

15- التهميش والإسقاط للآخرين ليست وسيلة إقناع، كما قال والد سلمان:’ليس في ذلك الدين خير’.

16- عدم التهاون بالشبه التي تعلق بأذهان الطلاب والأبناء، بل يجب إعطاؤها وقتًا وجهدًا لاقتلاعها وإزالتها.

17- القيد يتداوله جميع الظلمة على مدار العصور للصد عن هدي الله؛ إذ ليس عندهم من المناهج ما يسد حاجة الناس، وليس عندهم من الحجج ما يمكنهم من ممارسة أساليب الحوار والاقناع.

قال ابن القيم:’فأقبل [سلمان] يناظر أباه في دين الشرك، فلما علاه بالحجة لم يكن له جواب إلا القيد، وهذا جواب يتداوله أهل الباطل من يوم حرفوه، وبه أجاب فرعون موسى عليه السلام: { لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ[29]}[سورة الشعراء]. وبه أجاب الجهمية الإمام أحمد لما عرضوه على السياط، وبه أجاب أهل البدع شيخ الإسلام حين استودعوه السجن’.

18- متابعة المسلم الجديد كما فعل أهل الكنيسة مع سلمان.

19- السعي إلى تخليص المسلم من قيده.

20- التخطيط للفرار إلى النجاة.

21- علو همة سلمان، فها هو لأول مرة يسمع هذا الدين، فيطلبه من منبعه الأصلي خشية الكدر، على الرغم من ترتب الغربة، والبعد عن الأهل والوطن.

22- معرفة قيمة الأمر يسهل التضحية في سبيله.

ومن تكن العلياء همة نفسه

فكل الذي يلقاه فيها محبب

23- البحث عن أعلم الناس للأخذ عنه والارتباط به.

24- متاجرة الأحبار بأموال الناس، واستغلال الدين في جمعها، كما قال تعالى: { إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ…[34]}[سورة التوبة].

25- مهما كان ما عليه الإنسان من العلم والعبادة والتفرغ لها، إلا أنه متى تسلط على أموال الناس وخانهم سقط من أعينهم وأبغضوه، فكيف بمن لا علم له ولا منزلة؟!

26- صبر سلمان على صحبة أبغض الناس إليه مع قيامه بخدمته ليلًا ونهارًا؛ لأنه لا يعلم أحدًا أعلم منه.

27- كتمان حال الأسقف عن الناس؛ لأن سلمان يعلم أن الناس لا يقبلون قول الغريب في عالمهم، وأيضًا قد يتصدى العالم للإنكار، أو يقدم الأعذار والحجج يبرر بها صنيعه.

28- عدم الكلام إلا من عنده دليل موثق مقبول عند الآخرين عند مطالبته به.

29 عدم قبول الكلام في العالم إلا بعد التبين والتثبت التام، إذ إن الأصل فيه الصلاح والورع والنزاهة.

30- مهما تستر الإنسان على دسائسه، فإن الله سيفضحه ولو بعد حين؛ كما افتضح الأسقف بعد موته. كما قيل في قوله تعالى:{…وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ[72]}[سورة البقرة].

31- يقول الحسن البصري:’بئس الدرهم والدينار لا ينفعانك حتى يفارقانك’، فهذا الأسقف ماذا استفاد من المال الذي جمعه ولم ينفقه؟ لقد أصبح وبالًا ومقتًا عليه، ولم يربح منه شيئاً، وراح وتركه.

32- إن سلمان يطلب أمرًا تصغر أمامه الدنيا بحذافيرها، ولو أراد مالًا ودنيا لأخذ الذهب وحازه ولم يعرف به أحد، ولكنه لو فعل ذلك لم يصل إلى الخير والإسلام الذي وصل إليه، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.

33- مهما كانت مكانة الإنسان وقيمته في قلوب الناس، ومهما اشتهر به من علم، فإن الناس سرعان ما يسقطونه وينبذونه إذا عرفوا تورطه بأي خيانة.

34-المنصب والجاه والمكانة والعلم يلزم حسن الظن به، والله تعالى أعلم بسريرته، ولا نشهد له بالولاية أو ط§ظ„ظ†ط¬ط§ط© عند الله، الله أعلم بما كان يعمل وما يقصده، ولهذا كان من المعتقد الصحيح عدم الشهادة لأحد من أهل القبلة بجنة، أو نار، إلا من شهد له الشرع بأحدهما.

35- الملازمة والخلطة تسفر عن حقائق الناس، ولهذا عرف سلمان عن الأسقف ما غاب عن جميع أهل بلده.

36- الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، فروح سلمان ونفسه وافقت وألفت العالم الجديد؛ نظرًا لإيمانه وصلاحه وتقواه.

37- حرص سلمان على العلم، وملازمة أهله حمله على الطلب من كل عالم أن يوصي به إلى من هو مثله في العلم والصلاح.

38- مشروعية إخبار من تحبه في الله بأنك تحبه كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي أن يقول لأخيه:’ أَنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ ‘، فقال له:’أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي فِيهِ’ رواه أحمد وأبوداود. فإن في هذا زرعاً للثقة والمحبة، ومداًّ لجسور الأخوة والصحبة.

39- ينبغي لأهل العلم والإيمان تحري الدقة في عباراتهم، كما قال سلمان رضي الله عنه:’فما رأيت رجلا لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه’.

40- فقه سلمان ومعرفته بمنازل الناس وبعده عن المبالغة.

41- مراعاة مراتب الحب والبغض.

42- تنقل سلمان بين البلدان والأوطان، ورحلته في طلب العلم.

43- منزلة الصبر والتحمل، وعدم الاستعجال والاكتفاء بالدون.

44- ندرة العلماء العاملين في الأرض دلالة على ضلال البشر، وانحراف الفطر، وتبديل الأديان، وانتشار عبادة الأوثان.

45- معرفة العلماء بواقعهم، واطلاعهم على جميع تفاصيله.

46- معرفة العلماء بنظرائهم في سائر البلدان، والتواصل والتعاون فيما بينهم.

47- ينبغي على أهل العلم والإيمان أن يدلوا تلاميذهم على أمثالهم من أهل العلم والصلاح للتلقي عنهم، ويوصوا العلماء بهم ليهتموا بهم أكثر.

48- حرص العالم على الطالب المتميز، وتعاهده ومتابعته والوصية به.

49- معرفة أهل الكتاب بالرسول صلى الله عليه وسلم، وصفاته، وصفات بلده، وزمان بعثته.

50- بذل سلمان جل ماله في سبيل الوصول إلى الإسلام.

51- صبر سلمان وتحمله للرق والعبودية طلبًا للوصول إلى رضوان الله، مع ما عرف عنه من الشرف والغناء في قومه.

52- انتشار الإسلام من خلال أعدائه، فسلمان سمع بوصول الرسول صلى الله عليه وسلم من اليهود أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم.

53- بعد اليهود عن الهداية وعدم احتفائهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، على الرغم من علمهم ومعرفتهم به وبصفاته وصدقه.

54- ظلم اليهود لمن تحت أيديهم، واحتقارهم وتسلطهم عليهم، وحجبهم عن معرفة الخير والنور.

55- إخفاء سلمان عن سيده اليهودي ما يدور في نفسه وما حمله على ترك بلده من البحث عن الحق، لمعرفته بكيد اليهود وبغضهم للحق وأهله.

56- البحث عن الحق ليس مسوغا للتقصير في حق المخلوق، فسلمان لم يترك عمله ويذهب للرسول صلى الله عليه وسلم فور علمه به، والله يعلم كم تحمل في الوصول إليه، بل لما أمسى وحضر وقت راحته ذهب إليه صلى الله عليه وسلم.

57- تلطف سلمان في الوصول إلى مراده من معرفة الحق، وعدم الاعتماد على غيره في ذلك.

58- مطابقة أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاء في الإنجيل وأوصاف العلماء والرهبان.

59- إتاحة الرسول صلى الله عليه وسلم الفرصة لأتباعه بالتثبت والتبين.

60- هنا وصل سلمان إلى هدفه المنشود بعد طول رحلة ومشقة ورق في البحث عن النجاة، فأصابه ما أصابه من الانكباب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم الانتظار لحظة واحدة حتى يستقبله من تلقاء وجهه.

61- اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتثبيت وتجديد الإيمان في نفوس أصحابه، ولهذا أمر سلمان بذكر قصته لأصحابه.

