الوحمات والشامات 2024.

الوحمات ظˆط§ظ„ط´ط§ظ…ط§طھ عبارة عن تغيرات وظواهر جلدية تتم ملاحظتها عند الولادة أو في المراحل الأولى والمبكرة من العمر. وتظهر هذه ط§ظ„ظˆط­ظ…ط§طھ بأشكال وألوان مختلفة، ولا تقتصر على لون واحد. وكان العلاج الغالب لهذه الظواهر والمتغيرات الجلدية مقصوراً على التدخل الجراحي الذي كان مصحوباً بنتائج غير مرضية في أكثر الأحيان، غير أن ثورة العلاج بالليزر فرضت نفسها علاجاً لهذه الوحمات والشامات، وأصبح الليزر علاجاً أساسياً لبعضها وأحد العلاجات المهمة لبعضها الآخر. ولعل المجال هنا لا يتسع لمناقشة واستعراض جميع الوحمات، ولكن سيتطرق الحديث إلى بعضها.

1- الوحمات الدموية الوعائية

تعرف هذه الوحمات بال HEMANGIOMA وتعد الأكثر شيوعاً لدى الأطفال، وقد تظهر في أي مكان من الجلد بأحجام مختلفة. وتنقسم إلى ثلاثة أنواع: السطحية والعميقة والمركبة. وتظهر هذه الوحمات في سن مبكرة وتتميز بزيادة مطردة في الحجم خلال السنة الأولى تتبعها مرحلة استقرار تتناقص تدريجياً؛ حيث تمر مرحلة الانحسار ببطء وتحتاج إلى عدة سنوات من المتابعة. وبشكل عام يتم علاج هذا النوع من الوحمات عن طريق الكورتيزون الفموي أو حقن الكورتيزون أو عن طريق الليزر، إضافة إلى علاجات أخرى تتحدد بحسب الحالة وشدتها. ويتمثل دور الليزر في علاج النوع السطحي ذي اللون الأحمر عن طربق الليزر الوميضي أو ما يعرف بال PULSED DYE LASER من خلال جلسات متعددة ومتكررة. أما في حال النوع المركب فيمكن استخدام الليزر علاجاً إضافياً لعلاج الكورتيزون. ويمكن استخدام هذا النوع من الليزر لجميع الأعمار، بمن فيهم الأطفال حديثو الولادة، كما يستخدم الليزر الوميضي في علاج التقرحات التي قد تنشأ مع هذه الوحمات الدموية. ويمكن استخدام الليزر الوعائي ذي الموجة والومضة الطويلة للوحمات الدموية العميقة DEEP HEMANGIOMA ولكن يحتاج هذا النوع من الليزر إلى خبرة وفهم لآلية عمله ودراية بالمعايير اللازمة لتحقيق أهدافه.

2- الوحمات الوعائية الشعيرية

يطلق عليها CAPILLARY MALFORMATIONS أو PORT WINE STAIN وتسمى أيضاً الوحمات الملتهبة NEVUS FLAMMEUS وتتميز هذه الوحمات بوجودها وملاحظتها منذ الولادة وتظهر على شكل منطقة تغير احمراري دون أي بروز على سطح الجلد. وتتفاوت درجات الاحمرار من شخص إلى آخر. وبخلاف الوحمات الدموية الوعائية لا تتطور أو تكبر هذه الوحمات في السنة الأولى من العمر، كما تتطلب بعض أنواع هذه الوحمات التي تصيب منطقة الرأس فحصاً وتقييماً طبياً للتأكد من سلامة العين والدماغ، كما تعتبر منطقة الرأس والرقبة الأكثر تأثراً بهذه الوحمات.

وقبل اكتشاف ومعرفة الليزر لم يكن لهذه الوحمات علاج فعال وآمن، ويعتبر العلاج بالليزر العلاج الأمثل للوحمات الملتهبة، ويعد العلاج بالليزر الوميضي الأول بين علاجات الليزر. وعادة تظهر الحاجة إلى عدد متكرر من جلسات الليزر حتى تتحقق النتائج المرجوة. ويعتبر الليزر للمصابين بهذه الوحمات بمنزلة طوق نجاة يتم عن طريقه علاج مشكلتهم بيسر وأمان. وتعد نتائج العلاج بالليزر مرضية ورائعة في أحيان متعددة. وبشكل عام يمكن وصف نتائج العلاج بالليزر الوميضي باختفاء وتلاشي هذه الوحمات بشكل كامل أو شبه كامل لدى 10-15% ممن يتلقون هذا العلاج وبتحسن يفوق 50% ويصل إلى 80% لدى معظم هذه الحالات. ويتبقى 10% من الحالات لا تستجيب ويطلق عليها الحالات الممانعة. ويمكن استخدام أنواع أخرى من الليزر لعلاج الحالات الممانعة مثل ال KTP والليزر ذي الموجة الطويلة من فصيلة ال Q:SWITCH كما ظهرت نتائج مرضية لعلاج الوحمات الممانعة بالعلاج بالضوء. وإجمالاً يمكن القول إن التطور الكبير في الليزر جعل من علاج الوحمات الملتهبة أمراً ممكناً وفاعلاً وآمناً في الوقت نفسه، كما أن الخيارات المتاحة للعلاج بالليزر فتحت آفاقاً كبيرة لعلاج الحالات الممانعة منها.