62 – اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم برفع الرق عن سلمان، ولم ينشغل عنه على الرغم من كثرة الأعباء والأعمال المنوطة به صلى الله عليه وسلم.

63- التكافل الاجتماعي بين الصحابة رضي الله عنهم.

64- مشاركة الرسول صلى الله عليه وسلم في مشروع التكافل.

65- الهداية منة ومنحة من الله تعالى يمن بها على من يشاء من عباده، ولهذا وفق سلمان لها على بعد داره، وحرم منها أبو طالب على قرابته وجواره… وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

من’باحث عن النجاة’ للشيخ/يحيى بن إبراهيم اليحيى

مفكرة الإسلام

شــــــــــــــــــكرا لـــكــــــى

آلعفوٍ غنآإتيٍ

بارك الله فيك

طريق النجاة 2024.

أخي الشاب…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..

أخي في الله، من منطلق أخوّتنا الإسلامية واقتداءً بسنة نبينا محمد القائل: { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }. اسمح لي أن أقدم لك هذه الكلمات.

كل مؤمن في الدنيا يخاف عقاب الله وسخطه. فهل تأمن يا أخي عقاب الله؟!

وهل تريد أن تكون من المعذبين غداً يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؟!

وهل ترضى لنفسك أن تنتكس من أسفل سافلين بعد أن خلقها الله في أحسن تقويم؟!

وهل ترغب في الفضيحة بين الخلائق وعلى رؤوس الأشهاد يوم القيامة؟!

إنني أخي الكريم لا يخالجني أدنى شك في أنك لا تريد أن يحصل لك شيء من ذلك. دعني أحدثك حديث الأخ لأخيه عن شيء واحد فقط من الجرائم التي انتشرت في هذا العصر وخصوصاً بين الشباب.

إنني أعلم أن هناك أسئلة كثيرة تدور في رأسك:

ما هذا الجرم؟

هل الحديث عنه مهم إلى هذا الحد؟!

كيف ط§ظ„ظ†ط¬ط§ط© والمخرج منه، وكيف نتقيه؟

ما أضراره وعواقبه؟

لا أريد أن تتعجل لأنك ستجد الجواب الشافي لما تريد بعد قليل.

أخي الحبيب…
إنني على يقين أنك تعلم أن جريمة اللواط حرام، ولكنك لم تعرف مدى عظم هذه الجريمة وشناعتها عند الله عز وجل حيث إن ذلك مخالف لفطرة الإنسان، بل وفطرة الحيوان.

فكيف بك أخي الشاب تفعل ذلك وكأنك لا تعلم أن الله بعظمته وجبروته وقوته يراك وأنت تفعل هذا الجرم، وأنّ باستطاعته أن يعجل لك العقوبة، وأن ينزل عليك عذاباً من عنده، أو أن يقبض روحك وأنت على ذلك، فما هو موقفك من ربك يوم القيامة؟ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102].

وسنورد لك أخي الكريم بعض الآيات والأحاديث والآثار وأقوال العلماء عن جريمة اللواط، وكذلك بعض الأمراض التي تنتشر بسببها، وبعض الحلول.

نسأل الله أن يوفقنا لاتباع هديه وسنة نبيه محمد .

الحذر الحذر
إشارات تحذيرية تطالعنا نتوقف عند بعضها:

قال رسول الله : { إنّ أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط } [أخرجه الترمذي وأحمد وابن ماجه والحاكم والهيثمي والدوري والآجري: حسن].

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( لو أنّ لوطياً اغتسل بكل قطرة من السماء لقي ربه غير طاهر ).

عن علي بن أبي طالب قال: ( من أمكن من نفسه يُفعل به، طرح الله عليه شهوة النساء ).

عن النجيب بن سري رحمه الله قال: ( كانوا يكرهون أن يحد النظر إلى الغلام الجميل الوجه ).

أخرج أبو الأسود كتاباً لأحد أصحابه، فقال: أشهد أن هذا إملاء علي ابن أبي طالب على أبي الأسود: ( إذا استغنى الرجل بالرجل، والنساء بالنساء، كان الخسف، والمسخ، والقذف من السماء ).

في التاريخ عبرة
لقد صبّ الله العذاب على أمة من الأمم لما تفشى فيهم هذا المرض الخطير، بل ذكر قصتهم في أكثر من موضع في القرآن الكريم، فقال عز وجل: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ [النمل:54-58].

وكما ترى فقد جاء على لسان هؤلاء القوم اعتراف بأن آل لوط المؤمنين أناس يتطهرون عن هذا الفعل الشنيع القذر؛ لأن فطرة الإنسان تعلم بما ألهمها الله من غريزة أنّ هذا خلاف الفطرة.

وجاء في تفسير هذه الآيات أن جبريل عليه السلام قد رفع قرى قوم لوط بأمر الله سبحانه وتعالى حتى سمعت ملائكة السماء الدنيا نبح كلابهم، ثم قلبهم، وألقاهم من ذلك العلو الشاهق، وبعد ذلك أتبعهم الله الحجارة المتناهية في الحرارة كالمطر، وهكذا صارت هذه الأمة أحاديث للناس إلى قيام الساعة.

قال الإمام الآجري رحمه الله: ( لقد أخبركم الله عن قوم لوط قبيح ما فعلوا من اللواط، وقد عاقبهم الله بأن طمس على أعينهم، فعميت أبصارهم، ثم اقتلع جبريل عليه السلام مدائنهم بجناحه حتى علاها نحو السماء بجميع من فيها، ثم أقلبها عليهم، ثم قُذفوا بحجارة من سجيل، فلن يفلت منهم حاضر ولا مسافر إلا أخذته الحجارة حتى هلكوا عن آخرهم، ويقال: إنهم كانوا أربعة آلاف ).

ولنا ههنا وقفة: لماذا عاقبهم الله سبحانه وتعالى بهذا العقاب الأليم الذي لم تعاقب به أمة من الأمم سواهم؟ إن هذا العذاب لم يكن ليصيبهم لو لم يكن ذنبهم عظيماً وخطؤهم جسيماً.

الذل في الدنيا
إنّ عمل قوم لوط يعد شذوذاً بالغاً عن الفطرة وانحرافاً جارفاً، ونزوة قذرة، فلا عجب أن يكون موقف الإسلام من هذا العمل الدنيء صارماً وزاجراً. وقد تبين لك فيما سبق الوعيد المنتظر لمن ارتكب هذا المنكر الخطير في الآخرة، فما عقوبته في الدنيا؟

لم يثبت عن رسول الله أنه قضى في هذه الجريمة لأنه عمل لم تعرفه العرب، ولكن ثبت عنه أنه قال: { اقتلوا الفاعل والمفعول به } [رواه الأربعة].

حكم به أبو بكر وكان علي بن أبي طالب أشد الصحابة في الحكم عليه.

ثبت عن خالد بن الوليد أنه وجد في بعض نواحي العرب رجلاً يُنكح كما تُنكح المرأة، فكتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فاستشار أبو بكر الصحابة رضي الله عنهم فكان علي بن أبي طالب أشدهم قولاً فيه، فقال: ( ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة وقد علمتم ما فعل الله بها، أرى أن يحرق بالنار ). فكتب إلى خالد، فحرقه.

قال ابن القصار وابن تيمية رحمهما الله: ( أجمعت الصحابة على قتله، وإنما اختلفوا في كيفية قتله ).

قال أبو بكر في كيفية قتله: ( يرمى من شاهق ).

وقال علي رضي الله عنه: ( يهدم عليه حائط ).

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ( يقتلان بالحجارة ).

قال علي وابن عباس وجابر بن زيد وعبدالله بن معمر والزهري ومالك، وهو رواية عن الإمام أحمد وأحد قولي الشافعي وأبي ثور وغيرهم: ( يرجم من عَمل عَمَل قوم لوط محصناً أو غير محصن ).

سئل ابن عباس عن حد اللوطي فقال: ( يُنظر إلى أعلى بناء في القرية فيُرمى به منكوساً ثم يُتبع بالحجارة ).

كان جابر بن زيد يقول: ( حرمة الدبر أشد من حرمة الفرج ).

أخطاره الدنيوية
من عقوبة هذه الجريمة ما يتسبب عنها من أمراض كثيرة فتاكة، عجز الطب بقدراته العظيمة وأجهزته المتنوعة عن علاجها فضلاً عن القضاء عليها، ولا غالب لأمر الله. ومن هذه الأمراض:

الإيدز: الذي لم يتوصل الأطباء بعد إلى علاج ناجح له، وهو ينتشر بالاتصال الجنسي المحرم، أو الشذوذ الجنسي (اللواط).