3- الوحمات الصبغية من نوع أوتا

تعتبر وحمة أوتا NEVUS OF OTA من الوحمات المتميزة في لونها والتي تميل إلى الخضرة والزرقة نتيجة عمق الصبغة وموقعها، وهي تصيب منطقة ما حول العينين. وقبل ظهور الليزر لم يكن هناك علاج فعال وآمن لهذه الوحمات. ولقد أثبت الليزر من فصيلة Q:SWITCHED درجة فاعلة وآمنة بدرجة كبيرة في علاج هذه الوحمات بحيث أصبح بالإمكان الوصول إلى الصبغة المسؤولة عن إحداث هذه الوحمة والتخلص منها دون الإضرار بالجلد المجاور بدقة عالية وانتقائية مرتفعة.

وفي طب وعلم العلاج بالليزر ظهرت وثبتت عدة طرق في كيفية التعامل مع أنواع الليزر من نوع Q:SWITCHED سواء بطول الموجة nm755 أو nm1064 أو بطريقة الجمع بين طولي الموجتين والتي تتحدد بطبيعة الحالة ومدى الاستجابة لليزر. وفي جميع الأحوال هناك حاجة إلى عدة جلسات حتى يتم تحقيق النتائج المرجوة والمرضية، كما تجدر الإشارة إلى أهمية حماية ووقاية العين أثناء علاج هذه الوحمات، والذي يجب أن يتم بطريقة مهنية عن طريق استخدام ما يعرف بال ****L EYE SHEILDS ومما لا شك فيه أن علاج وحمة أوتا بالليزر يعد تطوراً كبيراً بث الارتياح في نفوس المتأثرين بها.

4- الوحمات الصبغية المتلونة

تعتبر هذه الوحمات التي تعرف ب CONGENITAL MELANOCYTIC NEVI الأكثر تداولاً بين الناس، وعادة ما يشار إليها بالوحمات أو الشامات أو (حبات الخال). وتتفاوت أحجام هذه الوحمات من الصغيرة إلى المتوسطة إلى الكبيرة. ولعل العلاج الجراحي هو العلاج المتداول الذي لا يزال خياراً متاحاً وممكناً. وهناك من لا يرى علاج هذه الوحمات بالليزر تجنباً لأي تغير فيها يصعب من بعده متابعتها، وهذا ليس محور حديثنا ولسنا بصدده اليوم، غير أن مما لا شك فيه أن العلاج بالليزر لهذه الوحمات المتلونة أصبح خياراً متداولاً يتم طرحه ومناقشته مع كل حالة تقريباً. ولقد تم بالفعل علاج هذه الوحمات بالليزر وأظهر نتائج جيدة.

ويمكن اختصار الحديث حول علاج الوحمات المتلونة بالليزر بأنه أحد الخيارات المتاحة، خصوصاً لعلاج الصغيرة والمتوسطة منها، وتلك التي يصعب علاجها بالجراحة. ولعل المجال لا يتسع لمناقشة العلاج بالليزر للوحمات الأخرى مثل الوحمات الطولية البارزة والوحمات الصبغية الأخرى والأنواع الأخرى للوحمات والاعتلالات الدموية، ولكن ارتأينا هنا إرسال إشارات علمية واضحة إلى أن ما شهده وما زال يشهده العلاج بالليزر من تطور وتقدم وتجدد جدير بالاحترام، ويعد حقيقة ثورة علمية ونقلة نوعية فتحت آفاقاً واسعة وجديدة لعلاج مشكلات ومظاهر جلدية لم يعرف لها علاج ناجع في السابق مع إضفاء مظلة الأمان والسلامة التي ينشدها الأطباء والمرضى على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.