السيلان: الذي يسبب التهاباً حاداً أو مزمناً في الخصيتين، وقد يؤدي إلى العقم، وإلى التهابات في المفاصل.

الزهري: الذي يسمى عامياً ( بداء الإفرنج ) لصدوره عن المجتمعات الإفرنجية التي تفشو فيها الفاحشة.

التقرحات الجنسية: التي تسبب التهابات في العقد البلغمية قد تؤدي إلى خراجات قيحية مزمنة، والتهابات في المجاري البولية، وآلام مفصلية، وتورمات في الأطراف.

هذه أخطر أمراض الشذوذ الجنسي، وغيرها كثير، فهل من أحد يرغب في الإصابة بشيء منها؟! نسأل الله السلامة والعافية من كل سوء.

طريق النجاة
أخي إن ط·ط±ظٹظ‚ النجاة واضح وضوح الشمس، ألا وهو الابتعاد عن الجرم العظيم. وإليك بعض الأسباب التي تساعدك على ذلك:

1 – التوبة والرجوع إلى الله.

2 – الإبتعاد عن رفقاء السوء الذين يزينون لك المنكر ويوقعونك في الإثم، فهم من أعظم الأسباب في إصلاح الشاب أو إنحرافه، فعليك باختيار الرفقة الصالحة التي تعينك على أمور دينك ودنياك.

3 – غض البصر عن كل ما يثير الشهوة من النظر ومخالطة المردان، أو الصور التي تموج بها المجلات والأفلام، وغيرها.

4 – السعي في الزواج لتحصين نفسك، وتتبع دعوة النبي للشباب في قوله: { يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء }.

5 – الإكثار من الصوم لتنكسر الشهوة، لقوله : { إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فضيقوا عليه بالجوع }.

6 – ملء الفراغ بما ينفع لأن الإنسان إذا خلا صار عرضة للخواطر الآثمة التي يوسوس بها الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء.

وأخيراً أخي الشاب..
ماذا تنتظر؟ هل تنتظر أن يُقبض عليك وأنت متلبس بهذه الجريمة؟

هل فكرت في حال أبيك الذي يكدح من أجل أن يؤمن لك ما تريد؟! وهو الذي كان يعتز بابنه في المجالس.

هل فكّرت في حال أمك التي أمضت الليالي الطوال من أجل راحتك؟! أتهديهما فضيحة تسود منها وجهيهما أمام الناس؟

هل تنتظر موتاً يأتيك، وأنت مستمر في ممارسة هذه الجريمة، فالموت ليس له موعد، والموت كذلك لا يعرف كبيراً ولا صغيراً.

وفي الختام أخي العزيز أرجو أن أكون قد وفقت لإظهار صورة موجزة عن حكم هذه الجريمة، وأضرارها، لتكون عبرة لمن لم يفعل هذه الجريمة وسبباً لتوبة من أوقعه الشيطان في حبائلها حتى يكون في زمرة التائبين العائدين إلى ربهم. ويجب عليك أخي الكريم أن تبلغ كل شاب بعظم جريمة اللواط وخطرها حتى يكون لك الأجر والثواب من الله.

أسأل الله العلي القدير أن يمن علينا وعليك بالتوبة، وأن يجعل ما كتبت لك وما قرأت أنت فيها حُجة لنا ولك لا علينا وعليك، والله الموفق إلى ما فيه صلاح المسلمين.

وقفات:
قال بلال بن سعد: ( ربّ مسرور مغبون، يأكل ويشرب ويضحك، وقد حُقّ له في كتاب الله عز وجل أنه من وقود النار ).

كان الحسن يقول: ( رحم الله امرءً لم يغرّه كثرة ما يرى من الناس، ابن آدم: إنك تموت وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك ).

أعلى درجة حرارة توصل الإنسان لإنتاجها تتراوح بين 300 – 400 مليون درجة وهي الحرارة الناشئة عن إنفجار قنبلة ذرية. فنعوذ بالله من النار ومن غضب الجبار.

كان بعض السلف يقرأ: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة:8،7] فيبكي ثم يقول: ( إن هذا الإحصاء شديد ).

قال أحمد بن عاصم: ( هذه غنيمة باردة، أصلح ما بقي من عمرك، يُغفر لك ما مضى ).

جزٍآكيٍ الله كل آلخيرٍ يآلغآلية

مطوية و بحث عن التوبة سبيل النجاة 2024.

قال لي صاحب: ذات يوم قلَّبتُ أوراق التقويم الهجري.. فإذا بتلك المفاجأة العظيمة.. نعم.. والله إنها لعظيمة..
عامٌ كاملٌ من عمري مضى، وما أعلم أنه انقضى.. إلا في ضياع وانحراف.. فاعتلجني شعورٌ قلبيٌ هزني.. كأنه صاعقةٌ عظيمة.. ارتجفت أعضائي، واهتز كياني حينما علمتُ أن عاماً كاملاً مضى من عمري ما تزودتُ فيه لقبري..
اعتصر القلب حسرةً.. وما تمالكت نفسي إلا ودمعة حرّى تنحدرُ من على خدي.. حزناً على التفريط.. البرونزية أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ البرونزية [المؤمنون:115].

يا من غدا في الغيِّ والتيه *** وغرَّه طولُ تماديــهِ

أملى لك الله فبارزتــــــهُ *** ولم تخف غبَّ معاصيهِ
أخي الكريم.. أختي الكريمة.. اعلموا أن اللذة المحرمة ممزوجةٌ بالقبح حال تناولها، مثمرةٌ للألم بعد انقضائها.. وأن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق..
إذا علم هذا، فليعلم أن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب والقبر، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق، فاحذر أيها العاصي.. أن تلعنك قلوب المؤمنين..
أخي الكريم.. أختي الكريمة.. قوافل التائبين تسير.. وجموعُ المنيبين تُقبل وبابُ ط§ظ„طھظˆط¨ط© مفتوح.. ودعوة تتلى.. البرونزية وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ البرونزية [النور:31].. دموع التائبين صادقة.. وقلوبهم منخلعة، يخافون يوماً تتقلبُ فيه القلوبُ والأبصارُ..
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( اجلسوا إلى التوابين فأنهم أرقُ أفئدةً.. ).
أخي الكريم..أختي الكريمة.. لقد كان الفضيل بن عياض قاطعاً للطريق.. وكان يتعشقُ جاريةً.. فبينما هو ذات ليلة يتسور ُعليها الجدار إذ سمع قارئاً يقرأ قول الله جلَّ وعزَّ: البرونزية أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ البرونزية [الحديد:16].. فأطرق ملياً.. ثم تذكر غدراته وذنوبه.. تذكر إسرافه.. فما كان منه إلا أن ذرف دموع التوبةِ من عينٍ ملؤها اليقينُ برحمة الله..، فتاب واقلع عما كان عليه حتى أصبح من أهل الخير والصلاح في زمنه.

واتــق الله فتقوى الله مـــا *** جاورت قلبَ امرئ إلا وصل

ليس من يقطعُ طرقاً بطـلاً *** إنما من يتـــــــق الله البطل
وبعد هذا.. أخي..أختي هل من مشمِّر؟!..هل من مشمر للتوبة؟!

شمر عسى أن ينفعَ التشميرُ *** وانظر بفكرك مااليه تصيرُ
نعم.. هناك مشمرون.. ولكن إلى أين؟!
مسارعةٌ للخطى وتقويةٌ للعزائم وحثٌ للنفوس.. إنها خطوات في الطريق.. إلى هناك.. حيث الموقف العظيم.. ثم – برحمة الله – إلى روح وريحان ورب غير غضبان..
نستدرك بالتشمير إلى الخير تقصيرنا.. ونعوض بالسير القويم تكاسلنا وتأخرنا.. فهل من مشمر؟!
كل يوم في طريق.. وكل حين في سبيل.. خطوات متسارعة.. وقفزاتٌ متتابعة نسُدُّ الفُرَج ونُغلق الثُلَم..نحصنُ ديارنا.. ديار التوحيد.. فهل من مشمر؟!
نداءٌ لمن تأخر عن الركب.. ولا يزال يرى القافلةَ تسيرُ إلى الخير.. هل من مشمر قبل الندم والبكاء؟! الله جلَّ وعزَّ يقول: البرونزية وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً البرونزية [النور:31] فهل من مشمر؟! ويقول: البرونزية قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا البرونزية [الزمر:53] فهل من مشمر؟!
شمر مادام البابُ مفتوحاً.. وعجل.. فَرُبَّ متمهل فاتتهُ حاجتهُ..
أخي.. أختي.. إن أمامكم أفقاً وآسعاً.. أفقاً جميلاً.. نعم إنه أفق رحمة الله.. أفق..التوبة.. إن التائب حبيبُ الله.. يقول جلَّ وعزَّ: البرونزية إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ البرونزية [البقرة:222] فهل من مشمر؟!

وصيتي لك

هذه بعض التوجيهات التي أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ينفعنا وإياك بها:
1 – الحرص على صلاح الباطن لأن صلاح الباطن سبب رئيسي في صلاح الظاهر، فاعمر قلبك أخي بذكر الله وبطاعته جل وعز وبالعقيدة السليمة الصالحة على ما كان عليه الرسول البرونزية وصحابته الكرام.
2 – المحافظة على أوامر الله جل شأنه بفعلها واجتناب نواهيه سبحانه.
3 – لنتذكر دائماً وأبداً ( لا خير في لذة من بعدها سقر ).
4 – احذر من الكلام الفاحش البذيء وبالذات الغيبة والنميمة.
5 – تذكر دائماً:

إذا ماخلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليَّ رقيب

ولاتحسبن الله يغفـــــل ساعـــــة *** ولا أن ما يخفى عليه يغيب
6 – أصلح عيوب نفسك قبل النظر في عيوب الآخرين.
7 – الحرص على الاستغفار بالغدو وبالأسحار.
8 – التوبة إلى الله تعالى والإنابة إليه في جميع الأحوال.
9 – احرص على التواضع لله فمن تواضع لله رفعه.
10 – ليكن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هما نورك إلى سلوك طريق دار السلام.
11 – احرص على خدمة هذا الدين بكل ما تستطيع من القدرات التي تمتلكها سواء فكرية أو مالية أو جسدية أو غيرها.
12 – الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية، والاهتمام بقراءة الكتب الشرعية المفيدة.
13 – احذر عزيزي وحبيبي في الله كل الحذر من الاستهزاء بأهل الصلاح والخير ثم احذر من التسلي بأعراضهم في المجالس بل عليك بالذب عنهم عندما تسمع أي شخص يسبهم أو ينقص من قدرهم.
14 – أكثر من الدعاء لنفسك بالثبات على دين الله الحق ولإخوانك المسلمين في كل مكان فهم بحاجة إلى ذلك.
15 – احرص على أن تكون رمز الرجولة في تصرفاتك حتى يشعر أهلك بأن من التزم بهذا الدين إنما أصبح رجلاً ولا تنس ما فعله عمر بن الخطاب البرونزية عندما رأى شاباً يمشي وهو منكساً رأسه فضربه عمر بالدرة رضي الله عن عمر.
16 – الله الله ببر الوالدين، والحرص على خدمتهما وطاعتهما في غير معصية الله.
17 – احرص أخي على حضور المحاضرات والدروس العلمية قدر المستطاع.
تم ما تم وكتب ما تقدم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[IMG]http://abeermahmoud07.******.com/873-Thanks-AbeerMahmoud.gif[/IMG]

عذاب القبر أسبابه وكيفية النجاة منه 2024.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على من أكمل الله به الدين وأتم به النعمة، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. أما بعد:

أسباب ط¹ط°ط§ط¨ القبر
أورد ابن القيم رحمه الله سؤالاً حول عذاب ط§ظ„ظ‚ط¨ط± وأجاب عليه، في كتابه "الروح".

قال ـ رحمه الله تعالى ـ يقول السائل: ما الأسباب التي يعذب بها أصحاب القبور؟ وجواب ذلك من وجهين: مجمل، ومفصل:

أما المجمل: فإنهم يعذبون على جهلهم بالله، وإضاعتهم لأمره، وارتكابهم معاصيه، فلا يعذب الله روحاً عرفته وأحبته وامتثلت أمره واجتنبت نهيه، ولا بدناً كانت فيه أبداً، فإن عذاب القبر وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده، فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار ثم لم يتب ومات على ذلك، كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه، فمستقل ومستكثر، ومصدق ومكذب.

وأما الجواب المفصل: فقد أخبر النبي عن الرجلين اللذين رآهما يعذبان في قبورهما، يمشي أحدهما بالنميمة بين الناس، ويترك الآخر الاستبراء من البول، فهذا ترك الطهارة الواجبة وذلك ارتكب السبب الموقع للعداوة بين الناس بلسانه وإن كان صادقاً، وفي هذا تنبيه على أن الموقع بينهم العداوة بالكذب والزور والبهتان أعظم عذاباً، كما أن في ترك الصلاة التي الاستبراء من البول بعض واجباتها وشروطها فهو أشد عذاباً. وأخبر عليه الصلاة والسلام – كما في رواية – أن أحد هذين اللذين يعذبان كان يأكل لحوم الناس، فهو مغتاب، وذلك نمام.

وجاء عنه { أن رجلاً ضرب في قبره سوطاً فامتلأ القبر عليه ناراً؛ لكونه صلى صلاة واحدة بغير طهور، ومر على مظلوم فلم ينصره } [الحديث رواه الطحاوي في بسند حسن].

وأخبر كما في حديث سمرة بن جندب الذي رواه البخاري عن تعذيب من يكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وعن تعذيب من يقرأ القرآن ثم ينام عنه بالليل ولا يعمل به في النهار، وعن تعذيب الزناة والزواني، وعن تعذيب آكل الربا، أخبر عنهم كما شاهدهم في البرزخ.

وفي حديث آخر أخبر عن رضخ رؤوس أقوام بالصخر لتثاقل رؤوسهم عن الصلاة، وعن الذين يسرحون بين الضريع والزقوم لتركهم زكاة أموالهم، وعن الذين يأكلون اللحم المنتن الخبيث لزناهم، والذين تقرض شفاههم بمقارض من حديد لقيامهم في الفتن بالكلام والخطب.

وجاء في حديث رواه أبو سعيد عنه ذكر أرباب بعض الجرائم وعقوباتهم: فمنهم من بطونهم أمثال البيوت وهم على سابلة آل فرعون، وهم أكلة الربا، ومنهم من تفتح أفواههم فيلقمون الجمر حتى يخرج من أسافلهم، وهم أكلة أموال اليتامى، ومنهم من تقطع جنوبهم ويطعمون لحومهم، وهم المغتابون، ومنهم من لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم، وهم الذين يمزقون أعراض الناس.

وأخبر النبي عن صاحب الشملة التي غلها من المغنم؛ أنها تشتعل عليه ناراً في قبره، هذا وله فيها حق، فكيف بمن ظلم غيره ما لا حق فيه؟!

فعذاب القبر من معاصي القلب والعين والأذن والفم واللسان والبطن والفرج واليد والرجل والبدن كله: فالنمام، والكذاب، والمغتاب، وشاهد الزور، وقاذف المحصن، والموضع في الفتنة، والداعي إلى البدعة، والقائل على الله ورسوله ما لا علم له به، والمجازف في كلامه، وآكل الربا، وآكل أموال اليتامى، وآكل السحت من الرشوة وغيرها، وآكل مال أخيه المسلم بغير حق، أو مال المعاهد، وشارب المسكر، والزاني، واللوطي، والسارق، والخائن، والغادر، والمخادع، والماكر، وآخذ الربا ومعطيه وكاتبه وشاهداه، والمحلل والمحلل له، والمحتال على إسقاط فرائض الله وارتكاب محارمه، ومؤذي المسلمين ومتتبع عوراتهم، والحاكم بغير ما أنزل الله، والمفتي بغير ما شرع الله، والمعين على الإثم والعدوان، وقاتل النفس التي حرم الله، والملحد في حرم الله، والمعطل لحقائق أسماء الله وصفاته الملحد فيها، والمقدم رأيه وذوقه وسياسته على سنة رسول الله ، والنائحة والمستمع إليها، ونواحو جهنم، وهم المغنون الغناء الذي حرمه الله ورسوله، والمستمع إليهم والذين يبنون المساجد على القبور، ويوقدون عليها القناديل والسُرج، والمطففون في استيفاء ما لهم إذا أخذوه، وهضم ما عليهم إذا بذلوه، والجبارون، والمتكبرون، والمراءون، والهمازون واللمازون، والطاعنون على السلف، والذين يأتون الكهنة والمنجمين والعرافين فيسألونهم ويصدقونهم، وأعوان الظلمة الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، والذي خوفته بالله وذكرته به فلم يرعوِ ولم ينزجر، فإذا خوفته بمخلوق مثله خاف وارعوى وكف عما هو فيه، والذي يهدي بكلام الله ورسوله فلا يهتدي، ولا يرفع به رأساً، فإذا بلغه عمن يحسن به الظن ممن يصيب ويخطئ عض عليه بالنواجذ ولم يخالفه، والذي يقرأ القرآن فلا يؤثر فيه، وربما اشتغل به، فإذا سمع قرآن الشيطان ورقية الزنا ومادة النفاق طاب سره وتواجد وهاج من قلبه دواعي الطرب، وود أن المغني لا يسكت، والذي يحلف بالله ويكذب، فإذا حلف بالولي أو برأس شيخه أو أبيه أو حياة من يحبه ويعظمه من المخلوقين لم يكذب ولو هدد وعوقب، والذي يفتخر بالمعصية ويتكثر بها بين أقرانه، وهو المجاهر، والذي لا تأمنه على مالك وحرمتك، والفاحش اللسان الذي تركه الخلق اتقاء شره وفحشه، والذي يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها وينقرها ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً، ولا يؤدي زكاة ماله طيبة بها نفسه، ولا يحج مع قدرته على الحج، ولا يؤدي ما عليه من الحقوق مع قدرته عليها، ولا يتورع من لحظِة ونظره ولا من لفظه ولا أكله ولا خطوِه، ولا يبالي بما حصل من المال من حلال أو حرام، ولا يصل رحمه، ولا يرحم المسكين ولا الأرملة ولا اليتيم، ولا يرحم الحيوان البهيم، بل يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين، ويرائي للعالمين، ويمنع الماعون، ويشتغل بعيوب الناس عن عيبه، وبذنوبهم عن ذنبه.

فكل هؤلاء وأمثالهم يعذبون في قبورهم بهذه الجرائم، بحسب كثرتها وقلتها، وصغرها وكبرها. ما لم يغفر الله لهم ويتجاوز عنهم بتوبة أو رحمة منه تعالى.

ولما كان أكثر الناس كذلك، كان أكثر أصحاب القبور معذبين، والفائز منهم قليل، فظواهر القبور تراب، وبواطنها حسرات وعذاب، ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات، وفي باطنها الدواهي والبليات، تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها، ويحق لها وقد حِيل بينها وبين شهواتها وأمانيها.

تالله لقد وعظت فما تركت لواعظ مقالاً، ونادت: يا عُمار الدنيا، لقد عمرتم داراً موشكة بكم زوالاً، وخربتم داراً أنتم مسرعون إليها انتقالاً، عمرتم بيوتاً لغيركم منافعها وسكناها، وخربتم بيوتاً ليس لكم مساكن سواها، هذه دار الاستباق، ومستودع الأعمال وبذر الزرع، وهذه محل للعبر، رياض من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.

أصلح الله لنا ولكم العاقبة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

كيفية النجاة
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في هذا السياق: إن الأسباب المنجية من عذاب القبر من وجهين: مجمل، ومفصل. ونحن ننقل كلامه هنا مع شيء من التصرف.

أما المجمل فهو: تجنب الأسباب التي تقتضي عذاب القبر، ومن أنفع أسباب تجنب عذاب القبر: أن يجلس الإنسان عندما يريد النوم لله ساعةً يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه، ثم يجدد له توبة نصوحاً بينه وبين الله، فينام على تلك التوبة، ويعزم على ألا يعاود الذنب إذا استيقظ، ويفعل هذا كل ليلة، فإن مات من ليلته مات على توبة، وإن استيقظ استيقظ مستقبلاً للعمل مسروراً بتأخير أجله، حتى يستقبل ربه، ويستدرك ما فاته، وليس للعبد أنفع من هذه النومة، ولا سيما إذا عقب ذلك بذكر الله واستعمال السنن التي وردت عن رسول الله عند النوم، حتى يغلبه النوم، فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأما الجواب المفصل: فنذكر أحاديث عن رسول الله فيما ينجي من عذاب القبر:

فمن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله يقول: { رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان }.

ومعنى الرباط: الإقامة بالثغر مقوياً للمسلمين على الكفار، والثغر: كل مكان يخيف أهله العدو ويخيفهم. والرباط فضله عظيم وأجره كبير، وأفضله ما كان في أشد الثغور خوفاً.

ومما ينجي من عذاب القبر ما دل عليه ما رواه النسائي عن رجل من أصحاب النبي أن رجلاً قال: ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: { كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة }.

وروى الترمذي وابن ماجه وغيرهما بسند صحيح عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه، عن رسول الله قال: { للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه }، وهذا لفظ ابن ماجه وعند الترمذي: { ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجه من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه }. وهذا بعض فضل الجهاد في سبيل الله والاستشهاد فيه.

ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر: ما ثبت عند أبي داود والترمذي وابن ماجه والنسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال: { سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى غفر له }. فدل هذا الحديث وما جاء في معناه من الآثار على أن من حافظ على قراءة سورة الملك وداوم على ذلك وعمل بما دلت عليه؛ فإنها تنجيه من عذاب القبر.

ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر: ما صح عن النبي أنه قال: { من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره } [رواه الترمذي] وهذا يحمل من أصيب بداء البطن أن يصبر ولا يجزع، ويحتسب الأجر عند الله، وأن يحتسبه أهله كذلك.

ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر: ما رواه الإمام أحمد وغيره أن رسول الله قال: { ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر }. وهذا محض فضل الله وتوفيقه لحسن الخاتمة.

ومما يستأنس به في هذا الباب: ما رواه ابن حبان في صحيحه وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال: { إن الميت إذا وضع في قبره، إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه، فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره، فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه، فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قبلي مدخل. فيقال له: اجلس، فيجلس، وقد مثلت له الشمس وقد أدنيت للغروب، فيقال له: أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: دعوني حتى أصلي، فيقولون: إنك ستفعل. أخبرنا عما نسألك عنه، أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم، ما تقول فيه؟ وماذا تشهد عليه؟ قال: فيقول: محمد، أشهد أنه رسول الله، وأنه جاء بالحق من عند الله، فيقال له: على ذلك حييت، وعلى ذلك مت، وعلى ذلك تُبعث إن شاء الله، ثم يُفتح له باب من أبواب الجنة، فيقال له: هذا مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها، فيزداد غبطة وسروراً، ثم يُفتح له باب من أبواب النار، فيقال له: هذا مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها لو عصيته، فيزداد غبطة وسروراً، ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعاً، وينور له فيه، ويعاد الجسد لما بدأ منه، فتجعل نسمته في النسم الطيب، وهي طير يعلق في شجر الجنة }، قال: فذلك قوله تعالى: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ إلى آخر الآية [إبراهيم:27]، ثم ذكر تمام الحديث.

وقد دل على ذلك أن تلك الأعمال من الصلاة والزكاة والصيام وفعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس من أسباب ط§ظ„ظ†ط¬ط§ط© من عذاب القبر وكربه وفتنه.

والجامع في ذلك تحقيق التقوى لله تعالى، كما قاله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [الأحقاف:13].

اللهم اجعل قبورنا وإخواننا المسلمين رياضاً من رياض الجنة، وقنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، يا كريم، وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

يارب رحمتك اللهم احسن خواتيمنا اجمعين..
جزاك الله خير وجعل ماتعملين في موازين حسناتك…

البرونزية

التوبة سبيل النجاة 2024.

قال لي صاحب: ذات يوم قلَّبتُ أوراق التقويم الهجري.. فإذا بتلك المفاجأة العظيمة.. نعم.. والله إنها لعظيمة..

عامٌ كاملٌ من عمري مضى، وما أعلم أنه انقضى.. إلا في ضياع وانحراف.. فاعتلجني شعورٌ قلبيٌ هزني.. كأنه صاعقةٌ عظيمة.. ارتجفت أعضائي، واهتز كياني حينما علمتُ أن عاماً كاملاً مضى من عمري ما تزودتُ فيه لقبري..

اعتصر القلب حسرةً.. وما تمالكت نفسي إلا ودمعة حرّى تنحدرُ من على خدي.. حزناً على التفريط.. أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115].

يا من غدا في الغيِّ والتيه *** وغرَّه طولُ تماديــهِ
أملى لك الله فبارزتــــــهُ *** ولم تخف غبَّ معاصيهِ
أخي الكريم.. أختي الكريمة.. اعلموا أن اللذة المحرمة ممزوجةٌ بالقبح حال تناولها، مثمرةٌ للألم بعد انقضائها.. وأن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق..

إذا علم هذا، فليعلم أن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب والقبر، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق، فاحذر أيها العاصي.. أن تلعنك قلوب المؤمنين..

أخي الكريم.. أختي الكريمة.. قوافل التائبين تسير.. وجموعُ المنيبين تُقبل وبابُ ط§ظ„طھظˆط¨ط© مفتوح.. ودعوة تتلى.. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].. دموع التائبين صادقة.. وقلوبهم منخلعة، يخافون يوماً تتقلبُ فيه القلوبُ والأبصارُ..

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( اجلسوا إلى التوابين فأنهم أرقُ أفئدةً.. ).

أخي الكريم..أختي الكريمة.. لقد كان الفضيل بن عياض قاطعاً للطريق.. وكان يتعشقُ جاريةً.. فبينما هو ذات ليلة يتسور ُعليها الجدار إذ سمع قارئاً يقرأ قول الله جلَّ وعزَّ: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ [الحديد:16].. فأطرق ملياً.. ثم تذكر غدراته وذنوبه.. تذكر إسرافه.. فما كان منه إلا أن ذرف دموع التوبةِ من عينٍ ملؤها اليقينُ برحمة الله..، فتاب واقلع عما كان عليه حتى أصبح من أهل الخير والصلاح في زمنه.

واتــق الله فتقوى الله مـــا *** جاورت قلبَ امرئ إلا وصل
ليس من يقطعُ طرقاً بطـلاً *** إنما من يتـــــــق الله البطل
وبعد هذا.. أخي..أختي هل من مشمِّر؟!..هل من مشمر للتوبة؟!

شمر عسى أن ينفعَ التشميرُ *** وانظر بفكرك مااليه تصيرُ
نعم.. هناك مشمرون.. ولكن إلى أين؟!

مسارعةٌ للخطى وتقويةٌ للعزائم وحثٌ للنفوس.. إنها خطوات في الطريق.. إلى هناك.. حيث الموقف العظيم.. ثم – برحمة الله – إلى روح وريحان ورب غير غضبان..

نستدرك بالتشمير إلى الخير تقصيرنا.. ونعوض بالسير القويم تكاسلنا وتأخرنا.. فهل من مشمر؟!

كل يوم في طريق.. وكل حين في سبيل.. خطوات متسارعة.. وقفزاتٌ متتابعة نسُدُّ الفُرَج ونُغلق الثُلَم..نحصنُ ديارنا.. ديار التوحيد.. فهل من مشمر؟!

نداءٌ لمن تأخر عن الركب.. ولا يزال يرى القافلةَ تسيرُ إلى الخير.. هل من مشمر قبل الندم والبكاء؟! الله جلَّ وعزَّ يقول: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً [النور:31] فهل من مشمر؟! ويقول: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا [الزمر:53] فهل من مشمر؟!

شمر مادام البابُ مفتوحاً.. وعجل.. فَرُبَّ متمهل فاتتهُ حاجتهُ..

أخي.. أختي.. إن أمامكم أفقاً وآسعاً.. أفقاً جميلاً.. نعم إنه أفق رحمة الله.. أفق..التوبة.. إن التائب حبيبُ الله.. يقول جلَّ وعزَّ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ [البقرة:222] فهل من مشمر؟!

وصيتي لك
هذه بعض التوجيهات التي أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ينفعنا وإياك بها:

1 – الحرص على صلاح الباطن لأن صلاح الباطن سبب رئيسي في صلاح الظاهر، فاعمر قلبك أخي بذكر الله وبطاعته جل وعز وبالعقيدة السليمة الصالحة على ما كان عليه الرسول وصحابته الكرام.

2 – المحافظة على أوامر الله جل شأنه بفعلها واجتناب نواهيه سبحانه.

3 – لنتذكر دائماً وأبداً ( لا خير في لذة من بعدها سقر ).

4 – احذر من الكلام الفاحش البذيء وبالذات الغيبة والنميمة.

5 – تذكر دائماً:

إذا ماخلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليَّ رقيب
ولاتحسبن الله يغفـــــل ساعـــــة *** ولا أن ما يخفى عليه يغيب
6 – أصلح عيوب نفسك قبل النظر في عيوب الآخرين.

7 – الحرص على الاستغفار بالغدو وبالأسحار.

8 – التوبة إلى الله تعالى والإنابة إليه في جميع الأحوال.

9 – احرص على التواضع لله فمن تواضع لله رفعه.

10 – ليكن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هما نورك إلى سلوك طريق دار السلام.

11 – احرص على خدمة هذا الدين بكل ما تستطيع من القدرات التي تمتلكها سواء فكرية أو مالية أو جسدية أو غيرها.

12 – الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية، والاهتمام بقراءة الكتب الشرعية المفيدة.

13 – احذر عزيزي وحبيبي في الله كل الحذر من الاستهزاء بأهل الصلاح والخير ثم احذر من التسلي بأعراضهم في المجالس بل عليك بالذب عنهم عندما تسمع أي شخص يسبهم أو ينقص من قدرهم.

14 – أكثر من الدعاء لنفسك بالثبات على دين الله الحق ولإخوانك المسلمين في كل مكان فهم بحاجة إلى ذلك.

15 – احرص على أن تكون رمز الرجولة في تصرفاتك حتى يشعر أهلك بأن من التزم بهذا الدين إنما أصبح رجلاً ولا تنس ما فعله عمر بن الخطاب عندما رأى شاباً يمشي وهو منكساً رأسه فضربه عمر بالدرة رضي الله عن عمر.

16 – الله الله ببر الوالدين، والحرص على خدمتهما وطاعتهما في غير معصية الله.

17 – احرص أخي على حضور المحاضرات والدروس العلمية قدر المستطاع.

تم ما تم وكتب ما تقدم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

جزٍآكيٍ الله كل آلخيرٍ يآلغآلية

مشهد نتمنى جميعا النجاة منه !!! 2024.

البرونزية

وصف يـــــــــوم القيامة

يخرج منها البشر ..

حفاة عراة ..

عليهم غبار قبورهم ..

كلهم يسرعون يلبون النداء فاليوم هو يوم القيامة لا كلام…

ينظر الناس حولهم في ذهول ..

هل هذه الأرض التي عشنا عليها ؟؟

الجبال دكت ..

الأنهار جفت ..

البحار اشتعلت الأرض غير الأرض …

السماء غير السماء..

لا مفر من تلبية النداء ..

وقعت الواقعة ..

الكل يصمت الكل مشغول بنفسه لا يفكر إلا في مصيبته ..

الان اكتمل العدد من الإنس والجن والشياطين والوحوش الكل واقفون في ارض واحدة ..

فجأة ..

تتعلق العيون بالسماء انها تنشق في صوت رهيب يزيد الرعب رعبا والفزع فزعا ..

ينزل من السماء ملائكة أشكالهم رهيبة ..

يقفون صفا واحدا في خشوع وذل ..

يفزع الناس يسألونهم .. أفيكم ربنا .. ؟

ترتجف الملائكة ..

سبحان ربنا ..

ليس بيننا ولكنه آت ..

يتوالي نزول الملائكة حتى

ينزل حملة العرش ينطلق منهم صوت التسبيح عاليا في صمت الخلائق..

ثم ينزل الله تبارك وتعالي في جلاله وملكه ويضع كرسيه حيث يشاء من أرضه

ويقول سبحانه

يا معشر الجن والإنس إني قد أنصت إليكم منذ ان خلقتكم إلي يومكم هذا اسمع قولكم وأبصر أعمالكم ..

فأنصتوا إلي

.. فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم .

فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه

الناس أبصارهم زائغة والشمس تدنو من الرؤوس من فوقهم

لا يفصل بينهم وبينها إلا ميل واحد

ولكنها في هذا اليوم حرها مضاعف ..

انا وأنت واقفون معهم نبكي دموعنا تنهمر من الفزع والخوف ..

الكل ينتظر ويطول الانتظار خمسون ألف سنة ..

تقف لا تدري إلي أين تمضي إلي الجنة أو النار ..

خمسون ألف سنة ولا شربة ماء ولا لقمة ..

تلتهب الأفواه والأمعاء ..

الكل ينتظر يطلب الرحمة ..

البعض يطلب الرحمة ولو بالذهاب إلي النار من هول الموقف وطول الانتظار ..

لهذه الدرجة نعم ..

ماذا أفعل ..

هل من ملجأ يومئذ من كل هذا ؟؟

نعم فهناك أصحاب الامتيازات الخاصة

الذين يظلهم الله تحت عرشه

منهم شاب نشأ في طاعة الله

ومنهم رجل قلبه معلق بالمساجد

ومنهم من ذكر الله خاليا ففاضت عيناه

هل أنت من هؤلاء ؟؟

الأمل الأخير..

ما حال بقية الناس ؟

يجثون علي ركبهم خائفين ..

أليس هذا هو أدم أبو البشر ؟ أليس هذا من أسجد الله له الملائكة ؟ الكل يجري إليه ..

اشفع لنا عند الله اسأله أن يصرفنا من هذا الموقف ..

فيقول : ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله من قبل ..

نفسي نفسي. .

يجرون إلي موسي فيقول :

نفسي نفسي ..

يجرون إلي عيسي يقول :

نفسي نفسي ..

وأنت معهم تهتف

نفسي نفسي …..

فإذا بهم يرون محمد صلي الله عليه وسلم

فيسرعون إليه فينطلق إلي ربه ويستأذن عليه فيؤذن له

ويقال سل تعط واشفع تشفع ..

والناس كلهم يرتقبون

فإذا بنور باهر انه نور عرش الرحمن وتشرق الأرض بنور ربها ..

سيبدأ الحساب ..

ينادي ..

فلان بن فلان ..

انه اسمك أنت تفزع من مكانك ..

يأتي عليك الملائكة يمسكون بك من كتفيك

يمشون بك في وسط الخلائق الراكعة علي أرجلها

وكلهم ينظرون إليك ..

صوت جهنم يزأر في أذنك ..

وأيدي الملائكة علي كتفك ..

ويذهبون بك لتقف أمام الله للسؤال …..

. ويبدأ ظ…ط´ظ‡ط¯ جديد..

هذا المشهد سأدعه لك أخي ولكي يا أختي

فكل واحد منا يعرف ماذا عمل في حياته من خير وشر..

هل أطعت الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟

هل قرأت القرآن الكريم وعملت بأحكامه ؟؟

هل عملت بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟

هل أديت الصلاة في وقتها ؟؟؟

هل صمت رمضان إيمانا واحتسابا ؟؟؟

هل تجنبت النفاق أمام الناس بحثا عن الشهرة ؟؟

هل أديت فريضة الحج ؟؟؟

هل أديت زكاة مالك ؟؟؟

هل بررت أمك وأباك ؟؟

هل كنت صادقا مع نفسك ومع الناس أم كنت تكذب وتكذب وتكذب ؟؟

هل كنت حسن الخلق أم عديم الأخلاق ؟؟؟

هل ..

وهل …

وهل

؟؟

هناك الحساب ….

أما الآن

فاعمل لذلك اليوم…

ولا تدخر جهداَ

واعمل عملاَ يدخلك الجنة

ويبيض وجهك أمام الله يوم تلقاه ليحاسبك،

وإلا فإن جهنم هي المأوى …

واعلم أن الله كما أنه غفور رحيم هو أيضا شديد العقاب

فلا تأخذ صفه وتنسى الأخرى ….
لا إلــه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

سبحان الله العظيم وبحمده

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

لا اله إلا الله الحليم الكريم

لا اله إلا الله العلى العظيم

لا اله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم

لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم

د ع و ا ت ك م

يارب ترحمنا وترزقنا الفردوس الاعلى يااارب
ربي يعطيك العافيه

يعافيك حبيبتي
يسعدني مرورك

رحـــــــمـــــــــتـــــــك ياااااااااارب
اللهم قني عذااااابك يوم تبعث عبااادك

الله يجزاك الجنه برونزاج
ويكتب أجرك
ويرفع قدرك ……. قووووولي آآآآآآآمين

جزاك الله خير

جزاك الله خير

يعطيـــــــــــك العاااااافيه

جزااك الله خيير

آآآآمين
الله يكتب لنا ولكم الاجر

اللهم ارزقنا النظر إلى وجهه الكريم….
آآآآآميييييييين
البرونزية

مطوية و بحث عن طريق النجاة 2024.

أخي الشاب…

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..
أخي في الله، من منطلق أخوّتنا الإسلامية واقتداءً بسنة نبينا محمد البرونزية القائل: { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }. اسمح لي أن أقدم لك هذه الكلمات.
كل مؤمن في الدنيا يخاف عقاب الله وسخطه. فهل تأمن يا أخي عقاب الله؟!
وهل تريد أن تكون من المعذبين غداً يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؟!
وهل ترضى لنفسك أن تنتكس من أسفل سافلين بعد أن خلقها الله في أحسن تقويم؟!
وهل ترغب في الفضيحة بين الخلائق وعلى رؤوس الأشهاد يوم القيامة؟!
إنني أخي الكريم لا يخالجني أدنى شك في أنك لا تريد أن يحصل لك شيء من ذلك. دعني أحدثك حديث الأخ لأخيه عن شيء واحد فقط من الجرائم التي انتشرت في هذا العصر وخصوصاً بين الشباب.
إنني أعلم أن هناك أسئلة كثيرة تدور في رأسك:
ما هذا الجرم؟
هل الحديث عنه مهم إلى هذا الحد؟!
كيف ط§ظ„ظ†ط¬ط§ط© والمخرج منه، وكيف نتقيه؟
ما أضراره وعواقبه؟
لا أريد أن تتعجل لأنك ستجد الجواب الشافي لما تريد بعد قليل.

أخي الحبيب…

إنني على يقين أنك تعلم أن جريمة اللواط حرام، ولكنك لم تعرف مدى عظم هذه الجريمة وشناعتها عند الله عز وجل حيث إن ذلك مخالف لفطرة الإنسان، بل وفطرة الحيوان.
فكيف بك أخي الشاب تفعل ذلك وكأنك لا تعلم أن الله بعظمته وجبروته وقوته يراك وأنت تفعل هذا الجرم، وأنّ باستطاعته أن يعجل لك العقوبة، وأن ينزل عليك عذاباً من عنده، أو أن يقبض روحك وأنت على ذلك، فما هو موقفك من ربك يوم القيامة؟ البرونزية وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ البرونزية [هود:102].
وسنورد لك أخي الكريم بعض الآيات والأحاديث والآثار وأقوال العلماء عن جريمة اللواط، وكذلك بعض الأمراض التي تنتشر بسببها، وبعض الحلول.
نسأل الله أن يوفقنا لاتباع هديه وسنة نبيه محمد البرونزية.

الحذر الحذر

إشارات تحذيرية تطالعنا نتوقف عند بعضها:
قال رسول الله البرونزية: { إنّ أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط } [أخرجه الترمذي وأحمد وابن ماجه والحاكم والهيثمي والدوري والآجري: حسن].
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( لو أنّ لوطياً اغتسل بكل قطرة من السماء لقي ربه غير طاهر ).
عن علي بن أبي طالب البرونزية قال: ( من أمكن من نفسه يُفعل به، طرح الله عليه شهوة النساء ).
عن النجيب بن سري رحمه الله قال: ( كانوا يكرهون أن يحد النظر إلى الغلام الجميل الوجه ).
أخرج أبو الأسود كتاباً لأحد أصحابه، فقال: أشهد أن هذا إملاء علي ابن أبي طالب على أبي الأسود: ( إذا استغنى الرجل بالرجل، والنساء بالنساء، كان الخسف، والمسخ، والقذف من السماء ).

في التاريخ عبرة

لقد صبّ الله العذاب على أمة من الأمم لما تفشى فيهم هذا المرض الخطير، بل ذكر قصتهم في أكثر من موضع في القرآن الكريم، فقال عز وجل: البرونزية وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ البرونزية [النمل:54-58].
وكما ترى فقد جاء على لسان هؤلاء القوم اعتراف بأن آل لوط المؤمنين أناس يتطهرون عن هذا الفعل الشنيع القذر؛ لأن فطرة الإنسان تعلم بما ألهمها الله من غريزة أنّ هذا خلاف الفطرة.
وجاء في تفسير هذه الآيات أن جبريل عليه السلام قد رفع قرى قوم لوط بأمر الله سبحانه وتعالى حتى سمعت ملائكة السماء الدنيا نبح كلابهم، ثم قلبهم، وألقاهم من ذلك العلو الشاهق، وبعد ذلك أتبعهم الله الحجارة المتناهية في الحرارة كالمطر، وهكذا صارت هذه الأمة أحاديث للناس إلى قيام الساعة.
قال الإمام الآجري رحمه الله: ( لقد أخبركم الله عن قوم لوط قبيح ما فعلوا من اللواط، وقد عاقبهم الله بأن طمس على أعينهم، فعميت أبصارهم، ثم اقتلع جبريل عليه السلام مدائنهم بجناحه حتى علاها نحو السماء بجميع من فيها، ثم أقلبها عليهم، ثم قُذفوا بحجارة من سجيل، فلن يفلت منهم حاضر ولا مسافر إلا أخذته الحجارة حتى هلكوا عن آخرهم، ويقال: إنهم كانوا أربعة آلاف ).
ولنا ههنا وقفة: لماذا عاقبهم الله سبحانه وتعالى بهذا العقاب الأليم الذي لم تعاقب به أمة من الأمم سواهم؟ إن هذا العذاب لم يكن ليصيبهم لو لم يكن ذنبهم عظيماً وخطؤهم جسيماً.

الذل في الدنيا

إنّ عمل قوم لوط يعد شذوذاً بالغاً عن الفطرة وانحرافاً جارفاً، ونزوة قذرة، فلا عجب أن يكون موقف الإسلام من هذا العمل الدنيء صارماً وزاجراً. وقد تبين لك فيما سبق الوعيد المنتظر لمن ارتكب هذا المنكر الخطير في الآخرة، فما عقوبته في الدنيا؟
لم يثبت عن رسول الله البرونزية أنه قضى في هذه الجريمة لأنه عمل لم تعرفه العرب، ولكن ثبت عنه البرونزية أنه قال: { اقتلوا الفاعل والمفعول به } [رواه الأربعة].
حكم به أبو بكر البرونزية وكان علي بن أبي طالب أشد الصحابة في الحكم عليه.
ثبت عن خالد بن الوليد البرونزية أنه وجد في بعض نواحي العرب رجلاً يُنكح كما تُنكح المرأة، فكتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فاستشار أبو بكر الصحابة رضي الله عنهم فكان علي بن أبي طالب أشدهم قولاً فيه، فقال: ( ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة وقد علمتم ما فعل الله بها، أرى أن يحرق بالنار ). فكتب إلى خالد، فحرقه.
قال ابن القصار وابن تيمية رحمهما الله: ( أجمعت الصحابة على قتله، وإنما اختلفوا في كيفية قتله ).
قال أبو بكر البرونزية في كيفية قتله: ( يرمى من شاهق ).
وقال علي رضي الله عنه: ( يهدم عليه حائط ).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ( يقتلان بالحجارة ).
قال علي وابن عباس وجابر بن زيد وعبدالله بن معمر والزهري ومالك، وهو رواية عن الإمام أحمد وأحد قولي الشافعي وأبي ثور وغيرهم: ( يرجم من عَمل عَمَل قوم لوط محصناً أو غير محصن ).
سئل ابن عباس عن حد اللوطي فقال: ( يُنظر إلى أعلى بناء في القرية فيُرمى به منكوساً ثم يُتبع بالحجارة ).
كان جابر بن زيد يقول: ( حرمة الدبر أشد من حرمة الفرج ).

أخطاره الدنيوية

من عقوبة هذه الجريمة ما يتسبب عنها من أمراض كثيرة فتاكة، عجز الطب بقدراته العظيمة وأجهزته المتنوعة عن علاجها فضلاً عن القضاء عليها، ولا غالب لأمر الله. ومن هذه الأمراض:
الإيدز: الذي لم يتوصل الأطباء بعد إلى علاج ناجح له، وهو ينتشر بالاتصال الجنسي المحرم، أو الشذوذ الجنسي (اللواط).
السيلان: الذي يسبب التهاباً حاداً أو مزمناً في الخصيتين، وقد يؤدي إلى العقم، وإلى التهابات في المفاصل.
الزهري: الذي يسمى عامياً ( بداء الإفرنج ) لصدوره عن المجتمعات الإفرنجية التي تفشو فيها الفاحشة.
التقرحات الجنسية: التي تسبب التهابات في العقد البلغمية قد تؤدي إلى خراجات قيحية مزمنة، والتهابات في المجاري البولية، وآلام مفصلية، وتورمات في الأطراف.
هذه أخطر أمراض الشذوذ الجنسي، وغيرها كثير، فهل من أحد يرغب في الإصابة بشيء منها؟! نسأل الله السلامة والعافية من كل سوء.

طريق النجاة

أخي إن ط·ط±ظٹظ‚ النجاة واضح وضوح الشمس، ألا وهو الابتعاد عن الجرم العظيم. وإليك بعض الأسباب التي تساعدك على ذلك:
1 – التوبة والرجوع إلى الله.
2 – الإبتعاد عن رفقاء السوء الذين يزينون لك المنكر ويوقعونك في الإثم، فهم من أعظم الأسباب في إصلاح الشاب أو إنحرافه، فعليك باختيار الرفقة الصالحة التي تعينك على أمور دينك ودنياك.
3 – غض البصر عن كل ما يثير الشهوة من النظر ومخالطة المردان، أو الصور التي تموج بها المجلات والأفلام، وغيرها.
4 – السعي في الزواج لتحصين نفسك، وتتبع دعوة النبي البرونزية للشباب في قوله: { يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء }.
5 – الإكثار من الصوم لتنكسر الشهوة، لقوله البرونزية: { إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فضيقوا عليه بالجوع }.
6 – ملء الفراغ بما ينفع لأن الإنسان إذا خلا صار عرضة للخواطر الآثمة التي يوسوس بها الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء.

وأخيراً أخي الشاب..

ماذا تنتظر؟ هل تنتظر أن يُقبض عليك وأنت متلبس بهذه الجريمة؟
هل فكرت في حال أبيك الذي يكدح من أجل أن يؤمن لك ما تريد؟! وهو الذي كان يعتز بابنه في المجالس.
هل فكّرت في حال أمك التي أمضت الليالي الطوال من أجل راحتك؟! أتهديهما فضيحة تسود منها وجهيهما أمام الناس؟
هل تنتظر موتاً يأتيك، وأنت مستمر في ممارسة هذه الجريمة، فالموت ليس له موعد، والموت كذلك لا يعرف كبيراً ولا صغيراً.
وفي الختام أخي العزيز أرجو أن أكون قد وفقت لإظهار صورة موجزة عن حكم هذه الجريمة، وأضرارها، لتكون عبرة لمن لم يفعل هذه الجريمة وسبباً لتوبة من أوقعه الشيطان في حبائلها حتى يكون في زمرة التائبين العائدين إلى ربهم. ويجب عليك أخي الكريم أن تبلغ كل شاب بعظم جريمة اللواط وخطرها حتى يكون لك الأجر والثواب من الله.
أسأل الله العلي القدير أن يمن علينا وعليك بالتوبة، وأن يجعل ما كتبت لك وما قرأت أنت فيها حُجة لنا ولك لا علينا وعليك، والله الموفق إلى ما فيه صلاح المسلمين.

وقفات:

قال بلال بن سعد: ( ربّ مسرور مغبون، يأكل ويشرب ويضحك، وقد حُقّ له في كتاب الله عز وجل أنه من وقود النار ).
كان الحسن يقول: ( رحم الله امرءً لم يغرّه كثرة ما يرى من الناس، ابن آدم: إنك تموت وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك ).
أعلى درجة حرارة توصل الإنسان لإنتاجها تتراوح بين 300 – 400 مليون درجة وهي الحرارة الناشئة عن إنفجار قنبلة ذرية. فنعوذ بالله من النار ومن غضب الجبار.
كان بعض السلف يقرأ: البرونزية فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ البرونزية [الزلزلة:8،7] فيبكي ثم يقول: ( إن هذا الإحصاء شديد ).
قال أحمد بن عاصم: ( هذه غنيمة باردة، أصلح ما بقي من عمرك، يُغفر لك ما مضى ).

[IMG]http://abeermahmoud07.******.com/873-Thanks-AbeerMahmoud.gif[/IMG]